ابلغت مصادر ديبلوماسية في الرياض ان السعودية والكويت لا تزالان على موقفهما المتشدد تجاه بغداد خصوصاً بعد التهديدات والادعاءات العراقية الاخيرة للبلدين بلسان الرئىس العراقي صدام حسين نفسه. وقالت المصادر، التي تحدثت الى "الحياة" لتوضيح اطار زيارة ولي العهد الكويتي للرياض امس ان السعودية والكويت "تعدان لتحرك ديبلوماسي مضاد للتحرك العراقي في الدول العربية، المتمثل في زيارات وزير الخارجية العراقي لأكثر من عاصمة عربية في الايام الاخيرة". والتقى الرئيس السوري حافظ الاسد، امس، الوزير العراقي الذي نقل اليه "رسالة شفوية" من الرئيس العراقي تتضمن طلب المساعدة لرفع الحظر الدولي عن العراق. راجع ص 5 واكدت مصادر اخرى مطلعة ل"الحياة" ان محادثات ولي العهد الكويتي، امس، مع القيادة السعودية في الرياض لم تعر اهتماماً لتأكيدات الرئيس العراقي استعداد بلاده فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية. وقالت ان "التعامل مع العراق بثقة او بحسن نية بات اليوم امراً مستبعداً من دول الخليج العربية وبالأخص من السعودية والكويت، فكيف يهددنا العراقيون بالأمس ويطالبوننا اليوم بنسيان الماضي؟"، ولفتت الى "ان آثار دعوة الرئيس العراقي، قبل نحو شهر، الشعوب العربية للثورة على حكامها لم تمحها الذاكرة حتى الآن". والتقى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، امس، ولي العهد الكويتي رئيس مجلس الوزراء الشيخ سعد العبدالله الصباح الذي زار الرياض لبضع ساعات واجرى محادثات مكثفة مع ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الامير عبدالله بن عبدالعزيز، حضرها النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء السعودي وزير الدفاع والطيران الامير سلطان بن عبدالعزيز. وفي الوقت الذي قالت "وكالة الانباء السعودية" ان الامير عبدالله والشيخ سعد بحثا في "العلاقات بين البلدين الشقيقين واستعرضا أهم المستجدات على الساحات الخليجية والعربية والاسلامية والدولية"، اكدت مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" ان موضوع العراق كان في صلب المحادثات السعودية -الكويتية، التي تطرقت الى "تهديدات العراق بمهاجمة قواعد في السعودية والكويت استناداً الى ان الطائرات الاميركية والبريطانية التي تهاجمه تنطلق منها". ولاحظت المصادر، في حديثها مع "الحياة"، ان طلب العراق "فتح صفحة جديدة في العلاقات العربية يأتي في اعقاب افساد بغداد المؤتمر الوزاري العربي التشاوري الذي عقد في القاهرة اثر انسحاب الوفد العراقي برئاسة وزير الخارجية محمد سعيد الصحاف الذي وصف اجتماع الوزراء العرب بأنه ساذج وسخيف، والآن يعلن العراقيون استعدادهم لحضور اي اجتماع عربي على اي مستوى، بعدما اعتبروا الدول العربية عميلة ومتآمرة وتقدم غطاء لعدوان عسكري على العراق لأنها اكدت وقوفها الى جانب الشعب العراقي من دون النظام العراقي". وأقام ولي العهد السعودي حفلة غداء رسمية تكريما لنظيره الكويتي والوفد المرافق له. والى جلسة المحادثات التي حضرها الوفدان عقد الامير عبدالله والشيخ سعد جلسة مغلقة. رئيس الاركان الاميركي في غضون ذلك استقبل الامير سلطان بن عبدالعزيز أمس رئيس هيئة الاركان الاميركية المشتركة الجنرال هنري شيلتون، في حضور رئيس هيئة الاركان العامة السعودي الفريق الاول الركن صالح بن علي المحيا. وقالت مصادر مطلعة ل"الحياة" ان الامير سلطان بحث مع شيلتون الاوضاع في العراق في ظل تجدد المواجهات بين الطائرات الاميركية-البريطانية والدفاعات العراقية المضادة للطائرات، وكان آخرها أمس. وشدد الامير سلطان على خطورة انعكاسات هذه المواجهات على الشعب العراقي وضرورة عدم التعرض لاهداف مدنية عراقية". وكان الجنرال شيلتون اجرى محادثات منفصلة مع الفريق المحيا في وقت سابق، وبحثا في "العديد من الموضوعات التي تهم القوات المسلحة في البلدين الصديقين"، طبقاً لوكالة الانباء السعودية. وزار شيلتون امس قاعدة الامير سلطان العسكرية في الخرج 70 كيلومتراً جنوبالرياض وتفقد الجنود الاميركيين الموجودين هناك ضمن قوات دولية مكلفة متابعة تنفيذ العراق قرارات الاممالمتحدة، ثم غادر الى قطر فسلطنة عمان.