حسمت امارة دبي ولاية العهد فيها لمصلحة الشيخ محمد بن راشد المكتوم وزير الدفاع في الحكومة الاتحادية في دولة الامارات بعد خمس سنوات من توقع حدوث هذا الاستحقاق لترتيب الأوضاع في هذه الامارة النفطية بعد وفاة الشيخ المرحوم راشد بن سعيد المكتوم الحاكم السابق لدبي والباني الفعلي لهذه الامارة. فقد أصدر الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم نائب رئيس دولة الامارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مرسوماً بتعيين الشيخ محمد ولياً للعهد، كما أصدر مرسوماً آخر بتعيين الشيخ حمدان بن راشد المكتوم وزير المالية والصناعة في الحكومة الاتحادية نائباً لحاكم امارة دبي. ومنح المرسوم الثاني الشيخ حمدان صلاحيات الحكم في امارة دبي في حال غياب الحاكم الشيخ مكتوم بن راشد. وتؤكد مصادر سياسية في دبي ان هذه الخطوة التي اعتبرت مفاجئة في توقيتها خضعت لدراسات واسعة داخل الأسرة الحاكمة في دبي منذ وفاة الشيخ راشد في أواخر عام 1990، وهي "تحقق التوازن" داخل الأسرة الحاكمة بتقاسم المهمات الأولية بين الرجلين القويين في الامارة اللذين كان لهما دور مهم في بناء دبي في عهد والدهما المرحوم الشيخ راشد وخلال فترة تولي الشقيق الأكبر الحكم في الامارة منذ 1990. وقد حسم تعيين الشيخ محمد والشيخ حمدان في منصبي ولي العهد ونائب الحاكم ما تردد من أن الشيخ مكتوم يعد ابنه سعيد لولاية العهد وأبقى الحكم لسنوات طويلة مقبلة محصوراً في أبناء الشيخ راشد. وتؤكد المصادر أن هذه الخطوة جاءت لتكرس الواقع الفعلي القائم في دبي، حيث يتقاسم الشيخ محمد مع شقيقه الشيخ حمدان بشكل عملي معظم المهمات التنفيذية العليا في الامارة ويتولى الشيخ محمد وهو الثالث في الترتيب بين أبناء الشيخ راشد رئاسة دائرة النفط والشرطة والأمن وجميع الدوائر الاقتصادية الأخرى، فيما يتولى الشيخ حمدان ترتيبه الثاني بين أبناء المرحوم الشيخ راشد دائرة الصحة ودائرة الاعلام ودائرة البلدية ومركز دبي التجاري اضافة الى مهماتهما في الحكومة الاتحادية ودورهما السياسي في امارة دبي. وللمرحوم الشيخ راشد ابن رابع هو الشيخ أحمد بن راشد المكتوم الذي يتولى قيادة المنطقة العسكرية الوسطى قيادة الجيش في دبي وهي جزء من جيش دولة الامارات بعد توحيد القوات المسلحة فيها عام 1976. وتؤكد مصادر سياسية ان الشيخ مكتوم أطلع الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رئيس دولة الامارات على هذه الاجراءات قبل اعلانها، نظراً الى العلاقة المتميزة بينهما. وتتوقع مصادر سياسية أن يتم اثر هذه الحركة في دبي اجراء تعديل وزاري في الحكومة الاتحادية أو تشكيل وزارة جديدة، مشيرة الى ان الوضع الجديد للشيخ محمد والشيخ حمدان لم يعد يسمح لهما "بروتوكولياً" بأن يكونا عضوين في الحكومة الاتحادية. وكانت ترددت معلومات عن احتمال تعديل وزاري أو تشكيل حكومة جديدة برئاسة حمدان بن راشد، نظراً الى رغبة الشيخ مكتوم في التخلي عن رئاسة مجلس الوزراء والتفرغ لمنصب نائب رئيس دولة الامارات حاكم دبي. وتؤكد المصادر ان احتمال تشكيل الشيخ حمدان بن راشد حكومة جديدة في أبو ظبي بات أقرب الى الواقع بعد أن تولى منصب نائب الحاكم في امارة دبي التي تحتفظ منذ تشكيل الاتحاد بمنصب رئيس الوزراء في الحكومة الاتحادية الى جانب منصب نائب رئيس الدولة. فقد أصبح الشيخ محمد والشيخ حمدان في ترتيب الشخصيات السياسية في دولة الامارات يأتيان بعد حكام الامارات السبع والشيخ خليفة بن زايد ولي عهد أبو ظبي مباشرة.