ما زال البحث الذي أصدره الناقد المصري عبد الرحمن أبو عوف بعنوان "مراجعات في القصة والرواية"، يثير ردود فعل مختلفة في القاهرة. فالكتاب يتناول عدداً من القضايا التي تزكي السجال الدائر حول القصة والرواية في مصر انطلاقاً من المواجهة بين جيلي الستينات والسبعينات. يرصد أبو عوف علامات تجاوز جيل الستينات للرواية التقليدية، انطلاقاً من دراسة أعمال عبد الحكيم قاسم، يوسف القعيد، جمال الغيطاني، فؤاد قنديل، جار النبي الحلو وغيرهم... ويتوقف المؤلف عند ثغرات تشوب برأيه المنهج النقدي الذي اعتمده غالي شكري في كتابه "الرواية العربية في رحلة العذاب". ويرى أبو عوف أن "أبرز كتاب الستينات الذين أحدثوا في القصة والرواية العربيتين اكتشافات ورؤى وأعمالاً باهرة، يقودون الى ازدهار الحياة الادبية على الرغم من تعتيم أجهزة الاعلام على أعمالهم، وسيطرة الكتاب التقليديين، وأصحاب أنصاف المواهب على النشر والصحافة الادبية". فيما رد بعض المعنيين أن نظرة الناقد الى المشهد الثقافي قديمة، تنطبق على العقد الماضي. ويتوقف عبد الرحمن أبو عوف ملياً عند الدور الذي لعبه الراحل عبد الحكيم قاسم، باعتباره أبرز كتاب الستينات، في دفع الرواية العربية باتجاه تحقيق تحول وتجاوز في مسارها. وهو حسب المؤلف "مع الغيطاني وصنع الله ابراهيم والقعيد وبهاء طاهر وابراهيم أصلان"، من رموز القطيعة مع الرواية التقليدية. وفي القصة يتوقف أبو عوف عند مجموعة "التنظيم السري" لنجيب محفوظ، بصفتها من أهم أعماله القصصية على الرغم من أن الضوء لم يسلط عليها بالقدر الكافي. كما يدرس آثار حرب أكتوبر على القصة المصرية، وأدب الحرب بشكل عام "البطل" ليوسف ادريس نموذجاً، والطريقة التي عبّر فيها جيل الستينات عن حرب 1967، وحرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973 من خلال أعمال الغيطاني والقعيد وفؤاد حجازي والشهيد أحمد حجي. كتاب "مراجعات في القصة والرواية" صادر، ضمن سلسلة "كتابات نقدية" عن الهيئة العامة لقصور الثقافة في مصر.