تزايدت الاشارات بشأن تعيين مارتن انديك رئيس قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأميركي سفيراً للولايات المتحدة في اسرائيل. ويعتبر التعيين ترقية سريعة لانديك الاسترالي المولد الذي تم التعجيل بمنحه الجنسية الأميركية في مستهل العام 1993 لتمكينه من تولي مهمته الحالية في مجلس الأمن القومي الأميركي. وكان انديك قد ولد في بريطانيا، وانتقلت أسرته الى استراليا عندما كان في عامه الثاني. وأقام بضع سنوات لاحقاً في اسرائيل وإن كان ينفي على الدوام أن يكون حاصلاً على الجنسية أو جواز السفر الاسرائيليين. وعلى رغم أنه لا يخفي ولاءه وتعاطفه مع اسرائيل، فإن تعيينه سفيراً قد يثير جدلاً في اسرائيل وواشنطن. إذ أن انديك بقي معظم سنوات اقامته في أميركا وثيق الصلة بتكتل ليكود الخصم الرئيسي لحكومة حزب العمل الحالية. وقد أثار تعيين انديك في منصبه الحالي ردود فعل غاضبة في اسرائيل باعتباره منحازاً لطرف ضد آخر، بل سعى بعض الليبيراليين الموالين لاسرائيل داخل الحزب الديموقراطي قبل تعيين انديك الى ثني أعضاء الفريق الانتقالي الذي عمل مع كلينتون عن الاستعانة بشخص يعتبر وثيق الصلة بحكومة اسرائيلية تم اقصاؤها. وكانت اللجنة الأميركية الاسرائيلية للشؤون العامة، التي تعرف أيضاً باللوبي الاسرائيلي وهو الأقوى في واشنطن، استقطبت انديك ابان عمله استاذاً زائراً في جامعة كولومبيا في نيويورك عام 1983. وأصبح رئيساً للجنتها الاستشارية معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى منذ العام 1985. وذكرت معلومات أخرى أنه عمل مستشاراً في شؤون الشرق الأوسط لرئيس وزراء استراليا. وبقي على الدوام يسوق المبررات الاستراتيجية والجيوسياسية لاستمرار العلاقات الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة واسرائيل. وقال انديك في كلمة ألقاها في معهده السابق في أيار مايو الماضي "إن نهج الادارة الأميركية حيال المفاوضات يجب أن ينطوي على العمل مع اسرائيل وليس ضدها، لأننا ملتزمون تعميق شراكتنا الاستراتيجية مع اسرائيل في سياق البحث عن سلام وأمن". وعندما كان انديك يتحدث كانت المفاوضات السرية بين منظمة التحرير الفلسطينية واسرائيل قطعت شوطاً بعيداً في النروج ولم يكن للادارة الأميركية علم بها. وقالت مصادر اسرائيلية في معرض تبريرها لذلك ان رئيس الوزراء اسحق رابين ووزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز كانا يخشيان أن يقوم أحد مؤيدي كتلة ليكود في الادارة الأميركية بتسريب نبأ المفاوضات وتخريبها. ولا يبدو انه كان للبيت الأبيض أي مساهمة في الانفراج الأخير بين الأردن واسرائيل. غير أن الاختبار الحقيقي لمواقف انديك يتمثل حالياً في مفاوضات السلام على المسار السوري - الاسرائيلي. وقد حشدت كتلة ليكود مؤيديها في واشنطن للوقوف ضد اقتراح نشر جنود أميركيين في مرتفعات الجولان في مسعى لنسف أي خطة سلام محتملة بين دمشق وتل أبيب. فهل سيخضع انديك لضغوط ليكود أم انه سيظهر قدرته على التواؤم مع النهج الرسمي للادارة الأميركية حيال قضية مرتفعات الجولان السورية؟