بعد الجنرال غرازشيف في بروكسيل... اندريه كوزيريف في اسطنبول. ولعبة شد الحبال مستمرة بين الحلف الاطلسي وروسيا، في سبيل "الشراكة من اجل السلام" ولتحديد صيغة للتشاور الثنائي على الأمن الاوروبي. وزراء خارجية منظمة حلف شمالي الاطلسي ومجلس التعاون الاطلسي، التقوا على ضفاف البحر الأسود، لمتابعة نتائج القمة الاطلسية التي انعقدت في كانون الثاني يناير الماضي للبحث في تصور مشترك لحل النزاعات المفترضة في اوروبا الشرقية والوسطى أو المشتعلة في يوغوسلافيا سابقاً ومنطقة القوقاز. النزاع في البوسنة كان حاضراً، لا سيما من خلال اللقاءات الثنائية، وفي مقدمتها لقاء كريستوفر وكوزيريف، ومع ان اي تصور جديد للحل لم يخرج من هذه اللقاءات، فهناك تأكيد بالحسم السياسي قبل فوات الأوان. بالنسبة الى روسيا، فان مسألة انخراطها في بنية متقدمة من التعاون مع الاطلسي، لم تعد تتحمل التأجيل ومداخلة كوزيريف لم تخرج عن الاطار العام حول "العلاقات المتميزة" الذي رسمته مداخلة وزير الدفاع غراتشيف، الشهر الماضي في بروكسيل. لكن في أي حال، وقبل آب اغسطس المقبل، ستوقع موسكو على "اتفاق الشراكة"، حيث لا بديل آخر، وبعد ان تكون وقعت اواخر الشهر الجاري، على اتفاق شراكة من نوع مختلف، له طابع سياسي - اقتصادي مع الاتحاد الاوروبي. والجديد في المرحلة الراهنة هو تكثيف اللقاءات الاطلسية أو التابعة لمجلس التعاون الاطلسي على مستوى رفيع، بالتزامن مع اطلاق مبادرات لتشكيل منظمات تشاور جديدة، كالتي أقترحتها اسبانيا حول "مؤتمر التعاون والأمن المتوسطي" على غرار "مؤتمر التعاون والأمن الاوروبي". ويتعامل الحلفاء الغربيون مع الوضع الروسي وفق حساسيات مختلفة، وكما في بروكسيل كذلك في اسطنبول، دفعت بون في اتجاه تعميق وتنويع الشراكة الأطلسية مع موسكو. اما ان يتم ذلك داخل او خارج المبادرة الاطلسية، فتلك مسألة اخرى.