حتى الآن وقّع 13 بلداً من الاتحاد السوفياتي السابق ودول أوروبا الشرقية والوسطى المنخرطة حتى العام تسعين في حلف فرصوفيا، في مقر حلف شمالي الاطلسي في بروكسيل على وثيقة الانضمام الى عضوية "مبادرة الشراكة من اجل السلام" التي اطلقتها القمة الاطلسية في كانون الثاني يناير الماضي. ولكن مع ذلك تتجه الانظار الى الخطوة التي ستقدم عليها روسيا، أوائل الشهر المقبل على الارجح، بعد ان تكون زالت آخر العقبات السياسية والتقنية أمام مبادرة استراتيجية من هذا النوع. غير أن المصادر الأطلسية التي أعلنت أكثر من مرة ان بروكسيل لن تخضع لشروط خاصة تتقدم بها موسكو، تتجه الى نوع من المعاملة المتميزة، لكن من دون اعادة النظر في المبادئ العامة للمبادرة، اضافة الى ان نقطة الخلاف الجوهرية بين الحلف الاطلسي وجمهورية روسيا تتناول مدى استعداد الحلف للتشاور مع موسكو، قبل اتخاذ قرارات مهمة تتعلق بالأمن الأوروبي. في أية حال، أتت التأكيدات المتكررة لكبار المسؤولين الروس لتبرهن عن وجود ارادة سياسية لدى موسكو في تعاون أمني وثيق مع النظام الجماعي للدفاع الغربي. واذا كان الحلف الاطلسي لم يضع شروطاً خاصة، الا ان وزير الدفاع الروسي الجنرال غراتشيف شدد على ان انخراط روسيا لا يمكن ان يخضع للاعتبارات نفسها التي قادت دولاً عدة في شرق ووسط اوروبا الى خطوة مماثلة، في مقدمتها ان القوة العظمى سابقاً لا يمكن ان تبدل نظامها التسليحي والتدريبي ولا ترمي على المدى البعيد الى الانخراط الكامل في عضوية حلف شمال الاطلسي.