ما هي ملامح استعدادات وزارة الحج لموسم حج هذا العام؟ - تسعى وزارة الحج، منذ انشائها كوزارة مستقلة تهتم بشؤون الحج، الى تنظيم خدماتها لراحة هذا التجمع الاسلامي الكبير ولتكون مقدسات المسلمين وخدمات الحج في المكانة التي تستحقها تكريماً وتعظيماً ولتوفير المناخ الملائم لاداء المناسك في جو من الطمأنينة والخشوع ولتأمين ولتوفير أكبر قدر من الراحة للحجاج والزوار في مسكنهم وتنقلاتهم ومعيشتهم. ومن هنا فان الوزارة تبذل أقصى جهودها وامكاناتها لاداء الواجب الذي تتشرف به في خدمة ضيوف الرحمن والتي تقوم به خير قيام مستنيرة بالتوجيهات الدائمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والتي تحث على بذل كافة الامكانات وتسخيرها لخدمة الحجاج وفق تنظيم وترتيب يكفل الراحة والسلامة والأمان لهم. وفي موسم حج هذا العام وضعت الوزارة خطتها التي استهدفت تطوير مستوى الخدمات التي تقدم للحجاج وتطويع الكفاءات المتمكنة القادرة على اداء واجبها بكل جد واخلاص. وقد جاء ذلك بعدما قامت الوزارة باعادة النظر في اداء خدماتها على ضوء ما تلقته من تقارير المختصين بالجهات التنفيذية والميدانية والجهات الرقابية للارتفاع بهذه الخدمات وسد الثغرات والقضاء على السلبيات وتحويلها الى ايجابيات. اما ملامح هذه الاستعدادات فقد أعدت الوزارة العدة لاستكمال خدمات الحجيج والتوسع فيها لتتناسب مع الزيادة المضطردة في اعداد الحجاج ويأتي في مقدمها تطوير مراكز الحج للاستقبال والتفويج في مختلف المواقع التي يأتي منها الحجاج عند قدومهم او يمرون بها عند سفرهم الى بلادهم. وحرصاً على توفير الخدمات بالنسبة الى طرق الحج انشئت استراحات للحجاج بالتنسيق مع امراء المناطق التي توجد بها كما جرى العمل في تطوير مختلف منافذ دخول الحجاج البرية والبحرية والجوية كما أقامت الوزارة مراكز لارشاد الحجاج التائهين في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة كما ألزمت الوزارة مؤسسات الطوافة باقامة مراكز ارشادية لها في مختلف المواقع لضمان توفير افضل الخدمات لضيوف الرحمن. وتشمل خطة الوزارة القضاء على الاختناقات في المشاعر المقدسة خصوصاً في المزدلفة ومنى وبهدف الوصول الى انسيابية الحركة لضمان نفرة الحجيج في الوقت المناسب وتهيئة حافلات شركات نقل الحجاج ووضع نظام دقيق لها في عمليات تصعيد ونفرة الحجيج مع توفير المقاعد الكافية لحجاج بيت الله الحرام كما تم وضع الخطط التشغيلية لمؤسسات الطوافة التي يتم بمقتضاها قيام المجموعات الميدانية بممارسة دورها في تقديم افضل الخدمات لضيوف الرحمن بعد اختيار اعضائها اختياراً دقيقاً. اما الخطط التشغيلية لمكتب الزمازمة الموحد لموسم حج هذا العام فقد تضمنت توزيع ماء زمزم على دور الحجاج عبر عشرة مراكز فرعية منتشرة داخل احياء مكةالمكرمة منها أربعة مراكز على طريق جدة والمدينة المنورة فيما تم افتتاح أربعة مراكز فرعية اخرى بمراكز الاستقبال والتفويج على مداخل ومخارج مكةالمكرمة. كما انه يتم خلال هذا العام توزيع مياه زمزم يوم التاسع من ذي الحجة والمصادف ليوم الوقوف بعرفات عبر مائة سيارة وايت معبأة بمياه زمزم المبرد فيما سيتم توزيع عبوات مياه زمزم سعة 1.65 لتر لكل حاج اثناء مغادرته ارض المملكة العربية السعودية في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة. وباختصار فان اهم استعدادات الوزارة لاستقبال موسم حج هذا العام تتضمن ما يلي: - التنسيق الكامل بين أجهزة الوزارة ومؤسسات ارباب الطوائف ومختلف الجهات ذات العلاقة بشؤون الحج مثل الدفاع المدني والمرور والأمن العام والصحة وغيرها من اجل التكامل في اداء الخدمات لضيوف الرحمن. - اختيار افضل العناصر من المطوفين للعمل بمجموعات الخدمات الميدانية ومكاتب الاشراف والمتابعة. - تنفيذ الحلول الفورية والعملية العادلة لكافة المشاكل التي تواجه المؤسسات ومجموعات الخدمات الميدانية. - وضع الخطط المدروسة لرفع مستوى الاداء للمطوفين بمجموعات الخدمات الميدانية وتدريبهم، وقد عقدت أول دورة تدريبية لرؤساء ونواب تلك المجموعات تحقيقاً لهذا الهدف. - الالتزام بتطبيق اسلوب الثواب والعقاب للنهوض بمستوى اساليب الخدمة وابعاد العناصر غير الملتزمة ومكافأة المجدين منهم. - التنسيق الدائم مع بعثات الحج الرسمية لاختيار افضل المساكن لحجاجهم وتنظيم قدومهم وسفرهم والقضاء على افتراش بعض الحجاج للشوارع من خلال لجان المراقبة والمتابعة. - التصدي لمشكلات الحجاج وايجاد الحلول العاجلة لها. - اتاحة فرص العمل والانخراط في تنظيمات المؤسسات لأكبر عدد من المساهمين وابناءهم في شتى المجالات. وخلاصة القول فان استعدادات الوزارة لموسم حج عام 1414ه استلزمت تسخير كل الطاقات والامكانات لخدمة الحجيج في اطار من الاداء الجماعي المنظم والتعاون الكامل بين الجميع لأن خدمة الحجاج امانة خصها الله عز وجل لابناء هذه البلاد الطاهرة وشرفها بها. هل حدث أي تغيير على نسب الحجاج هذا العام؟ - اننا ولله الحمد والشكر قد لمسنا تجاوباً كبيراً من كافة الدول الاسلامية والعربية وحرصاً على تنفيذ هذا القرار الجماعي الذي يتيح للسعودية اداء دورها في خدمة ضيوف الرحمن على الوجه الأكمل ويمكنها في الوقت نفسه من استكمال مشاريعها التطويرية العديدة في كل من مكةالمكرمة والمدينة المنورة. وفي كل الأحوال فان التمسك بقرار مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية امر مطلوب لأنه يسهم في راحة الحجيج بحكم محدودية رقعة المساحة الشرعية للمشاعر المقدسة. تتعرض المملكة العربية السعودية لحملات تشكيك في نطاق الخدمات والتسهيلات التي تقدمها للحجيج ما هو رأيكم؟ - لقد منَّ الله على المملكة العربية السعودية بوجود الحرمين الشريفين في اراضيها واصبحت مسؤولة عنهما بحكم ولايتها عليهما، وهو شرف لا يطاوله الا شرف مكانة وموقع هذين الحرمين في نفوس المسلمين جميعاً. لقد شهدت المدينتان المقدستان مكةالمكرمة والمدينة المنورة توسعاً كبيراً وتطويراً هائلاً شمل مختلف المرافق والخدمات. وفي منطقة منى التي يقيم فيها الحجاج طوال فترة ايام الحج فقد سويت اجزاء كبيرة من الأرض وهذبت سفوح الجبال لزيادة الرقعة المنبسطة في المنطقة الشرعية لمنى لاستيعاب أكبر عدد من الحجاج وأضيف أكثر من مليون متر مربع من الأراضي المنبسطة كما تم تسوية وتهذيب مسطح عرفة وتشجيره الى جانب تنفيذ العديد من المشروعات التي شملت بناء الطرق والجسور والانفاق التي تمتد عبر اكبر الجبال وأشدها صلابة وذلك لتسهيل حركة سير وتنقلات الحجيج، ومن هذه الطرق والجسور والانفاق ما هو مخصص للسيارات ومنها ما هو مخصص للمشاة، وانشئت في مداخل مكةالمكرمة مواقف للسيارات لحجز السيارات الصغيرة التي تتسع لأكبر عدد من الركاب وذلك حتى لا تسبب كثافة السيارات في مضايقة ضيوف الرحمن. كذلك اهتمت حكومة السعودية بتوفير المياه لحجاج بيت الله الحرام وتم ايصال المياه المحلاة الى المشاعر المقدسة من محطة تحلية مياه البحر في منطقة الشعيبة الواقعة جنوبجدة على ساحل البحر الأحمر، وتنتج هذه المحطة 50 مليون غالون من المياه العذبة يومياً تزود مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة ومدينة الطائف الى جانب انتاج الطاقة الكهربائية. كما تم تمديد شبكة واسعة للمياه واقامة خزانات ضخمة للمياه تصل كل بقعة من المشاعر المقدسة ويتم من خلال مبرة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز توزيع المياه المبردة في عبوات بلاستيكية سعة ليتر واحد كهدية من خادم الحرمين الشريفين لضيوف الرحمن. كما شهدت المشاعر المقدسة العديد من المشروعات الأخرى حيث تم انشاء مسالخ نموذجية في منى زودت باحدث التجهيزات. وتم انشاء اكثر من أربعة عشر ألف وحدة من دورات المياه، كما هيأت الامدادات التموينية وأعدت المرافق الصحية ووضعت شبكة اتصالات عالمية، وقامت وزارة الحج بانشاء وتطوير العديد من مراكز خدماتها في موانئ الوصول والمنافذ البرية وفي كل من مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة والمدينة المنورة، وتطوير مؤسسات الطوافة ودعمها بالكفاءات البشرية من المطوفين وبما يسهل تقديم افضل الخدمات لضيوف الرحمن.