أعلنت مصادر رفيعة المستوى في حزب الأمة السوداني المعارض لحكومة الفريق عمر حسن البشير في الخرطوم، ان السيد الصادق المهدي، زعيم حزب الأمة ورئيس الوزراء السابق الذي أطاحه انقلاب الفريق عمر البشير في 30 حزيران يونيو 1989، استدعي الى مكاتب جهاز الأمن السوداني في العاصمة الخرطوم في 5 نيسان ابريل الحالي دون ذكر الاسباب الموجبة لذلك. وتزامن استدعاء الزعيم السوداني المعارض للتحقيق معه في مكاتب جهاز الامن مع حملة واسعة قامت بها السلطات الامنية المختصة في العاصمة السودانية ضد الصحيفة اليومية السودانية الوحيدة المستقلة "السوداني الدولي" التي يملكها عضو مجلس النواب المعين، محجوب محمد الحسن عروة، وانتهت باغلاق مكاتب الصحيفة ومصادرة امكاناتها الطباعية. وكان زعيم حزب الأمة السوداني الصادق المهدي اعتقل للمرة الأولى في تموز يوليو 1989 بعد أسابيع قليلة من اطاحته، واقتيد الى سجن كوبر في أم درمان مع غيره من قادة الاحزاب السودانية بمن فيهم الدكتور حسن عبدالله الترابي زعيم الجبهة القومية الاسلامية المساندة للحكومة السودانية الحالية. ثم اطلق سراح زعيم حزب الأمة وطائفة الانصار في نيسان ابريل 1991. ومنذ اطلاق سراحه يقيم الصادق المهدي في منزله في أم درمان بصورة قسرية ولا يسمح له بمغادرة العاصمة، ويحيط بمقر إقامته باستمرار ثلة من رجال الأمن. رغم هذا يداوم زعيم حزب الأمة على استقبال زواره وضيوفه من السفراء الاجانب المعتمدين في الخرطوم، وكبار الشخصيات الاجنبية الزائرة. كما يتردد رئيس الوزراء السابق على مسجد الانصار في منطقة ود نوباوير الملحقة بأم درمان لامامة حشود الانصار والمواطنين السودانيين في أيام الجمعة. وغالباً ما تحولت صلاة الجمعة الى مناسبة يواصل عبرها الزعيم السوداني المعارض انتقاداته للحكومة السودانية، ما أدى الى استدعائه مرات عدة الى مكاتب جهاز الامن للتحقيق معه. وفي آخر مناسبة دينية، 27 من رمضان الماضي، حمل المهدي بعنف على حكومة البشير مؤكداً انه لا صلح ولا هوادة معها.