أعلن «حزب الأمة» السوداني المعارض أن زعيمه الصادق المهدي عاد اليوم (الخميس) إلى الخرطوم بعد غياب استمر 30 شهراً أمضاها في القاهرة. وقالت ابنته مريم المهدي ومساعد رئيس الحزب للصحافيين إن المهدي «وصل بالسلامة لكن السلطات لم تسمح بدخول 25 شخصاً (إلى المطار) في محاولة منها لعرقلة استقباله». وكان المهدي السياسي المخضرم رئيساً للوزراء حين وصل الرئيس السوداني عمر البشير إلى السلطة عقب انقلاب عسكري عام 1989. وأوقف لشهر في الخرطوم 2014 عقب انتقاده قوات شبه عسكرية تقاتل في إقليم دارفور قبل أن يغادر السودان إلى العاصمة المصرية. وكان نائب رئيس «حزب الأمة» فضل الله برمه ناصر قال إن «الإمام الصادق المهدي رئيس الحزب سيعود اليوم بعد غياب 30 شهراً عن البلاد». وأشار إلى أن المهدي «أنجز مهمات وطنية وحزبية خلال هذه الفترة». واستكمل «حزب الأمة» القومي الترتيبات كافة لاستقبال المهدي بدءاً من مطار الخرطوم وصولاً إلى ميدان الهجرة في مدينة أم درمان المتاخمة للخرطوم الذي يمثل رمزية للحزب، حيث سيلقي خطاباً أمام حشد جماهيري من أنصاره وأنصار القوى المعارضة. ووجه الحزب دعوة لاستقبال المهدي ظهر اليوم و «إلى حضور البرنامج الاحتفالي الذي يخاطبه الإمام الصادق المهدي» بعد الظهر. ودعت حركات معارضة في الداخل كودارها إلى المشاركة في حفل استقبال المهدي عبر بيانات حملت تواقيع عدد من القوى بينها «الحركة الشعبية - قطاع الشمال»، التي تقاتل الحكومة في منطقتي النيل الأزرق وجنوب كردفان، و «حركة تحرير السودان» بقيادة مني آركو مناوي التي تقاتل الخرطوم في دارفور، إضافة إلى «تحالف قوى المستقبل» بقيادة غازي صلاح الدين. ويتزعم المهدي أكبر الأحزاب السودانية المعارضة وخرج من السودان مطلع التسعينات عقب وصول البشير إلى السلطة ولكنه عاد في عام 2002. وفي 17 أيار (مايو) 2014 اعتقل الصادق المهدي من جانب «الجهاز الوطني للاستخبارات والأمن» على إثر انتقاده ممارسات قوات شبه عسكرية تقاتل إلى جانب الحكومة في إقليم دارفور (غرب) المضطرب معروفة باسم «قوات الدعم السريع». ووجهت إلى المهدي اتهامات بالخيانة كانت لتعرضه إلى عقوبة الإعدام في حال إدانته. وأثار توقيفه تظاهرات في السودان وكذلك موجة احتجاجات في الخارج. وعلق «حزب الأمة» عقب اعتقال زعيمه حواراً سياسياً مع حزب «المؤتمر الوطني» (الحاكم) كان الرئيس البشير دعا إليه لإخراج هذا البلد الذي يعاني من الفقر والحروب من أزماته. وعقب إطلاق سراحه من المعتقل الذي وضع فيه لحوالى شهر في عام 2014، غادر المهدي السودان واستقر في القاهرة. وظل المهدي مقيماً في القاهرة وتنقل منها إلى عدد من البلدان لكنها ظلت مكان إقامته. وخلال وجوده في الخارج دخل المهدي في تحالف «نداء السودان» والذي ضم الحركات المسلحة التي تقاتل حكومة البشير في إقليم دارفور المضطرب منذ 2003 و «الحركة الشعبية» التي تقاتل حكومة البشير في ولايتي جنوب كردفان والنيل منذ 2011. وينشط المهدي في السياسة السودانية منذ عام 1960.