اللجنة المشتركة تشيد بتقدم «فيلا الحجر» و الشراكة مع جامعة «بانتيون سوربون»    السيطرة على قريتين .. تقدم روسي شرق أوكرانيا    «الداخلية»: ضبط 20124 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    زوّار مهرجان وادي السلف يتخطون حاجز ال 117 ألف زائر    1.8 مليون طالب وطالبة في "تعليم الرياض" يعودون لمدارسهم..غداً    إجلاء أكثر من 250 ألف شخص وإلغاء الرحلات الجوية استعدادًا لإعصار "مان-يي" في الفلبين    ضيف الرأي: الفنانة التشكيلية مروة النجار    إطلاق مركز (Learning Hub) للتعامل مع التهديدات الصحية المعقدة    «سلمان للإغاثة» يوزّع 175 ألف ربطة خبز في شمال لبنان خلال أسبوع    المربع الجديد استعرض مستقبل التطوير العمراني في معرض سيتي سكيب العالمي 2024    مصرع 10 أطفال حديثي الولادة جراء حريق بمستشفى في الهند    يدعوان جميع البلدان لتعزيز خطط العمل الوطنية    استمرار تشكل السحب الممطرة على جازان وعسير والباحة ومكة    سوق بيش الأسبوعي.. وجهة عشاق الأجواء الشعبية    مهرجان صبيا.. عروض ترفيهية فريدة في "شتاء جازان"    اكتشاف مخلوق بحري بحجم ملعبي كرة سلة    وظائف للأذكياء فقط في إدارة ترمب !    تركيا.. طبيب «مزيف» يحول سيارة متنقلة ل«بوتوكس وفيلر» !    "أخضر الشاطئية" يتغلب على ألمانيا في نيوم    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    زيلينسكي يقول إن "الحرب ستنتهي بشكل أسرع" في ظل رئاسة ترامب    ترامب ينشئ مجلسا وطنيا للطاقة ويعين دوغ بورغوم رئيسا له    إسبانيا تفوز على الدنمارك وتتأهل لدور الثمانية بدوري أمم أوروبا    نيوم: بدء تخطيط وتصميم أحياء «ذا لاين» في أوائل 2025    نجاح قياس الأوزان لجميع الملاكمين واكتمال الاستعدادات النهائية لانطلاق نزال "Latino Night" ..    لجنة وزارية سعودية - فرنسية تناقش منجزات العلا    اختتام مزاد نادي الصقور السعودي 2024 بمبيعات قاربت 6 ملايين ريال    "الشؤون الإسلامية" تختتم مسابقة القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة في غانا    مركز عتود في الدرب يستعد لاستقبال زوار موسم جازان الشتوي    "سدايا" تنشر ورقتين علميتين في المؤتمر العالمي (emnlp)    منع استخدام رموز وشعارات الدول تجارياً في السعودية    منتخب مصر يعلن إصابة لاعبه محمد شحاتة    الأمير محمد بن سلمان.. رؤية شاملة لبناء دولة حديثة    ابن جفين: فخورون بما يقدمه اتحاد الفروسية    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    القوات الجوية السعودية تختتم مشاركتها في معرض البحرين الدولي للطيران    جدة تشهد أفراح آل قسقس وآل جلمود    بعثة الاخضر تصل الى جاكرتا استعداداً لمواجهة اندونيسيا    إحباط تهريب 380 كيلوجرامًا من نبات القات المخدر في جازان    خطيب المسجد النبوي : سنة الله في الخلق أنه لا يغير حال قوم إلا بسبب من أنفسهم    خطيب المسجد الحرام: من ملك لسانه فقد ملك أمرَه وأحكمَه وضبَطَه    "الخبر" تستضيف خبراء لحماية الأطفال من العنف.. الأحد    ليس الدماغ فقط.. حتى البنكرياس يتذكر !    أمريكا.. اكتشاف حالات جديدة مصابة بعدوى الإشريكية القولونية    وزير الحرس الوطني يستقبل وزير الدفاع البريطاني    الخرائط الذهنية    باندورا وعلبة الأمل    في أي مرتبة أنتم؟    الشؤون الإسلامية بجازان تواصل تنظيم دروسها العلمية بثلاث مُحافظات بالمنطقة    خالد بن سلمان يستقبل وزير الدفاع البريطاني    أمير تبوك يطمئن على صحة مدني العلي    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد اقتحام سفارة فلسطين في طهران 7 ايران والمنظمة : رياح المواجهة ، مواجهات غزة فتحت باب الاتهامات والطلاق
نشر في الحياة يوم 12 - 12 - 1994

لم يكن الأحد الذي أعقب اشتباكات غزة قبل ثلاثة اسابيع يوماً عادياً في سفارة فلسطين في طهران7 فما كاد السفير الفلسطيني صلاح الزواوي، الذي يشغل ايضاً منصب عميد السلك الديبلوماسي العربي والاسلامي في العاصمة الايرانية، يبدأ عمله حتى فوجئ بحشد من المتظاهرين يقتحمون السفارة كانت حتى الساعات الأولى من انطلاق الثورة الايرانية سفارة لاسرائيل7 وردد المقتحمون هتافات تندد بمنظمة التحرير وتتهم الزواوي وأركان السفارة بأنهم عملاء لاسرائيل تماماً كالأميركيين الذين احتجزوا في سفارة بلادهم في طهران في بداية الثورة، ولم يغادر المتظاهرون وجلهم من الطلبة وحراس الثورة السفارة الا بعد ست ساعات من دخولهم المبنى وبعد العبث بمحتويات السفارة وتحطيم أثاثها وإنزال العلم الفلسطيني والمطالبة بأن تشغل حماس والجهاد المبنى الذي وصفوه بمبنى الجواسيس7
وتعتبر الساعات الست من الاحتجاز لكادر السفارة، والتي لم تنته إلا بتدخل الجهات العليا في طهران، اسوأ ما تعرضت له سفارة فلسطين منذ افتتاحها في العاصمة الايرانية7
ويرفض السفير الفلسطيني في طهران الخوض في ما وجهه اليه المتظاهرون من شتائم وإهانات، وقالت أوساط ديبلوماسية ايرانية ان نائب وزير الخارجية حسين شيخ الاسلام استقبل الزواوي لمدة ثلاث ساعات وأعرب له عن أسفه لما تعرض له مؤكداً انزعاج الحكومية الايرانية مما حدث7 لكن الزواوي، حسب قول أوساط مقربة منه، رفض هذه التبريرات معتبراًَ ان ما حدث لا بد وان يكون تم بعلم السلطات، خصوصاً انه كان بعث ببيان صحافي، قبل 24 ساعة من وقوع الحادث، الى وكالة الانباء الايرانية يدين فيه الاحداث التي وقعت قي قطاع غزة بين حماس والشرطة الفلسطينية، لكن الوكالة والصحف الايرانية التي تلقت البيان لم تنشره، الأمر الذي يؤكد وجود نية مسبقة في مهاجمة السفارة في اليوم التالي7
ويعتبر الزواوي ان ما تعرض له أمر يسيء ليس الى المنظمة وسفيرها بل الى الشعب الفلسطيني وكرامته7
ومع ان وزارة الخارجية بادرت الى إرسال ورشة عمل لاصلاح ما لحق بالسفارة ومفروشاتها من أضرار الا ان الزواوي يصر على ان يتم رد الاعتبار للسفارة والمسؤولين فيها بشكل علني او اغلاق السفارة والرحيل
السفير الزواوي
وفي حوار مع الوسط استعرض صلاح الزواوي تاريخ العلاقة الفلسطينية - الايرانية، وقال انها شهدت عصرها الذهبي بعد انتصار الثورة الايرانية7 وشغل منصب سفير فلسطين في طهران يومها السيد هاني الحسن عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، لكن الوضع ما لبث ان تغير بسبب الوساطة التي بدأتها المنظمة مع دول عدم الانحياز ومنظمة المؤتمر الاسلامي لحل الأزمة الايرانية - العراقية7
ويتذكر الزواوي اليوم الأول لوصوله الى طهران برفقة الرئيس ياسر عرفات، ويقول: في 28 شباط فبراير 1981 استقبلتنا التظاهرات المعادية في فندق هيلتون، بسبب موقفنا الوسطي في الحرب، في حين كان الايرانيون يتوقعون ان نقف الى جانبهم باعتبارهم الجانب المظلوم والثوري، ثم جاءت خيبات أملهم المتتالية من الموقف الفلسطيني بعد الاحداث الآتية:
- موضوع الرهائن الاميركيين في طهران، اذ لم يصدقوا ان وفداً فلسطينياً برئاسة الأخ سعد صايل أبو الوليد رحمه الله وصل الى طهران للتوسط بينهم وبين الاميركيين، فانزعجوا وقالوا انه لم يتوقعوا هذا الموقف منا7
- في قضية افغانستان، اعتبر الامام الخميني موقف المنظمة غير صحيح، معتبراً انه يدعم حكماً شيوعياً كافراً ضد دولة مسلمة7
- وبعد اتضاح موقف المنظمة من عملية السلام لا سيما في مؤتمر فاس وما تلاه من احداث سواء في حرب المخيمات أو مدريد أو الوقوف الي جانب العراق بشكل واضح، خصوصاً اثناء حرب الخليج الثانية، قطع الايرانيون كل الخيوط الممدودة معنا، وكان هذا الموقف من وجهة نظر الايرانيين بمثابة الشعرة التي قصمت ظهر البعير7
خلال الانتفاضة الفلسطينية، يقول الزواوي، راح المسؤولين الايرانيون ووسائل اعلامهم يتحدثون عنها من منظار انها ثورة اسلامية، وحرصوا على عدم الربط بين دور المنظمة ودور حركة حماس والجهاد الاسلامي في اشعالها7
ورفض الزواوي الذي يعتبر من مؤسسي حركة فتح وسبق ان شغل منصب ممثل المنظمة في الجزائر ان تكون الحركتان الاسلاميتان الفلسطينيتان سعتا الى الغاء دور المنظمة او لعب دور البديل، وقال: نحن سفارة دولة فلسطين، ويعترف بنا كل العالم ويتعامل معنا علي هذا الاساس، اما نشاطاتهم في ايران فهي تتم بمعزل عنا7 وروى كيف ان الامام الخميني الغى موعدا معه في حزيران يونيو عام 1981، تعبيراً عن غضبه من لقاء عقده هاني الحسن في باريس مع كل من مسعود رجوي وأبو الحسن بني صدر7 واضاف استمر المسؤولون الايرانيون في معاملتنا بشكل افضل من معاملتهم لسفراء الدول الاخرى، ومع ان هذا الوضع لم يدم طويلاً، الا ان العلاقات استمرت طيبة، وان كان كل شيء بات ينظم من خلال وزارة الخارجية الايرانية في الأعوام الأخيرة، كما هو حال بقية سفارات الدول المعتمدة في طهران7
ويعزو الزواوي العلاقة المميزة لعدد من القادة الايرانيين بالقضية الفلسطينية الى أسباب عدة، فيقول إن الرئيس هاشمي رفسنجاني سجن وعذب في عهد الشاه بسبب القضية الفلسطينية، ويشير الى ان أحد مؤلفات الكاتب الفلسطيني المعروف أكرم زعيتر، ترجمه الى الفارسية الرئيس رفسنجاني، وينطبق هذا الزمر على زعماء آخرين
الشقاقي
ولا تزال طبيعة العلاقة التي قامت بين ايران من جهة وفصائل فلسطينية في مقدمتها حركتا حماس والجهاد والجبهة الشعبية القيادة العامة على حساب العلاقة من منظمة التحرير الفلسطينية بمثابة لغز لم تتكشف تفاصيله، ويحتل من حين الى آخر مساحات واسعة في الصحف ووسائل الاعلام العالمية، وتزداد المساحة الاعلامية لهذه العلاقة، مع كل عمل عسكري تنفذه حركتا الجهاد الاسلامي او حماس داخل الأرض المحتلة او تنفذه جهات اسلامية اخرى خارجها، سواء كان ذلك في لندن أو بوينس ايرس أو غيرهما من العواصم7
وجدد زعيم حركة الجهاد الاسلامي الدكتور فتحي الشقاقي تعاطفه مع مبادئ الثورة الاسلامية في ايران وأكد في حوار مع الوسط ان هذا التعاطف كان وراء قيامه بأول زيارة لطهران في كانون الاول ديسمبر 1988 بعد إبعاده من قطاع غزة الى لبنان7
وقال زعيم حركة الجهاد ان شعارات الثورة والمبادئ التي كانت وراء اعلان الدولة الاسلامية وعزمها على محاربة الاستعمار وقوى الاستكبار العالمي وجدت صدى واسعاً لدى الكثيرين، الأمر الذي ربطني بعلاقة تكللت بدعوة رسمية وجهت لي عبر السفارة الايرانية في بيروت7
ويضيف الشقاقي: قابلت الامام الخميني في تلك الزيارة كما قابلت كلاً من السيد علي خامنئي المرشد الحالي والرئيس هاشمي رفسنجاني الذي كان يشغل يومها منصب رئيس البرلمان7 وتكررت الزيارة بعد ستة الشهر للمشاركة في مأتم خميني، وبعد ذلك تعددت زياراتي إما للمشاركة في مؤتمرات وندوات أو في اطار زيارات رسمية ولقاءات7
وعن علاقة الجهاد بطهران يقول الشقاقي انها تستند الى أمرين مهمين: الأول موضوع الاسلام، والثاني موضوع فلسطين، ولما كان هناك فهم مشترك حيال هذه القضايا اعتبرنا الموقف الايراني من أقوى المواقف دعماً للقضية الفلسطينية7
ويصف الحديث عن دعم بأكثر من عشرين مليون دولار سنوياً لحركته وحماس والجهاد بأنه امر مبالغ فيه بشكل كبير، وقال ان مسألة الدعم حصلت على الشكل الآتي:
أصدر مجلس الشورى الايراني الذي كان يرأسه آية الله مهدي كروبي قراراً بتخصيص موازنة مقدارها 20 مليون دولار لدعم الانتفاضة والقضية الفلسطينية، لكن هذا الأمر لم تتم ترجمته فعلياً وبشكل دقيق بسبب الانتخابات البرلمانية التي جرت بعد اشهر وأطاحت بالبرلمان السابق ورئيسه كروبي، ولذا لست واثقاً من ان المبلغ الذي خصص تم صرفه عبر لجنة فلسطين التي تشكلت من اجهزة ايرانية تمثل مؤسسات مختلفة في ايران7
3 ملايين دولار فقط
وأوضح ان لجنة فلسطين ترأسها الدكتور عطالله مهاجراني احد مساعدي الرئيس رفسنجاني الى جانب ممثلين عن وزارة الخارجية والحرس الثوري ومؤسسة المستضعفين ومؤسسة الشهيد والمعاقين واجهزة اخرى، لكن نشاطها لم يتجاوز عملياً اعطاء دعم محدود لأسر الشهداء والاسرى الفلسطينيين وبعض المشاريع الاجتماعية والصحية، وبالتالي لا اعرف اذا تم انفاق المبلغ بشكل جزئي ام كلي7 ويعيد الشقاقي انحسار الدعم الايراني للعمل الفلسطيني الى اسباب عدة، أهمها الصعوبات الاقتصادية التي تعاني منها ايران، والتي تدفع بالمسؤولين الى اعطاء الأولوية للقضايا الداخلية، اضافة الى حساسية هذه المسألة7 ونفي نفياً قاطعاً ان يكون لحركته اي معسكر في ايران او غيرها من دول العالم، ومثل هذه الامر ينطبق على فصائل فلسطينية اخرى7
وقال الشقاقي الذي يدعو الى استمرار المقاومة ورفض الاتفاقات مع اسرائيل، إن الدعم الايراني لفصيله اجتماعي وسياسي اكثر منه مادي7 ولحركتنا معتمد في طهران ونشاطه لا يتجاوز المسائل الاعلامية والسياسية7
وسخر من الاتهامات الي توجه الى ايران لجهة دورها في تأسيس تحالف الفصائل العشرة أو غيرها من التحالفات، وقال "نحن الذين نسعى الي هذا الدعم ونضغط باتجاه الحصول على تأييدهم، انهم يسمعون بياناتنا عبر الصحف ووسائل الاعلام وليس العكس7 وروى قصة حدثت مع الدكتور حسن الترابي فقال: ان السفير الاميركي في الخرطوم طلب ان يلتقيه قبل اكثر من عام، وخلال اللقاء استفسر الديبلوماسي من زعيم الجبهة القومية الاسلامية ن وجود عناصر من حزب الله وحماس والجهاد، ورد الترابي قائلاً للسفير: تنقل في طول السودان وعرضه واذا وجدت شخصاً واحداً ينتمي الى حزب الله او اي شيء يثبت ذلك فمن حقك معاتبتي، أما حركة حماس أو الجهاد، فانني التقيت بمناصريهم ليس في السودان، ولكن في طول الولايات المتحدة وعرضها7 وقصد الشقاقي من إيراد هذه الواقعة القول بأن الغرب يحاول الترويج ضد الاسلاميين بصيغ مختلفة7
ويتعامل الايرانيون مع كل فصيل فلسطيني على حدة، وان كان القاسم المشترك لهذه التعامل موضوع تحرير فلسطين، وتقول شخصية اسلامية فلسطينية بارزة ان الموازنة الايرانية لدعم الفصائل الفلسطينية سنوياً لا تتجاوز في المرحلة الحاضرة ثلاثة ملايين دولار، وان هناك حوالي ألف عائلة لشهداء وأسرى يتلقون رواتب شهرية منتظمة اضافة الى دعم مشاريع ومؤسسات7
وترفض الشخصية الاسلامية الفلسطينية الحديث عن طابع المؤسسات المذكورة ودورها داخل الأراضي المحتلة، نظراً الى حرص المسؤولين عن هذه المؤسسات على عدم كشف قنوات دعمهم7
وأكد احمد جبريل الأمين العام لالجبهة الشعبية - القيادة العامة في اكثر من مناسبة وجود علاقات وطيدة تربط فصيله بطهران، وقال لالوسط ان اساس هذه العلاقة ليس الدعم المادي، بل الفهم المشترك لجوهر الصراع وطريقة حل القضية الفلسطينية7
وتحدث فضل شرورو عضو المكتب السياسي لالقيادة العامة عن تاريخ العلاقة مع طهران، فقال: بعد نشوب حرب المخيمات في لبنان عام 1985، بدأت ايران بلعب دور بارز لتهدئة الأوضاع، وبدأنا كفصيل فلسطيني نتعرف عن قرب على حقيقة التوجهات الايرانية، خصوصاً بعدما عبر المسؤولون الايرانيون عن رغبتهم في المساهمة في اعادة تعمير المخيمات والتي تولتها سورية7
في تلك الأثناء بدأت قنوات الاتصال تزداد وتتوسع، ومع تفجر الانتفاضة داخل الأراضي المحتلة اعربت ايران عن دعمها لوجهة النظر الداعية الى استمرار الانتفاضة، وتجلى ذلك في دعوتها الى مؤتمر عالمي تزامن مع عقد مؤتمر مدريد للسلام في الثامن والعشرين من تشرين الثاني نوفمبر 19917
وأيد شرورو ما قاله الشقاقي بخصوص تشكيل لجنة فلسطين، لكنه أوضح ان الدعم الايراني لعائلات الشهداء الفلسطينيين توقف في منتصف العام 71993
ووصف المسؤول الاعلامي للجبهة الشعبية - القيادة العامة العلاقات مع ايران بأنها سياسية وقال ان الدعم الذي تم تلقيه لم يتجاوز مساعدات صحية واجتماعية وطبية7 واعتبر الحديث عن دعم مالي ايراني سخي لفصائل فلسطينية وهما تثيره وسائل الدعاية الاسرائيلية والغربية للحد من فشل عملية السلام والضغوط التي تواجهها على أيدي المعارضين من اسلاميين ووطنيين7
وأضاف شرورو: في بداية العام 1992 جرت انتخابات برلمانية في ايران وسقط مهدي كروبي، وبالتالي جمدت كل القرارات التي اتخذت لتفعيل لجنة فلسطين، ولم يتم أي نشاط بارز باستثناء التحويلات المالية التي كانت تتم عبر فرع مؤسسة الشهيد في لبنان لأسر الشهداء في فلسطين7
وأوضح مسألة عدم قيام أي مسؤول في الجبهة الشعبية - القيادة العامة بزيارة لطهران منذ حوالي الثلاث سنوات وقال ان اللقاءات تتم على هامش زيارات لمسؤولين ايرانيين الى دمشق أو موفدين خاصين7
ولا يخفي المسؤولون الايرانيون سرورهم للحيرة التي بتخبط بها الذين يحاولون معرفة طبيعة العلاقات التي تربط ايران بالفصائل الفلسطينية وحدودها، ويقول ديبلوماسي ايراني بارز: اذا كان لدى اي طرف برهان بسيط على دعمنا لفصيل فلسطيني فليبرزه7 اذا كان البعض ينكر دورنا واهميتنا في الساحة الفلسطينية والعربية فلماذا يتهمنا بلعب دور غامض وبالتأثير الكبير والقوي على سير الاحداث7
حماس وايران
ومثل هذا الكلام الايراني يفسح المجال لمعلومات وسيناريوهات لا يؤكدها الطرف الايراني ولا تشير اليها القيادات الفلسطينية، لا سيما في مجال حجم الدعم المادي المقدم سواء ل الجهاد وحماس او لالقيادة العامة او غيرها7
ويتفق الشقاقي مع شرورو وابراهيم غوشة على القول بأنهم لا يعرفون بدقة حجم المساعدة المادية التي تقدمها ايران لتنظيماتهم، الأمر الذي يفسح المجال للتساؤل عمن يعرف اذن طبيعة هذه المساعدة، واذا لم تكن موجودة في المقام الاول فلماذا لا تبادر هذه الفصائل الى اعلان ذلك7
ويقول المهندس غوشة لالوسط ان علاقة حركة حماس بايران لا تختلف عن علاقتها بأي دولة اخرى، وان وجود مكتب للحركة فيها الى جانب مكتب لحركة الجهاد الاسلامي مشابه لوجود حماس في دول كثيرة في مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا7
وقال غوشة ان حركة حماس استفادت من تجربة جبهة التحرير الجزائرية في مقاومة الاحتلال الفرنسي، لقد كانت جبهة التحرير في الخمسينات تتوجه الى ما كان يسمى الدول الرجعية والدول التقدمية لطلب مساعدتها للتخلص من الاحتلال الفرنسي، ولا شك ان حماس تقوم بالدور فنسه طلباً لابعاد الاحتلال الصهيوني عن فلسطين7
ووصف الدعم الذي تتلقاه حماس من ايران وغيرها من الدول بزنه دعم شعبي يأتي من أموال الزكاة اذا كان دعماً مادياً، أو من خلال إفساح المجال لنشاطات اعلامية وسياسية7
وروى غوشة المتحدث الرسمي باسم حركة حماس خارج الأراضي المحتلة قصة العلاقات بين حركته وايران، فقال: انها تعود الى الأيام التي تلت غزو العراق للكويت، حين شارك ضمن وفد يمثل الحركات والمنظمات الاسلامية العربية والعالمية طاف على عدد من الدول ومن بينها طهران في شهر ايلول سبتمبر وكانون الاول ديسمبر 19907 واضاف: في شهر تشرين الثاني 1991 تلقيت دعوة للمشاركة في مؤتمر لدعم الانتفاضة وزرت طهران على رأس وفد من الحركة ضم الاخوة محمد نزال وعمار العلمي، واعقب الزيارة والاجتماعات التي عقدت على كل المستويات اتفاق على فتح مكتب للحركة تولي مسؤوليته الأخ عمار العلمي الذي سبق وابعدته اسرائيل من قطاع غزة7 واستطرد غوشة قائلاً:
وفي العام 1992 والعام 1993 تلقيت دعوات اخري لزيارة طهران، وكانت احداها برئاسة الاخ الدكتور موسى ابو مرزوق رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وقد عقدنا خلال تلك الزيارة اجتماعات على مستوى عال مع القادة الايرانيين، تابعنا خلالها مسائل تتعلق باللجنة التي كلفت دعم القضية الفلسطينية، لا سيما اننا من حيث المبدأ نتفق مع الاخوة الايرانيين على الموقف عملية السلام الجارية الآن ورفض القرار الرقم 242، ولذلك كان دعمنا للجنة فلسطين، وما انبثق عنها من لجان برلمانية واخري تتعلق بدعم الانتفاضة ولجنة للدعم الاقتصادي وهو أمر يصب في هذا السياق7
وكرر غوشة رفضه لما يشاع عن أموال تحصل عليها الحركة من ايران، وقال: إن ما نتلقاه هو مساعدات من الشعوب وما ينطبق على ايران في هذا المجال ينطبق على اخوة أكارم في دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة7
ونفى قيام وفد من الحركة برئاسته بتفقد معسكرات لالحرس الثوري في ايران اثناء احدى زياراته، وقال انه سمع بالخبر من وكالات الانباء كما سمعتموه حينها، ولا شك ان هناك جهات تحاول الاصطياد في الماء العكر، لأن بعض الاشخاص ذهب بعيداً وفبرك اتفاقات للتعاون بين حماس وايران وهي انباء لا تمت الى الحقيقة بصلة7
وأوضح غوشة ان اسرائيل التي اعتقلت المئات من كوادر حماس وكتائب عزالدين القسام الجناح العسكري التابع لها لم تحصل على دليل واحد يؤكد الادعاءات عن دعم ايراني لنا7
وأشار الى ان الحملة التي اطلقها الرئيس عرفات لربط اسم حماس والجهاد بايران تصب في هذا السياق، وهدفها القاء اللوم على اطراف خارجية وتحميلها مسوولية تعثر مسيرة السلام التي سلك طريقها7
وأكد غوشه ان سياسة تجفيف الينابيع التي اخذ وزير الخارجية الاميركي وارن كريستوفر في تطبيقها ضد حماس هي سياسة محكومة بالفشل، لسبب بسيط ووحيد، هو ان المناضلين من ابناء حماس وغيرها يقبلون بالقليل القليل من الدعم الذي يقدم من كل مخلص في هذه الامة، سواء كان داخل الارض المحتلة أو خارجها7
وقال اسامة حمدان مدير مكتب حماس في طهران ان المبالغة في الحديث عن دعم ايراني مادي لحماس غير واقعية، ونشاط مكتبي لا يتجاوز العمل في المجال الاعلامي مع الصحف ووسائل الاعلام أو السياسي من خلال التعامل مع وزارة الخارجية والمؤسسات الايرانية المختلفة7
المنظمة تدفع الثمن
واعترف بوجود علاقة قوية بين حماس وطهران تمت على حساب العلاقة مع المنظمة، لكنه اضاف: انهم لا يزالون يعملون، وعملنا لا يتعارض مع نشاطهم طالما ان الهدف في النهاية مصلحة فلسطين7
وقال حمدان ان لجنة دعم الانتفاضة الفلسطينية التي شكلت في 1991 وأقرت لها موازنة لم يكن الهدف منها دفع الأموال للفلسطينيين بقدر ما كان تمويل نشاطات اساسية تربط الشعب الايراني بالقضية الفلسطينية7
واتهم الاعلام الغربي بتضخيم القضية حين يتحدث عن دعم بملايين الدولارات وتدريب عسكري الأمر الذي لم يحصل لطبيعة بنية الحركة حماس التي تركز على ان يكون نشاط جناحها العسكري داخل الارض المحتلة7
وأكد حمدان استمرار دعم مؤسسة الشهيد الايرانية لأسر شهداء ومعتقلين فلسطينيين، وقال ان عدد المستفيدين يصل الى حوالي ألف أسرة فلسطينية7
ولفت الى ان التحويلات من خارج الارض المحتلة الى داخلها امر صعب ما يجعل الحديث عن مساعدات خارجية من دون جدوى في الكثير من الاحيان، بسبب الضغوط والرقابة العسكرية7
وبانتظار بروز أدلة حقيقية تؤكد وجود دعم مادي ايراني لحماس أو الجهاد أو الجبهة الشعبية - القيادة العامة أو غيرها من الفصائل التي يتردد ممثلوها على العاصمة الايرانية، يتطلع اكثر من مسؤول غربي عن ملف الحركات الاسلامية الى معلومات مدعومة بالوقائع والبراهين من اسرائيل وغيرها قبل اتخاذ مواقف عملية، لا سيما ان هؤلاء المسؤولين الغربيين يعترفون بأن اسرائيل فشلت في السابق مع غيرها في تقديم أي دليل مادي وملموس على وجود ما هو غير مقبول في نشاط هذا الحركات وتصرفاتها سواء في اوروبا او غيرها من عواصم العالم7
وكانت شخصية ديبلوماسية غربية تنقلت في اكثر من دولة عربية واسلامية واستنتجت ان الدعم المادي الذي تتلقاه حركة الجهاد من ايران ربما كان اكبر بكثير من الدعم الذي تتلقاه حماس أو غيرها من الفصائل الأمر الذي ينفيه الشقاقي ويدعو الى عدم اعطاء هذه التكهنات أي اهمية7


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.