اصبح الملاكم الدومينيكي لوريانو راميريز 28 سنة الذي لم يذق طعم الهزيمة في 18 مباراة خاضها حتى الآن الضحية الخامسة عشرة لأمير الحلبة الملاكم البريطاني اليمني الاصل نسيم حامد بعدما سدد اليه في الجولة الثالثة من المباراة لكمة بيمناه المحشوة بالديناميت اسقطته ارضاً وعندما نهض وقد عد الحكم الى الثمانية، آثر السلامة وأعلن استسلامه دون قيد او شرط. توقع نسيم حامد 20 سنة في حديث أدلى به الى تلفزيون الشرق الاوسط MBC قبل مباراته التي اقيمت في كارديف ان يجهز على متحديه في الجولة الثالثة، ولم يخيب البطل اليمني آمال مشجعيه فترجم توقعاته ميدانياً على الحلبة بعدما لعب جولتين غلبت عليهما التحركات البهلوانية التي درج على ممارستها موحياً بأنه مهرج اكثر منه ملاكماً. ولعل تلك التحركات هي الفخ الذي يغري منافسيه بمهاجمته ظناً منهم انه سيكون طريدة سهلة، فإذا تعرض للهجوم يتحول المهرج في طرفة عين جلاداً ينقض على ضحيته ويطبق عليها دون شفقة او رحمة. والواقع ان بطل العالم لوزن الديك المجلس العالمي للملاكمة هو على الحلبة نقيض اسمه تماماً إذ يتحول عاصفة هوجاء وإعصاراً مدمراً، وسجله الرياضي خير شاهد على ما نقول إذ فاز بالمباريات الاربع عشرة التي خاضها جميعاً وقد انهى ثلاث عشرة مباراة بالضربة القاضية. ونسيم حامد ظاهرة في عالم الملاكمة، وهو لا يخفي إعجابه الشديد بالبطل الفذ محمد علي ويتوقع ان يصيب شهرة تعود عليه بالملايين وتتيح له ان يشتري منازل في شيفيلد ولندن والولايات المتحدة واليمن. ويسترسل نسيم في أحلامه متطلعاً الى شراء جزيرة في الشمس يؤمها عندما يشعر بحاجة الى الهدوء والطمأنينة وراحة البال. كما يتوقع ان يفرض سيطرته المطلقة على حلبات الملاكمة لفترة لا تقل على 10 سنوات. وهو لا يخفي شراهته لاحراز الألقاب العالمية في اكثر من وزن على غرار الملاكم شوغار راي ليونار. وللوهلة الاولى يبدو نسيم حامد مغروراً ودعياً لا بل مغالياً في غروره وادعائه، الا ان نتائجه الباهرة المذهلة تعطي صدقية لأقواله رغم ما يخالطها من توابل وبهارات. وقد تكون تلك التوابل والبهارات من ضمن الخطة الاعلامية المعدة لتسويق "الأمير" بعدما رسم له مدير أعماله شخصية طريفة تختلف الى حد بعيد عن الصور التي انطبعت في أذهاننا عن أبطال الملاكمة السابقين. وقد تكون قوة نسيم حامد وسرعة انقضاضه ودقة تصويبه في اللحظة المناسبة، عقبة في طريق طموحاته لأن مدير اعماله فرانك وارين يجد حالياً صعوبة في ايجاد منافس يرضى بمنازلته حتى ولو كان العرض مغرياً لأن المنافسين الجديين يخشون لقاءه خصوصاً بعدما يستعرضون ما حل بكل من تحداه على الحلبة. وقد عرض وارين على بطل الكومنولث جوني أرمور مبلغ 100 ألف دولار، لكن ميكي داف مدير اعمال هذا الاخير رفض العرض، علماً انه عرض يسيل له اللعاب اذ قد يتعذر عليه طوال حياته على الحلبة ان يجمع هذا المبلغ. وحتى الآن لم يعثر وارين على متحد لمواجهة نسيم حامد في غلاسكو في 21 كانون الثاني يناير 1995 بعدما غدا مجرد لفظ اسمه يثير الرعب في نفوس منافسيه من الأبطال. والسؤال الذي يطرح نفسه بالحاح: من هو الضحية المقبلة التي ستضاف الى لائحة ضحايا سيد الحلبة نسيم حامد؟ او بالأحرى من هو الضحية السادسة عشرة للمهرج الجلاد؟