تغير العالم ولكن بخلاف ما كان يتمنى الدكتور جورج حبش او يشتهي. وفي الطريق الى مكتب الامين العام ل "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، في دمشق، رحت أسأل نفسي هل لا يزال ثمة مكان لهذا القائد الفلسطيني في الشرق الاوسط الجديد الذي يولد في ظل الرعاية الاميركية. تغير العالم فهل تغير حبش؟ هذا هو السؤال الذي طرح نفسه فيما كنت استرجع محطات كثيرة من مسيرة الرجل ابتداء من فلسطين ومروراً ببيروت ثم عمانفدمشقفبيروت، مع ارتحالات الى عواصم اخرى واجراءات طرد او تمنيات بالمغادرة. انقضى زمن خطف الطائرات الى مطار الثورة الاردني ودوي ضربات وديع حداد وكارلوس. وانقضى ايضاً زمن خطب الرفض النارية في قاعة الجامعة العربية في بيروت. وقع الرئيس ياسر عرفات وذهب الى غزة، ووقع الاردن وانطلق السلام الاردني - الاسرائيلي وطائرة كريستوفر تذهب وتعود لاستكمال عباءة السلام. زمن الانقلاب الكبير: معابر تفتح وشعارات تسقط وقواميس تتنازل عن مفردات. لغة اخرى فكيف يفكر جورج حبش اليوم واين سيقيم؟ لم يخف حنينه الى بيروت. ولم ينكر ان احلامه لم تتحقق ليتفادى القول انها هزمت. قال إن محاكمة كارلوس لا تقلقه وان الشعب الفلسطيني "لن ينسى جميل هذا المناضل الأممي". واعتبر ان نافذة الحوار مع عرفات مقفلة. وقال انه لم يسمع بأن الولاياتالمتحدة طلبت خروجه من دمشق. بادرناه في مكتبه بعد التحية بالقول ان العالم تغير بخلاف ما كان يشتهي فرد بضحكة طويلة وقال انه مستعد لأي سؤال واتسع صدر القائد - الرمز لأسئلة "الوسط" وهنا نص الحوار: * كيف ترون مؤشرات ولادة الشرق الاوسط الجديد واين القضية الفلسطينية؟ - النظام الشرق الأوسطي الجديد هو شكل استعماري جديد للمنطقة ينسجم ورؤية "النظام العالمي الجديد" الذي ترعاه وتقوده الولاياتالمتحدة الاميركية. وجاء طرح هذا المشروع المشبوه على خلفية الاحداث العاصفة التي اجتاحت الحلبة الدولية بعد انهيار المنظومة الاشتراكية والاتحاد السوفياتي، وما تلاها من احداث على المستوى العربي بعد حرب الخليج الثانية. واستهدافات هذا المشروع بخطوطها العامة تتمثل بالآتي: أولاً - احكام السيطرة على المنطقة ووضعها في شكل كامل تحت المظلة الاميركية بما يؤمن لها وضع يدها مباشرة على البترول العربي. ثانياً - حماية اسرائيل واشراكها في نهب ثروات الوطن العربي، واشراكها في ادارة النظام الشرق الأوسطي المقترح باعتبارها عنصراً مهيمناً ومقرراً فيه. ثالثاً - ضرب فكرة القومية العربية والوحدة العربية والشعور القومي واستبدال نظرية الشرق الاوسطية بها. رابعاً - تصفية القضية الفلسطينية والصراع العربي - الاسرائيلي عبر اتفاقات ومعاهدات سياسية وأمنية مع اسرائيل اتفاقات اوسلو، القاهرة، الاتفاق الأردني - الاسرائيلي. هذه باختصار أبرز استهدافات النظام الشرق الأوسطي الجديد. أما عن مؤشرات ولادة هذا النظام فيمكن ايراد الآتي: 1- فرض المسار الأميركي وانخراط اكثر من نظام عربي فيه، وتوثيق ذلك بمعاهدات واتفاقات تؤكد التزام هذه الانظمة في المسار. 2- اتفاقات اقتصادية وتطبيعية، وهذا يشمل البلدان الموقعة على اتفاقات ومعاهدات مع اسرائيل، اضافة الى البلدان التي انهت المقاطعة العربية لاسرائيل وتستعد الآن لفتح علاقات ديبلوماسية علنية، وكذلك بلدان الشمال الافريقي التي فتحت بواباتها العريضة امام التطبيع والعلاقات الديبلوماسية تونس، المغرب، ومؤتمر الرباط الاقتصادي الذي عقد قبل مدة قصيرة أبرز مؤشر الى التحضيرات والترتيبات المستقبلية لهذا النظام. وضمن رؤيتنا وتوقعاتنا لمسار هذا المخطط، فإنه من الصعب القول والجزم ان هذا المسار سيسير من دون عقبات وسيحقق كل غاياته، بل سيمر في انعطافات وانحناءات تحد من حركته وفعله. وبغض النظر عن الشكل الذي سيأخذه، فقناعتي الأكيدة انه لن يستطيع انهاء القضية الفلسطينية والعربية على رغم انخراط طرف فلسطيني رسمي وأنظمة عربية رسمية فيه، لأسباب موضوعية وأخرى ذاتية. موضوعياً: من الصعب ان يستقر "السلام المزعوم" وقضية 4 ملايين فلسطيني في الشتات ما زالت من دون حل. وكذلك قضية تقرير المصير، والمستوطنات، والقدس، والمياه، وكل القضايا الأساسية التي لا تزال عالقة. هذا على المستوى الفلسطيني. وعلى المستوى العربي فلدي شكوك كبيرة في ان يحقق النظام الشرق الاوسطي تنمية حقيقية لبلدان المنطقة وشعوبها، بل سيبقي المسألة قائمة على اساس التبعية المطلقة للمراكز المقررة في هذا النظام وهي اسرائيل وأميركا. هذا من جانب، ومن جانب آخر فالفكرة القومية التي تستند الى أسس موضوعية تتمثل في اللغة والتراث والتاريخ المشترك والعادات والتقاليد من الصعب ازالتها او مسحها من الذاكرة الشعبية العربية مهما بلغت شدة وقوة تأثيرات نظرية الشرق الاوسطية الجديدة. وذاتياً: وجود قوى فلسطينية رافضة للمسار الاميركي ولها وزن وفعل سياسي وجماهيري مؤثر في الوسط الفلسطيني. والمؤشرات تؤكد ان واقع السلطة السلبي وعدم تقديمها شيئاً جديداً لتغيير واقع الجماهير الفلسطينية المتردي اقتصادياً وسياسياً وأمنياً يشكلان من الناحية الموضوعية أرضية خصبة لزيادة فعل هذه القوى وابتعاد قطاعات جماهيرية عن السلطة المزعومة. وعلى المستوى العربي فالراهن ليس مقياساً، فان بدت الحركة الشعبية العربية ضعيفة وغير فاعلة، فانه في قادم الايام ومع البدء بتطبيق الاتفاقات الموعودة ستكتشف هذه الجماهير بالملموس زيف ادعاءات انظمتها. وهذا بدوره سيصعد من حركة هذه القوى وفعلها ونشاطها ويرفع من مستوى مناهضتها لمثل هذه المشاريع والمعاهدات. الاحتراب الداخلي * هل ترون مخاطر اندلاع حرب اهلية في غزة وماذا لو دعمت الانتخابات المقترحة موقف السلطة؟ - المخاطر التي يشير اليها السؤال واردة، خصوصاً ان اسرائيل تخطط جدياً لجر المجتمع الفلسطيني الى هذه الحرب القذرة. واذا استمر عرفات في تنفيذ كل ما يمليه عليه الاسرائيليون خصوصاً القبول بقمع القوى الفلسطينية الرافضة اتفاقات اوسلو - القاهرة وتطبيقاتها على الارض، فانه بوعي او من دون وعي سيجر الساحة الفلسطينية الى احتراب داخلي. ونحن اذ نعي ان هذا المخطط الخبيث يستهدف تدمير شعبنا وقضيته، نسعى بكل جهدنا الى تجنبه، من خلال حملة توعية شعبية واسعة النطاق هدفها خلق حالة جماهيرية عارمة مناهضة لمثل هذا المنهج. وبخصوص الانتخابات، فموقفنا منها واضح كل الوضوح: نحن لسنا ضد الانتخابات كمبدأ ديموقراطي عام، بل نحن من أشد انصاره، لكننا لسنا في المقابل مع ديموقراطية شكلية ومشوهة. فما قيمة الانتخابات اذا لم تشمل 4 ملايين فلسطيني في قضية تمس مصيرهم؟ وما هي شرعيتها اذا اقتصرت على جزء من شعبنا؟ اذا كان عرفات وفريقه معنيين فعلاً بسيادة الديموقراطية بمفهومها الشامل والحقيقي فعليهم سماع رأي كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، ونحن بدورنا سنكون أول من يحترم رأي شعبنا في ما يقوله وما يقرره عبر هذه الانتخابات. لا حوار مع عرفات * هل ثمة مجال للحوار بعد مع ياسر عرفات؟ وعلى أي أساس؟ - اللقاء كما الاختلاف له أسسه واشتراطاته الموضوعية. وكان لقاؤنا مع عرفات سابقاً على اساس البرنامج الوطني والميثاق الوطني، لكنه منذ توقيعه على اتفاق اوسلو التصفوي خرج عن البرنامج الوطني واستبدل به برنامج اوسلو والحكم الذاتي، ويسعى الى شطب الميثاق الوطني. فما هو يا ترى اساس اللقاء معه بعد كل ما فعل واقترفت يداه؟ خلاصة القول ان لا مجال للقاء مع عرفات ولا الحوار معه، ونحن لسنا من أنصار الحوار لمجرد الحوار، وما يحدد اللقاء او الاختلاف هو مدى التقيد بالبرنامج الوطني والميثاق او الابتعاد عنهما. * هل يمكن اعتبار المرحلة الحالية الأكثر خطورة في حياة الثورة؟ - نعم، ومرد ذلك في رأيي الى جملة من العوامل والأسباب تفاعلت في ما بينها وقادت الى هذا الوضع الخطير نذكر أبرزها: 1- غياب السند الدولي نتيجة الزلزال السوفياتي والبلدان الاشتراكية ما قاد الى تفرد الامبريالية في حكم العالم وطرحها مخططاً امبريالياً شاملاً يستهدف تصفية الصراع العربي - الاسرائيلي ومن ضمنه الفلسطيني - الاسرائيلي. 2- انهيار النظام العربي الرسمي واستسلامه امام الهجمة الامبريالية خصوصاً بعد حرب الخليج الثانية. 3- الاستسلام الرسمي لقيادة منظمة التحرير المتنفذة ودخولها في المخطط الامبريالي - الصهيوني الهادف الى تصفية القضية الفلسطينية. 4- ضعف حركة التحرر العربية والحركة الشعبية العربية. لهذه الاسباب نقول ان الثورة الفلسطينية والقضية الفلسطينية تعيشان مرحلة تعتبر هي الأخطر. لكن هذا التسليم، بطبيعة الحال، لن يقودنا الى القول ان الاستسلام لهذه الهجمة هو الخيار الأسلم، بل على العكس تماماً، فنحن على رغم حجم اللحظة السياسية الراهنة وثقلها، لن نفقد الأمل أبداً في مواصلة طريق النضال مستندين الى: عدالة قضيتنا، وتمسك الجماهير الفلسطينية والعربية بحقوقها الكاملة وغير المنقوصة، وبناء العامل الذاتي وتصليبه بما يتناسب وحراجة المرحلة. * أين يذهب الدكتور حبش وقيادة الجبهة اذا انجز السلام على المسار السوري - الاسرائيلي؟ ما هي العاصمة البديلة. - دعني أتساءل لماذا يتم الافتراض سلفاً انه بمجرد انجاز السلام على المسار السوري - الاسرائيلي سيقف الأخوة السوريون امام مواصلة نضالنا التحرري؟ ان الاخوة السوريين يدركون قبل غيرهم مدى الغبن والاجحاف اللذين لحقا بقضية الشعب الفلسطيني ونضاله من جراء اتفاق اوسلو التصفوي، وبالتالي لن يقفوا في وجه مواصلة نضالنا المشروع والهادف الى نيل حقوقنا كاملة، خصوصاً ان الاخوة في سورية يرفضون التوقيع على اية معاهدة تنتقص من حقوقهم الكاملة وتبقي جزءاً من أرضهم تحت الاحتلال الاسرائيلي. وهنا أود لفت النظر الى انه منذ بداية الانتفاضة المجيدة في الوطن المحتل بدأنا بالتوجه الفعلي والعملي الى نقل مركز ثقلنا ووجودنا الى ساحة الوطن المحتل باعتبارها ساحة الفعل الاساسية وميدان الصراع الاول مع الاحتلال ومشاريعه التصفوية. ونحن سائرون في هذا التوجه بما يعنيه من استحقاقات سياسية وتنظيمية ونعمل على تعزيزه باستمرار. اضافة الى ذلك ان وجودنا في الخارج لا يقتصر على ساحة او منطقة جغرافية من دون غيرها. بل لنا وجودنا السياسي والتنظيمي وامتداداتنا الجماهيرية في أكثر من بلد ومنطقة. وأخيراً لسنا مقطوعي الجذور، بل لنا علاقاتنا العربية الرسمية الأنظمة الوطنية وتحالفاتنا مع الحركة الشعبية العربية وحركة التحرر العربية الممتدة على ساحة الوطن العربي الكبير. الزلزال والانهيار * هل يشعر الدكتور حبش باليأس؟ وهل ما نراه هو نتيجة للزلزال الذي ضرب الاتحاد السوفياتي؟ - لا أشعر باليأس على الاطلاق على رغم قتامة اللحظة السياسية الراهنة وصعوبتها. بل أشعر بالتفاؤل لاقتناعي بأن الراهن ليس أبدياً، ولمعرفتي بشعبي الفلسطيني المناضل والكبير وثقتي بابناء أمتي العربية الذين اذا استسلم قادتهم فهم لن يستسلموا ولن يسكتوا على ضيم. ما نراه هو نتيجة لجملة من الأسباب والعوامل التي سبق ان ذكرتها في سؤال سابق والزلزال السوفياتي من دون شك احد هذه الاسباب يضاف اليه انهيار القيادة الفلسطينية الرسمية نتيجة بنيتها الداخلية القائمة على اساس البيروقراطية والفردية وتغييبها للديموقراطية. هذه الاسباب قادت الى اختلال في موازين القوى لمصلحة المعسكر المعادي وبما مكنه من الهجوم، لاعتقاده بأن الظرف اصبح مواتياً له لتصفية نضالنا الوطني التحرري على المستويين الوطني والقومي. * هل تؤدي سلسلة الاتفاقات والمعاهدات الى موجة اضطرابات في المنطقة والى انتعاش النزعة الاصولية؟ - بمعزل عن انتعاش الحركة الاصولية، اقول بكل قناعة نعم، وسندي في ذلك ان هذه الاتفاقات والمعاهدات التي توقع بين اسرائيل من جهة والأنظمة العربية فرادى وجماعات من جهة ثانية لا تحظى بأية شرعية شعبية لا على المستوى القطري ولا على المستوى القومي، وبالتالي لا دخل لشعوب المنطقة بهذه الاتفاقات ولن تتقيد بها على الاطلاق، خصوصاً ان هذه الاتفاقات تقف على الضد من مصالحها وحقوقها ومستقبلها. وهذا يعني ان هذه الاتفاقات ان صمدت راهناً فانها لن تصمد مستقبلاً ما سيعيد دوامة الصراع من جديد. في رأيي ان المسألة يجب ان تفهم بهذا السياق وليس ارتباطاً بانتعاش النزعة الاصولية التي هي في جزء منها رد فعل طبيعي وتعبير عن حالة الرفض الشعبية لما يجري على صعيد المنطقة. بيروت والحنين والنقد الذاتي * بماذا يشعر الدكتور حبش حين يتذكر بيروت؟ بالحنين أم الندم أم يمارس النقد الذاتي؟ - أشعر بالحنين لبيروت باعتبارها اساس ومنطلق نشاطي السياسي الاول والمبكر، وكنت لا ازال على مقاعد الدراسة في الجامعة الاميركية. واستذكر تلك الايام التي شكلت الارهاصات الاولى لانطلاق عملنا القومي وبداية تأسيس حركة القوميين العرب. وعندما استذكر بيروت كمحطة ثانية من وجودي فيها وأقصد وجودنا كثورة فلسطينية مسلحة، أمارس النقد الذاتي باعتباره نهجاً مارسته الجبهة الشعبية في كل مراحل النضال بهدف التخلص من سلبياتها واخطائها وتعزيز الايجابيات وتطويرها. * هل هزمت كل أحلام الدكتور حبش منذ كان طالباً ثم قيادياً في صفوف الثورة الفلسطينية؟ - لم تهزم مع ادراكي انها لم تتحقق، واعتقد بأن الفرق واضح. ولا أخفيكم سراً انني في ضوء الاخفاقات والانهيارات الحاصلة الآن على المستويين الفلسطيني والعربي، أمعنت النظر والتفكير، وقمت بعملية مراجعة لكل مسيرتنا منذ انطلقنا وحتى اللحظة، لأجيب عن سؤال بدأ يطاردني: هل كنا على صواب أم على خطأ؟ وهل نضالنا نوع من العبث؟ ونتيجة التفكير هذه لم توصلني الى اننا كنا على خطأ، بل على العكس أكدت لي صواب خيارنا وعدالته، فنضالنا الوطني التحرري هو نضال مشروع وصحيح وعادل، وكذلك الوحدة العربية هي حق مشروع لنا كشعوب عربية ولسنا أقل من الأمم التي توحدت التي تحث الخطى في اتجاه هذا الهدف. * هل طلبت الولاياتالمتحدة خروجك من دمشق؟ - لم أسمع بذلك. كارلوس... والمتاعب * هل يمكن ان تؤدي محاكمة كارلوس الى متاعب شخصية لكم ولقياديين في الجبهة؟ - لا أعتقد ذلك، كارلوس مناضل أممي التحق بصفوف الجبهة من منطلق قناعاته الثورية، وناضل الى جانب الشعب الفلسطيني، وشعبنا سيحفظ له هذا الجميل ولكل المناضلين الشرفاء من أمثاله. وتهمة الارهاب لا تخيفنا، لأنها اصبحت في هذا الزمن الرديء تهمة جاهزة لكل مناضل او ثوري يدافع عن كرامة شعب وينتصر للحق على حساب الباطل. وهذا ليس بغريب، فلكل زمن معاييره ومقاييسه، وهذه معايير "النظام الدولي الجديد" الذي يصف نضالنا الوطني التحرري بالارهاب، فيما تراه يصمت صمت القبور على ارهاب اسرائيل الرسمي ضد شعبنا والشعب اللبناني الشقيق وعموم شعوب المنطقة، فمن هو الارهابي يا ترى.