شهد الحوار الليبي - البريطاني انتكاسة جديدة بعد تعذر عقد جولته الخامسة في القاهرة، بسبب اصرار الجانب البريطاني، حسب المصادر الليبية، على الحصول على التفاصيل الكاملة لعلاقة ليبيا بالجيش الجمهوري الايرلندي، وهو مارفضه الليبيون. وكان المسؤولون الليبيون اكدوا أنهم اتفقوا مع بريطانيا على استئناف الحوار لانهاء الخلافات القائمة بينهما على مختلف الأصعدة، خصوصاً أزمة لوكربي. وحضر رئيس الجانب الليبي الى الحوار السيد عبد العاطي العبيدي الى القاهرة لهذا الغرض حيث أمضى ثلاثة أيام وغادرها فجأة من دون أي إِشارة الى سبب عدم إستئناف الحوار. وعلى رغم التأكيدات الليبية في شأن الحوار التي أعلنها أمين اللجنة الشعبية الليبية للاتصال الخارجي والتعاون الدولي السيد عمر المنتصر وأكدها مندوب ليبيا الدائم لدى الجامعة العربية ابراهيم البشاري، إلا أن مسؤولي السفارة البريطانية في القاهرة أكدوا انه لا توجد ترتيبات لعقد الحوار الليبي - البريطاني. وقال الناطق باسم السفارة مارتن داي ل "الوسط" ان السفارة البريطانية لم تتلق أي تعليمات من وزارة الخارجية في هذا الشأن ولا توجد أي اتصالات مع الجانب الليبي بهدف إستئناف الحوار. وأوضح ان اقتراح محاكمة المشتبه فيهما في قضية لوكربي في دولة ثالثة مرفوض والأجدر بليبيا، بعد موافقتها على محاكمة المشتبه فيهما أمام محكمة اسكتلندية في مقر محكمة العدل الدولية، ان تنفذ قرار مجلس الأمن الدولي 731 وتعمل على تسليم المتهمين ليحاكما في اسكتلندا أو الولاياتالمتحدة كما نص القرار. وقال ان موافقة بريطانيا على هذا الاقتراح سيمثل سابقة خطيرة ويمكن أي متهم من اختيار المحكمة التي يرغب في المثول امامها. ويرى بعض المصادر ان فشل الليبيين في اقناع البريطانيين باستئناف الحوار معهم هو الذي دفع العقيد معمر القذافي الى أن يبعث برسالة الى وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز بواسطة رئيسة وزراء تركيا تانسو شيلر، يؤكد فيها استعداد ليبيا للتعاون مع الدولة العبرية في مجال مكافحة الارهاب، حسب ما صرحت به مصادر اسرائيلية في القاهرة ل "الوسط". ولم يعلق المسؤولون الليبيون بشيء على الرسالة التي أعلن فيها بيريز واعتبرها المراقبون محاولة غير مباشرة لفتح حوار مع الولاياتالمتحدة يؤدي الى حل أزمة لوكربي. وعلى رغم تعقد الازمة إلا أن الجامعة العربية لم تفقد الأمل بعد في حلها بطريقة سلمية. وفي هذا الاطار التقى الامين العام للجامعة الدكتور عصمت عبد المجيد سفراء الولاياتالمتحدةوبريطانيا وفرنسا في القاهرة لحضهم على قبول اقتراح محاكمة المشتبه فيهما في مقر محكمة العدل الدولية، إلا ان اللقاء لم يسفر هو ايضاً عن أي نتائج إيجابية.