استقبل ألامين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد أمس وفداً من أسر ضحايا الطائرة الاميركية التي انفجرت فوق لوكربي اسكوتلندا عام 1988. وتناول اللقاء الذي عُقد في مقر الجامعة في القاهرة سبل ايجاد تسوية للازمة وسط اصرار الحكومتين البريطانية والاميركية على تسليم ليبيا مواطنيها المتهمين بالتفجير لمحاكمتهما في اسكوتلندا أو الولاياتالمتحدة. وأبلغ ممثلو الضحايا عبدالمجيد انهم يوافقون علي تسوية تقوم على محاكمة المتهمين في دولة ثالثة. وضم وفد أسر الضحايا البريطانيين جيم سواير الذي فقد ابنته في حادثة الطائرة واستاذ القانون الدولي روبرت بلاك. واستغرق الاجتماع مع عبدالمجيد نحو ساعة أبلغ فيها الوفد الامين العام للجامعة انه يُصر علي محاكمة الليبيين في اي دولة محايدة وليس بالضرورة في اسكوتلندا او الولاياتالمتحدة. كذلك عبّر الوفد عن قلقه من اتجاه أسر الضحايا الاميركيين الى اجراء محاكمة للمتهمين الامين خليفة فحيمة وعبد الباسط المقرحي وهو ما سيؤدي الى اجهاض المحاكمة الجنائية. وقال عبدالمجيد ل "الحياة" ان "التشدد البريطاني ليس مفهوماً في ضوء موافقة المعنيين اهالي الضحايا على المحاكمة في دولة ثالثة". واشاد بالموقف الليبي الذي لاحظ انه تدعم بعد قرار محكمة العدل الدولية اخيراً بقبول الاختصاص في قضية لوكربي. وسلم عبدالمجيد الوفد صورة من الرسالة المشتركة التي بعثت بها الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمة الوحدة الافريقية الى مجلس الامن في شهر كانون الثاني يناير الماضي في خصوص اقتراح اجراء المحاكمة في دولة ثالثة. وقال جيم سواير إن محادثاته مع عبدالمجيد تناولت الجمود الذي ينتاب الازمة في ضوء الاصرار "الاميركي - البريطاني" على محاكمة الليبيين في اسكوتلندا او الولاياتالمتحدة. وذكر سواير ان وفداً من أسر الضحايا دعا رئيس الحكومة البريطانية توني بلير ووزير خارجيته روبن كوك الى قبول المحاكمة في دولة ثالثة وهو الامر الذي "لم يتحمس له المسؤولان البريطانيان". في غضون ذلك تلقى المحامي الاسكتلندي بلاك رسالة من منسق الدفاع عن الليبيين المشتبه فيهما ابراهيم الغويل الذي قال في اتصال هاتفي مع "الحياة" انه يدعم اقتراح أسر الضحايا لمحاكمة المشتبه فيهما امام محكمة يترأسها قاض اسكوتلندي في مقر محكمة العدل في لاهاي. واشار الى استعداد ليبيا لوضع المتهمين تحت تصرف الجامعة العربية في حال موافقة بريطانياوالولاياتالمتحدة على اجراء المحاكمة في دولة محايدة. وقال: "اذا ما حدث ذلك فيمكن بعدها الاتفاق على اجراءات المحاكمة"، وان يتزامن ذلك مع تجميد العقوبات المفروضة على ليبيا منذ منتصف نيسان ابريل 1992. وفي طرابلسقنا، بثت الاذاعة الليبية ان رئيس بوركينا فاسو بليز كومباورى غادر ليبيا أمس بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام. وأوضحت الاذاعة ان ليبيا وبوركينا فاسو اتفقتا على تعزيز العلاقات في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، اضافة الى مجال المواصلات والنقل والاستثمار المشترك. وستستضيف ا ف ب بوركينا فاسو من 8 الى 10 حزيران يونيو المقبل القمة الرابعة والثلاثين لمنظمة الوحدة الافريقية. وذكرت السفارة الليبية في بوركينا فاسو ان طرابلس منحت واغادوغو مساعدة بقيمة مليوني دولار لعقد القمة. وحضر رئيس بوركينا فاسو في طرابلس اول من امس احتفالاً في ذكرى الغارات الاميركية على ليبيا عام 1986. وانتقل أمس الى المغرب للقاء الملك الحسن الثاني. وكان مصدر ليبي رسمي افاد ان القضاء الليبي بدأ الاثنين محاكمة كبار المسؤولين الاميركيين بتهمة التورط في الغارة الجوية على ليبيا العام 1986. واضاف المصدر ان ستة من المسؤولين السابقين في الادارة الاميركية في عهد رونالد ريغان بينهم مستشاره لشؤون الامن القومي جون بويندكستر ومساعده اوليفر نورث ومدير وكالة الاستخبارات المركزية سي اي ايه وليم كايسي والمسؤول السابق عن مكافحة الارهاب في وزارة الخارجية روبرت اوكلي والقائد السابق للاسطول الاميركي السادس الاميرال فرانك كيلسو، اضافة الى ضابط وطيارين في سلاح الجو الاميركي، يحاكمون غيابياً امام محكمة الجنايات في طرابلس. واشار البيان الاتهامي الى ان هؤلاء يلاحقون بتهمة "القتل جزافا والقتل العمد مع سبق الاصرار والترصد والشروع في القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد واحداث الكوارث والاعتداء على السلامة العامة وجنحة ادخال الرعب في قلوب الناس المنصوص عليها في مواد قانون العقوبات الليبي". واضاف ان هؤلاء "قتلوا عمدا مع سبق الاصرار والترصد 41 شخصا وشرعوا عمدا مع سبق الاصرار والترصد في قتل 226 شخصا آخرين". وفي ختام الجلسة الاولى التي شهدت مطالعة النائب العام حددت المحكمة برئاسة القاضي نوري سعود موعد جلستها المقبلة في 23 ايلول سبتمبر لاعلام المتهمين. وكان سلاح الجو الاميركي شن في 15 نيسان ابريل 1986 غارات على ثكنة باب العزيزية المقر الرئيسي للعقيد الليبي معمر القذافي في طرابلس، وعلى بنغازي شرق. وسقطت بين ضحايا الغارات ابنة بالتبني للعقيد القذافي. من جهة اخرى دعت الحكومة الليبية في بيان بالمناسبة مواطنيها الى ارتداء الثياب السوداء او الاكتفاء بربط عصبة سوداء على اذرعهم.