التقت "الوسط" في نيويورك السيدة كارين سوغرو المكلفة من قبل "مجلس العلاقات الخارجية" الاشراف على تنظيم قمة الدار البيضاء، وسألتها عن ظروف انعقاد القمة. كيف بدأت الفكرة ومن كان صاحبها؟ - زارنا الرئيس بيل كلينتون في مجلس العلاقات الخارجية في نيويورك إثر توقيع الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي اسحق رابين على اعلان المبادئ ليرى ان كنا مهتمين بذلك. واعتقدنا في بداية الأمر بأن الفكرة سابقة لأوانها، لكننا اتفقنا لاحقاً على ضرورة عقد القمة. ولكن مع استمرار تعثر المفاوضات بين الفلسطينيين واسرائيل ألا ترين أن الفكرة لا تزال سابقة لأوانها؟ - لم نوافق على المضي بها قدماً إلا بعد توقيع اتفاق بين الأردن واسرائيل، لكننا لم نكن راغبين فيها إذا كانت مجرد مؤتمر آخر موضوعه اسرائيل والأراضي المحتلةوالأردن ونحو ذلك. لذلك اتفقنا على أن تكون القمة اقليمية. ولماذا اخترتم المغرب تحديداً؟ - شعرنا بأن المغرب أفضل مكان لعقد مؤتمر اقليمي، فاضافة الى أننا حصلنا على التأييد والتعاون الكاملين من الملك الحسن الثاني، خصوصاً بعدما التقى الصيف الماضي وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز. وقد شكر الرئيس كلينتون الملك الحسن الثاني لمساندته الفكرة. بدأت الفكرة نتيجة لاعلان المبادئ بين الفلسطينيين واسرائيل. كيف اتسع نطاقها لتشمل المنطقة كلها؟ - لم نشأ أصلاً أن نربط المؤتمر باسرائيل والأردن والأراضي المحتلة. ولذلك فضلنا التريث حتى يتسع نطاق عملية السلام لتشمل أطرافاً أخرى. وماذا يتوقع أن تسفر عنه هذه القمة؟ - الهدف الأساسي يتمثل في جمع مسؤولي تلك البلدان وقادة قطاعاتها الاقتصادية بمستثمرين أجانب للاستفادة مما نأمل جميعاً ان يكون استقراراً جديداً يعم المنطقة. كما أننا نريد اقامة جسور تعاون بين رجال الأعمال في المنطقة نفسها. اذ بمستطاع الحكومات ورجال الأعمال العمل معاً لتحسين المناخ السائد. ألن يكون المؤتمر مجرد مناسبة أخرى لالقاء الخطب الجوفاء عن السلام والازدهار؟ - لا. سيبحث المؤتمر في قضايا عملية وجادة جداً، منها مثلاً تجارة الحدود واقامة مشاريع مشتركة في مجالات البنية الأساسية والطاقة والمياه. فتركيا مثلاً مهتمة بدرجة كبيرة بقطاع السفر والسياحة ومشاريع المياه. اما اسرائيل فتقترح اقامة طريق تربط عمّان بالقاهرة. وقد تقدم عدد كبير من الدول بتصورات محددة لمشاريع عدة. قبل بضع سنوات بُذلت محاولة لعقد مؤتمر اقليمي في اسطنبول للبحث في قضية المياه. وقد فشل المؤتمر عندما تبين للحكومات العربية انه عقد خصيصاً ليكون باباً خلفياً يدخل منه العرب للجلوس على مائدة مفاوضات مع اسرائيل. تلك الشكوك نفسها تراود بعض الأطراف التي تنوي حضور القمة الاقتصادية في المغرب. - بالطبع ان دولاً عدة لا تزال تشعر بالارتياب. غير أن فرص التنمية الاقتصادية طغت على شكوك معظم الدول. والمسألة ليست بفضل مساعينا وحدها، فقد أوفد الملك الحسن الثاني مبعوثيه الذين تمكنوا من اقناع غالبية الدول بالمشاركة. وقرر وزراء دول الخليج العربية، في نهاية أيلول سبتمبر الماضي، المشاركة في القمة. وتلقينا طلبات من رجال أعمال خليجيين للمشاركة. وما هي الدول التي لن تحضر القمة؟ - حتى الآن سورية وليبيا ولبنان، وان كنا لا نزال نأمل بأن تشارك في المؤتمر. ولا يزال الملك الحسن الثاني يبذل جهوداً في هذا الشأن. وقد تلقينا طلبات من رجال أعمال لبنانيين يريدون الحضور. وماذا عن السودان والعراق؟ - لم نوجه لهما دعوة، وكذلك ايران.