اقترن اسمه بصفات مثل "الغزال" و"الفنان" و"مارادونا الصحراء"، وإن اعترض على اللقب الأخير لأن مارادونا في رأيه أصبح رمزاً للاحتيال والغش والمخدرات. اتفقت تحليلات النقاد على وضعه في صدر قائمة قلة من النجوم العالميين الذين تألقوا في سماء مونديال الولاياتالمتحدة والعالم بأسره. وهناك في المونديال الأميركي دوّن اسمه بحروف بارزة في سجلات تاريخ كرة القدم العالمية كصاحب أجمل هدف في نهائيات كأس العالم لعام 1994. انه سعيد العويران لاعب فريق الشباب والمنتخب السعودي وأسرع لاعب عربي يصل الى الشهرة العالمية بعد اختياره ضمن أفضل عشرة لاعبين عالميين خلال كأس العالم الأخيرة. ارتبط اسمه دائماً بلقب الهداف محلياً وآسيوياً وعالمياً فهو هداف الدوري السعودي لعام 92 16 هدفاً وهداف آسيا في تصفيات كأس العالم عام 1993 21 هدفاً وثالث هدافي العالم خلال تلك التصفيات بالتساوي مع اللاعب الايطالي روبرتو باجيو. بدأ العويران 27 عاماً مشواره مع الكرة عام 1986 في نادي الشباب الذي يلعب له حالياً وانضم الى المنتخب السعودي عام 1992 رصيده حتى الآن 48 مباراة دولية و46 هدفاً. شارك في جميع مباريات المنتخب الرسمية منذ انضمامه ولم يتغيب سوى عن مباراتين فقط خلال كأس الخليج الماضية. "الوسط" التقت سعيد العويران في الرياض وكان معه الحوار الآتي: الآن وقد أصبحت أشهر نجم محلياً وعربياً أين تضع نفسك بين نجوم العالم؟ وهل توافق على تشبيهك باللاعب الارجنتيني مارادونا؟ - أولاً أنا مجرد فرد من أفراد المنتخب السعودي ولا أشعر مطلقاً بأي تميز عن زملائي اللاعبين فما حققته كان أولاً وأخيراً بتوفيق من الله ويمكن ان يحققه أي لاعب آخر يمتلك الموهبة والحس الكروي كما أن كرة القدم لعبة جماعية ولا يستطيع أي لاعب تحقيق أي انجاز الا بالتعاون مع اعضاء فريقه. وبالنسبة الى وضعي بين نجوم العالم فهذا شيء أتركه للجمهور والنقاد فهما اللذان يحددان ذلك ولست أنا. أما عن تشبيهي باللاعب الأرجنتيني مارادونا فلا أوافق على ذلك بعد أن شوّه تاريخه الكروي بتعاطي المخدرات والمنشطات وارتبط اسمه بالاحتيال والغش وإثارة المشاكل مع الأندية التي يلعب لها ومع ذلك لا أنكر انه لاعب موهوب ولكن أخلاقه سيئة وكان يمكن أن يصل الى الشهرة التي حققها اللاعب البرازيلي بيليه والذي كان مثالاً للخلق الطيب والأداء المبدع لولا هذه النقطة. ولكن سعيد العويران اختير كواحد من أفضل عشرة لاعبين في العالم. كما اختير ثالث هدافي العالم في التصفيات الاخيرة لكأس العالم. ألا يشعرك ذلك بأنك أصبحت على درجة المساواة مع النجوم العالميين؟ - أولاً هذا الاختيار والجوائز التي حصلت عليها لا أفتخر بها وحدي وإنما يفتخر بها كل لاعب سعودي وعربي، وأعتز كثيراً بلقب ثالث هدافي العالم فهذا اللقب تقريباً لم يحققه اي لاعب عربي أو آسيوي من قبل، فلي الفخر ان حصلت على هذا اللقب بتوفيق الله وبفضل الدعم اللامحدود من الأمير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه الأمير سلطان بن فهد وبفضل مساندة ودعم زملائي اللاعبين وأنا أعتقد أن اللاعب العربي موهوب بطبعه ومؤهل لأن يصل الى مرحلة النجومية العالمية اذا ما توفرت له الظروف المناسبة وخاصة الامكانات المادية والرعاية المعنوية وهو ما توفره لنا الرئاسة العامة لرعاية الشباب وبالتالي استطعنا تحقيق الانجازات الكروية. هدف في المرمى البلجيكي يقال ان هدف العويران المميز في مرمى بلجيكا كانت حسنته الوحيدة في كأس العالم ولو أتيحت له الفرصة مرة اخرى ما استطاع احراز مثل هذا الهدف؟ فما تعليقك على ذلك؟ وهل توقعت اختيار هذا الهدف كأجمل هدف في كأس العالم؟ - ابتسم العويران قائلاً الحمد لله أنه أتيحت لي هذه الفرصة وأعتقد بالفعل أنني لو حققت انجازات كروية أكثر من تسجيل هذا الهدف لما نلت شهرة أكثر من التي حصلت عليها بسبب ذلك الهدف مع أنه كانت لي حسنات أخرى أيضاً في كأس العالم، ولم يكن الهدف حسنتي الوحيدة فقد أديت مباريات جيدة أمام هولندا والمغرب وساهمت مع الفريق في الوصول الى الدور الثاني. والحقيقة انني لم أتوقع هذا الاختيار وقد علمت بالخبر بعد نهاية المباراة النهائية بين ايطاليا والبرازيل وشعرت يومها بفخر واعتزاز لأن هذا الانجاز عربي أولاً ويعود لكل العرب وسيبقى مدوناً في سجل الاتحاد الدولي. هل يفكر العويران بالاحتراف خارج السعودية؟ وهل تلقيت عروضاً بالاحتراف؟ - أنا شخصياً أرغب في خوض تجربة الاحتراف في الخارج فهي تجربة جيدة تستحق التفكير حيث تمكن اللاعب من الانتشار عالمياً. ولكن الاحتراف في الخارج لا زال غير مسموح به لدينا. فإذا سمح المسؤولون بذلك فسأفكر في الأمر بصورة جدية وقد تلقيت فعلاً عرضين بالاحتراف خلال كأس العالم أحدهما من البرتغال والآخر من إسبانيا من أندية كبيرة وكانت قيمة كل عرض أربعة ملايين دولار. هل تعتقد أن المنتخب السعودي قادر على الوصول الى كأس العالم مرة اخرى؟ - في رأيي انه قادر على ذلك اذا كان اللاعبون في "الفورمة" جميعاً يداً واحدة مثلما كانوا في تصفيات كأس العالم الماضية. ويتميز معظم لاعبي المنتخب السعودي بصغر أعمارهم ولا زالت امامهم الفرصة لاكتساب المزيد من الخبرة الدولية عن طريق الاحتكاك بالفرق العالمية القوية وأمامهم متسع من الوقت لذلك. ولهذا فانني أرى ان فرصتنا قوية في دخول كأس العالم مرة اخرى وتقديم مستوى أفضل من المستوى الذي قدمناه خلال الكأس الماضية. كأس الخليج أمام المنتخب السعودي امتحان صعب قريباً وهو بطولة كأس الخليج الثانية عشرة والتي لم يفز بها المنتخب السعودي حتى الآن. فما هي توقعاتك بالنسبة الى هذه الكأس؟ وهل استعددتم لها جيداً؟ - كأس الخليج في الحقيقة هي لقاء بين الأخوة الخليجيين وتدعيم للعلاقات بين الشباب في المنطقة وأتمنى أن تسود هذه البطولة الروح الرياضية المثالية وتخلو من البطاقات الصفراء والحمراء وأتوقع أن تكون حامية الوطيس ونحن الآن يحسب لنا ألف حساب بعد التمثيل الطيب في المونديال. وأعتقد أنه حان الوقت لكي نفوز بهذه الكأس والتي لم نفز بها ولا مرة حتى الآن لنؤكد تطور الكرة السعودية التي وصلت الى العالمية. نعم أتمناها سعودية ولكن اذا فاز بها أي فريق خليجي آخر فسنكون سعداء. أما عن الاستعداد فقد استعد المنتخب السعودي لهذه الكأس جيداً من خلال المعسكر التدريبي الذي بدأ منذ شهرين ويستمر حتى بداية الشهر المقبل حيث تقام الدورة في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وسيلعب المنتخب في الفترة المقبلة أربع مباريات مع فرق عالمية وهي المنتخب الأولمبي البرازيلي وفريق الارجنتين الأول والمنتخب الأميركي ومنتخب ترينداد. الأداء المشرف للفريق السعودي في كأس العالم هل يضع على عاتق اللاعبين مسؤولية اضافية؟ أو بمعنى آخر ألا يشكل ذلك ضغطاً نفسياً على اللاعبين خوفاً من تقديم مستوى أقل؟ - نعم المستوى الذي ظهرنا به في كأس العالم وضع على عاتقنا مسؤولية كبيرة، فالجمهور السعودي متشوق لرؤية المنتخب عن قرب بعد كأس العالم وخاصة ان بطولة كأس الخليج ستقام في الامارات والجماهير السعودية ستتدفق الى هناك لتشجيع المنتخب وتريد مشاهدته وهو يقدم كرة جميلة ومستوى مماثلاً للمستوى الذي قدمه خلال كأس العالم ان لم يكن أفضل. وأتوقع أن يكون هناك ضغط من الجماهير بحيث تطالب اللاعبين بتحقيق البطولة ولكن أقول ان لكل بطولة ظروفها ولا نريد استباق الأحداث، وأعد جمهورنا الحبيب ببذل أقصى ما في وسعنا للفوز بالكأس. كما أعد بتقديم مستوى مشرف يرضى عنه الجمهور السعودي. واللاعبون لديهم الآن ثقة كبيرة في أنفسهم ومصممون على تقديم مستوى لا يقل عن المستوى الذي ظهروا به في كأس العالم. العويران أمامه فرصة اخرى لتأكيد نجوميته على المستوى العالمي خلال كأس العالم المصغرة أو بطولة الملك فهد لأبطال القارات والتي تقام للمرة الثانية على أرض المملكة في مطلع العام المقبل فهل يتوقع العويران ان يحقق انجازاً مميزاً آخر خلال تلك البطولة؟ وما هي توقعاتك بالنسبة الى المنتخب السعودي؟ أولاً أحب أن أؤكد ان هذه البطولة سيكون مستواها قوياً جداً ولن يقل مستوى المباريات عن مباريات كأس العالم نظراً لقوة المنتخبات التي ستشارك فيها وهي منتخبات المكسيك بطل أميركا الشمالية والوسطى ومنطقة الكاريبي والأرجنتين بطل أميركا الجنوبية وفريق نيجيريا بطل افريقيا والدانمرك بطل أوروبا واليابان بطل آسيا اضافة الى الفريق السعودي المنظم للبطولة والتي ستقام ابتداء من هذا العام تحت اشراف الاتحاد الدولي الفيفا والاتحاد الآسيوي وستشارك هذه المنتخبات بنجومها انفسهم الذين شاركوا في كأس العالم الماضية ولذلك فإن هذه البطولة والتي ستقام بصورة منتظمة كل سنتين ابتداء من هذه الدورة ستكون ثاني أهم البطولات العالمية بعد كأس العالم. أما عن توقعاتي الشخصية فأتمنى تحقيق انجاز آخر يضاف الى سجلي الكروي العالمي وأنا مصمم ان شاء الله على تحقيق هذا الانجاز لأكون من أوائل اللاعبين الذين يسجل اسمهم في سجلات هذه البطولة المهمة. وبالنسبة الى توقعاتي للمنتخب السعودي فأرى ان هذا شيء صعب التنبؤ به في ظل المنافسة القوية التي ستشهدها البطولة بالنظر الى قوة الفرق المشاركة. وسنعمل كل ما في وسعنا لكي نظهر بمستوى مشرف خاصة وأن البطولة تقام على أرضنا.