يشكّل وسط البوسنة والهرسك مسرح القتال بين الجيش البوسني والميليشيات الكرواتية الطامحة الى الانفصال والالتحاق بكرواتيا المجاورة. وهو قلب الدولة البوسنية، ومركز الجمهورية المسلمة في حال التقسيم العرقي للبلاد. وتقع زينتسا المدينة الأهم في هذه المنطقة والمعقل القوي للمسلمين، على مسافة 44 كيلومتراً شمال غربي العاصمة ساراييفو، وهي المسافة التي يقطعها الصحافي الغربي في حوالي ساعة اذا حسب الوقت الذي سيمضيه في نقاط التحكم الصربية والكرواتية، فيما يحتاج الصحافي العربي - كما حدث مع مراسل "الوسط" - الى ثلاثة ايام للسفر عبر جبال شاهقة وطرق وعرة غير ممهدة وسط ثلوج كثيفة تغطي المنطقة وفي ظل درجات حرارة تحت الصفر، وذلك لتفادي النقاط الصربية والكرواتية التي لا يعترف جنودها بالأوراق الثبوتية التي تبيّن مهنة حاملها الصحافية، وغالباً ما يعتبر "مجاهداً" يستحق الاعدام فوراً. بعد رحلة مضنية استمرت ثلاثة ايام، اضطررنا خلالها ان استقل شاحنة ضخمة محمّلة بالمؤن وتقل عشرين شخصاً من مختلف الاعمار، وصلنا الى زينتسا مساءً. كانت المدينة نصف مضيئة بسبب تقنين التيار الكهربائي توفيراً للطاقة. وتوجهنا مباشرة الى فندقها الذي فوجئنا به مكتظاً بمراقبي المجموعة الأوروبية الذين تنحصر مهمتهم بتسجيل المعطيات القائمة والأوضاع المأسوية ومسؤولية الاطراف التي تبدأ بالعدوان ولا تتجاوز ذلك الى فعل ايجابي ما جعلهم محل تندر البوسنيين. بعد بضعة ايام في زينتسا ومدن الوسط المجاورة بدت الاوضاع مختلفة تماماً عما هي في ساراييفو وعما كانت قبل عام. فالعاصمة حظيت باعلام عالمي راسع على رغم ان ظروفها اقل سوءاً من مثيلتها في المناطق المحاصرة الاخرى، خصوصاً ان مطارها يستقبل يومياً طائرات محملة بمواد الاغاثة، فيما تعتمد المدن الاخرى على ما يصلها عبر القوافل البرية التي عادة ما تفشل في الوصول اليها بسبب اعتراض الصرب او الكروات. كما ان الروح المعنوية لأهلها افضل حالاً مما كانت قبل عام، قبل ان تندلع الحرب بين المسلمين والكروات، حيث ساهمت النجاحات التي يحققها المسلمون في الشعور بامكان تحقيق انجاز ما وان على المدى البعيد من دون الحاجة الى الدعم الغربي الذي طال انتظاره. وتيرة مختلفة وعلى رغم ان الوتيرة اليومية للحياة في هذه المدن تكاد لا تنقطع، الا انها بالتأكيد اختلفت اختلافا كليا عما كانت قبل الحرب، فعلى سبيل المثال ادت ازمة المحروقات الى الاستغناء تماماً عن السيارات والحافلات، ويضطر الناس لقضاء حاجاتهم والتوجه الى العمل او المدارس الى استخدام العربات التي تجرها الخيول او الذهاب مشياً. وانتشر في الشوارع الباعة المتجولون، الا انهم في الحقيقة ليسوا سوى مواطنين عاديين ارغمتهم ظروف الحرب على التجارة في ما يمكن ان يعينهم على الحياة، وان اضطروا احياناً الى بيع مقتنياتهم الخاصة. ويعتبر المارك الألماني عملة التداول المستخدمة بعد انهيار الدينار البوسني الذي لا يستخدم الا في حدود ضيقة، ويضطر الناس الى الوقوف في طوابير طويلة للحصول على حاجاتهم من المواد الغذائية مثل الخبز وغيره، او المقايضة. وقالت ل "الوسط" سيدة كانت تدفع امامها بعربة محمّلة بالحطب انها تستبد به طحينا. وعلى رغم ذلك تشبث البوسنيون بالحياة وواظبوا قدر استطاعتهم على التوجه الى مصانعهم ومؤسساتهم الوظيفية واستمرت المدارس في العمل في ظروف يصعب وصفها او تخيلها. وقالت تلميذة في احدى هذه المدارس انها تعيش وحيدة في زينتسا لأن والديها في ساراييفو. "اننا نتلقى دروسنا وأسناننا تصطك من البرد لفقدان مواد التدفئة في المدرسة، ونتشارك في الكتب المدرسية لندرتها". وذكرت ان الفصل الدراسي قصير عما كان قبل الحرب، ما يعني كفاءة اقل بين صفوف المتخرجين. وعبرت عن شعور مؤلم بأنها تعود الى منزلها كل يوم ولا تعرف اياً من زملائها وزميلاتها ستفقده في صباح اليوم التالي، بسبب القذائف الصربية والكرواتية. غير ان ارادة البوسنيين وتصميمهم على مواصلة حياتهم اليومية يعطيان انطباعاً بأن هدف الميليشيات الصربية في خنق المدن البوسنية واجبارها على التسليم عبر حصارها وقطع طرق الامدادات اليها قد فشل. بينما نجحت جهود البوسنيين في الحفاظ على الحد الادنى من متطلبات الحياة اليومية، خصوصاً بعدما تمكنوا في هذه المناطق من قطع شوط لا بأس به في عمليات الاكتفاء الذاتي على مستوى الحاجات الغذائية. وتحدث الى "الوسط" فؤاد جيديج وزير منطقة وسط البوسنة التي يسكنها حوالي مليون مواطن وتضم 14 بلدية منها ست تحتلها كاملة أو جزئيا الميليشيات الكرواتية او الصربية. قال: "اننا نسير وفق خطة مرسومة لتحقيق الاكتفاء الذاتي، بداية على مستوى الحبوب والفاكهة". وأضاف ان هناك بعض القرى التي نجحت في ذلك تماماً على رغم وقوعها على خطوط المواجهة مع الصرب، وان بعض المخابئ بات اشبه بمشاغل تحيك فيها النساء الملابس اللازمة للأسر والمقاتلين. حرب تحرير طويلة الأمد ولعل من اهم الانطباعات التي يخرج بها اي زائر لوسط البلاد هو ان المسلمين يعدون انفسهم لحرب تحرير طويلة الامد، يعتمدون فيها على قدراتهم الذاتية بعدما أصابهم اليأس من موقف غربي او دولي يمكنهم من استعادة اراضيهم او يرد لهم حقهم في الدفاع عن انفسهم عبر رفع قرار حظر بيع السلاح الذي يشملهم. وفي زيارة لخطوط المواجهة الأولى في منطقة فييتيز الفاصلة بين المسلمين والكروات يلاحظ أن وضع الجندي المسلم تبدل كثيرا عما كان قبل عام، فالزي العسكري يرتديه الجميع بما في ذلك الاحذية الشتوية، فيما مدافع الهاون منتشرة على مرمى العين. وشهدت "الوسط" عملية هجومية كان يشنها الجيش البوسني على الميليشيات الكرواتية التي لا تزال تمسك بمدينة فييتيز الاستراتيجية التي تضم مصنعاً ضخماً للذخيرة والبارود، ولاحظت كثافة شديدة في نيران مدافع المسلمين وراجمات صواريخهم. ولاحظت تعدد أنواع السلاح الذي يستخدمه المسلمون نظراً الى تعدد مصادره، وقال احد الضباط وهو يجلس القرفصاء في احد الخنادق والمعارك محتدمة بين الطرفين، ان الفنيين المسلمين أدخلوا بعض التعديلات على السلاح أو الذخيرة المستخدمة ليتوافقا معا. وراقبت "الوسط" الجنود البوسنيين الذين يتقدمون في مواجهة خطوط الدفاع الكرواتية ورؤوسهم ملفوفة بالشارات الحمر واستمرت المعركة الهجومية ساعات طويلة وتمكن المسلمون من استرداد 11 موقعاً كانت في أيدي الكروات الذين فقدوا 72 جندياً مُنعنا من تصويرهم بسبب تقاليد بوسنية. وبات قلب مدينة فييتيز على مرمى بصر، وأمكننا مشاهدة مصنع الذخيرة الذي يعطي هذه المدينة اهمية خاصة. ولعل زيارة مصنع السلاح في احدى مناطق وسط البوسنة كانت اكثر اهمية من زيارة الجبهة، اذ شاهدنا في هذا المصنع الممنوع دخوله على الصحافيين الغربيين كيف نجح البوسنيون نسبياً في تحدي قرار حظر استيراد السلاح. وشاهدنا العمال بمعداتهم الخاوية وعزيمتهم وإيمانهم يحولون هذا المصنع الذي كان ينتج ذات يوم ما يزيد على مليوني طن من الحديد سنوياً الى مصنع للذخيرة وقطع غيار للاسلحة. ويعتقد الذين يديرون دفة العمل في هذه المصانع انها تلبي حوالي ثلاثين في المئة من حاجات الجيش البوسني، فيما تمثل الغنائم الحربية مصدراً ثانياً للتسلح. ومع اشتداد المعارك على جبهات القتال وارتفاع الحاجة الى الذخيرة تزداد الاعباء على العمال الذين لا يخلو واحد منهم من ويلات الحرب. ويرى البوسنيون ان من اهم الانجازات التي حققوها خلال الفترة الماضية هي السيطرة على كثير من المصانع ومعامل السلاح في وسط البوسنة والتي تمثل حوالى اربعين في المئة من مجموع المنشآت العسكرية الصناعية في مناطق يوغوسلافيا السابقة مجتمعة، ونجحوا في اعادة تشغيلها على رغم الشح الشديد في مصادر الطاقة والمواد الخام اللازمة لعمليات الانتاج. البحث عن الجذور وأكثر ما يدهش في مدن الوسط ان شريحة كبيرة من المسلمين ما زالت تؤمن بامكان التعايش بين القوميات المختلفة وتدافع عن هذه الفكرة. وعلى رغم دعايات الاعلام الصربي والكرواتي يلاحظ ان الكروات والصرب في هذه المناطق الخاضعة للمسلمين يتمتعون بكل حقوقهم كمواطنين، بما في ذلك الحقوق السياسية. حتى ان مناصب رفيعة في الحكم ما زال يتولاها صرب او كروات. ويتمتع الرئيس البوسني علي عزت بيكوفيتش في هذه المنطقة بشعبية كبيرة تجاوزت موقعه الوظيفي لتجعله رمزاً وزعيماً للمسلمين البوسنيين في حقبة تاريخية نادرة. وتحتل صوره مكان صور الزعيم اليوغوسلافي السابق جوزيف تيتو التي كانت لا تزال قبل شهور قليلة تتصدر المكاتب الحكومية وأبنية المؤسسات الرسمية. ويمكن أن تشاهد في الجولة هذه وجهاً آخر من المدن البوسنية غير ذاك الذي كان معروفا قبل الحرب، شكله اهلها الذين باتوا يعتقدون بأن الهوية الدينية وحدها سبب العداء الصربي والكرواتي وهي وراء تجاهل أوروبا لمحنة شعب ينتمي الىها لا ذنب له سوى انه ولد مسلماً. فالحمية الدينية حركت هذا الشعب الذي حكمته الشيوعية نحو سبعين عاماً، وساعدت الحرب على ذلك بطريقة مباشرة وما رافقها من مواقف دولية، فالمساجد اصبحت تكتظ بالمصلين، وهي التي كانت مهجورة قبل شهور، وتفيض بهم الى الشوارع والازقة كما في معظم البلدان الاسلامية، خصوصاً عندما يؤذن لصلاة الجمعة. غير انهم هنا يؤدون فريضتهم تحت وابل الرصاص وطلقات المدافع. وقال الشيخ خليل بهديتش مفتي المدينة وإمامها ان "نقلة كبيرة حدثت للشعب البوسني بعد الحرب، فالصدمة دفعت به الى البحث عن جذوره وهويته الحقيقية، وساعدت على ذلك الهيئات الشعبية والحكومية العربية والاسلامية التي توافدت الى بلادنا لتشاركنا مأساتنا وتخففها عنا". وانتشر الزي الاسلامي في شوارع المدن البوسنية وتعددت مدارس حفظ القرآن للصغار والكبار، وكثرت المطبوعات الاسلامية، والحلقات الدراسية الدينية، وامتد ذلك الى الجيش حيث تشكلت فرق خاصة تحمل فكراً عقائدياً سميت "القوات الاسلامية". وتحظى هذه الفرق منذ تشكيلها بدعم متزايد من المواطن البوسني العادي وباحترام القيادات السياسية والعسكرية التي تمتدح فيها الانضباط الذي يتمتع به جنودها وكفاءتهم القتالية وشجاعتهم، الى حد أن القيادات العسكرية تكلف هذه الوحدات العمليات الصعبة خصوصاً عندما تصبح احدى جبهات المسلمين في وضع خطر. وفي معظم الاحيان، ان لم يكن في كلها، تنجح هذه الوحدات في تأدية واجبها. وعندما سألت "الوسط" شريف باتكوفيتش رئيس اركان القوات الاسلامية عن اسباب تشكيل "القوات الاسلامية" في اطار الجيش، أجاب: "ولماذا لا يكون كل الجيش قوات اسلامية، فالحرب القائمة لا تستهدف سوى المسلمين في هذه المنطقة، ومن الطبيعي ان نتمسك بما يحاربنا اعداؤنا بسببه، انه مهم على رغم كل ما فعلوه بنا، اهدوا الى شعبنا هدية جميلة حين ايقظوه وأعادوه الى اصوله". أحزان لا تنقطع كل شارع في البوسنة وكل بيت وكل حجر يحمل احزاناً عميقة سببتها الحرب الاليمة وما تخللها من جرائم تقشعر لها الابدان. وفي ملجأ زينتسا للأيتام الذين فقدوا ذويهم في الحرب كانت هناك صور مأسوية لنماذج من الاطفال الذين حرموا في سني عمرهم الاولى من صدر الأم وحنان الأب. وحكى الطفل راسم حسانوفيتش الذي لم يتعد الثانية عشرة كيف اقتحم الصرب قريته واعتقلوا اهلها صغاراً وكباراً، رجالاً ونساءً، وكيف اطلقوا الرصاص على صدر امه امام عينيه وعذبوا المعتقلين وارغموه على خدمة الجنود الصرب، ثم كيف بلغه نبأ مقتل والده على يد الكروات. والتقينا ثلاثة اخوة، أبلغتنا شقيقتهم الكبرى مايده صباهيتش في التاسعة، أن الصرب قتلوا والدهم وأن امهم تعرضت للتعذيب حتى اصيبت بخلل عقلي ونقلت الى المستشفى. وحكوا عن طفلين اخوين احدهما لم يبلغ السنتين والآخر ثلاث سنوات، اعتقل الكروات اخاهما الاكبر ووالدهما، فيما اضرموا النار في امهما امام عيونهما حتى فقدا النطق، لتظل صورتها ماثلة في مخيلتهما وأصوات استغاثتها تتردد في آذانهما. وعلى مقربة من هذا الملجأ مركز استقبال للبوسنيين الخارجين من المعتقلات الكرواتية الذين بدوا كهياكل آدمية بعد الذي اصابهم من شهور التعذيب الطويلة، وكان الاجماع على ان ما لاقاه المسلمون في معسكرات الاعتقال اشد مما تعرضوا له في مثيلتها الصربية. وقال محمد اماموفيتش: "زرت ثلاثة معتقلات شاهدت في كل منها اعداداً كبيرة من المسلمين الذين شاركوني المعاناة على أيدي الجنود الكروات الذين كانوا يتعمدون ضربنا ضرباً مبرحاً على الكليتين والبطن". ووصف الحياة اليومية في معسكر الاعتقال الكرواتي: "كان الطعام عبارة عن سائل لا نعرف طعمه لا يزيد على خمس ملاعق فيما كانوا يقسمون كل كيلو خبز الى 18 قطعة ليحصل كل واحد منا على قطعة واحدة طوال النهار. وأدت الحرارة المرتفعة في المنطقة التي كنا فيها الى وفاة عدد من مرضى القلب والكليتين، خصوصاً ان كل غرفة في المعتقل كانت تضم حوالي 120 شخصاً، حتى اننا كنا ننام جلوساً. ومن مشاهد التعذيب التي لن انساها ذلك الرجل الذي فشل في تنفيذ الامر الذي صدر اليه بأن يأكل نصف كيلو من التبغ خلال نصف ساعة فأرغم على ان يلعق بلسانه حجرة مساحتها 25 متراً مربعاً"! رحلة العودة كان طريق العودة من زينتسا الى ساراييفو محفوفاً بالمخاطر وبالمشاهد المؤلمة بعدما تراكمت الثلوج على الطريق وباتت جليداً في اعالي الجبال مما يسهل انزلاق السيارات من هذه الارتفاعات الشاهقة. في طريق العودة التي استمرت ثلاثة ايام نفد الماء والغذاء من ركاب سيارتنا، وكان علينا ان نملأ افواهنا من الثلوج المتراكمة على الطريق والا متنا عطشاً، وفي اليوم الثالث ادركنا الاخبار التي كنا نقرأها من قبل عن موت بعضهم في مثل هذه الطرق الجبلية، فقد خارت قوانا تماماً لنفاذ الغذاء والماء من جهة، ولاضطرارنا الى السير على الاقدام مسافات طويلة عندما تكون السيارة صاعدة الى اعلى الجبال حتى نخفف من حمولتها. وكنا لمسافات طويلة ايضاً نضطر الى دفعها عندما كانت تنغرس تماماً في الثلوج. وكنا أحياناً ندفع السيارة التي امامنا لنستطيع نحن السير حيث لا يسمح الطريق الا بمرور سيارة واحدة. في طريق العودة، شاهدنا عشرات الجنود الذين يضطرون الى المشي اياماً وليالي للانتقال من نقطة الى اخرى حيث يعاني الجيش - كما المدنيين - من ازمة المحروقات التي رفعت ليتر البنزين الى اربعين ماركاً لدى القوات الدولية. وكان الجنود يطلبون منا الغذاء والماء فيما تبدو عليهم مظاهر الارهاق والتعب. ولا تزال تتردد صرخات طفل رضيع في سيارة امامنا يطلب الماء المفقود. وأشفقنا عليه وبللنا فمه بالثلج المتراكم على الطريق، فيما كان بوسنيون مسلمون كثيرون افرج عنهم من معسكرات الاعتقال الكرواتية يبحثون عن الطريق الآمنة الى زينتسا وقد اعيتهم تماماً شهور الاعتقال الطويلة.