على رغم انه لم يعلن عن موعد معين لعقد الجولة الخامسة لاجتماع لجنة الخبراء السعودية - اليمنية المشتركة لترسيم الحدود بين البلدين في ختام زيارة وزير الخارجية اليمني محمد سالم باسندوه للسعودية الثلاثاء الماضي بعد لقائه مع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز والامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران... الا ان مصادر "الوسط" تؤكد انه جرى خلال الزيارة الاتفاق على عقدها في صنعاء "خلال الاسابيع القليلة المقبلة وبعد الانتهاء من اعادة تقويم ثمار الجولات السابقة". وقال ل "الوسط" مسؤول سعودي رفيع المستوى وعلى صلة بمفاوضات ترسيم الحدود ان بلاده "حريصة على استمرار اجتماعات لجنة الخبراء وليس لدينا ما يمنع او يحول دون استئناف لقاءاتها" وهو الموقف نفسه الذي اكده الوزير باسندوه بقوله ان "اليمن يأمل ان يتم تذليل بقية الصعوبات التي قد تعيق مسار المفاوضات" مشيراً الى انه "ليس هناك اشكال بيننا". وتجمع الاوساط السعودية واليمنية على "ان انهاء الخلافات الحدودية بين البلدين عبر تحقيق تقدم ملموس وفعال في المفاوضات المقبلة من شأنه تسهيل عودة العلاقات الى طبيعتها بين الجانبين". وقال المسؤول السعودي انه "يمكن اثبات حسن النيات اليمنية عبر انهاء مشكلة الحدود"، مشيراً الى ان الموقف السعودي معلن ومعروف "ولن يتغير"، ويتلخص في "تحديد العلامات المقامة على خط الحدود وترسيم ما تبقى منها، مع ضرورة اعادة المعالم الحدودية المندثرة وفقاً لاتفاقية الطائف الموقعة بين الدولتين سنة 1934م وتعيين الحدود البحرية". وأعلن المسؤول السعودي ان بلاده قدمت اقتراحاً لحل اشكال المناطق التي لم تشملها الاتفاقية والتي تقع في جنوب اليمن اليمن الجنوبي سابقاً فحواه ان يتم ترسيم الحدود على امتداد جبل ثأر شرق جنوبي مدينة نجران السعودية وحتى نقطة التقاء الحدود السعودية - العمانية - اليمنية المشتركة، وهو الاقتراح الذي لم تحدد صنعاء موقفها منه حتى الآن. ويعلق المراقبون اهمية على النهج السياسي اليمني الحالي الذي بات يتسم ب "الواقعية والاعتدال"، وكان ثمرة التفاعل بين بعض القوى السياسية الجديدة التي تضع مصلحة اليمن في مقدمة اهتماماتها من خلال حل الاشكالات والخلافات اليمنية مع دول مجلس التعاون الخليجي.