تنوع البيئة وجمال الوانها، وغنى تاريخ المنطقة الطويل كانت مصدر الهام لمهرجان الازياء الأول الذي شهدته سلطنة عمان اخيراً عرض فيه اكثر من 65 عباءة ودشداشة لمصممة الازياء العمانية كفاح صادق عبدواني. "العودة الى جذورنا" كان شعار هذا المهرجان الذي اقيم في فندق قصر البستان في العاصمة مسقط. اذ لم يقتصر على عرض للازياء فقط بل كان مناسبة لتعريف المرأة العمانية على الازياء الشعبية المختلفة في جميع انحاء السلطنة. طريقة الانتقاء وكانت رئيسة جمعية النساء العمانيات في مهرجان الازياء العماني هدى الغزالي شكلت بالتعاون مع المصممة عبدواني فرق عمل نسائية جالت على مختلف المناطق للاطلاع على الازياء المتنوعة ولاختيار خطوط وألوان تمثل خصائص كل منطقة تمهيداً لوضع مجموعة ازياء عمانية كاملة. اذ تتميز مناطق السلطنة المختلفة بأزيائها التي تماشي طبيعة البيئة المحلية وتتناغم معها مؤكدة تعلق الناس فيها في آن. ومن سهول الباطنة الخضراء وزرقة شواطئ مسندم مروراً بالمنطقة الشرقية، والوسطى، وظفار، والداخل، حتى اسواق مسقط بألوان بضائعها الزاهية، عادت سيدات عمان بفيض من الازياء الشعبية المعبرة عن صور البيئة وحياة الناس. الرداء الأساسي وجذور الازياء العمانية غنية ومتعددة، فهي تستمد خطوطها من تأثيرات عربية وهندية. ولعل اقدم زي عماني وأكثره اناقة هي العباءة التي تطلق بعض العمانيات عليها اسم "الغطاء الذهبي". وعلى رغم ان العباءة السوداء بخطوطها المحتشمة هي الرداء الأساسي للمرأة العمانية، لكنها تكاد في شيوعها تنزع عن صاحبتها اي شكل من اشكال التعبير الشخصي. من هنا، تحاول مصممة الازياء كفاح صادق عبدواني تغيير الاسلوب الذي تتعامل فيه المرأة العمانية مع هذا الجزء الاساسي من هندامها. اذ صممت مجموعتها بشكل يجمع بين الطراز التقليدي ومتطلبات الحياة العصرية خصوصاً انها تعتبر ان العباءة السوداء لا تناسب مناخ عمان. وعن ذلك تقول: "ان الهدف ليس اجراء تغيير اساسي في الثياب ولكن تعديلها... بواسطة تغيير نوعية القماش المستعمل والألوان المسيطرة". وتضيف: "لدينا اقمشة جيدة وأكثر ملاءمة من الحرير التقليدي. وعلى سبيل المثال، فان قماش "الفوال" القطني الخفيف عملي جداً وفي متناول جميع النساء العمانيات". وقبل ان تغلب العباءة على لباس المرأة العمانية كان "الشادور" الملون الذي يضم غطاء للرأس من اكثر الازياء شيوعاً. برز هذا الطراز من جديد في مجموعة عبدواني التي ضمت عباءات ودشداشات للنهار والسهرة اضافة الى فساتين زفاف. خطوط المهنة وتألقت العارضات الپ17 بعباءات ملونة مطرزة او مقصبة او مذهبة ودشداشات بيضاء تزينها اشكال هندسية سوداء. وتراوحت الخطوط بين التقليدية، والبدوية، والعصرية، وتأثرت بحركة البحر ورمال الصحراء. اما الألوان فاستمدت من حمرة الشفق وظلاله الزهرية والبنفسجية ابان مغيب شمس صلالة. وكأنها اقمشة الحرير، والساتان، و"الفوال" السائدة في المجموعة. ولفت الحاضرات اللواتي اتين من معظم بلدان الخليج زي زفاف مكون من عباءة بيضاء موشاة باللؤلؤ والترتر الفضي فوق سروال باللون نفسه، مع غطاء رأس ذهبي شفاف يصل الى اقدام العارضة المخضبة بالحناء. كذلك زينت نقوش الحناء الحمراء ايدي العارضات واما الحلى التقليدية الجميلة فقد لمع بريقها على رؤوسهن. ولفّت الاساور والعقود الذهبية المعاصم والاعناق، ورنت الاقراط في الآذان تكملة للزينة الشعبية العمانية. تصاميم عبدواني جمعت بين القديم والجديد، والعصري والتقليدي، لكن خطوطها البسيطة اتسمت بالاناقة من الرأس حتى القدمين.