أدت كثرت الحوادث الناتجة عن المضاعفات الجانبية للعديد من انواع الادوية والعقاقير، الى ازدياد توجه الناس نحو استخدام الوسائل العلاجية البديلة المتوفرة للانسان منذ آلاف السنين والتي تعتمد على بعض الممارسات والمواد الطبيعية دون الحاجة لأية مركبات اصطناعية أو كيماوية. ونظراً لكثرتها وتنوعها فإن عملية اختيار الانسب والأصلح تحتاج الى فهم لمزاياها وطريقة عملها. وفي ما يأتي سرد مختصر لمعظم انواع الطب البديل مع التركيز على المعالجة بالزيوت العطرية. معالجة الوخز بالابر: وهي آخر ما توصل اليه الطب الطبيعي البديل الذي ما زال يتطور في الصين منذ آلاف السنين. وهي عبارة عن وخز مدروس بالإبر لنقاط حساسة معينة في الجسم تساعد على تحريك مصادر الطاقة الحيوية والمحافظة على توازن الوضع الصحي الطبيعي للجسم. ولقد اثبت هذا الاسلوب فعالية في علاج الامراض المختلفة المزمنة والحادة عند الكبار والصغار. المعالجة اليدوية: وتختص بعلاج اعتدلالات العضلات والعظام وذلك عن طريق التدليك اليدوي للعمود الفقري ومحاولة تخفيف الضغط عن الاعصاب الشوكية. فمشاكل العمود الفقري تؤثر على وظائف الدورة الدموية والجهاز العصبي، وعلاجها يعود بالفوائد الجمة على الصحة العامة. المعالجة المتجانسة: وتعتمد على اعطاء المريض أدوية طبيعية مستخرجة من النباتات بكميات ضئيلة جداً تكفي للتسبب بأعراض شبيهة بأعراض المرض المراد علاجه، مما يساعد الجسم على الشفاء من الاعراض الحقيقية للمرض. المعالجة الطبيعية بتصحيح اوضاع الجسم : وتهدف هذه الطريقة الى علاج الامراض المختلفة بواسطة التدليك اليدوي للمفاصل والعمود الفقري والانسجة لتصحيح اوضاع الجسم وضمان المحافظة على استمرارية الوظائف الآلية للعمود الفقري والحبل الشوكي. المعالجة الانعكاسية او "المنعكسية": وتختص هذه الطريقة بتدليك نقاط معينة في اسفل القدمين مقسمة الى مقاطع تعكس كل منها عضواً من اعضاء الجسم ولهذا تسمى بالمنعكسات. فإذا رغب ممارسها في علاج امراض او اعراض لعضو معين في الجسم كالقلب او الرئتين او الكلى او الرأس فإنه يقدم بتدليك المنعكس الخاص بها وبالتالي يخفف الآلام ويساعد على شفاء العضو المصاب. المعالجة بالاعشاب: وهي من الوسائل الطبيعية الفعالة لمقاومة الامراض والقضاء على اعراضها. يقوم المعالج خلالها بوصف ادوية من الاعشاب الطبيعية المعروفة بخصائصها العلاجية بعد تشخيص الحالة المرضية. وينصح المريض بتناول اغذية معينة وفيتامينات ومعادن واملاح زهيدة يحتاجها جسمه، تبعاً للحالة المرضية التي يعاني منها. المعالجة بالزيوت العطرية: وهي نوع من العلاج الكمالي او الشمولي الذي يعتمد على استخدام الزيوت العطرية المستخرجة من اوراق وبذور وجذور واخشاب واصماغ النباتات الطبيعية. ويمتاز هذا النوع في انه الوحيد الذي يجمع بين استخدام الادوية الطبيعية والمعالجة اليدوية. بينما تعتمد وسائل العلاج الاخرى على الادوية او المعالجة اليدوية. ويمكن استخدام هذه الزيوت العطرية بطرق مختلفة كالتدليك والاستحمام والتبخير والاستنشاق والكمادات والانعاش والشراب، حسب الحالة المرضية او الاعراض المراد علاجها. أ - التدليك بالزيوت العطرية: عملية مريحة جسدياً وعقلياً تسمح للزيوت باختراق الجلد والوصول الى الانسجة ومجرى الدم حيث يتم نقلها الى اعضاء الجسم المختلفة. اما تأثيرها فقد يكون عاماً ليشمل كامل الجسم او محدداً لعلاج عضو او جزء معين. وتستغرق عملية تشرب الجلد لهذه الزيوت ما بين ساعة او ست ساعات، لهذا يستحسن الاستحمام قبل عملية التدليك حتى لا تزول الزيوت بسرعة. اما اذا رغب الشخص بالاستحمام فعليه ان يؤخر ذلك حتى يعطي الجلد وقتاً كافياً لتشرب تلك الزيوت. وتنشط عملية التدليك الدورتين الدموية واللمفاوية وتحركها باتجاه المناطق او الاجزاء التي يراد علاجها مما يخفف الاوجاع ويطرد السموم ويلطف بشدة الجلد ويحسن مرونتها. كما ان التدليك مفيد جداً للاطفال المشاكسين او المفعمين بالنشاط فهو يهدئهم ويساعدهم على الاسترخاء والنوم. وتحتاج عملية التدليك الى جو هادئ ومريح داخل الغرفة، كما يحتاج القائم بها الى تفئة يديه وفركها بالزيوت قبل المباشرة بعمله مع تفادي الحالات التي لا يصلح فيها التدليك، كارتفاع درجة الحرارة او الاصابة بالحمى او الاصابة بداء الدوالي والالتهابات الجلدية والالتواءات والكسور او تورم المفاصل وانتفاخها. اما حالات الاصابة بأمراض القلب وغيرها من الامراض الخطيرة فتتطلب موافقة الطبيب المختص قبل التعرض للتدليك. ب - الاستحمام بالزيوت العطرية: لهذه الطريقة تأثير علاجي يوفر الراحة والاسترخاء للجسد والعقل في آن واحد. اذ انها توفر للجلد طريقة سهلة لامتصاص الزيوت العطرية الصحية، وتمكن الشخص من استنشاق بخارها والاستفادة من مزاياها العلاجية. ومن الضروري التأكد من عدم ارتفاع درجة حرارة الماء كثيراً حتى لا تتبخر الزيوت المضافة اليها بسرعة ويحرم الجسد من فوائدها. ويكفي وضع 7 قطرات من ثلاثة انواع مختارة من الزيوت العطرية حسب الحالة المطلوب علاجها لتوفير الغاية المنشودة، شريطة ان يتمدد الشخص في الحمام المملوء بالماء الحاوي لهذه الزيوت لمدة ربع ساعة أو 10 دقائق على الاقل. ،يستحسن استخدام الزيوت المنشطة والمنعشة في حمام الصباح، واستخدام الزيوت المسكنة والمريحة في حمام المساء. وتمتاز هذه الطريقة بقدرتها على علاج حالات التوتر والاوجاع العضلية. وبالنسبة للاشخاص الذين يعانون من الاصابة بالاكزيما والصدفية وجفاف الجلد او حساسية الجلد وغيرها من الامراض الجلدية، وكذلك الاطفال، فإنه يستحن تخفيف الزيوت المستخدمة بمزجها مع زيت اليويوبا قبل اضافتها الى مياه الحوض المعد للاستحمام. ج - حمام القدمين: يصلح هذا الاسلوب في الحالات التي لا يتوفر فيها الحمام الكامل بسرعة او بشكل مناسب. وهو اسلوب فعال جداً يقتصر على تغطيس القدمين بالماء الدافئ بعد اضافة 6 قطرات من الزيوت العطرية المختارة لمدة 10 دقائق تتسرب خلالها الزيوت بسرعة كبيرة الى داخل الجسم عن طريق القدمين وتساعد في علاج حالات الزكام والدوالي والاقدام المتعبة التي تعاني من الانتفاخ والتورم والالم. وكذلك الحال بالنسبة للكاحل وسعفة القدم. د - تبخير الزيوت العطرية: تعتمد هذه الطريقة على اجهزة مختلفة الاحجام يوضع فيها مزيج من الماء و15 قطرة من الزيوت العطرية المختارة ثم يتم تسخينها بشمعة محترقة داخل الجهاز بحيث تتبخر الزيوت في الهواء وتخلق الجو المرغوب فيه داخل الغرفة المعنية. وتوفر هذه الطريقة فوائد جمة للمصابين بالربو وحمى القشى وتنقي الهواء داخل الغرف وتمنع انتشار الاخماج. وهي ممتازة لإنعاش الغرف وطرد الروائح الكريهة والحشرات. ّّه - استنشاق الزيوت العطرية: توفر هذه الطريقة وسيلة لانتقال الزيوت العطرية الى الرئتين عن طريق الانف والحنجرة، مما يجعلها عظيمة الفائدة في معالجة المشاكل التنفسية والصدرية كالزكام والانفلونزا والجيوب الانفية والسعال والتهاب الحنجرة والاغشية المخاطية. ،يمكن استخدام هذه الطريقة مرة او مرتين في اليوم الواحد وذلك باضافة 8 قطرات من الزيوت العطرية المختارة الى وعاء من الماء المغلي، ثم الانحناء فوق الوعاء وتغطية الرأس بمنديل حتى تتركز عملية استنشاق بخار هذه الزيوت مع التأكد من اغلاق العينين اثناء التعرض لها. ومن ثم يبدأ الشخص باستنشاق بخار الزيوت العطرية بواسطة الانف والفم لمدة تتراوح بين دقيتين و10 دقائق حسب حساسية الجلد. كما يمكن استخدام اسلوب التنشق عن طريق وضع بضع قطرات فوق منديل واستنشاقها لمقاومة دوار السفر وكافة انواع الغثيان الاخرى. وتساعد هذه الطريقة على اليقظة اثناء رحلات السفر الطويلة. ويمكن وضعها بالقرب من الوسائد للمساعدة على النوم ومقاومة الأرق، الا ان ذلك يعتمد على نوعية الزيوت التي يختارها الانسان. و - الكمادات المشبعة بالزيوت العطرية: من الوسائل الفعالة الاخرى التي تستخدم فيها الزيوت العطرية، حيث تضاف 6 قطرات من الزيوت المختارة الى وعاء ماء ويتم تحريكها ثم توضع فوقها كمادات تلتقط الزيوت العائمة، وتعصر هذه الكمادات بلطف ثم توضع فوق اجزاء الجسم المراد علاجها وتغطي بمنديل او ضماد ثم تترك لتتساوى حرارتها مع حرارة الجسم المراد علاجها وتغطي بمنديل او ضماد ثم تترك لتتساوى حرارتها مع حرارة الجسم. وتعاود هذه العملية حسب الحاجة. ويستحسن استخدام الكمادات الباردة لعلاج حالات الصداع والكمادات الحارة لعلاج اوجاع الظهر والرماتيزم وآلام الحيض والبطن والاذن والاسنان. ز - التطبيق المباشر للزيوت العطرية: تقتصر هذه الطريقة على وضع الزيوت العطرية مباشرة فوق المناطق المصابة بحروق بسيطة او فوق قروح الفم واوجاع الاسنان ولسعات الحشرات والثآليل. ويستحسن استخدام القطن الملفوف فوق العيدان لضمان وضع الزيوت فوق المناطق المصابة دون المساس بالجلد السليم. أصناف الزيوت العطرية: تصنف الزيوت العطرية حسب تأثيراتها الصحية العامة كما يظهر في الجدول الآتي: 1 - الزيوت العطرية المنشطة: اليانسون، الحبق الريحاني، الفلفل الاسود، حب السلاطين او الكابيوت، الكافور، القرفة، القرنفل، الاوكالبتوس، الهيسوب، عشب الليمون، النيولي، النعناع، الصنوبر، الحصلبان، المريمية، الزعتر، شجرة الشاي. 2 - الزيوت العطرية المنعشة: السرو، العرعر، الخزامي، الليمون، البرتقال، عشب الليمون، الزيزفون، النعناع، الصنوبر، الحصلبان، الحبق الريحاني، الشمرة، إبرة الراعي، الاوكالبتوس، البرغموت، الافندي، الترنجان. 3 - الزيوت العطرية المريحة: البابونج، خشب الأرز، الجاوى، الحبق، بخور البان، الياسمين، الخزامي، إبرة الراعي، البردقوش، خشب المر، النارنج، البتشول، الورد، خشب الورد، خشب الصندل، النجيل، زهرة الأيلنغ. 4 - الزيوت العضرية المدفئة: اليانسون، الجاوى، الفلفل الاسود، الزنجبيل، الكابيوت او حب السلاطين، القرفة، الحبق، القرنفل، الكزبرة، البردقوش، جوز الطيب، خشب الصندل. 5 - الزيوت العطرية المسكنة: الحبق، الياسمين، النارنج، الورد، خشب الصندل، زهرة الايلنغ.