للمرة الثانية يحصل في فرنسا ما ليس في مقدور الانسان العربي على استيعابه، خصوصاً العربي الذي يعيش في عالمه ولم يتسن له الاطلاع عن كثب على الحياة السياسية في الغرب. ولا نريد ان نغالي في تقديرنا لأي نظام كان اذ ان لكل نظام نقاط ضعف وخلل. وليس في الدنيا نظام مثالي مكتمل في ايجابياته، او خال من السلبيات، لكن الذي حصل مرتين في فرنسا يدعو الى التأمل والحلم. انتخابات تنجح فيها المعارضة، وينجح فيها نواب هم ألد اخصام رئيس الجمهورية ويدخلون البرلمان بأغلبية ساحقة فاقت ما حصل في العام 1986، دون ان يسعى الرئيس او حكومته او رجالهما الى اية محاولة غش، ودون ان تقوم قيامة احد، ودون ان يتم اغتيال احد او يحصل ضغط على احد. ثم يبقى الرئيس ليكمل ولايته مع حكومة "عدوة" كأن شيئاً لم يكن. فهل نرى، او يرى احفاد احفاد احفادنا، يوماً في بلادنا شيئاً من هذا؟ وماذا يمنع؟ وهل يحق لنا ان نحلم؟ عمر البستاني نانسي - فرنسا