مثل كل عام، يمضي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز النصف الثاني من شهر رمضان في مكةالمكرمة. حيث يقوم بمواصلة متابعته لمشاريع توسعة الحرم المكي الشريف والساحات المحيطة به والاشراف على احتياجات المعمرين الذين يتوافدون بكثرة لقضاء مناسك العمرة والاقامة في رحاب البيت الحرام ما تبقى من شهر رمضان. وأولى الملك فهد عناية خاصة ومتميزة لرعاية الاماكن المقدسة وتوفير كل سبل الراحة والامن للحجاج. وانطلاقاً من هذا التوجه بدأ العمل في مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف. وتتضمن توسعة المسجد الحرام اضافة جزء الى المبنى الحالي للمسجد من الناحية الغربية في منطقة السوق الصغيرة بين باب العمرة وباب الملك. وتبلغ مساحة ادوار مبنى توسعة المسجد الحرام سبعة وخمسين الف متر مربع، موزعة على الدور الارضي، والدور الاول، والبدروم. فيما تبلغ مساحة السطح 19 الف متر مربع لتصبح المساحة الاجمالية لمسطحات التوسعة ستة وسبعين الف متر مربع تتسع لحوالى مئة وأربعين الف مصلّ اضافي. كما تشمل التوسعة تجهيز الساحات الواقعة شرقي المسعى بمساحة اجمالية تبلغ اربعين الف متر مربع تكفي لاستيعاب خمسة وستين الف مصلّ. ويضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيسياً جديداً و14 مدخلاً عادياً للحرم، ومدخلين جديدين للاقبية، وبذلك يصبح عدد مداخل المسجد الحرام بعد التوسعة 4 مداخل رئيسية و41 مدخلاً عادياً و6 مداخل للاقبية، بالاضافة الى انشاء مئذنتين جديدتين بارتفاع 89 متراً بحيث يصبح عدد المآذن في المسجد 9 مآذن متشابهة في تصميمها المعماري. ولتسهيل وصول أفواج المصلين الى سطح التوسعة، خصوصاً في اوقات الذروة، تمت اضافة مبنيين للسلالم المتحركة احدهما في شمال مبنى التوسعة والآخر في جنوبه مساحة كل منهما 375 متراً مربعاً، ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة طاقة كل منهما 15 الف شخص في الساعة. وبذلك يصبح اجمالي عدد مباني السلالم المتحركة 5 مبان تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة. وحرصاً على توفير سبل الراحة لضيوف الرحمن، انشئت 6 جسور في المسعى لنقل المصلين من والى المسجد الحرام، من دون اعاقة من يؤدون شعيرة السعي. ويعتبر مشروع نفق السوق الصغير في منطقة الحرم المكي الشريف والذي يجري العمل على انهائه قبيل موسم الحج المقبل احد المشاريع الضخمة التي يتم تنفيذها لمواكبة التزايد المتنامي في أعداد الوافدين الى مكةالمكرمة من الحجاج والمعتمرين والزوار، حيث سيساعد النفق الذي يبلغ طوله حوالى 1500 متر على تسهيل حركة المشاة في منطقة الحرم المكي الشريف التي تشهد كثافة عددية لا مثيل لها خلال مواسم الحج والعمرة. ويقول المهندس عمر قاضي أمين العاصمة المقدسة، ان المشاريع التي يجري تنفيذها حالياً في مكةالمكرمة تحظى بمتابعة خاصة وشخصية من الملك فهد. وان الملك امر باعتماد ورصد مبلغ 2922 مليون ريال خلال العامين الماضي والجاري للانفاق منها على تعويض اصحاب العقارات. كما امر الملك فهد بتشكيل لجنة مفوضة برئاسة الامير ماجد بن عبدالعزيز امير منطقة مكةالمكرمة وعضوية كل من امين العاصمة المقدسة والمهندس بكر بن لادن للاشراف على تنفيذ اعمال تطوير الساحات والخدمات والمرافق العامة المحيطة بالحرم المكي الشريف، وبما يتلاءم مع الكثافة السكانية المتوقعة عند اعمار المناطق المحيطة به. ويقول السيد حسام خاشقجي الامين العام لمجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف، ان مجموع المصاحف وترجمات معاني القرآن الكريم التي تم توزيعها بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين خلال شهر رمضان بلغت حوالى 6 ملايين نسخة، منها اكثر من مليوني نسخة على المسلمين في دول العالم.