يعتبر مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف درة الأعمال الجليلة التي تولتها المملكة العربية السعودية خدمة للإسلام والمسلمين، وعقداً من اللآلئ التي ترصع التاريخ الإسلامي على مر العصور. ومنذ توحيد المملكة وضع هذا المشروع في مقدم الاهتمامات الكبرى للدولة انطلاقاً من إيمانها العميق أن تلك أمانة شرفت، ما دعا قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل تسهيلاً على المسلمين في أداء مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، فقد صدرت في السادس والعشرين من شهر ذي الحجة 1428 موافقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله آل سعود على تنفيذ مشروع لتوسعة الساحات الشمالية للمسجد الحرام. وستكون مجمل المساحة المضافة إلى ساحات المسجد الحرام بعد تنفيذ مشروع التوسعة ثلاثمئة ألف متر مسطح تقريباً، ما يضاعف الطاقة الاستيعابية للمسجد الحرام ويتناسب مع زيادة أعداد المعتمرين والحجاج ويساعدهم على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة. وتم الانتهاء من تنفيذ عدد من المشاريع بالمسجد الحرام هذا العام للاستفادة منها وفي مقدمها مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتطوير وتوسعة المسعى الذي يسير العمل فيه وفق ما هو مخطط له، وسيتم تجهيز وتشغيل الدور الأرضي للمسعى في مرحلتي المشروع، مع الاستفادة من الدور الأول والثاني من المرحلة الأولى التي تقع في الناحية الشرقية، كما سيتم العمل على فتح قبو المسعى ليتسنى للزوار الدخول إلى أروقة المسجد الحرام من خلاله وفتح المداخل المؤدية إلى الدور الأرضي من الساحة الشرقية، ومن الدور الأرضي سيتم ربط الدور الأول والسطح بالجزء الشرقي من توسعة المسعى. وعموماً وتجسيداً لهذه العناية والرعاية أنفقت حكومة المملكة العربية السعودية ما يزيد على 70 بليون ريال على توسعة الحرمين الشريفين في السنوات الأخيرة فقط، وتضمنت توسعة الحرمين الشريفين نزع الملكيات وتعويض أصحابها وتطوير شبكات الخدمات والإنفاق والطرق. وتبلغ المساحة الإجمالية للتوسعة 67 ألف متر مربع وتتكون من بدروم سفلي وآخر علوي ودور أرضي ودور أول إضافة إلى السطح. وشملت التوسعة 81 مدخلاً عادياً إضافة إلى بوابة رئيسية أطلق عليها اسم بوابة الملك فهد وهي مشابهة لبوابة الملك عبدالعزيز، كما شملت التوسعة مئذنتين مشابهتين للمآذن الموجودة سابق. وتضم التوسعة سلالم كهربائية متحركة لنقل المصلين إلى السطح والدور الأول في وقت الذروة والمواسم خصوصا كبار السن والعجزة، وكذلك تشتمل على ثلاث قباب تبلغ مساحتها 522متراً مربعاً وممرات للمصلين ليتمكنوا من الدخول والخروج من والى الحرم. وروعي في تنفيذ المشروع أن يكون مميزاً من حيث التصميم والتنفيذ وأن يكون مترابطاً مع المبنى العام للحرم من حيث الطابع المعماري. وبهذه التوسعة تصبح المساحة الإجمالية للحرم المكي الشريف 653 ألف متر مربع بما في ذلك الساحات المحيطة به والمخصصة للصلاة وكذلك السطح بعد أن كانت قبل ذلك 251 ألف متر مربع ليتسع ل 077 ألف مصل بعد أن كانت طاقته الاستيعابية قبل ذلك في حدود 043 ألف مصل. ولا يقتصر المشروع على إضافة هذا المبنى إلى مبنى الحرم الحالي فحسب وإنما اشتمل المشروع على تسوية وتوسعة الساحات المحيطة بالحرم لأداء الصلاة فيها، إذ تم نزع ملكية العقارات الموجودة بها وإزالتها ورصفها بالبلاط الفاخر وإضاءتها بأبراج إنارة عالية وفرشها بالسجاد الفاخر أوقات الذروة والمواسم وتزويدها بمكبرات الصوت ومياه زمزم المبردة، وذلك لأداء الصلاة بها لتخفيف الازدحام داخل الحرم المكي الشريف. وتبلغ المساحة الإجمالية لتلك الساحات أكثر من 04 ألف متر مربع وتستوعب أكثر من 56 ألف مصل في الأيام العادية وتتضاعف في أيام الذروة. وتضمن المشروع إنشاء نفق السوق الصغير الذي بلغت كلفته الإجمالية أكثر من 056 مليون ريال. أما المسجد النبوي الشريف فقد شهد توسعة كبرى امتدت من جهة الغرب حتى شارع المناخة، ومن الشرق إلى شارع أبى ذر بمحاذاة البقيع، ومن الشمال حتى شارع السحيمى. وتضمنت توسعة وعمارة المسجد النبوي الشريف إضافة مبنى جديد بجانب مبنى المسجد القائم يحيط به، متصلاً من الشمال والشرق والغرب بمساحة قدرها 28 ألف متر مربع تستوعب 051 ألف مصل، لتصبح المساحة الإجمالية للمسجد بعد التوسعة 89 ألفاً و005 متر مربع تستوعب حوالي 081 ألف مصل، وبذلك أصبح المسجد النبوي الشريف بعد التوسعة يستوعب أكثر من 072 ألف مصل، ضمن مساحة إجمالية معدة للصلاة تبلغ حوالي 561 ألفاً و 005 متر مربع. كما تضمنت أعمال التوسعة إنشاء دور سفلي بمساحة الدور الأرضي للتوسعة، لاستيعاب تجهيزات التكييف والتبريد والخدمات الأخرى بمساحة 28 ألف متر مربع. كما اشتمل مشروع التوسعة على ساحات تحيط بالمسجد بلغت مساحتها حوالي 532 ألف متر مربع منها حوالى 54 ألف متر مربع، أرضيتها مكسوة بالجرانيت وفق أشكال هندسية بطراز إسلامي وألوان متعددة في غاية الجمال، وهي مخصصة للصلاة وتستوعب حوالى 034 ألف مص. وبهذا تصبح طاقة التوسعة الاستيعابية أكثر من 037 ألف مصل، وتصل إلى أكثر من مليون مصل في أوقات الذروة، وألحقت بهذه المساحات المخصصة للمشاة فقط مداخل مضاءة للمواضئ.