«الاستثمار العالمي»: المستثمرون الدوليون تضاعفوا 10 مرات    قيود الامتياز التجاري تقفز 866 % خلال 3 سنوات    رئيسة (WAIPA): رؤية 2030 نموذج يحتذى لتحقيق التنمية    سعود بن مشعل يشهد حفل "المساحة الجيولوجية" بمناسبة مرور 25 عامًا    السد والهلال.. «تحدي الكبار»    ظهور « تاريخي» لسعود عبدالحميد في الدوري الإيطالي    أمطار على مكة وجدة.. «الأرصاد» ل«عكاظ»: تعليق الدراسة من اختصاص «التعليم»    «التعليم»: حظر استخدام الهواتف المحمولة بمدارس التعليم العام    إسماعيل رشيد: صوت أصيل يودّع الحياة    من أجل خير البشرية    وفد من مقاطعة شينجيانغ الصينية للتواصل الثقافي يزور «الرياض»    محمد بن راشد الخثلان ورسالته الأخيرة    مملكتنا نحو بيئة أكثر استدامة    نيوم يختبر قدراته أمام الباطن.. والعدالة يلاقي الجندل    في الشباك    بايرن وسان جيرمان في مهمة لا تقبل القسمة على اثنين    النصر يتغلب على الغرافة بثلاثية في نخبة آسيا    قمة مرتقبة تجمع الأهلي والهلال .. في الجولة السادسة من ممتاز الطائرة    وزير الخارجية يشارك في الاجتماع الرباعي بشأن السودان    الكرامة الوطنية.. استراتيجيات الرد على الإساءات    نائب أمير الشرقية يكرم الفائزين من القطاع الصحي الخاص بجائزة أميز    ألوان الطيف    ضاحية بيروت.. دمار شامل    «بنان».. جسر بين الماضي والمستقبل    حكايات تُروى لإرث يبقى    جائزة القلم الذهبي تحقق رقماً قياسياً عالمياً بمشاركات من 49 دولة    نقاط شائكة تعصف بهدنة إسرائيل وحزب الله    أهمية قواعد البيانات في البحث الأكاديمي والمعلومات المالية    الأمير محمد بن سلمان يعزّي ولي عهد الكويت في وفاة الشيخ محمد عبدالعزيز الصباح    تطوير الموظفين.. دور من ؟    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي    قصر بعظام الإبل في حوراء أملج    كلنا يا سيادة الرئيس!    القتال على عدة جبهات    معارك أم درمان تفضح صراع الجنرالات    الدكتور ضاري    التظاهر بإمتلاك العادات    مجرد تجارب.. شخصية..!!    كن مرناً تكسب أكثر    نوافذ للحياة    زاروا المسجد النبوي ووصلوا إلى مكة المكرمة.. ضيوف برنامج خادم الحرمين يشكرون القيادة    الرئيس العام ل"هيئة الأمر بالمعروف" يستقبل المستشار برئاسة أمن الدولة    صورة العام 2024!    ما قلته وما لم أقله لضيفنا    5 حقائق من الضروري أن يعرفها الجميع عن التدخين    «مانشينيل».. أخطر شجرة في العالم    التوصل لعلاج فيروسي للسرطان    محافظ صبيا يرأس اجتماع المجلس المحلي في دورته الثانية للعام ١٤٤٦ه    وزير الخارجية يطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف النار في غزة ولبنان    استعراض السيرة النبوية أمام ضيوف الملك    أمير الشرقية يستقبل منتسبي «إبصر» ورئيس «ترميم»    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض ونائبه يؤديان صلاة الميت على الأمير ناصر بن سعود بن ناصر وسارة آل الشيخ    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    البريد السعودي يصدر طابعاً بريدياً بمناسبة اليوم العالمي للطفل    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    الأهل والأقارب أولاً    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإنجازات السعودية لتوسعة الحرم المكي .. طموحات تخاطب الامة والتاريخ
نشر في البلاد يوم 14 - 09 - 2015

تظل الانجازات التي تقوم بها المملكة لخدمة الحرمين الشريفين هي مفخرة هذه الامة قيادة وشعبا وذلك لما للمشاعر المقدسة من مكانة متميزة في قلب العالم الإسلامي.ولعلنا اليوم نتطرق الى جزء بسيط من هذه الاهتمامات في اطار التوسعة الشاملة للحرم المكي الشريف على مدى تاريخ من التطوير ثم التركيز الاكثر شمولية وطموحاً لخدمة الاسلام والمسلمين وتسهيل فريضة الحج والعمرة.
المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام ويقع في قلب مدينة مكة في تهامة غرب المملكة العربية السعودية، تتوسطه الكعبة المشرفة التي هي أول بيت للناس وضع على وجه الأرض ليعبدوا الله فيه تبعاً للعقيدة الإسلامية ، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين. والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم. سمى بالمسجد الحرام لحرمه القتال فيه منذ دخول النبي محمد إلى مكة المكرمة منتصرا ويؤمن المسلمون أن الصلاة فيه تعادل مئة ألف صلاة. ولأهمية المسجد البالغة لدي المسلمين أولي الخلفاء الراشدين ومن بعدهم الحكام والملوك اهتماما كبيراً بتوسيع مساحة المسجد نظراً لتزايد أعداد المسلمين في العالم وكانت أول توسعة للمسجد في التاريخ على يد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب عام 17 للهجرة ومن بعدها وحتى اللحظة لاتزال توسعة المسجد في اتساع.
فترة الصحابة
عمر بن الخطاب
كانت توسعة عمر بن الخطاب في العام السابع عشر من الهجرة وفيها تم زيادة مساحة المسجد 560 م2، فقد كان المسجد الحرام على عهده قد أتاه سيل جارف عرف بسيل " أم نهشل " نسبة إلى سيدة جرفها السيل، وقد اقتلع السيل مقام إبراهيم من موضعه الحالي فقام عمر برد الحجر إلى مكانه ، ولم يكن بالمسجد جدران تحيطه ، إنما كانت الدور مطله عليه من كل مكان، فضاق على الناس المكان فاشترى عمر البيوت القريبة من الحرم وهدمها، وقد رفض البعض أن يأخذ ثمن البيت ، وامتنع أخرون عن البيع، فوضعت أثمان بيوتهم في خزانة الكعبة حتى أخذوها فيما بعد ، ثم أحاط المسجد بجدار قصير، وقال عمر: " إنما نزلتم على الكعبة فهَو فناؤها ، ولم تنزل الكعبة عليكم "" .
عثمان بن عفان
قام أمير المؤمنين عثمان بن عفان ، في عام 26ه بزيادة مساحة المسجد لتصبح حوالي 4390 م2 ، وتقدر الزيادة ب 2040 م2 تقريباً، وفيها تم هدم البيوت التي تحيط بالمسجد الحرام، وأدخلت أرضها في المسجد، و كان عثمان بن عفان هو أول من أدخل الأروقة المسقوفة والأعمدة الرخامية للمسجد الحرام ، حيث كان المسجد قبل ذلك متسعاً فسيحاً . وقد تعرض عثمان لما تعرض له عمر بن الخطاب من امتناع أصحاب البيوت عن بيعها واستلام أثمانها من أجل التوسعة ، فما كان منه إلا أن ثمنها وأمر بهدمها على أصحابها، فصاحوا به فقال: " جرّأكم علي حلمي عنكم ، فقد فعل بكم عمر هذا فلم يصح به أحد" فأمر بهم إلى الحبس، فشفع فيهم عبد الله بن خالد بن أسيد أمير مكة فأخرجهم وأخذوا قيمة دورهم .
فترة الدولة الأموية
عبد الله بن الزبير
قام عبد الله بن الزبير ، بإعادة بناء الكعبة بعدما شب فيها حريق أثناء حصار جيش يزيد بن معاوية لمكة في نزاعه مع عبد الله بن الزبير، وانتهى الحصار بموت يزيد، وكانت هذة التوسعة في عام 60 ه.
الوليد بن عبد الملك
في عهد الوليد بن عبد الملك كانت التوسعة الرابعة للمسجد سنة 91 هجرية، بعد أن أصابها سيل جارف، وقد زاد من مساحة المسجد، وأجمع كثير من المؤرخين على أن الوليد كان أول من استعمل الأعمدة التي جلبت من مصر وسوريا في بناء المسجد ، وشيد الشرفات ، ليستظل بها المصلون من حرارة الشمس .
فترة الدولة العباسية
أبي جعفر المنصور
كانت تلك الزيادة في الفترة من سنة 137 ه إلى سنة 140 ه فقد زاد في مساحة الركن الشامي الذي كانت به دار النخلة ودار الندوة في أسفله ، وقد شيد منارة بالركن الشمالي والغربي، كما أمر بتبليط حجر إسماعيل بالرخام وأمر بتغطية فوهة بئرزمزم بشباك.
المعتضد بالله
قام المعتضد ببعض الترميمات والتوسعة من سنة 281 ه إلى سنة 284 ه ، فأمر بهدم دار الندوة وجعلت رواقاً من أروقة المسجد، وأدخل فيها من أبواب المسجد الحرام ستة أبواب ، وأقيمت فيه الأعمدة ، وسقف بخشب الساج ، كما قام بإنشاء اثني عشر باباً من الداخل ، وثلاثة أبواب من الخارج ، وتمت الزيادة في ثلاث سنوات .
المقتدر بالله
في فترة المقتدر بالله أضاف مساحة دارين للسيدة زبيدة أضيفت إلى مساحة المسجد سنة 306ه ، وأقام لها باباً كبيراً وهو المعروف الأن باسم " باب إبراهيم ".
فترة الدولة السعودية
عبد العزيز بن عبد الرحمن اّل سعود
بعد أن التصقت البيوت بالمسجد وانفصل المسعى عنه وأصبح المسعي طريقاً على جانبيه المساكن والمتاجر وبعد أن اتسعت رقعة الإسلام كثيراً كان لابد من زيادة في مساحة المسجد لاستيعاب أعداد الحجاج فكان الملك عبد العزيز أول من شكل إدارة خاصة سُميت مجلس إدارة الحرم كان من مهامها القيام بإدارة شؤون المسجد الحرام ومراقبة صيانته وخدمته ، وقام أيضاً الملك عبد العزيز بجمع المصلين في المسجد الحرام خلف إمام واحد بعد أن كانت تقام أربع جماعات داخل المسجد كلاً علي حسب مذهبه ومن أهم ما قام به الماك عبد العزيز:
عام 1344 ه تم صيانة المسجد وإصلاحه كلياً.
عام 1346 ه تم ترميم الأرقة وطلاء الجدران والأعمدة وإصلاح قبة زمزم . تم تركيب مظلاّت لوقاية المصلين من حرارة الشمس.
تم تبليط ما بين الصفا والمروة بالحجر.
في شعبان 1347ه تم تجديد مصابيح الإنارة في المسجد الحرام وزيادتها حتى بلغت ألف مصباح.
في 14 صفر 1373ه عندما إدخلت الكهرباء إلى مكة المكرمة أُنير المسجد الحرام ووضعت فيه المراوح الكهربائية.
سعود بن عبدالعزيز ال سعود
بدأ مشروع توسعة المسجد في عهد الملك سعود في ربيع الآخر 1375ه، حيث كانت مساحة المسجد حينها 28 ألف م2 يسع حوالي 50 ألف مصلٍ . و قد استغرقت التوسعة حوالي 10 سنوات . [4] ووضع حجر الأساس للتوسعة في يوم الخميس 23 شعبان 1375ه 5 أبريل 1956م .[5] وقد شملت التوسعة على عدة مراحل بحيث تضم كل أجزاء المسجد وكانت الزيادات والصيانة لكل جزء علي الشكل الأتي :
تم فتح شارع وراء الصفا ، حتي يتم مرور الناس والسيارات بعيداً عن شارع المسعي وتبليط أرض المسعى بالأسمنت . وبناء المسعي من طابقين لإستيعاب أكبر عدد ممكن من الساعين بحيث بلغ طول المسعي من الداخل 394.5 م وعرضه 20 م ويبلغ أرتفاع الطابق الأرضي للمسعى 12م والطابق العلوي 9م .
في سنة 1374ه أنشأ بناية لسقيا زمزم أمام بئر زمزم .وصار بئر زمزم في القبو .
بناء ثلاثة طوابق ،والأقبية ، والطابق الأرضي، والطابق الأول ، مع بناء المسعى بطابقيه ، وتوسعة المطاف ، ، وقد زود قبو زمزم بصنابير الماء ومجرى للماء المستعمل .
في سنة 1375ه تم استبدال الشمعدانات الست بحجر إسماعيل عليه السلام بخمس نحاسية تضاء بالكهرباء.
شملت التوسعة إزالة مبان كانت تضيق على المصلين والطائفين في صحن المطاف ، مثل مظلة زمزم ، وباب بني شيبة ، والمقامات الأربعة ، وشملت أيضًا تحويل مجرى مياة الأمطار بين جبل الصفا والمبنى العثماني ، وتم إحداث الميادين والشوارع ومواقف للسيارات ودورات للمياه ومواضع للوضوء قريبة من المسجد الحرام في جميع جهاته على أحدث نظام في ذلك الوقت .
وفي سنة 1376ه تم إضافة سلم متحرك للكعبة، وكان مغلفًا بالفضة ومنقوشًا بالذهب . وفي عام 1377ه تم ترميم الكعبة، واستبدال سقفها الأعلى القديم بسقف جديد ، وأبقى على السقف السفلي بعد ترميمه وتغيير الأخشاب التالفة فيه .
فهد بن عبد العزيز آل سعود
وضع الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حجر الأساس لما عرف بمشروع أكبر توسعة للمسجد الحرام منذ أربعة عشر قرناً, في 2 صفر 1409ه الموافق 13 سبتمبر 1988م ، وشملت هذه التوسعة إضافة جزء جديد إلي المسجد من الناحية الغربية , والأستفادة من السطح العلوي للمسجد والذي وصلت مساحته إلي -61 ألف م2 – استعاب عدد أكبر من المصلين ليصل إجمالي القدرة الأستيعابية للحرم المليون و نصف المليون مصلي . كذلك تم بناء مئذنتين جديدتين ليصبح إجمالي عدد المأذن في وقتها 9 مآذن بارتفاع 89 متراً للمأذنه . وأشتملت التوسعة علي إضافة مبني جديد إلي الحرم ، يتكون من ثلاث أدوار بلأضافة إلي تهيئة السطح إستقبال الزيادات في الحج ومواسم العمرة ، وكان الدور الأرضى بمساحة 18 ألف م2 بإرتفاع 4 أمتار ، والدور الأول بمساحة 20 ألف م2 بإرتفاع 9 أمتار ، ودور أول علوي بمساحة 189 ألف م2 بإرتفاع 9 أمتار . وتم تزويد مبنى التوسعة بنظام تكييف ، وأنشئت محطة تبريد مركزية لتلطيف الجو بالماء المبرد على بعد 450 متراً في منطقة أجياد ولا يؤثر في راحة وسلامة المصلين، وتتكون من ستة طوابق وتحتوي على أحدث الأجهزة (وحدات معالجة ومكينات سحب وضخ) وترتبط المحطة بالتوسعة بنفق تمتد داخله أنابيب الدفع السحب للمياه بقطر 1100ملم في الاتجاهين .وشملت التوسعة تجهيز الساحات الخارجية، ومنها الساحة المتبقية من جهة السوق الصغير، والساحة الواقعة شرقي المسعى بمساحة إجمالية تبلغ (85.800) م2 تكفي لاستيعاب (195.000) مصل. وتصبح بذلك مساحة المسجد الحرام شاملة مبنى المسجد بعد توسعته، والسطح، وكامل الساحات (356،000) م2 تتسع لحوالي (773،000) مصل في الأيام العادية، أما في أوقات الحج، والعمرة، ورمضان فيزيد استيعاب الحرم ليصل إلى أكثر من مليون مصل. كما يضم مبنى التوسعة مدخلاً رئيساً جديداً، و 18 مدخلاً عادياً، بالإضافة إلى مداخل المسجد الحرام الحالية، والبالغ عددها 3 مداخل رئيسة، و 27 مدخلاً عادياً، وقد روعي في التصميم إنشاء مدخلين جديدين للبدروم، إضافة إلى المداخل الأربعة الحالية. ويتضمن مبنى التوسعة أيضاً مئذنتين جديدتين بارتفاع (89) متراً، تتشابهان في تصميمهما المعماري مع المآذن البالغ عددها سبع مآذن. ولتسهيل وصول أفواج المصلين إلى سطح التوسعة في المواسم تم إضافة مبنيين للسلالم المتحركة:أحدهما في شمالي مبنى التوسعة.والآخر في جنوبيه.ومساحة كل منهما 375 متراً مربعاً.ويحتوي على مجموعتين من السلالم المتحركة، طاقة كل مجموعة (15.000) شخص في الساعة.إضافة إلى مجموعتين من السلالم المتحركة داخل حدود المبنى على جانبي المدخل الرئيسي للتوسعة وقد صممت السلالم المتحركة بحيث تستطيع بالإضافة إلى وحدات الدرج الثابت الثماني خدمة حركة الحجاج والمصلين في أوقات الذروة، لا سيما كبار السن منهم دون عناء.وبذلك يصبح إجمالي عدد مباني السلالم المتحركة 7، تنتشر حول محيط الحرم والتوسعة لخدمة رواد الدور الأول والسطح. ويبلغ عدد الأعمدة لكل طابق بالتوسعة 492 عموداً مكسوة جميعها بالرخام. وإليكم توسعة المسجد المكي الشريف (بالأرقام): وقد بلغت تكاليف مشروع خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسجد الحرم الشريف ب (مكة المكرمة) بما في ذلك نزع الملكيات (30،178.181.775) ريالاً سعودياً، أي (165، 818، 316، 11) دولار.
عبد الله بن عبدالعزيز ال سعود (تحت التنفيذ)
ستنفذ هذه التوسعة من خلال ثلاثة محاور رئيسية، الأول هو التوسعة ذاتها للحرم المكي، ليتسع بعد التوسعة لمليوني مصل، والثاني الساحات الخارجية، وهي تحوي دورات المياه والممرات والأنفاق والمرافق الأخرى المساندة والتي تعمل على انسيابية الحركة في الدخول والخروج للمصلين. أما الثالث فمنطقة الخدمات والتكييف ومحطات الكهرباء ومحطات المياه وغيرها، وتصل مساحة التوسعة إلى 750.000 متر مربع، ويشتمل المشروع على توسعة ساحات الحرم من جهة الشامية، تبدأ من باب المروة وتنتهي عند حارة الباب وجبل هندي بالشامية وعند طلعة الحفائر من جهة باب الملك فهد. وهذه التوسعة عبارة عن ساحات فقط ومقترح إنشاء 63 برجاً فندقياً عند آخر هذه الساحات. وتوسعة صحن المطاف بهدم التوسعة العثمانية وتوسيع الحرم من الجهات الثلاث وقوفاً عند المسعى، حيث إن المسعى ليس من الحرم وتوسيع الحرم من جهة أجياد، كما تتم تعلية أدوار الحرم لتصبح 4 أدوار مثل المسعى الجديد حالياً، ثم تعلية دورين مستقبلاً ليصبح إجمالي التعلية 6 أدوار، وتشمل توسعة الحرم من ناحية المسفلة بهدم فندق الإطلالة وفندق التوحيد إنتركونتيننتال.[8]
تعرض مشروع توسيع الحرم الحالي إلى الكثير من الانتقادات، حيث اعتبرت الطريقة التي تمّت فيها مشاريع البناء هي تشويه لمدينة مكة بسبب تصميمها بأنماط معمارية إسلامية زائفة و"استغلال تجاري لبيت الله".[9] كونه يشمل المشروع بناء عشرات العمارات الشاهقة، التي تأوي فنادق فاخرة، الأمر الذي يتناقض، حسب المنتقدين للمشروع، لمبدأ المساواة الذي جاء به الإسلام، حيث من المفترض دائما أن يكون الحج وقتا يكون فيه الجميع على قدم المساواة.[10]
توسعة الحرم المكي «شهادة للتاريخ»
يحمل مشروع التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام عنوان "الضخامة والفخامة"، وهو المشروع الذي دشن مكوناته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -وفقه الله- من جوار بيت الله العتيق.
واستثمرت توسعة المسجد الحرام الأخيرة المساحة كأغلى متر في العالم، وطوعت الطبيعة الطبوغرافية لمكة المكرمة من علوم التصاميم الهندسية وتقنيات خدمات التشييد وتطور صناعة البناء وجمعت متطلبات وتطلعات ورؤى الجهات المعنية بخدمة الحجيج والمعتمرين، كما ركزت على تحقيق الانسيابية في حركة الحشود، وتنقل المعتمرين ودرء الزحام والاختناقات وتفتيت الكتل البشرية.
وحققت تجربة الاستفادة من مشروع التوسعة للعام الجاري أبعادا أمنية واجتماعية وصحية وإسعافية وإنسانية أيضاً مما سجل بحروف ذهبية أضخم وأروع مشروعات التوسعة والتطوير والتنمية لقبلة العالم مكة المكرمة من حيث توسعة المسجد الحرام ومطافه والمشروعات المرتبطة بذلك إضافة إلى تنفيذ الطرق الدائرية وتطوير الأحياء العشوائية في صورة استثنائية وغير مسبوقة.
وكشف المهندس محمد سمكري المشرف على مشروعات وزارة المالية الخاصة بتوسعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام ومطافه والمشروعات المرتبطة به، عن حزمة مشروعات تنموية مهمة تهدف إلى تحقيق أفضل الخدمات لقاصدي بيت الله العتيق، وقال إن من بين أهم المشروعات مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المطاف وهو يوفر مسطحات داخلية للطواف تتسع لحوالي 107.000 طائف/ساعة بدلا من 50.000 طائف/ساعة في الوضع الحالي، وإنشاء عدد 5 مناسيب تتمثل في (الصحن، الأرضي، الأول، ميزانين الأول، السطح) وتبلغ المساحة المبنية الإجمالية للمشروع حوالي 160.000 م2، إضافة إلى مساحة السطح والتي تقدر بحوالي 50.000م2 مع تأهيل الحرم العباسي بحيث يصبح في نفس منسوب الصحن، وذلك بتفكيك الحرم العباسي القائم، وإعادة بنائه باستخدام نفس العناصر التاريخية إضافة إلى عناصر أخرى مستحدثة، والمحافظة على الشكل المعماري القائم.
ولفت المهندس سمكري أن مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسجد الحرام ترتبط به مشروعات عدة منها مبنى التوسعة والساحات والمصاطب والمباني الأمنية ومستشفى الحجون ومجمع الخدمات المركزية والأنفاق وأعمال تثبيت الصخور والحماية ومشروعات أخرى تتعلق بخدمات البنية التحتية، وتشتمل على (1 نظام الإمداد الرئيسي بالمياه المعالجة. 2 نفق الصرف الصحي. 3 زيادة الطاقة التخزينية لخزان ملكان) وقال إن العناصر المرتبطة بمبنى توسعة
المباني الأمنية ومستشفى الحجون ويشمل إنشاء عدد 4 مبانٍ أمنية تحتوي على المكاتب والتجهيزات الأمنية، وتقدر المساحات البنائية الإجمالية بحوالي 541.276م2 ومبنى لمستشفى الحجون يتسع 200 سرير.
وبين سمكري أن من بين المشروعات المهمة مجمع الخدمات المركزية بمنطقة البيبان ويشمل إنشاء مجمع خدمات مركزية وذلك لخدمة التوسعة في منطقة البيبان شمال منطقة الشامية، وتحتوي على محطة كهرباء الضغط العالي وتحتوي على 6 محولات قدرة كل منها 67 ميجا فولت أمبير ومحطة المولدات الاحتياطية تشمل 14 مولد قدرة كل منها 5.5 ميجا فولت أمبير ومحطة التكييف وتبريد المياه بطاقة 120.000 طن تبريد مع إمكانية إضافة 40.000 طن تبريد ومحطة تجميع النفايات المركزية بواسطة نظام التفريغ الآلي بطاقة قصوى 600 طن/يوم ومحطة خزان ومضخات مياه مكافحة الحرائق سعة الخزان 9.000م3 وخزان مياه التبريد تحت الأرض سعة 160.000م3 ومبنى الخدمات وهو مبنى متعدد الوظائف يشمل دور البدروم يضم خزانات مياه التبريد 12.000م3 وخزانات المياه الرمادية المعالجة 7.000م3 وغرف المضخات والدور الأرضي يحتوي على محطة معالجة مياه التبريد بقدرة 30.000م3/يوم، ومحطة معالجة المياه الرمادية بقدرة 14.000م3/يوم.
وترتبط بهذا المشروع أنفاق المشاة بعرض نحو 16م لكل نفق وطول إجمالي حوالي 5.087م ونفق الصرف الصحي الجديد بعرض حوالي 3.9م وطول إجمالي حوالي 632م
ولفت سمكري أن من العناصر المرتبطة بمبنى التوسعة فتح عدة أنفاق منها أنفاق المشاة (بعرض حوالي 16 م) لكل نفق وطول أجمالي حوالي (5،087 م) ونفق الصرف الصحي الجديد (بعرض حوالي 3.9 م) وطول إجمالي حوالي (632 م) وأنفاق الطوارئ (بعرض حوالي 11،4 م) وطول إجمالي حوالي (220 م) ونفق الخدمات (بعرض حوالي 16 م) وطول إجمالي حوالي (1،023 م) ونفقي الكهرباء في حدود أعمال المشروع (بعرض حوالي 2،5 م) وطول إجمالي حوالي (266 م) مشيرا إلى احتواء الأنفاق على وحدات دورات مياه 4 منها داخل نفق المشاة R1 ووحدتين داخل نفق المشاة R 2 تشمل كل وحدة منها 112 دورة مياه منها 104 وحدة اعتيادية + 48 وحدة لذوي الاحتياجات الخاصة وعدد 60 وحدة للوضوء وعدد 60 حوضاً لغسل اليدين بعدد إجمالي عدد وحدات الحمامات = 672 وحدة (624 وحدة + 48 حمام لذوي الاحتياجات الخاصة) وإجمالي عدد وحدات الوضوء = 360 وحدة وإجمالي عدد أحواض غسيل الأيدي = 360 وحدة.
وأشار سمكري إلى أن مُجمّع الخدمات المركزية واحد من المشروعات المهمة ويبلغ إجمالي مسطح المباني = 130.060 م2 وتشمل المرافق مركز التدريب التقني ومحطات لكهرباء الضغط العالي والمولدات الاحتياطية ومحطة إطفاء الحريق ومحطتين للتكيف المركزي وتجميع المخلفات تدعمها أنظمة تقنية لتلطيف الهواء وتوزيع مياه زمزم المبردة وجمع المخلفات بواسطة التفريغ الآلي وأعمال مكافحة الحريق وصرف مياه الأمطار وجمع الأتربة بواسطة نظام التفريغ الآلي والإنارة والصوت والمراقبة التلفزيونية والساعات المركزية والمصاعد والسلالم المتحركة والتحكم الرقمي بالأنظمة المختلفة (BMS) والإنذار ضد الحريق والتلفزيونات والبث التلفزيوني ومراقبة الحشود من حيث الكثافة والتعداد ومراقبة صحة المنشأة وجودة الهواء حيث تحقق 93.21 في المئة من نسبة الإنجاز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.