انضمت دولة الامارات العربية المتحدة، بنجاحها في تنظيم معرض الدفاع الدولي "ايديكس 93" في ابو ظبي في الفترة بين 14 و18 شباط فبراير الماضي، الى نادي منظمي معارض الاسلحة العالمية. وقد اكد ذلك وزير الدفاع الفرنسي بيار جوكس الذي قال، خلال زيارته لهذا المعرض، "ان الامارات اصبحت من الدول القليلة التي نجحت في استضافة معارض دولية خاصة بالدفاع والسلاح. لقد زرت معارض عسكرية كثيرة في العالم، برية وجوية وبحرية، ولم اشاهد مثل هذه الدقة في التنظيم". فكرة المعرض نبعت من عقلية الحاج بن عبدالله المحيربي رئيس مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة ابو ظبي الذي اراد منذ تسلمه مهامه في غرفة ابو ظبي ان يضع عاصمة الامارات في المكانة التي تتناسب مع امكاناتها المادية وتوظيف علاقاتها السياسية والاقتصادية مع دول المنطقة والمحيط الاقليمي والدولي. لتحتل ابو ظبي موقعاً متقدماً بين العواصم التجارية العالمية، مع ايمانه بأن المعارض تلعب دوراً اساسياً في هذه المهمة. ولذلك عمل لانشاء معرض ابو ظبي الدولي "أديف" في آذار مارس 1991، وابرز فكرة معرض "ايديكس 93" لتتلقفها فرجينيا كيرن مديرة شركة فير أند اكزبيشن المنظمة لمعرض دبي الدولي للطيران الذي بات من خلال دوراته المتتابعة ثالث اكبر معرض من نوعه في العالم. وطبيعي ان تتولى القوات المسلحة في دولة الامارات وفي مقدمتها اللواء الركن طيار الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس أركان القوات المسلحة، هذه المهمة وتوفر لها كل الامكانات اللازمة للنهوض بهذا العمل الكبير وانجاحه. واكد العقيد سلطان بخيت السويدي رئيس اللجنة العسكرية العليا المنظمة للمعرض لپ"الوسط" "ان ايديكس 93 ولد عملاقاً". وشاركت في المعرض 350 شركة عالمية منتجة للاسلحة من 34 دولة بينها روسياوالصين وبولونيا ورومانيا من المعسكر الاشتراكي سابقاً، اضافة الى الدول الغربية الكبرى. ومن ابرز الشخصيات التي جاءت الى المعرض وزير الدفاع الروسي ووزير مشتريات السلاح البريطاني ووزير الدفاع الفرنسي ووزير الدفاع الايطالي والبولندي والروماني والهندي والتركي وقائد القوات البحرية الاميركية، ورئيس الاركان البرازيلي والصيني وقادة عسكريون آخرون من دول عدة. ولعل ابرز النتائج المتوقعة لهذا المعرض هي الصفقات العسكرية التي يتمخض عنها "ايديكس 93". فجميع الشركات التي حضرت الى ابو ظبي جاءت سعياً وراء مثل هذه الصفقات. ولكن القائمين عليها يدركون، قبل غيرهم، ان الصفقات العسكرية لا تولد بين ليلة وضحاها. وان المعارض، خصوصاً معارض السلاح، هي لتحقيق الاتصال المباشر بين صانع السلاح ومشتريه، ذلك ان فكرة الصفقة تحتاج الى كثير من المفاوضات تستغرق وقتاً طويلاً لنضوج الفكرة وتحويلها الى مشروع وبالتالي الى صفقة حقيقية. وفي هذا المجال اكد كبار مصدري السلاح الذين شاركوا في "ايدكس 93" والتقتهم "الوسط" انهم اجروا اتصالات مهمة مع مشترين للسلاح من دول المنطقة وخارجها، وان هذه الاتصالات وصلت، بالنسبة الى بعض الشركات، الى مراحل متقدمة جداً، وسنعرض لتفصيلات ذلك في موقع آخر من هذا التحقيق. اختارت دولة الامارات اليوم الاول للمعرض للاعلان عن اكبر صفقة سلاح في تاريخ الامارات وهي صفقة شراء 436 دبابة فرنسية متطورة من نوع لوكلير تقدر قيمتها بنحو 3.5 مليار بليون دولار. وقد اعلن بيار تشيكيه رئيس شركة جيات المصنعة للدبابة لوكلير، في مؤتمر صحافي ان شركته ستوظف مبلغ ملياري دولار في مشاريع استثمارية مختلفة داخل دولة الامارات تمثل حوالي 60 في المئة من قيمة الدبابات، وذلك في اطار التزام الشركة بتطبيق نظام الصفقات المتبادلة "أوفست" الذي يطبق حالياً على جميع الصفقات العسكرية التي تعقدها الامارات مع اية دولة. ويؤكد اللواء الركن طيار محمد بن زايد رئيس أركان القوات المسلحة في الامارات أن موافقة "جيات" على نظام أوفست، الى جانب ميزات فنية اخرى من ابرزها ان طاقم الدبابة لوكلير يبلغ 3 اشخاص مقابل 4 اشخاص في الدبابات الاخرى المنافسة، كان السبب الرئيسي لاختيار الامارات لهذه الدبابة. وقد تركت هذه الصفقة انعكاسات وردود افعال مختلفة. واكد الدكتور جمال السويدي مستشار رئيس الاركان ورئيس اللجنة الاعلامية العليا لپ"ايديكس 93" "ان الصفقة ليست ترضية لاية دولة وان مشتريات الامارات للاسلحة لا تهدف الى اية ترضية سياسية لاية دولة، وانما الى خدمة اهداف دولة الامارات الاستراتيجية في تحديث وبناء قواتها المسلحة". ومهما تكن الاهداف الكامنة وراء هذا الاختيار فإن صفقة دبابات لوكلير تركت انطباعات متفاوتة بين المنافسين الآخرين، في الولاياتالمتحدة المصنعة للدبابة ام إيه 2، وبريطانيا المصنعة للدبابة تشالنجر 2. ولخّص برايان لو رئيس جمعية مصدري الاسلحة البريطانية هذه الانطباعات بقوله لپ"الوسط" "الاميركيون منزعجون ونحن آسفون". واضاف: "لكن لكل دولة حرية اتخاذ القرار الذي يناسبها". ويعلق البعض في هذا المجال بأن اميركا حصلت على صفقة بمقدار 300 مليون دولار تبني بموجبها شركة وستينغهاوس نظام قيادة وسيطرة واتصالات للقوات المسلحة. كما ذكرنا في العدد السابق، اما بريطانيا فخرجت صفر اليدين. ولكن مصادر في القوات المسلحة في الامارات تؤكد ان صفقة سلاح مع بريطانيا ستتم، وان الاعلان عنها أرجئ لبعض الوقت. كما اكد برايان لو في حديثه لپ"الوسط" "ان الاتصالات مستمرة مع الامارات لوضع اللمسات الاخيرة على اتفاقيات خاصة ببيع اسلحة بريطانية للامارات وقال "اننا نترك توقيت الاعلان عنها للمسؤولين في الامارات، ونأمل ان يكون قريباً". ويضيف رئيس جمعية مصنعي الاسلحة البريطانية ان مشاركة بريطاني في "ايديكس 93" هي اكبر مشاركة لبريطانيا في تاريخ المعارض العسكرية في العالم، اذ بلغ عدد الشركات البريطانية المشاركة في هذا المعرض 70 شركة ضمها اكبر جناح. واكد برايان: "اننا لم نأت لتوقيع الصفقات ولكن لعرض احدث ما توصلت اليه التكنولوجيا البريطانية في مجال صناعة السلاح والاتصال بالدول الخليجية التي تعتبر مشترية رئيسية لاسلحتنا وبدول اخرى لم يكن لنا اتصالات سابقة معها. صفقات جديدة ومن ابرز ما يلفت النظر في مجال التسابق على صفقات الاسلحة اجتماع اربع دبابات عالمية تحت سقف "ايديكس 93" للمرة الاولى في تاريخ المعارض، وهي الدبابة لوكلير الفرنسية وام 1 ايه 2 الاميركية وتشالنجر 2 البريطانية وتي 80 يو الروسية. واذا كان الصراع بين هذه الدبابات للفوز بالصفقة الاماراتية انتهى لصالح لوكلير فإن تشالنجر 2 البريطانية فازت بعقد مع سلطنة عمان 20 دبابة يمكن زيادتها مستقبلاً، فيما فازت ام 1 ايه 2 بعقد مع الكويت، والانظار تتجه نحو السعودية ودول مجلس التعاون الاخرى. اما الدبابة الروسية تي 80 يو فأجرت تدريبات ميدانية على ارض معرض "ايديكس 93" بحضور وزير الدفاع الروسي ووزير الدفاع في الامارات الشيخ محمد بن راشد ولكن فرصتها في الفوز باتت شبه معدومة في الامارات بعد صفقة "لوكلير". وتؤكد القوات المسلحة في الامارات، على لسان رئيس اركانها، ان الامارات لم تشتر دبابات منذ 15 عاماً وأنها لا تفكر في وقت قريب بشراء دبابات اخرى. وبرزت مؤشرات عدة اثناء معرض "ايديكس 93" حول صفقات مختلفة سيتم الاعلان عنها، وقال الدكتور جمال السويدي في مؤتمره الصحافي الاخير الذي اختتم به معرض "ايديكس 93": "وعدناكم بالاعلان عن اشياء مهمة، ولكن لأسباب خاصة ألغي هذا الاعلان الآن". وفهم من ذلك انه كان في نية الامارات الاعلان عن صفقات اخرى، ويؤكد رئيس الاركان انه لن يتم اعلان قريب عن صفقات اسلحة. كما انه لن يكون هناك صفقات اسلحة مع روسيا، وان آخر صفقة مع روسيا كانت العام الماضي، اشترت بموجبها الامارات 500 ناقلة مدرعة من طراز بي. م. بي. غير ان اللجنة الاعلامية العليا التي يرأسها الدكتور جمال السويدي وتضم عدداً من كبار الضباط في القيادة الجوية والبرية والبحرية أكدت ان دراسات تجري لاختيار اسلحة جديدة من بينها نظام الصواريخ الروسي الجديد "اس 300 في" المضاد للصواريخ البالستية عابرة القارات والمضاهي للصاروخ الاميركي باتريوت، والدبابة الاميركية ام ايه والطائرة العمودية سوبر لينكس البريطانية، حيث اكدت مصادر عسكرية لپ"الوسط" ان الامارات تجري مفاوضات مع بريطانيا لتزويدها بثماني طائرات من هذا النوع، وهي طائرة تعمل لحساب سلاح البحرية ومتخصصة في ملاحقة الغواصات وأعمال الدورية والحراسات. وتأكيداً لهذا التوجه شاركت سوبر لينكس في تجارب ميدانية حية في القناة المائية في الخليج التي تشكل جزءاً من معرض "ايديكس 93" وحظيت باعجاب كبار العسكريين الذين شهدوا هذه التجارب. كما اجرت الدبابة "ام ايه 2" مناورة ميدانية في منطقة التجارب والرماية الحية في منطقة المقاطرة الصحراوية التي تبعد مسافة 40 كيلومتراً عن مدينة أبو ظبي. وكان مفاجأة المعرض الكبرى الصاروخ الروسي اس 300 في". فقد شهد ميدان الرماية بالذخيرة الحية في منطقة التجارب الحية الملحقة بمعرض "ايديكس 93" في صحراء أبو ظبي الرد الروسي على صاروخ باتريوت الاميركي الشهير عندما اطلق الروس للمرة الاولى في منطقة المقاطرة اربعة صواريخ من طراز "اس 300 في". وقد دمرت الصواريخ الروسية الأربعة هدفاً جوياً على بعد 30 كيلومتراً مع قدرة هذا النوع من الصواريخ على ضرب الطائرات المعادية من مسافة 100 كيلومتر، والصواريخ البالستية من مسافة 40 كيلومتراً. ويؤكد الروس ان نظام هذا الصاروخ المتعدد الاهداف للدفاع الجوي يستطيع اعتراض 24 هدفاً في وقت واحد من خلال تصويب اربعة صواريخ من منصتي اطلاق نحو اهداف من الطائرات او الصواريخ البالستية. وانتج الروس نوعين من هذا الطراز لا يختلفان الا من ناحية السرعة القصوى، حيث تبلغ السرعة النهائية للنوع الأول 2400 م في الثانية الواحدة، فيما سرعة الثاني 1700 م في الثانية. ويمكن للنظام ان يحمل ما بين 96 و192 صاروخاً، حسب عدد منصات الاطلاق، بمعدل صاروخ كل 5،1 ثانية. ويؤكد فيكتور ايفانوف مصمم الصاروخ "اس 300 في" ان دقة الاصابة لهذا الصاروخ تبلغ حوالي 90 في المئة مقابل نسبة اقل بكثير لصاروخ باتريوت. وقال ان شظايا صاروخ باتريوت لدى انفجاره تتوزع على محيط دائري في جميع الاتجاهات بينما تتركز شظايا الصاروخ الروسي ضمن خرقة واحدة باتجاه الهدف مما يزيد من فعالية التدمير. وأضاف ايفانوف ان الاميركيين يقومون الان باجراء تحسينات على صاروخ باتريوت استناداً الى النموذج الروسي، وانهم يحتاجون الى اكثر من خمس سنوات لانتاج النموذج الجديد من باتريوت. وأوضح في تصريح لپ"الوسط" ان دولاً عدة، من بينها دول عربية، ابدت اهتمامها بالصاروخ الروسي، وشاهد مسؤولون منها التجارب النهائية لاطلاقه في موسكو في تشرين الأول اكتوبر الماضي، ومن بين هذه الدول الامارات. وبدوره قال ادغار رايت ممثل شركة رايتون الاميركية المنتجة للصاروخ باتريوت انه تم أخيراً تنفيذ المرحلة الثالثة لتطوير باتريوت، وأوضح انه عند اشتعال حرب الخليج كانت الشركة في الطور الأول من مراحل تطوير باتريوت وقامت على الفور بادخال مرحلة التطوير "باك - 2" على كافة الصواريخ من طراز باتريوت التي تم نصبها في المنطقة. وأكد ان النسخة المحسنة من صاروخ باتريوت "باك - 3" هي أقوى وأدق نظام دفاع جوي والاكثر فتكاً في العالم. سفينتان عراقيتان الى المغرب وحاولت دول غربية اخرى منتجة للسلاح ان تأخذ مكاناً لها في "ايديكس 93" الى جانب الدول الأربع الرئيسية المصنعة للسلاح، ومن أبرز هذه الدول ايطالياواسبانيا. وقامت "الوسط" بزيارة جناحي هاتين الدولتين والتقت المسؤولين فيهما للتعرف على تطورات صناعة الاسلحة عندهما. هيغل آنكل مارتينس مسؤول التسويق بشركة بازان الاسبانية قال ان اسبانيا تحقق تقدماً في صناعة السفن الحربية، وتنفذ الآن أول عقد في تاريخ بناء السفن تقوم بموجبه شركة بازان الاسبانية ببناء أول حاملة طائرات لصالح تايلاندا تبلغ قيمتها 600 مليون دولار. وأوضح ان الدول التي تبني حاملات الطائرات تبنيها لنفسها، ولم يسبق لأي من هذه الدول ان بنت حاملة طائرات لحساب دولة اخرى. وقد بدأ بناء هذه الحاملة العام الماضي وهو يستغرق 65 شهراً. ويضيف ان شركة بازان الاسبانية زودت مصر والمغرب بسفن دورية وزوارق حراسات وقطع اخرى للسعودية وموريتانيا. ولديها اتصالات الآن مع الامارات والكويت ودول اخرى لتزويدها بفرقاطات وقوارب دورية. وأكد ان اسبانيا صممت فرقاطات حديثة ومتطورة جداً لمواجهة متطلبات البحرية في دول مجلس التعاون. ومن جهته اكد كارلوس دي لافيجورا مدير منطقة الشرق الاوسط لجمعية مصدري الاسلحة الاسبانية ان مبيعات الاسلحة الاسبانية العام الماضي في الشرق الاوسط بلغت 100 مليون دولار. وقال: "لدينا اتصالات جديدة مع عدد من دول الخليج لتزويدها بأسلحة ومعدات تشمل ناقلات جنود ومعدات الامن ومعدات الحفر والمدافع". وأعرب عن اعتقاده بأن منطقة الشرق الاوسط ذات اهمية في العالم بالنسبة الى انواع العمل التجاري وليس لتجارة السلاح فقط لأن وضعها المالي جيد على الصعيد العالمي، وقال لا أتوقع ان تزيد حصة اسبانيا في سوق الاسلحة لأننا غير مهتمين بتصدير السلاح ولا نعتبر من الدول الرئيسية المصدرة للسلاح، ولكن هناك شركات اسبانية متخصصة في مجالات معينة ولا حصة كبيرة في السوق الدولية، مثل شركة بازان. ايطاليا بدورها عملت لتأخذ موقعاً متقدماً في "ايديكس 93" وفي سوق السلاح الدولي خصوصاً في الخليج. وقال الادميرال كورسيني اندريا لپ"الوسط" ان 14 شركة ايطالية مشاركة في المعرض اجرت اتصالات متقدمة مع دول خليجية لبيعها سفناً حربية. وأضاف ان مبيعات الاسلحة الايطالية لدول مجلس التعاون بدأت منذ سنوات قليلة، وأشار الى ان وزير الدفاع الايطالي زار معرض "ايديكس 93" وأجرى محادثات مع المسؤولين في الامارات ودول المنطقة الاخرى، وفي مقدمتها السعودية. وكشف الادميرال اندريا ان سفينتين، من السفن الست التي كان العراق تعاقد عليها مع ايطاليا، لم يتم تسليمهما للعراق بعد ازمة الخليج، ويعاد الآن تجهيزهما بقواعد لاطلاق الصواريخ وزوارق هجومية لتسليمهما الى المغرب الذي اشتراهما من ايطاليا بمبلغ 250 مليون دولار. وقال الادميرال اندريا ان مبيعات الاسلحة الايطالية تراجعت في السنوات الاخيرة نتيجة التغييرات الدولية وانتهاء الحرب الباردة والتزام ايطاليا بعدم تصدير السلاح الى مناطق النزاع، ومن بينها جمهوريات يوغوسلافيا السابقة. ومن أبرز ما ميز "ايديكس - 93" الوجود الكبير للدول الشيوعية سابقاً ومن ابرزها روسيا وبولونيا ورومانيا، اضافة الى الصين التي جاءت في المرتبة الثانية بعد روسيا، وهي المرة الأولى التي تشارك فيها الصين بمعارض عسكرية في الخليج والشرق الاوسط. "الوسط" زارت الجناح الصيني الذي ضم ثلاث شركات صينية مصنعة للسلاح، هي شركة صناعة الاسلحة التقليدية وتنتج الدبابات والصواريخ المضادة للدروع والبنادق والاسلحة الخفيفة الاخرى، وشركة بناء السفن حاملة الصواريخ، والشركة الصينية لاستيراد وتصدير الاجهزة الدقيقة التي تنتج الصواريخ. والتقينا السيد تنغ مسؤول التسويق في الشركة الاخيرة فأكد ان الصين تعرض للمرة الاولى خارج الصين صاروخ سي 802 المضاد للسفن وهو اكثر تطوراً من صاروخ سيلكوورم ومن الصاروخ الاميركي هاربوون. وقال ان هذا الصاروخ سيركب على سفن حربية صينية ولا يوجد نية الآن لدى الصين لتصديره الى اية دولة. واشار الى انه سبق للصين ان صدرت الصاروخ سي 801 الاقل تطوراً، اذ تم بيعه الى سنغافورة وتايلاندا. واكد تنغ ان الصاروخ سي 802 ذو كفاءة قتالية عالية ويصل مداه الى 120 كيلومتراً ووزن رأسه الحربي 156 كلغ وارتفاع طيرانه بين 5 و7 م وبإمكانه الطيران فوق سطح البحر لتجنب اسقاطه من الاسلحة المضادة. كما اكد ان قيمة مبيعات الصين من الاسلحة قليلة جداً لانها تقدم الاسلحة في اطار مساعدتها للدول الصديقة في العالم الثالث. واكد اللواء شاو جانغ شوان نائب رئيس الاركان الصيني الذي زار المعرض ان الصين تتوقع توقيع عقود اسلحة مع الشركات الصينية لان التكنولوجيا العسكرية الصينية تعرض للمرة الاولى وهناك دول كثيرة بحاجة اليها". الدول النامية وتميز معرض "ايديكس 93" ايضاً بمشاركة شركات اسلحة من الدول النامية، ابرزها الهند والبرازيل وسنغافورة وتايلاندا وباكستان. والهند هي الابرز بين دول العالم الثالث. وقال وزير الدولة لشؤون الدفاع الهندي ان بلاده تعمل الآن لتحقيق "الاعتماد الذاتي في الصناعات الحربية الامر الذي سيفتح الباب امام تزويد البلدان الصديقة بإحتياجاتها الدفاعية". وقال مالك أرجون ان في الهند 39 مصنعاً للانتاج الدفاعي تقوم بإنتاج مختلف هذه الاسلحة، كما ان الهند تقوم الآن بتطوير الدبابة الروسية ت 72 وطائرات ميغ الروسية. وبدوره قال حيدر آغا مدير التصدير لمجموعة المصانع الحربية الباكستانية ان مجموعة المصانع الحربية الباكستانية تشمل 15 مصنعاً توظف 40 الف شخص، وان باكستان مستعدة لتزويد الدول الصديقة بكافة احتياجاتها من المعدات الدفاعية. مشيراً الى ان المعروضات في الجناح الباكستاني تشمل كافة الاسلحة والمعدات الدفاعية التي تمتلك باكستان امكانات تصديرها. وقد صدرت باكستان العام الماضي اسلحة ومعدات دفاعية بقيمة 34 مليون دولار. المشاركة العربية في "ايديكس 93" انحصرت بمصر وشركات متفرقة من الامارات وسلطنة عمان وبعض الدول الاخرى. وانقسمت مشاركة مصر الى قسمين: الاول منها تمثله الهيئة القومية لتصنيع الاسلحة، والثاني تمثله الهيئة العربية للتصنيع. واكد المهندس محمود سمير فهمي مدير التسويق في الهيئة ان اتصالات تجري الآن لاعادة تنشيط الهيئة على المستوى العربي. وقال ان "الامور تعود الآن الى نصابها مما سيدفع بنشاطنا قدماً في سبيل بناء قاعدة صناعية عربية تعود بالنفع على الوطن العربي ككل". واضاف ان الهيئة تقدم في هذا المعرض العربة القتالية المدرعة "فهد 30" وهي الاحدث ضمن سلسلة عربات فهد. مؤكداً ان اتصالات تجري بين الهيئة ودول عربية عدة بينها دول خليجية لتزويدها بهذه العربة. كما عرضت الهيئة صواريخ مدفعية من طراز "صقر 36" والصاروخ المضاد للطائرات "عين الصقر" ولديها مشاريع لانتاج صواريخ بحرية سطح - سطح. ونتيجة نجاح معرض "ايديكس 93" قررت القوات المسلحة في الامارات تكرير التجربة. واكد الدكتور جمال السويدي رئيس اللجنة الاعلامية ان "ايديكس 95" سيقام في شباط فبراير او آذار مارس 1995.