كعادة التاجر الذي يخسر امام منافسيه، اتهمت روسياالولاياتالمتحدة باستخدام المنافسة غير العادلة "خصوصاً الضغط السياسي" لترويج اسلحتها على رغم ما ادعاه المسؤولون الروس بأن اسلحتهم افضل. وخص المسؤولون بالذكر صاروخ "S-300-2" المضاد للطائرات والصواريخ بعيدة المدى الذي قالوا "انه افضل بكثير" من صاروخ "باتريوت" الاميركي لجهة الدقة واgمناورة والكفاءة العملية. ولم يبد المسؤولون المشاركون في معرض "آيدكس" الدفاعي الذي اختتم امس اية دهشة تجاه الصفقات التي تبرمها الولاياتالمتحدة الواحدة تلو الاخرى في منطقة الشرق الاوسط. وقال سوديكو اوليغ احد مصممي صاروخ "S-300" ان الصاروخ هو افضل بكثير من "باتريوت" اضافة الى انه اقل سعراً. واضاف لپ"الحياة" انه غير مندهش لاقبال دول الشرق الاوسط على صاروخ "باتريوت" لأن "الاميركيين يستخدمون الضغط السياسي ويوهمون دول المنطقة بأن باتريوت افضل وانه سيوفر لهم حماية اكبر وهذا غير صحيح". وبعكس صاروخ "باتريوت" الذي تنتجه شركة "راثيون" الاميركية الذي تم بيعه الى تسع دول منها دولتان في منطقة الخليج اضافة الى مصر واسرائيل، لم يجد صاروخ "S-300" المعروف بصاروخ "سام" طريقه بعد الى هذه المنطقة التي تُعتبر من اكبر اسواق السلاح في العالم. وقال العارضون الروس انهم اطلعوا دولاً عربية عدة على التطور الذي اجروه على صاروخ S-300 واكملوا تجارب عملية اظهرت دقة اكبر في اصابة الهدف مقارنة بصاروخ "باتريوت". وعرض هؤلاء مجسمات وصور للصاروخ المعدل عن صاروخ S-300-1 الذي قالوا ان معدل اصاباته للهدف تصل الى اكثر من 90 في المئة مقارنة مع 60 في المئة للباتريوت. الا ان اوليغ قال انه لا يزال متفائلا في امكانات بيع صواريخ "سام" في الشرق الاوسط "بعد ان يخف الضغط الاميركي وتدرك هذه الدول بأن صاروخنا يتفوق على باتريوت في جميع مواصفاته ومهامه". وحسب الخبراء الروس يمكن لصاروخ S-300-2 المحسّن اصابة هدفه من مسافة تراوح بين 3 و200 كلم في الجو بسرعة تصل الى 2800 متر في الثانية. وأشاروا الى ان منظومة صاروخ سام يمكن نشرها في اية منطقة وتحريكها بسهولة وبامكانها اصابة ستة اهداف في الجو في الوقت نفسه بمعدل صاروخين "سام" لكل هدف. لكن الاميركيين يصرون على ان "باتريوت" هو افضل صاروخ مضاد للصواريخ البالستية في العالم ورفعت كفاءته وفعاليته بشكل كبير منذ استخدامه في حرب الخليج الثانية. وقال مسؤول في شركة "راثيون" انه تم انفاق اكثر من بليوني دولار منذ حرب الخليج لتطوير صاروخ باتريوت وسيتم انفاق 1.5 بليون دولار لاجراء مزيد من التحسينات بعد ما اسماه بالتطور الكبير الذي طرأ على مختلف انواع الاسلحة. وأضاف "نحن نقول اننا الأفضل وهم الروس يقولون انهم الأفضل، لكن السؤال لماذا يُستخدم صاروخ باتريوت في دول اكثر على رغم انهم يقولون ان صاروخ سام اكثر فعالية وأقل تكلفة". ويبدو ان الروس لم يعلقوا اهمية كبيرة على المعرض العسكري في الامارات العربية المتحدة بعد ان استحوذت الدول الغربية على معظم الصفقات الرئيسية في دول الخليج او انخفض عدد الشركات الروسية الى 50 شركة في المعرض الحالي مقابل اكثر من 90 شركة في معرض "آيدكس 97". وعلق خبير عسكري غربي على خسارة الروس لسوق الشرق الاوسط بقوله "اعتقد انهم يدركون السبب لسيطرة الدول الغربية على سوق السلاح في هذه المنطقة… نحن نقر بأن الاسلحة الروسية عالية الكفاءة لكن لا تصاحبها خدمات وتسهيلات دعم مثل التدريب والصيانة اضافة الى متانة العلاقات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين الدول الغربية ومجلس التعاون الخليجي". ويُشار الى ان الدول الغربية المنتجة للسلاح الرئيسة وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانيا استحوذت على اكثر من 85 في المئة من اجمالي صفقات السلاح في الخليج والبالغة قيمتها اكثر من 20 بليون دولار خلال الأعوام الخمسة الماضية. وتعرضت روسيا الى اقسى هزيمة في سوق السلاح في الامارات عندما قررت ابو ظبي اختيار شركة "لوكهيد مارتن" الاميركية لتزويدها بنحو 80 مقاتلة من طراز "ف - 16" بعد منافسة مع مقاتلة سوخوي - 37 الروسية و"رافال" الفرنسية و"يورو فايتر". وهي مشروع مشترك بين بريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا. واجتذب معرض "آيدكس" وهو اكبر معرض عسكري بري وبحري في العالم اكثر من 840 شركة من 43 دولة منها الولاياتالمتحدة وفرنسا وبريطانياوروسيا وجنوب افريقيا والمانيا وهولندا واسبانيا وايطاليا اضافة الى دول عربية، خصوصا المملكة العربية السعودية والامارات وتونس ومصر والاردن. 641 مليون درهم ... وأعلن المتحدث الرسمي باسم معرض "ايدكس -99" عبيد الكتبي ان قيمة الصفقات التي أعلنت خلال المعرض وأبرمتها القوات المسلحة في الإمارات بلغت نحو 641 مليون درهم وشملت ناقلات دبابات وأجهزة اتصالات وعربات وصواريخ وذخائر خفيفة ومتنوعة. وأكد منظمو المعرض ان شركات صناعة الأسلحة حجزت 70 في المئة من مساحات "ايدكس - 2001".