محاولة الانقلاب الفاشلة التي وقعت أخيراً في ليبيا لم تنته ذيولها بعد، اذ ان مصدراً ليبياً رسمياً يعتبر نفسه حالياً "ليبرالياً" وطلب عدم ذكر اسمه، أكد ل "الوسط" ان "التمرد" الأخير الذي قامت به عناصر من الجيش في معسكر مصراته "أعطى المبرر للعقيد القذافي لتصفية حساباته مع كل "المعترضين" و"المشككين" و"الفاترين" بعلاقتهم معه، فملأ السجون بهم، بعدما أعاد دور اللجان الثورية الى سابق عزه". وقدر المصدر عدد المعتقلين بحوالي خمسة آلاف، بمن فيهم ضباط من الجيش بعضهم ينتمي الى قبيلة القذاذفة، كما ألقي القبض على العقيد مفتاح الدخيل مدير المشتريات العسكرية وأحد "الضباط الأحرار"، وعلى الرائد سليم علي القائد السابق للقوات الليبية التي رابطت في لبنان. وأكد المصدر ان القذافي وضع العقيد مصطفى الخروبي المفتش العام للقوات المسلحة والعقيد أبو بكر يونس القائد العام للقوات المسلحة في الاقامة الجبرية فيما "اعتكف" عبدالسلام جلود في الجنوب معقل قبيلته المقارحة. وقال المصدر ان "التمرد" الذي حصل في مصراته أُوقف بسرعة، لتحل مكانه "حوادث" أخرى في منطقة الزاوية 45 كلم غرب طرابلس "ما زالت محتدمة حتى الآن"، وفي منطقة سرت حيث وقعت حوادث بين مؤيدي القذافي وأفراد من عائلة العقيد حسن اشكال الذي اتهم القذافي بتصفيته في العام 1981، ما دفع الزعيم الليبي الى مغادرة سرت والعودة الى طرابلس بعدما أعطى أوامره بسحب معظم الذخائر من المعسكرات الليبية وتخزينها في معسكر الذخيرة الرئيسي في ثكنة باب العزيزية. وتوقع المصدر الليبي ان يطبق القذافي التجنيد الاجباري على جميع الليبيين، ليحول فكرة "الشعب المسلح" التي كان ينادي بها دائماً الى واقع، و"يطبق على الجميع القوانين العسكرية"، حيث ان كل ليبي سيعتبر جندياً لا يستطيع رفض الأوامر الصادرة عن رؤسائه. وختم المصدر ان العقيد القذافي سيقوم قريباً بعملية تطهير كبرى في الدوائر الرسمية والعسكرية والأمنية لاظهار نفسه بأنه "غير مخطئ"، وان "الخطأ كان دائماً من منفذي أفكاره".