معاهدة التجارة الحرة لاميركا الشمالية نافتا شغلت الادارة الأميركية عن الاهتمام بعملية السلام في الشرق الأوسط، إلا أن مصادر وزارة الخارجية قالت ان الولاياتالمتحدة ستركز اهتمامها الآن على القمة المقبلة بين الرئيس ياسر عرفات ورئيس الحكومة الاسرائيلية اسحق رابين التي يرجح ان تعقد في القاهرة أو في تونس، ويتضمن جدول أعمالها وضع "مواعيد معقولة" لاطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الفلسطينيين، كما يرغب عرفات، وحرص رابين على المساهمة في المباحثات الخاصة بالاتحاد الكونفيدرالي بين الأردن وفلسطين. ويقول مصدر في وزارة الخارجية مقرب من المفاوضات: "إن ما نعرفه وما نحن متأكدون منه هو أن الاتحاد سيكون نظاماً متعدد الأحزاب، لا سيما بعد الانتخابات التي جرت في الأردن، كما أنه سينتهج نظاماً اقتصادياً يقوم على أساس السوق الحرة". وتقول مصادر مقربة من وزير الخارجية وارن كريستوفر الذي سيبدأ قريباً جولة جديدة في المنطقة انه يشعر بالقلق من ارتفاع مستوى العنف الذي يمارسه المستوطنون اليهود، وبالاحباط من مواصلة القوات الاسرائيلية مطاردة "المطلوبين" من عناصر المقاومة الفلسطينية، واستمرارها في نسف المنازل في قطاع غزة. وقال أحد المصادر: "اننا نشعر بقلق من إخفاق اسرائيل في السيطرة على المستوطنين الذين يسدون الطرق ويقذفون السيارات بالحجارة ويقتلون الناس". وأضاف ان في هذا ما يشير الى أن رابين "ربما لا يسيطر بصورة كاملة على جميع الاسرائيليين". وفي الوقت نفسه قال مصدر في الخارجية انه لم يعد هناك ما يقف في طريق التوقيع على اتفاق أردني - اسرائيلي، باستثناء التردد الاسرائيلي إزاء مسألة حجم عودة اللاجئين الفلسطينيين من الأردن. ويبدو أن كريستوفر سيركز على هدف رئيسي هو التوصل الى اتفاق سوري - اسرائيلي. وتقول مصادر مقربة منه أن الطرفين يدرسان الآن اقتراحاً قدمه الوزير الأميركي يرمي الى اعادة تخطيط حدود الجولان بشكل يعطي اسرائيل بعض المناطق المرتفعة في مقابل حصول سورية على بعض الأراضي الزراعية في الجليل. ويريد كريستوفر من اسرائيل الموافقة على الانسحاب من كامل مرتفعات الجولان - ربما على مراحل - وان توافق سورية على الاعتراف باسرائيل وقبول الترتيبات الأمنية التي ستشتمل على وجود قوات أميركية عازلة. وحين سئلت مصادر الخارجية عن الملاحق السرية لاتفاق أوسلو التي يقال انها تعطي اسرائيل بعض "الحقوق" خارج حدودها رفضت هذه المصادر التعليق. لكن وزير الخارجية السابق جيمس بيكر أبلغ "الوسط" ان هذه الملاحق موجودة. وسيطالب كريستوفر دمشق بأن تتوقف عن الحملة الاعلامية المعادية لعرفات التي تقارنه بأنور السادات وتعده بمصير مماثل. ومع أن الخارجية الأميركية تتفق مع الخارجية الاسرائيلية على عدم وجود أدلة عن دور سوري مباشر في موجة الهجمات الجديدة التي يشنها "حزب الله" على القوات الاسرائيلية وجيش لبنان الجنوبي، فإن واشنطن تعتقد أيضاً بأن هذا التصعيد يعكس رغبة الرئيس حافظ الأسد في مواصلة الضغط على اسرائيل، وان استمرار تلك الهجمات أو توقفها أشبه بمقياس لطبيعة المفاوضات السورية - الاسرائيلية.