طرحت اسرائيل، من خلال قنوات غير رسمية، مشروعاً مائياً يتعلق بالجولان. فقد أعد معهد للدراسات الاستراتيجية في نيويورك يرأسه الملحق العسكري الاسرائيلي السابق في واشنطن ايدور فايخل، "مشروع قناة السلام" ويحاول تسويقه في الأوساط العربية والروسية. وتقوم فكرة المشروع الرئيسية على مد أنبوبين لنقل المياه من بحيرة سد أتاتورك الذي أقامته تركيا على نهر الفرات الى منطقة الجولان لتستفيد منها سورية والأردن واسرائيل. وبعث فايخل رسائل الى الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر والسيد فيصل الحسيني وشخصيات أخرى طالباً دعم المشروع. وينص المشروع على أن يلتقي الانبوبان في قناة واحدة تشق الجولان من الشمال الى الجنوب بعرض 670 متراً وطول 60 كلم، ويتفرع عنها قناتان، الأولى تتجه غرباً الى بحيرة طبريا لتستفيد منها اسرائيل والأردن، والثانية الى مشروع سد الوحدة المقرر انشاؤه على نهر اليرموك بين سورية والأردن. كما ينص على اقامة منشآت دفاعية على جانبي القناة. وجاء في تبرير المشروع انه يتميز عن مشروع "أنابيب السلام" التركي الذي طرح قبل بضع سنوات لجر المياه من نهري سيحان وجيحان من جنوب غربي تركيا الى عدد من بلدان الشرق الأوسط، بأن ضغط المياه في بحيرة سد أتاتورك أشد منه في النهرين الأولين. أوساط سورية اعتبرت ان هذا المشروع يتضمن نقاطاً خطيرة، منها: 1- ان القناة في الجولان ستعبر المنطقة التي تتواجد فيها قوات الأممالمتحدة لفصل القوات، أي انها سترسخ وقف اطلاق النار الحالي والاحتلال الاسرائيلي. 2- يعطي المشروع اسرائيل حصة من مياه نهر الفرات قبل الاتفاق بين سورية وتركيا والعراق على تقاسم مياه النهر. 3- يعطي المشروع لاسرائيل سيطرة على تدفق المياه الى المنطقة الجنوبية في سورية. 4- ربط المشروع بين تنفيذه وتنفيذ سد الوحدة، وهو السد الذي استطاعت اسرائيل عرقلة انشائه منذ العام 1987 من خلال منع البنك الدولي من المساهمة في تمويل مشروع السد بمبلغ 250 مليون دولار. وبهدف تسويق المشروع اقليمياً ستقام ندوة في أنقرة، خلال الشهر الجاري، موضوعها مياه الشرق الأوسط، دعيت سورية الى الاشتراك فيها الا أنها رفضت.