حقق الياباني "أكيرا ماتسوشيما" 15 عاماً انجازاً رياضياً كبيراً عندما أنهى في الاسبوع الماضي اغرب رحلة لعبور الولاياتالمتحدة على دراجة ذات عجلة واحدة لمدة 41 يوماً متواصلة. وكان متوسط المسافة التي قطعها يومياً 80 ميلاً 8 اميال في الساعة. وهي تعتبر مسافة قياسية بالنسبة لهذا النوع من الدراجات والذي يحتاج الى قدرة كبيرة ومهارة عالية لحفظ التوازن اثناء السير. و"أكيرا" طالب في الصف الاول في احدى المدارس الثانوية في مدينة كوب اليابانية، وهو معروف في اليابان بمهاراته العالية في ركوب هذا النوع من الدراجات. صاحب الفكرة وكان والده كوكي ماتسوشيما 52 عاماً صاحب فكرة عبوره اميركا بتلك الدراجة منذ 5 سنوات، لكن أكيرا كان ما زال في حاجة الى مزيد من الشجاعة لخوض التجربة. وخلال تلك الفترة فاز اكيرا بالعديد من المسابقات بالدراجة ذات العجلة الواحدة مما جعله يبحث عن هدف اكبر يلبي تحقيق طموحه الكبير في هذه الرياضة الصعبة. وقد اصبح اكيرا منذ العام الماضي اشهر راكب لذلك النوع من الدراجات في اليابان. وهو يمارس رياضته المفضلة في مدينة "كوب" وذلك على الرغم من الخطر الذي يواجهه في وسط المدينة المزدحم بالسيارات والمارة. ووضع اكيرا برنامجاً يومياً محدداً لرحلته بحيث يبدأ يومه مبكراً جداً ويستريح عند الظهيرة ثم يواصل رحلته حتى المساء. وفي البداية كان تقدير "اكيرا" واصدقاءه ان تنتهي الرحلة في 50 يوماً ولكنه حقق رقماً قياسياً وانتهت الرحلة بعد 41 يوماً فقط. مشاكل بالجملة واعترضت اكيرا متاعب عدة قبل اتمام رحلته بهذا الشكل الرائع،، اذ يختلف ركوب الدراجة ذات العجلة الواحدة عن التقليدية في نواح كثيرة. وتعد الرياح احدى اكبر المشاكل التي تواجه راكب تلك الدراجة لتأثيرها المباشر على توازنه. وكذلك فان عبور شاحنة ضخمة وسريعة الى جانبه كفيل بأن يلقيه أرضاً نظراً لاختلال التوازن. ويجب على راكب تلك الدراجة ان يستمر بتدوير البدال طوال الوقت والا فقد توازنه. ولا يختلف الوضع حتى لو كان ينزلق على منحدر وذلك بعكس الدراجة العادية التي يمكن ان يستريح الراكب عليها لبعض الوقت اثناء السير. ويقول اكيرا: "بالطبع يختلف ركوب الدراجة ذات العجلة الواحدة عن التقليدية في كافة الجوانب. وذلك على الرغم من انهما قد يبدوان متشابهين احياناً، ويضيف "يمكن ان يصاب الانسان بالاجهاد اذا ركب دراجة تقليدية لمسافات طويلة، ولكن ركوب الدراجة ذات العجلة الواحدة يجعل الجسم كله مجهداً بشكل يصعب وصفه، والسبب هو ان راكب تلك الدراجة مضطر الى ابقاء اعصابه مشدودة وتركيزه كذلك، حتى يحفظ توازنه، فضلاً عن المجهود البدني الكبير الذي يجب بذله باستمرار حتى لا تتوقف الدراجة". وعلى الرغم من الايام الصعبة التي واجهها اكيرا، فهو سعيد باجتيازه لهذه التجربة بنجاح وايضاً بالخبرة الواقعية التي تعرّف من خلالها على اميركا من خلال البشر والطرق والمدن التي مرّ بها. ويذكر هنا ان اهم ما لفت نظره خلال الرحلة كانت كمية اللحوم الهائلة التي يأكلها الاميركيون يومياً. وقد التقى اكيرا خلال رحلته عجوزاً يابانياً يعمل في احد المطاعم في مدينة كاميرير وقدم له احد الاطباق اليابانية المشهورة، التي كان اكيرا افتقدها لاسابيع عدة. وقد عزا أكيرا نجاحه لوالديه اللذين اعربا عن فخرهما به. وقالت والدته كوينكو ماتسوشيما: "لقد أسعدني حقاً أن أرى ولدي يتحول الى بطل رياضي ولكني كنت قلقة عليه اثناء الرحلة". اما والده فكان له رأي آخر اذ قال: "لقد شجعت أكيرا على هذه الرحلة منذ حوالى خمسة اعوام، وارى ان الانسان لا يمكن ان يقوم بعمل جنوني كهذا عندما يكبر في السن، لذلك فان هذا العمر هو الانسب لمثل هذه الاعمال". ويضيف: "اعتقد ان الانسان يجب ان ينتهز فرصة شبابه ليقوم بكل الاخطاء التي يمكن ان يتعلم منها. وبذلك يكتسب الخبرات الحياتية الضرورية لمستقبله".