سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جلال الطالباني يكشف لپ"الوسط": العراق أجرى اتصالات مع اسرائيل ومبارك يعرف عن ذلك أكثر من سواه ، الاميركيون أكدوا لنا صراحة انهم يريدون اسقاط صدام حسين ، لا مجال للحوار مع الحكم العراقي الا اذا وافق على تسليم السلطة للمعارضة
كشف السيد جلال الطالباني الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، في مقابلة خاصة مع "الوسط"، 3 أمور مهمة: الأول يتعلق بوجود اتصالات عراقية - اسرائيلية. وقد ذهب الطالباني الى حد القول ان الرئيس حسني مبارك يعرف عن هذا الموضوع "اكثر من سواه". الثاني ان المسؤولين الاميركيين الذين التقاهم في واشنطن اخيراً مع وفد المعارضة العراقية اكدوا له ان الادارة الاميركية تريد فعلاً اسقاط صدام حسين، وان حواراً حول هذا الموضوع جرى معهم. الثالث ان لا مجال بعد اليوم لأي حوار بين الأكراد او المعارضة العراقية وبين نظام صدام حسين، الا اذا اعلن هذا النظام انه مستعد لتسليم الحكم للمعارضة وإجراء انتخابات حرة في البلاد. الحوار مع الطالباني تناول مجموعة مسائل مهمة ومفصلة تتعلق بالعراق وبالاكراد وبالعلاقات مع تركيا وسورية وايران كما تتعلق بخطط الولاياتالمتحدة ودول التحالف الاخرى تجاه النظام العراقي الحالي. جلال الطالباني من مواليد منطقة كركوك، يبلغ من العمر 58 عاماً، وقد تقاسم حزبه مع الحزب الديموقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود بارزاني برلمان كردستان الذي تم انتخاب أعضائه في ايار مايو الماضي، اذ حصل كل من الحزبين على 50 مقعداً و5 مقاعد للأحزاب الاخرى. وقد تفاوض الطالباني مع صدام حسين في الفترة بين نيسان ابريل وحزيران يونيو 1991، لكن هذه المفاوضات وصلت الى طريق مسدود فأوقفها الامين العام للاتحاد الوطني الكردستاني. وفي ما يأتي الحوار مع جلال الطالباني: طالب الدكتور فؤاد معصوم رئيس وزراء حكومة كردستان بتوسيع المنطقة الآمنة للاكراد، ما رأيك بمطالبته وماذا يقصد بتوسيع المنطقة الآمنة؟ - المنطقة الآمنة تشمل منطقة محددة من اراضي كردستان العراق شمال خط 36، والمطالبة بتوسيعها تعني ان تشمل المنطقة كل المناطق الكردية العراقية، خصوصاً منطقة كركوك حيث لا يزال 300 ألف مشرد يعانون من ظروف قاسية ويقتربون من موسم الشتاء الثالث، اذ يعيشون تحت الخيام في برد وشتاء كردستان القارس. لذلك فان توسيع المنطقة يعني اجبار الحكم القائم في بغداد على السماح لهؤلاء اللاجئين بالعودة الى مدنهم وقراهم وبالتالي فان توسيع المنطقة يعني شمول مناطق خارج الخط 36 بالحماية الجوية من قوات الردع الدولية. حين اعلنتم عزمكم على إجراء انتخابات في كردستان قلتم ان الهدف منها هو انتخاب ممثلين لجهاز تشريعي يسيّر شؤون المنطقة، والآن بدأتم تتعاطون كحكومة مستقلة لها مشاريعها، لماذا هذا التحول؟ - منذ عام 1970 والحكومة العراقية تعترف رسمياً بالحكم الذاتي لمنطقة كردستان العراق، وتوجد ثلاثة قوانين عراقية حول الحكم الذاتي والمجلس التنفيذي والمجلس التشريعي، وما تم الآن ليس جديداً، الانتخابات جرت لانتخاب مجلس وطني كردستاني بدل المجلس التشريعي الكردستاني، الاسم تبدل هنا فقط. الانتخابات الثانية انبثقت من المجلس الوطني الكردستاني، وتم تعيين هيئة تنفيذية اطلق عليها اسم مجلس وزراء اقليم كردستان، والاسماء كلها نشرت في حينه في معظم الصحف العربية. عندما تشير الى منطقة كركوك ضمن المناطق التي تسعون لتشملها الحماية الدولية، هل يعني ذلك انكم تسعون للسيطرة على آبار النفط هناك؟ - ان توسيع الحماية لا يعني السيطرة الكردية على منطقة كركوك، بل شمول المنطقة بالحماية الامنية، لأن الحكومة العراقية رفضت تنفيذ القرار الدولي الرقم 688 الصادر عن مجلس الامن، والمعروف ان من بين البنود الواردة في هذا القرار بنداً يدعو الى وقف القمع ضد المواطنين واحترام حقوق الانسان. وحق المواطن البسيط هو حق السكن. وبالتالي فإن طرد المواطن من منزله خرق واضح للقرار 688. والمطالبة بعودة المشردين الذين يبلغ عددهم حوالي 300 الف مشرد الى مدنهم وقراهم هو حق طبيعي. المطالبة بتوسيع المنطقة الآمنة لا تعني ان القيادة الكردية تريد السيطرة على آبار النفط، علماً ان هناك مناطق نفطية واسعة تحت سيطرة القيادة الكردية، هناك اكثر من 12 بئراً نفطية محفورة في مناطقنا، كما ان اجود انواع النفط هو في المناطق الخاضعة لسيطرتنا. قلت في السابق انك اجبرت على الذهاب الى بغداد لمحاورة الرئيس العراقي صدام حسين والتفاوض معه، من أجبرك على ذلك؟ - انا قلت وما زلت اقول اننا اجبرنا على الذهاب الى بغداد نتيجة الظروف الموضوعية وليس من قبل اشخاص معينين او جهة محددة. الظروف المأسوية التي كان يعيشها الشعب الكردي، حيث كان اكثر من مليوني انسان مشرد يهيمون في الجبال والوديان في عز شتاء كردستان القارس، ويقضي منهم الاطفال والشيوخ، مثل هذه الظروف هي التي اجبرت القيادة الكردية على قبول المفاوضات مع الحكومة العراقية. لقد صدر القرار بالذهاب من قبل الجبهة الكردستانية بالاجماع وأنا أقول ذلك لتبديد كل الأوهام والمخاوف عن وجود جهات كانت تضغط علينا لمحاورة الحكومة العراقية. هل لمست خلال زيارتك الاخيرة للولايات المتحدة أن الظروف التي أجبرتكم على محاورة الحكومة العراقية في السابق لن تتكرر في المستقبل؟ - هذه الظروف انتهت بعد تدخل الأممالمتحدة وصدور القرار الرقم 688 ووصول قوات دولية الى كردستان لتوفير الحماية لنا. وبعد عودة المدنيين الاكراد الى مدنهم وقراهم تبدلت الظروف بشكل أساسي، ثم ان التجربة المريرة التي مرّت بها الحركة الكردية خلال المفاوضات الاخيرة مع صدام حسين والتي ظهر منها من جديد ان الحكم في بغداد غير راض او قابل بأي تغيير ديموقراطي في العراق وإعطاء الاكراد حقوقهم القومية ضمن حدود العراق الموحد، كل ذلك يعني ان الظروف تبدلت تماماً. اما عن المفاوضات مع المسؤولين الاميركيين فانها شملت مسائل عديدة، منها تأكيد الاميركيين استمرار مواقفهم بالنسبة الى حماية الشعب الكردي، وهذا يعني ان ظروفاً دولية جديدة تمنع حدوث كوارث جديدة من النوع الذي أجبرنا على التفاوض في السابق. الى متى تتوقع استمرار الحماية الدولية للمناطق الكردية؟ - ما بقيت الديكتاتورية في بغداد. أتوقع توسيع الحماية لتشمل اخوتنا الشيعة في جنوبالعراق. هل هناك فعلا نية اميركية جدية لتوسيع الحماية الدولية لتشمل مناطق في جنوبالعراق؟ - ان المسؤولين الاميركيين يؤكدون حرصهم الشديد على ضرورة تطبيق القرار 688 الصادر عن مجلس الامن الدولي، وقد ردّوا على مطالبتنا بإيجاد منطقة في الجنوب بالايجاب وقالوا انهم مع الحلفاء سيقومون بعمل لهذه الغاية. كما وعدوا بأنهم سيتدخلون لمنع حملات الابادة التي يقوم بها النظام العراقي في مناطق الجنوب. ماذا قال كيسنجر؟ الكثير من الاطراف، سواء كانت عراقية معارضة او عربية ودولية، تعمل وتخطط من اجل قلب نظام الحكم في بغداد. هل هذا ممكن وماذا ينقص الاطراف المعنية بذلك لاسقاط صدام حسين؟ - هذا السؤال شامل ومتعدد الجوانب ومهم وخطير. اولاً انا شخصياً لا اعتقد ان الجهات الدولية او الاقليمية كانت جادة في السابق في السعي الى اسقاط النظام في بغداد. كانت ترغب في اسقاط النظام العراقي لكنها لم تكن تعمل بشكل صحيح. اتذكر انه خلال زيارتي للولايات المتحدة العام الماضي كنت استقصي الحقائق وأحاول فهم الموقف الاميركي الحقيقي من العراق. وقد سألت الدكتور هنري كيسنجر اذا كان يعتقد ان الادارة الاميركية جادة او هي فعلاً تريد اسقاط النظام الديكتاتوري في العراق، وكان جوابه انه يعتقد ان الرئيس بوش يريد اسقاط صدام، لكنه لا يعتقد بصواب الاتجاه الذي تسلكه الولاياتالمتحدة لتحقيق ذلك. كيسنجر اكد لي ان خطوات الادارة الاميركية في السابق تجاه صدام لم تكن سليمة وصحيحة. الجهات الاقليمية والدولية كانت ترغب اذن في التخلص من النظام في بغداد، لكن ذلك لا يعني انها كانت تضع خططاً عملية لذلك، كما ان المعارضة العراقية بذلت جهوداً لاسقاط النظام، لكن كانت هناك نواقص خطيرة في عمل المعارضة. كما تعلمون، الجهود الشعبية العراقية لاسقاط النظام بلغت ذروتها اثناء الانتفاضة الشعبية التي حدثت العام الماضي في الجنوب ثم في كردستان العراق، وأعتقد ان الانتفاضة الشعبية لم تحقق النجاح لاسباب اهمها، في نظري، فقدان التنسيق والتعاون اليومي المتواصل بين الانتفاضة في الشمال والجنوب. الأمر الثاني جاء بسبب عدم قدرة الانتفاضة على كسب قطعات عسكرية الى جانبها او تحييد قطاعات عسكرية كبيرة في صراعها. والأمر الثالث هو فقدان التنسيق بين القوات الشعبية وقوات التحالف الدولي. والأمر الرابع هو وجود تصور خاطئ لدى الادارة الاميركية تجاه الانتفاضة، فقد كانت الادارة مخطئة في تقديرها، اذ اعتبرت ان المعارضة الشيعية في الجنوب امتداد طبيعي لايران، ناسية بذلك ان للشيعة في العراق تقاليد عربية وعراقية عريقة وهي تعتز بعروبتها وعراقيتها، كونها المصدر والأساس للحركة الشيعية في العالم، ثم انها اخطأت ايضا في تقديراتها بالنسبة الى الحركة التحررية الكردية، اذ اعتقدت اننا حركة انفصالية مرتبطة بسورية او ايران، وبالتالي سنلعب دوراً خطيراً في موازين القوى. هذه النظرة الاميركية الخاطئة تسببت بمواقف سياسية خاطئة. ولمعلوماتك اقول انني سمعت اثناء المفاوضات مع النظام في بغداد، من مسؤولين كبار في الدولة العراقية، ان جميع المحافظاتالعراقية، ما عدا محافظة الأنبار، ثارت على الدولة، وحتى في المناطق العربية السنية التي تعتقد الحكومة انها مضمونة ومؤيدة، حدثت تظاهرات معادية للنظام. وبتقديري فإن المعارضة العربية السنية لا تقل شدة عن الاطراف الاخرى، لكن عدم وجود التنسيق والتعاون بين هذه الاطراف لعب دوراً بارزاً في تهميشها. والآن اذا كنا نريد اسقاط النظام في بغداد فيجب ان نعرف حقيقة مهمة وهي ان اسقاط صدام حسين ليس مستحيلاً لكنه ليس سهلاً ايضاً. ويمكن اسقاط صدام اذا عرفنا حقيقة اساسية وهي ان النظام القائم في العراق تم تعزيزه وتقويته وتزويده بالقدرات العسكرية من قبل الجميع، فأصبح يشكل خطراً على الدول المجاورة ومصالح الدول الغربية في آن معاً. ولهذا لا بد من القيام بعمل جماعي مشترك للتخلص من هذه الديكتاتورية. وبرأيي ان اسقاط النظام يجب ان يتم من خلال وضع برنامج يعتمد على قوى شعب العراق ويحظى هذا البرنامج بدعم اقليمي ودولي كفيل باسقاط النظام في اسرع وقت. النظام حالياً يعاني من نقاط ضعف وتناقضات عدة وهو قابل للسقوط والانهيار بسبب المشاكل الداخلية التي يواجهها على مختلف الصعد. واشنطن تريد اسقاط نظام صدام التقيت ضمن وفد المعارضة الذي زار واشنطن بوزير الخارجية الاميركية سابقاً جيمس بيكر وبرنت سكوكروفت مستشار الرئيس بوش لشؤون الأمن القومي وشخصيات اخرى، هل سمعت من هؤلاء كلاماً جدياً عن وضعهم تصورات وخطط عملية لقلب نظام الحكم في بغداد؟ - سمعنا من هؤلاء المسؤولين الاميركيين اقوالاً واضحة وصريحة وقاطعة بأنهم يريدون اسقاط النظام. هل وضعوا خططاً لتنفيذ ذلك؟ - سمعنا منهم تأكيداً قاطعاً بأنهم ينوون مساعدة الشعب العراقي لتنفيذ عملية اسقاط صدام، لكن لم الاحظ ان لديهم برنامجاً او خطة عمل لاسقاط النظام الديكتاتوري. والحقيقة انني اعتقد ان العلاقة الجديدة مع المعارضة العراقية هي المدخل لاقامة علاقات وثيقة تؤدي الى رسم مخطط مشترك تقوم بوضعه وتنفيذه المعارضة العراقية وبالتنسيق مع القوى الاقليمية والدولية لاسقاط النظام في بغداد. الحقيقة اننا لم ندخل في حوار مفصل مع المسؤولين الاميركيين في هذا الشأن، كنا نتكلم في العموميات ومهمة الاسقاط تقع على عاتق الشعب العراقي وقوى المعارضة اذا توفرت الشروط اللازمة ونالت الدعم الاقليمي والدولي المنشودين. هل حصلتم على اعتراف الادارة الاميركية بأن وفد المعارضة العراقية الذي زار واشنطن يمثل القيادة السياسية البديلة للنظام القائم في بغداد؟ - خرجنا بانطباع واضح بأن الولاياتالمتحدة تعتبر ان المؤتمر الوطني العراقي الذي تأسس في مؤتمر فيينا للمعارضة العراقية هو المحور الاساسي والرئيسي في المعارضة العراقية وهو الذي يستطيع ان يقود نضال المعارضة وتوحيد صفوفها، ويستطيع ان يقود نضال الشعب العراقي من اجل إجراء التغيير المنشود في العراق. ونحن بحثنا معهم الموضوع المستقبلي وهو ايجاد قيادة اساسية بديلة للنظام وتكون هذه القيادة بمثابة القوة القادرة على تحقيق التغيير المطلوب. بكلام أدق الادارة الاميركية تعترف بالقيادة المعارضة التي تتمثل بالمؤتمر الوطني العراقي على انها القيادة السياسية الممثلة للشعب العراقي. هل كلامك هذا يعني ان الذين قاطعوا مؤتمر فيينا لا يشكلون وزناً مهماً؟ - لا يعني ذلك على الاطلاق. اننا سعينا ولا نزال من اجل توحيد المعارضة. وهذا السعي هو دليل على اعترافنا بأهمية بعض الذين قاطعوا مؤتمر فيينا. نحن نعتقد ان المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق الذي يرئسه السيد محمد باقر الحكيم يمثل شريحة مهمة ولا يجوز استثناؤه من المعادلة او المؤتمر الوطني العراقي، لذلك نبذل الجهود من اجل اشراك المجلس في المؤتمر المذكور. هذا لا يعني ان الآخرين في المرتبة نفسها، هناك قوى هامشية، هنالك دكاكين سياسية في لندن وغيرها ولا تمثل الا بضعة انفار يتاجرون بدماء شهداء العراق، انهم في مصاف المرتزقة وتخلق كل يوم تنظيمات تنشق عن بعضها. هناك طرف آخر كان لا بد من وجوده هو حزب البعث، وكذلك الحزب الشيوعي العراقي الذي "ضيّع المشيتين"، كما يقول المثل العراقي، فهم قاطعوا مؤتمر فيينا والذين ينظمون مؤتمراً آخر انكروا وجودهم أو أهميتهم ويسعون لاستبعادهم. ما هي شروطكم للسماح لفصائل المعارضة غير الكردية بممارسة نشاطها في كردستان، لا سيما ان هناك احاديث من قبل قياديين معارضين عن عزمهم الانتقال الى اربيل؟ - لقد رحبنا دوماً بالاخوة المعارضين في كردستان، وكانت المنطقة الكردية المحررة قاعدة اساسية لنضال المعارضة العراقية دائماً. فالاحزاب التي رغبت بالانتقال الى الداخل سمح لها بممارسة كافة اشكال النضال السياسي والاعلامي والتنظيمي، اما انتقال المعارضة بثقل كبير وبشكل هيئة انقاذ او مجلس انقاذ او حكومة انتقالية تمارس نشاطات حقيقية لاسقاط النظام، فهي مطلوبة، ولكن نجاحها يتطلب مستلزمات ولا نقول شروطا، وهذه المستلزمات هي ضمان حماية جوية ومساعدات اقتصادية وعسكرية وسياسية كي تستطيع هذه الهيئة او الحكومة الانتقالية ممارسة فعاليتها، وبالتالي فليست هنالك شروط كردية وانما مستلزمات يدركها الجميع بمن فيهم الاخوة الذين يرغبون الانتقال الى الداخل، وأعتقد انهم لن ينتقلوا او يقبلوا بتنفيذ عملية الانتقال ما لم يحصلوا على هذه الضمانات اللازمة لنجاح هذه المهمة. جيش التحرير العراقي هل حصلتم على ضمانات من الولاياتالمتحدة بعدم السماح للحكومة العراقية بمهاجمة مناطقكم اذا انتقلت المعارضة الى هناك؟ - حصلنا على ضمانات مبدئية بأن الحكومة العراقية لن تستطيع خرق قرار الرقم 688 ولن تستطيع اقتحام المنطقة الكردية الآمنة. خلال وجودكم في واشنطن تحدثت وسائل الاعلام عن خطط لتجييش المنطقة الكردية من خلال اعداد وحدات تشارك فيها فصائل المعارضة غير الكردية، هل يوجد شيء من هذا القبيل، وهل تم بحثه خلال زيارتكم لواشنطن؟ - في الحقيقة توجد قوات تقدر بعشرات الآلاف، بل ببضع مئات من الآلاف وهم من الاكراد او "البشمركة" وليس هناك حاجة لتجنيد آخرين، بل هناك حاجة لتقليص عدد المسلحين وبالتالي وضعهم في وحدات نظامية مدرّبة وقادرة على انجاز المهمات ستوكل اليها في المستقبل. نحن نعتقد اننا بالحصول على بعض المساعدات من دول المنطقة والعالم نستطيع تكوين جيش تحرير عراقي كبير يتولى مهمة التحرير. ثانياً نحن لا ننفي ولا نتجاهل امكانية انضمام قطعات عسكرية هامة الى جانب المعارضة العراقية عندما تنتقل المعارضة الى ممارسة فعاليتها الجدية بطريقة تشعر المواطن العراقي، خصوصاً الموجود منهم في القوات المسلحة العراقية بأن مرحلة التنفيذ آتية، وبأن المسألة جدية والتصميم قد اتفق عليه لتخليص البلاد من الديكتاتورية وإحلال البديل الديموقراطي. نحن لم نطلب اية مساعدة عسكرية اميركية. ما صحة ما ذكر من انك عارضت عملاً عسكرياً اميركياً ضد العراق خلال لقاءات واشنطن الاخيرة؟ - لقد قلنا وجهات نظرنا حول قدرة المعارضة العراقية على تنظيم الشعب العراقي، خصوصاً وجود عشرات الألوف من المسلمين في الجنوب والشمال. ان في المنطقة الكردية وحدها اكثر من 250 الف "بشمركة". ماذا قلت عن عمل عسكري اميركي ضد العراق؟ - لقد سئلنا عن رأينا بضربة اميركية ضد العراق وكان جوابنا واضحاً: ان ضربة عسكرية اميركية من اجل تفتيش مبانٍ ومنشآت هي ضربة غير مقبولة وغير مرغوب بها من جانب الشعب العراقي، اما ضربة عسكرية دفاعاً عن الجنوب أو الشمال او دفاعاً عن قرارات الأممالمتحدة، فانها ستكون امراً يرحب به الشعب العراقي. ما الذي استجد من تطورات حتى قبلت الادارة الاميركية استقبال وفد من المعارضة على رغم الجهود التي بذلتموها في السابق لعقد هذا النوع من اللقاءات؟ - يجب ان توجه هذا السؤال الى المسؤولين الاميركيين. لقد قلت في واشنطن ان وجودك الى جانب السيد مسعود بارزاني هو الذي شجع الادارة على استقبال وفد المعارضة العراقية، ماذا قصدت القول؟ - لم اقل ذلك ابداً. قلت ان وجود معارضة عراقية موحدة تضم العرب والكرد والشيعة والسنة ووجود شخصيات عراقية من بينها بارزاني والطالباني وعارف عبدالرزاق وآخرين، كل ذلك من الاسباب التي شجعت الادارة الاميركية على استقبال الوفد. بخصوص انضمام وحدات عسكرية عراقية الى المعارضة، هل تلقيتم إشارات عن امكانية حصول ذلك وأنه توجد فعلاً وحدات من الجيش النظامي العراقي مستعدة للانضمام الى صفوفكم؟ - هذه مسائل عسكرية خطيرة لا يمكن الحديث عنها في الصحافة مطلقاً. الانسان العاقل لا يكشف اوراقه للعدو. السيد محمد باقر الحكيم حمل على تصريحاتك بشدة لا سيما تلك التي اشرت فيها الى استعدادك للتعاون السياسي مع تركيا. وقال ان تصريحاتك تعتمد على "طبيعة الجو وجغرافية المكان"؟ - انا لم اقل انني اريد الانضمام الى تركيا. اعتقد ان العرب كما قال عنهم وزير الدفاع الاسرائيلي موشيه دايان لا يقرأون، تصريحاتي منشورة في جريدة تركية بكاملها وما عنيته بكلامي ليس تغيير الخريطة وإنما تغيير التحالفات. وقلت بصريح العبارة ان الاحتمالات الثلاثة الموجودة امام الاكراد هي: اما البقاء مع الديكتاتورية في العراق وهو امر مرفوض، او النضال مع المعارضة العراقية لاسقاط النظام العراقي وتحقيق البديل الديموقراطي او احتمال بقاء الوضع الحالي اذا ما بقي صدام في الحكم. واحتمال استمرار الوضع الحالي يعني ان على الاكراد ان يفتشوا عن تحالفات سياسية. وبحكم ارتباط السيد باقر الحكيم وطاعته للضغط الايراني وبحكم وجوده في طهران فهو لا يستطيع ان يقول رأيه باستقلالية. ان السيد باقر الحكيم يتكلم مع الاكراد بلغة ومع الادارة الاميركية بلغة ومع الايرانيين وغيرهم يتكلم لغة ثالثة. أود ان اقول بصريح العبارة ان السيد الحكيم عندما كان يتكلم معي، كان يوافق مئة في المئة على عقد مؤتمر المعارضة العراقية، لكنه بدّل موقفه وشن حملة شعواء على المؤتمر بعد ان تعرض لضغوط. عندما زرت ايران قلت ان هناك تغييراً ايجابياً طرأ لجهة موقفها من نشاط المعارضة العراقية. في اي مجال كان هذا التغيير؟ - التغيير الايجابي الذي لاحظته هو ان الحكومة الايرانية تؤيد المعارضة العراقية في عقد مؤتمر فيينا بعيداً عن نفوذ وتدخلات الجهات الاقليمية. ولكن الحكومة الايرانية غيّرت موقفها بسرعة، ونتيجة لذلك غيرت سياستها. مع الاسف بدأنا نرى الحكومة الايرانية الايرانية تشن حملة متناغمة مع الادعاءات الصدامية حول ما يسمى الخطر الكردي. ان في داخل ايران اوساطاً معتدلة ومعقولة تعارض هذا الاتجاه. كذلك في ايران تيارات عدة، منها ما يؤيدنا ومنها ما يعارضنا، وهذا ليس بجديد. اتصالات عراقية - اسرائيلية هناك من يقول ان جواز السفر الديبلوماسي التركي الذي تحمله هو وراء تصريحاتك حول التعاون مع تركيا سياسياً او الانضمام اليها؟ - المفتري بهذا القول يعرف انني لا احمل جواز سفر ديبلوماسياً تركياً، انها كذبة مختلقة، انا احمل جواز سفر ديبلوماسياً سورياً، يسحب الجواز من سترته ويعرضه عليّ، بهذا الجواز زرت واشنطن، وهذا ما تحاول ان تروّجه ضدي الاوساط الحاقدة والمعادية او الأوساط الأمية السياسية. وحتى اذا حملت الجواز الديبلوماسي لبلد ما، فإن ذلك لا يعني انني اتفق معه، انا احمل الجواز السوري ولكن لا أتفق في موضوع المعارضة مع الموقف الرسمي السوري، ويؤسفني القول انني منذ سنين اختلف في موضوع مهم مع الاخوة السوريين على رغم ما اكنه لهم من احترام وتقدير. وإذا زودتني تركيا غداً بجواز فلا يعني هذا تغيير موقفي، انني منذ سنين احمل جوازي سفر ايرانيين وجواز سفر سورياً، ومع ذلك اتخذ الموقف المستقل الذي أراه صالحاً وصحيحاً. ما هي شروطك لمعاودة الحوار مع نظام الحكم في بغداد؟ - لا يوجد اي مجال او امكانية للحوار مع حكومة بغداد. الفرصة الوحيدة تتوفر عندما تعلن الحكومة انها مستعدة لتسليم الحكم بطريقة سلمية الى المعارضة، حينئذ يمكن التفاوض معها حول كيفية إجراء انتخابات حرة في البلاد. هناك مطالبة كردية واضحة بحق تقرير المصير، كيف توفقون بين المطالبة هذه وما تعنيه والقول انكم حريصون على البقاء والعيش ضمن عراق موحد بحدوده المعروفة؟ - أنا من أول المنادين بحق تقرير المصير للشعب الكردي، واذا عدت الى الماضي، وبالتحديد الى العام 1968، تجد انني طالبت منذ ذلك العام بحق تقرير المصير، لكن حق تقرير المصير يعني اعطاء الشعب حق ان يختار نوع الحكم الذي يريده. ان من مصلحة الشعب الكردي ان يختار العيش ضمن عراق ديموقراطي وفي جو اخوي متساوٍ مع شقيقه الشعب العربي ضمن الكيان العراقي الموحد. ومطالبتي بحق تقرير المصير تتضمن المطالبة به كحق لأن كل شعب من شعوب العالم له الحق في تقرير مصيره. اما في ما يتعلق بكيفية استعمال هذا الحق، فانني من المنادين منذ دخولي في السياسة بأن يستعمل الشعب الكردي هذا الحق بطريقة تقود الى الاتحاد الاختياري الحر بالشكل الذي اشرت اليه سابقاً. في كل مرة يحمل فيها النظام العراقي عليك يتهمك بالتعامل مع اسرائيل وارتباطك بأجهزتها، بماذا ترد على هذا الاتهام؟ - أعتقد ان الحكومة العراقية اصبحت معروفة بأكاذيبها واختلاقاتها، وهي قلما تجرأت على اتهامي باسرائيل لأن علاقات جلال الطالباني العربية معروفة منذ قديم الزمان. في فترة من الفترات اتهمت بالعمالة لمصر عبدالناصر ومرة بالعمالة لسورية والرئيس حافظ الاسد وفي الفترات الاخيرة لايران ودول عربية اخرى. وبعد فضح هذه الاكاذيب تسعى الحكومة العراقية لإضافة هذه التهمة الى التهم السابقة، علماً بأن الحكومة العراقية هي التي اتصلت باسرائيل. وخلال زيارتي الاخيرة الى واشنطن، هناك من حدثني عن تفاصيل هذه العلاقة والاتصالات العراقية - الاسرائيلية. وللصدفة فقد كان الشخص الذي حدثني هو الذي كان همزة الوصل بين نظام بغداد وحكام اسرائيل منذ العام 1988. والرئيس المصري حسني مبارك من الشخصيات التي تعرف عن موضوع الاتصالات العراقية - الاسرائيلية اكثر من سواها. السيد محمد باقر الحكيم قال ان اتصالات تجري لعقد مؤتمر جديد لفصائل المعارضة، وأنه حصل على موافقة مبدئية من قيادات كردية للمشاركة، هل انتم مستعدون للمشاركة في مؤتمر جديد؟ - ارجو الا يكون السيد محمد باقر الحكيم قال ذلك، فليست هنالك استجابة كردية لعقد مؤتمر. قال بوجود موافقة مبدئية؟ - لا يوجد لا موافقة مبدئية ولا استجابة كردية لعقد مؤتمر، وأرجو الا يورط السيد باقر الحكيم نفسه في هذه العملية الانشقاقية التي ستجلب الكوارث على اخوتنا الشيعة في جنوبالعراق. وهل تتفقون مع السيد بارزاني في مواقف مثل هذه؟ - نحن نجحنا في الوصول الى درجة عالية من التفاهم والتنسيق لأننا نضع مصلحة الشعب في المقدمة.