ارسل "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق برئاسة محمد باقر الحكيم وفده الى اجتماع واشنطن الذي دعت اليه الادارة الاميركية ستة فصائل عراقية معارضة. وترأس الوفد عبدالعزيز الحكيم عضو هيئة الشورى المركزية وضم في عضويته ابراهيم حمودي عضو هيئة الشورى المركزية، وحامد البياتي ممثل المجلس في لندن. وامتنع باقر الحكيم عن المشاركة في اجتماع واشنطن بناء على قرار من هيئة الشورى المركزية للحزب. وأفادت مصادر في "المجلس الأعلى" ان الوفد ذهب الى واشنطن حاملاً جملة من المعطيات الأساسية أبرزها الاستقلال الكامل للمعارضة العراقية في اتخاذ قراراتها، وتأكيد وحدة الأراضي العراقية واستقلال العراق، وحماية الشعب العراقي ورفع الحظر عنه والمحافظة على بناه التحتية. وقال السيد عبدالعزيز الحكيم رئيس الوفد "نحن ضد أي غزو للعراق. هناك ضرورة لمجيء حكومة منتخبة من الشعب العراقي، وان تكون هذه الحكومة تعددية". وأضاف ان "التغيير في العراق يجب أن يكون على أيدي الشعب العراقي. هذا الأمر طرحه المجلس الأعلى منذ أكثر من عقدين من الزمان وما زال ثابتاً عليه ولا علاقة لهذا المشروع بالمشروع الأميركي لاسقاط النظام الحالي في العراق". واعتبر ان المجلس "يؤكد ضرورة وحدة المعارضة ميدانياً على مستوى المواقف والرؤى السياسية. والحضور الميداني الفعال داخل الأراضي العراقية هو الخيار الأفضل والصحيح في مقابل التفرج أو التحرك في ضوء ردود الأفعال". وأضاف: "نحن مستعدون للتضحية في سبيل اسقاط نظام الرئيس صدام حسين وانقاذ الشعب العراقي. وعلى رغم أن المجلس لم يعلن صراحة انه سيتعاون مع الادارة الاميركية في حملتها المرتقبة في العراق، فإن حضوره اجتماع واشنطن يعتبر مؤشراً الى استعداده للتعاون إذا تيقن من أن واشنطن جادة في تغيير النظام، بخاصة ان المجلس يعمل من أجل مثل هذا التغيير وله حضوره العسكري داخل العراق، وله تشكيلاته العسكرية المتمثلة في فيلق بدر". على صعيد آخر أ ف ب اعلن الزعيم الكردي العراقي جلال طالباني في انقرة أمس ان التنظيم الذي يتزعمه لن يدعم تنفيذ ضربة اميركية محتملة ضد العراق الا اذا كانت واشنطن تنوي فعلا اقامة نظام ديموقراطي في البلاد. وقال طالباني للصحافيين "لسنا واثقين تماما من اهداف الهجوم ضد العراق ولهذا السبب، لم نتخذ بعد قرارا بالمشاركة او عدم المشاركة فيه". وكان طالباني الذي يتزعم الاتحاد الوطني الكردستاني، احد فصيلين يسيطران على شمال العراق الخارج عن سيطرة بغداد منذ حرب الخليج عام 1991، وصل الى انقرة الثلثاء قبل اجتماع المعارضة العراقية في واشنطن المقرر الجمعة. وقال في ختام لقاء مع مساعد وزير الخارجية التركي اوغور زيال "لن نشارك بشكل اعمى في هجوم او اي شيء آخر". واشاد برغبة الادارة الاميركية في تغيير النظام في العراق لاقامة نظام ديموقراطي مشيراً الى انه يعارض "استبدال ديكتاتور سابق بديكتاتور جديد". وتابع: "نؤيد قيام عراق ديموقراطي وعلماني ومستقل". وتتحفظ تركيا الحليفة الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة على تنفيذ عملية عسكرية اميركية ضد العراق خشية أن تزيد من خطورة الازمة الاقتصادية التي تضرب البلاد، وتؤدي الى قيام دولة كردية مستقلة في شمال العراق ما يهدد بايقاظ النزعة الانفصالية للاكراد الاتراك. واكد طالباني ان حزبه يريد التعاون مع انقرة ويعارض اقامة دولة كردية. وقال: "نحن عراقيون اولا"، رافضاً الاجابة على الاسئلة عن لقاءاته المستقبلية في واشنطن. وسيغادر طالباني العاصمة التركية اليوم الخميس. ترميم مطاري شمال العراق على صعيد آخر تلقت "الحياة" في لندن بياناً من مكتب العلاقات الخارجية للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني يفيد ان ما نشرته امس عن استكمال الاميركيين ترميم مطاري شمال العراق ليس صحيحاً. وكانت "الحياة" تلقت افادات شهود وسائقي شاحنات يعملون بين تركيا وشمال العراق، اكدوا انهم ساهموا في نقل مواد بناء الى الشمال على مدى ستين يوماً. وان قوات اميركية زودت المطار اجهزة رادار واخرى للتنصت.