مدير عام الپ"بي .بي. سي": نصرّ في علاقاتنا مع الدول العربية على عدم تعرض برامجنا للرقابة نائب رئيس "سي. أن. أن": لدينا علاقات وطيدة مع الحكومات العربية ومحطات بثها التلفزيونية منذ زمن بعيد مستشار عام "أم. بي. سي": محطتنا جاءت لتغطي النقص الاعلامي الحاصل في العالم العربي ولدى الجاليات العربية في اوروبا بعدما ارتاح العالم من الحرب الباردة مع انهيار الاتحاد السوفياتي، بدأت حرب باردة من نوع آخر عبر الأثير، وهي تتمثل بانتشار الشركات التلفزيونية العالمية التي تسعى للسيطرة على اكثر عدد من المشاهدين في العالم وبخاصة في منطقتنا العربية. والواقع ان شركة "سي.أن.أن" الاخبارية التي تقذف "حممها" على الهواء من اتلانتا في ولاية جورجيا الاميركية كانت البادئة بالخروج من دائرتها المحلية في الولاياتالمتحدة لتعبر القارات الخمس، فوصلت الى الخليج وكل الدول العربية عبر الاقمار الاصطناعية، ثم تبعتها شركات اخرى مثل "سكاي" البريطانية وبعض الاقنية الاوروبية الفرنسية والالمانية والايطالية وأخيراً دخلت هيئة التلفزيون والاذاعة البريطانية "بي.بي.سي" على الخط وأطلقت "صواريخها" الاعلامية من البحرين الى كل الشرق الاوسط كما أنشئت ايضا محطة مركز تلفزيون الشرق الاوسط في لندن والذي بدأ البث في اوائل هذا العام عبر الاقمار الاصطناعية ليدخل في الحرب الدائرة على الهواء لاحتلال الاجواء العربية. التحقيق الآتي يسلط الاضواء على هذه الحرب من خلال مقابلة مع ثلاثة من المسؤولين عن اهم ثلاث محطات بث الى الشرق الاوسط وهي: "سي.أن.أن" و"بي.بي.سي" وأخيراً "أم.بي.سي". بعد اسابيع قليلة على غزو العراق للكويت في الثاني من آب اغسطس 1990، طلبت وزارة الاعلام العراقية من كافة المراسلين الاجانب، باستثناء طاقم شبكة تلفزيون سي.أن.أن. الاميركية، مغادرة الاراضي العراقية خلال يومين ومع ان لتلفزيون "بي.بي.سي" البريطاني تاريخه العريق الا ان جهود مسؤوليه في الحصول على إذن يسمح باستثناء فريقه من عملية الابعاد لم تنجح. ولم يكن جواب المسؤولين العراقيين حينئذ الا القول إن الرئيس صدام حسين معجب بالمحطة الاميركية ويتابع اخبارها بدقة. وقد أكد بيتر أرنيت مراسل "سي.أن.أن" خلال حرب الخليج في بغداد هذه النقطة، وقال لپ"الوسط": "ان التغطية المباشرة للاحداث في منطقة الخليج ومتابعة تطوراتها بسرعة في الدول الاخرى كانتا السبب الوحيد وراء قبول المسؤولين العراقيين بفكرة وجودنا في بغداد". وهذا أدى الى تبادل الحملات بين محطة بي بي سي البريطانية و"سي.أن.أن" الاميركية التي اخذت طابع الاتهامات حول سماح الشبكة الاميركية لمسؤولين عراقيين باستخدام جهاز الهاتف المربوط بالقمر الاصطناعي، لاجراء مكالمات هاتفية خارجية، الى غير ذلك من روايات. الا ان الحادثة بحد ذاتها دفعت المسؤولين في محطة "بي.بي.سي" لدراسة مشروع انشاء محطة تلفزيون عالمية تبث بواسطة الاقمار الاصطناعية. وما لبثت الفكرة ان وضعت حيّز التنفيذ في الربع الاخير من العام الماضي، فتم عقد اتفاق مع الشركة المالكة لقمر ستار الاصطناعي الآسيوي، بحيث تتم تغطية كل القارة الآسيوية وأوروبا والعالم العربي على مدى أربع وعشرين ساعة متواصلة. ومع بدء التلفزيون العالمي لپ"بي.بي.سي" بثه من البحرين ليغطي منطقة الخليج، أخذ الصراع على احتلال شاشات التلفزيون في العالم العربي اشكالاً مختلفة بين الشبكتين البريطانية والاميركية اضافة بالطبع الى شبكات التلفزة الايطالية والفرنسية و"سكاي" البريطانية ايضاً التي تتصارع على منطقة المغرب العربي. من اجل معرفة انشطة هذه التلفزة الغربية في العالم العربي واستراتيجياتها للمرحلة المقبلة، التقت "الوسط" على حدة بكل من كريس إيروين المدير العام لمحطة تلفزيون "بي.بي.سي" البريطاني، وبيتر فيسي نائب رئيس محطة "سي.أن.أن" الاميركية، وعرفان نظام الدين المستشار العام لمركز تلفزيون الشرق الاوسط في لندن وحاورتهم حول كل الاسئلة المطروحة حول نشاطهم التلفزيوني، وكانت المقابلة الاولى مع كريس أوين والتي بدأناها بالسؤال الآتي: نشاط بي. بي. سي ما الذي ستقدمونه للعالم العربي من خلال محطة بي.بي.سي التلفزيونية العالمية؟ - ان ما نهدف اليه من خلال خدمتنا التلفزيونية على الصعيد الدولي هو الشيء نفسه الذي قدمناه على مدى السنوات الماضية، ولا نزال من خلال راديو هيئة الاذاعة البريطانية، وتقديم هذه الخدمة التلفزيونية يجب ان يتم وسيتم من خلال برنامج تمويل ذاتي، بحيث تؤمن المحطة الجديدة مواردها المالية من الاشتراكات والاعلانات. ومن اجل الوصول الى كافة المشاهدين في منطقة الشرق الاوسط والخليج وجنوب شرق آسيا دخلنا في اتفاق مع الشركة المالكة للقمر الاصطناعي ستار، بحيث نكون احدى الاقنية التي تبث خدمتنا المرئية عبر القمر الاصطناعي الى المشتركين، سواء كانوا يملكون اجهزة الاستقبال المباشرة او عبر الكابلات التي تصل الى بيوتهم. ولنأخذ بلداً خليجياً هو البحرين كمثال على ذلك. اننا وقّعنا اتفاقاً مع التلفزيون البحريني نستعمل من خلاله احدى الاقنية العاملة للبث لمدة 24 سنة، وهذه القناة يتم استقبالها في كل من الامارات العربية المتحدة والمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية وقطر. وفي المقابل تتولى حكومة البحرين بموجب هذا الاتفاق بيع الاعلانات بعد ان يستقبل التلفزيون البحريني البث من قمر ستار ويعاود بثه عبر احدى الاقنية الى الدول المجاورة. هذه طريقة واحدة من الطرق التي نسلكها بشأن التوصل الى ترتيبات مع دول عربية. فمثلاً نتحاور حالياً مع الحكومة اللبنانية والاردنية وغيرهما. اذ اننا نسعى لأن نحظى بالاهمية التي تحظى بها المحطة الاذاعية العربية التي تبثها بي.بي.سي لمستمعي العالم العربي. اننا نتطلع الى تقديم خدمتنا التلفزيونية بالعربية ولو عن طريق ترجمة نشرات الاخبار بشكل فوري من خلال اقنية خاصة بذلك. ألا تنوون تقديم خدمة باللغة العربية مباشرة كما هو حال الاذاعة البريطانية؟ - اننا نأمل ان يتم ذلك من خلال التعامل بشكل تجاري. ومتى تتوقع ان ترى هذه الخدمة النور؟ - انها حلم آمل تحقيقه في العام المقبل، لأن الكثير من التشجيع يأتينا من مسؤولين ومستمعين لتقديم هذه الخدمة التلفزيونية بالعربية، ولا اخفي كذلك اننا فخورون بسمعة هيئة الاذاعة البريطانية في الشرق الاوسط. وسنبدأ قريباً ببث تلفزيوني يصل الى الدول العربية الواقعة في شمال افريقيا. المنفعة المادية من خلال تجربتكم في البث في البحرين، كيف تتصورون المنفعة المادية؟ وهل هو عمل مربح أو لا؟ - ان العائدات التي نحصل عليها من الاعلانات نتقاسمها مع السلطات البحرينية بعد ان نغطي كلفة استخدام قمر ستار الاصطناعي للبث. ومن المبكر الحديث عن الارباح والخسائر لأن البث التلفزيوني بدأ قبل حوالي 5 اشهر فقط، لكننا نتوقع حصد أرباح في العام المقبل بعد ان لمسنا حجم اهتمام الشركات الاعلانية ببرامجنا. وبخاصة ان خدمة تلفزيوننا تمتد صيفاً لتصل الى عمق الداخل الايراني. ما هي الاجراءات التي تتخذونها لمراعاة السياسة الاعلامية لبعض الدول العربية لجهة اختيار طبيعة الاخبار او الافلام التي يتم بثها؟ - لا نخضع لمقاييس معينة. ان طبيعة اخبارنا معروفة، وعملية البث التلفزيوني سوف تكون من حيث المضمون مشابهة لبث إذاعة البي.بي.سي التي تستقبل في كل انحاء العالم. اننا نصر في علاقاتنا مع الدول العربية على عدم تعرض برامجنا للرقابة. اننا نخضع للقوانين التي يفرضها علينا البلد التي نبث منه، وفي حالتنا فاننا نتبع نظام جزيرة هونغ كونغ التي تضع مستوى معيناً للافلام المعروضة والصور التي تبث. الى اي نوع من الشركات الاعلامية تتطلعون؟ - بعض المعلنين سوف يكونون ذات صبغة عالمية، لكن هناك مجالاً لبث اعلانات محلية تغطي منطقة الخليج. البث الى مصر ما هي حقيقة الاتفاق الذي تم التوصل اليه معكم في مصر بخصوص البث؟ - لم يتم التوقيع على شيء حتى الآن، ولكننا عقدنا جلسات عمل مع المشرفين على التلفزيون والمسؤولين في وزارة الاعلام، لقد كانت لقاءات مثمرة وسوف نواصل هذه اللقاءات بعدما لمسنا الاهتمام الكبير باستقبال محطتنا في مصر. ألا تتوقع منافسة حادة وقوية مع شبكات التلفزة الاخرى مثل محطة سي.أن.أن وإم.بي.سي؟ - اننا نتوقع ان تكون هناك منافسة، ولكن من خلال خبرتنا القصيرة لقينا رواجاً في جنوب شرق آسيا والبحرين ومنطقة الخليج بشكل عام. في ما يتعلق بمحطة السي.أن.أن، فان الكثيرين يجمعون على انها تلبي حاجات المشاهد الاميركي، في حين ان خبرتنا الطويلة من خلال هيئة الاذاعة البريطانية تؤكد تقدمنا بشكل كبير على الآخرين في تلبية حاجات المستمعين على الصعيد الدولي، ولا شيء يمنع من ان نفوز بثقة المشاهد من خلال متابعته لخدمة التلفزيون العالمي الپبي.بي.سي. لقد زرت اتلانتا وهي مقر شركة سي.أن.أن، واجتمعت مع المسؤولين هناك. وما سرّني هو اننا اتفقنا ان نبقي المنافسة بيننا شريفة. ولأعطيك مثالاً عما حدث في السابق عندما بدأنا البث في جنوب شرق آسيا، سارعت السي.أن.أن لفتح مكاتب لها في نيودلهي وطوكيو وبانكوك، ان لمحطتنا التلفزيونية اكثر من 270 مراسلاً حول العالم، في حين لا يزيد عدد مراسلي السي.أن.أن عن الپ50 مراسلاً. في الهند على سبيل المثال، وظفت السي.أن.أن مراسلاً واحداً، في حين لدينا 3 مراسلين وطاقم فني مؤلف من 14 شخصاً. ان خبرتنا الطويلة استندت على تغطيتنا على الساحة الدولية بينما خبرة السي.أن.أن تعتمد على تغطيتها للسوق المحلية الاميركية. وهل تتوقعون ان تتقدموا على ما حققته شبكة "سي.أن.أن" من سمعة دولية بسبب تغطيتها لحرب الخليج وغيرها من احداث خلال فترة قصيرة؟ - ان بعض الدراسات التي صدرت في الهند وجنوب شرق آسيا بدأت تؤكد ان مستوى وعدد مشاهدي تلفزيون البي.بي.سي أكثر وأكبر من عدد مشاهدي السي.أن.أن. كما ان احدى الصحف قالت ان عدد مشاهدينا في الهند وحدها هو 7 أضعاف عدد مشاهدي الپ"سي.أن.أن". لقد كانت النتيجة تماماً 80 في المئة من المشاهدين يتابعون تلفزيوننا في حين يتابع 11 في المئة من المشاهدين الهنود المحطة الاميركية. ان سبب انتشار السي.أن.أن هو انفرادها في التغطية على الصعيد الدولي الامر الذي لم يكن ينافسها فيه احد كما هو حاصل اليوم. على الصعيد العربي مثلاً، لقد كانت محطة "سي.أن.أن" تشغل في البحرين القناة نفسها التي نشغلها الآن حيث نقدم الخدمة الاخبارية على مدى الپ24 ساعة. في نادي الصحافة في هونغ كونغ صوّت الصحافيون على استبدال السي.أن.أن بتلفزيون البي.بي.سي بسبب تميز خدماتنا. هل حاولت الاتصال بمركز تلفزيون الشرق الاوسط للتنسيق او التعاون في ما يختص بالمنطقة العربية؟ - لقد التقيناهم منذ مدة بهدف تبادل الآراء. وآخر مرة تحادثنا كانت خلال المشاركة في مؤتمر حول البث بالاقمار الاصطناعية. ان علاقتنا بمحطات التلفزيون الاخرى معروفة، وهي بالصيغة نفسها التي نعتمدها من خلال بثنا الاذاعي. ان محطات التلفزيون العربية تتعاطى البث من خلال اهتمامها بمصلحة دولة او دول في المنطقة، في حين نتعاطى مع الاحداث من منظار أوسع وأشمل وهو دولي وعام. الفرق بيننا وبين محطة سي.أن.أن ان الاخيرة تمثل وجهة النظر الاميركية وتتعاطى مع الاحداث من خلالها، في حين لا تعكس تغطيتنا للاحداث وجهة النظر البريطانية. ان طاقم محطتنا فيه الفرنسي والصيني والعربي والالماني وكل شعوب الأرض تقريباً، في حين لا ترى في محطة السي.أن.أن إلا الاميركيين. مشروع "يورونيوز" لماذا ابتعدتم عن المشاركة في المشروع الاوروبي للبث "يورونيوز"؟ - لأن هذا المشروع يعتمد مالياً على دعم حكومات الدول الاوروبية المعنية في تمويله، ولا يتطابق هذا الامر مع توجهاتنا. ان لدينا الثقة الكاملة بأننا يمكننا القيام بمشروع اعلامي وتمويله من خلال دخله المادي. ان سياستنا في البث سوف تستند على عدم التحيّز والموضوعية بكل اشكالها وما تحتاج اليه من دراسات وأبحاث دقيقة وأخبار صادقة. على مدى السنوات الماضية كان بعض الدول يلجأ الى التشويش لمنع التقاط المحطات المعنية، هل سيكون من السهل التشويش على تلفزيون البي.بي.سي؟ - لا لن يكون سهلاً، لكن ما يمكن ان يحصل، هو ان تلجأ دولة ما الى منع المواطنين من استملاك صحون لاستقبال البث. في ما يتعلق بالبرامج التي تقدمونها، هل ستكون بالنوعية نفسها التي تقدم داخل بريطانيا؟ - لا، انها برامج اخبارية على مدى الساعة، وهي اخبار دولية، أخبار تهم كل منطقة على حدة، اخبار الطقس، اخبار اقتصادية، برامج وثائقية علوم وغير ذلك. ومتى بدأت خدمتكم الآسيوية تماماً؟ - في شهر تشرين أول اكتوبر الماضي في جنوب شرق آسيا، وفي البحرين ومنطقة الخليج بدأنا البث في نهاية شهر كانون أول ديسمبر الماضي. بيتر فيسي يتكلم وإذا كان هذا هو رأي مدير عام الپ"بي.بي.سي" فما هو رأي الشركة الاميركية المنافسة "سي.أن.أن"؟ لذا توجهنا الى بيتر فيسي، نائب رئيس محطة "سي.أن.أن" حاملين معنا له اسئلة عدة بدأناها كالآتي: هل تنوي شبكة "سي.أن.أن" تعريب نشرتها الاخبارية قريباً، حسب ما قاله احد المسؤولين فيها قبل مدة؟ - لدينا الكثير من الافكار، وأول عملية دبلجة للأخبار سوف تكون ترجمة برنامج اقتصادي يومي الى الاسبانية بدءاً من شهر ايلول سبتمبر المقبل، ونأمل ان نقوم بتقديم خدمات بلغات مختلفة لمشاهدينا في كافة انحاء العالم. ان التحديات كبيرة، وكما تعرف فان مستمعينا يوجدون في 150 بلداً، ومن الصعب تلبية متطلباتهم كلها. اننا ندرس تغطية اللغات الرئيسية في العالم، ولا شك ان اللغة العربية هي واحدة من هذه اللغات. في بولونيا نقوم بترجمة النشرة كل 4 ساعات من أصل 24 ساعة باللغة البولونية، لكن هناك من يفضل الاستماع الى اخبارنا باللغة الانكليزية. بعدما بدأت محطة البي.بي.سي التلفزيونية بثها على الصعيد الخارجي، ألا تشعرون ان الموقع والسمعة اللتين تميزتما بهما في الماضي سوف تكونان مهددتين؟ - اننا نتطلع الى البي.بي.سي كشركة واعتقد انها تتعامل معنا من المنطلق نفسه. من حيث التوزيع كلانا سيكون موجوداً في معظم الاماكن، لكن بلا شك سوف يأتي وقت يختار فيه المشاهد بين سي.أن.أن او بي.بي.سي. ان محطة البي.بي.سي تنظر الى الاحداث من منظار بريطاني، اما نحن في الولاياتالمتحدة فاننا نحاول تدويل برامجنا، كما نحاول الاستعانة بوجوه تلفزيونية عالمية. اما في ما يتعلق باستقطاب المشاهدين فان السوق لا يزال يتسع لمحطات اخرى جديدة، كما هو الحال عندما يشتري شخص ما صحفاً عدة في اليوم الواحد. المسؤولون في محطة البي.بي.سي التلفزيونية يقولون انهم كما نجحوا في احتلال المركز الأول والسمعة الجيدة من خلال برامج محطة هيئة الاذاعة البريطانية، سوف يتقدمون على صعيد الخدمة التلفزيونية، ما رأيك؟ - لا يوجد مؤسسة اعلامية بامكانها تغطية كل شيء يجري في هذا العالم في آن واحد، خاصة التلفزيون. اننا نتعاون مع محطات محلية في كل انحاء العالم. وأعتقد ان البي.بي.سي لن تكون قادرة على القيام بتغطية واسعة اذا لم تتعاون مع مؤسسات اعلامية مشابهة. من الناحية العملية، من المستحيل تواجد مؤسسة اعلامية في مكان الحدث في كل مكان. ولذلك من المهم ان يكون هناك تعاون مع مؤسسات محلية تتولى تزويد الطرف الآخر بالصور والمعلومات المطلوبة لحين وصول مراسلين للشبكة العالمية الى مكان الحدث. هل هذا يعني ان الاعتماد على شبكات محلية لتزويدكم بالاخبار أفضل من اعتمادكم لمراسلين خاصين بكم؟ - لا لم اقل ذلك يجب ان تكون الامور نسبية. التعاون والمصداقية لكن كما تعرفون قد تكون من مصلحة المحطة المحلية عدم بث الصورة الحقيقية للاوضاع، وهذا بالتالي يؤثر على مصداقيتكم؟ - نعم هذا صحيح، عندما يكون لدينا شكوك في مصداقية التغطية نسعى لارسال مراسلينا والاعتماد على صورنا. ففي حالة مثل انفجار شبكة الغاز في المكسيك كان من المستحيل ان نتواجد في مكان الحادث لحظة وقوعه، اعتمدنا على الافلام التي وردتنا من استديوهات التلفزيون المكسيكي لحين وصول مراسلينا الى منطقة الحادث. هل لديكم خطط ومشاريع خاصة بمنطقة الشرق الاوسط والخليج؟ - اننا بصدد البث من قمر عربسات سي - واحد حيث سوف يعطينا ذلك فرصة تقديم نوعية افضل ويخفض من قيمة تكاليف البث، اننا بصدد التفاوض مع مؤسسات ودول في منطقة الشرق الاوسط من اجل استقبال بثنا واعادة توزيعه من خلال الاقنية المحلية سواء من خلال مشتركين يملكون اجهزة استقبال خاصة بنا او من خلال شبكات كابل اذا توفر ذلك. كما تعرف لكل بلد اسلوبه في التعامل وسياسته الخاصة به في المجال الاعلامي. اننا سوف نسعى لتلبية الرغبة المطلوبة قدر الامكان. مع من تجرون الاتصالات؟ - بدأنا بالاتصال مع حكومات للحصول على موافقتهم. من هي هذه الدول؟ - لدينا علاقات وطيدة مع الحكومات العربية ومحطات بثها التلفزيونية منذ زمن بعيد. بالمقارنة مع الاتفاقية التي رتبتها البي.بي.سي مع حكومة البحرين ما هي طبيعة الاتفاقية التي تربطكم ولماذا اخذت البي.بي.سي القناة نفسها التي كانت تبث لصالحكم؟ - لا اعتقد ان البي.بي.سي اخذت القناة نفسها، اننا لا زلنا نبث في البحرين كما في السابق، كما اننا نناقش مع الكثير من الاطراف لتنظيم عملية الاشتراكات وتأمين الاعلانات التجارية اللازمة. وفي مصر نرتبط مع شركة خاصة باتفاق من اجل ان تتولى عملية تنظيم استقبال المحطة والاشتراكات للمشاهد المصري، وهناك مشروع مماثل نعمل لتطبيقه في الاردن. اننا نشترك مع التلفزيون الاردني في هذا المشروع. مشاريع في الاتحاد المغاربي ماذا عن مشاريعكم باتجاه دول شمال افريقيا؟ - ان المحطة تستقبل في معظم القارات في شمال افريقيا كما يستقبلها من يملك اجهزة استقبال خاصة. هناك اتهام موجه ضدكم وهو انكم تبثون خارج الولاياتالمتحدة للمشاهد الاميركي؟ - غير صحيح ذلك لأن المشاهد الاميركي لا يشكل الا نسبة 17 في المئة من مشاهدينا في الخارج في حين تصل نسبة بقية المشاهدين الى 83 في المئة. هل لديكم احصائية عن عدد مشاهديكم في الشرق الاوسط؟ - لا، لقد بدأنا البث الى منطقة الشرق الاوسط اخيراً عبر قمر عربسات الاصطناعي. ماذا عن مكاتبكم في العالم العربي؟ - نتواجد في القاهرة وعمان، وفي قبرص لدينا مراسل متحرك، كما يوجد لنا مكتب في القدس. هل تأخذون بالاعتبار تعرض بثكم للرقابة في بعض الدول، ام ان هناك اتفاقيات مع الدول المعنية لتجنب بث بعض الاخبار او الافلام؟ - ان لنا سياستنا الاعلامية، وللعالم العربي خصوصيته، ونحن نأخذ كل ذلك بالاعتبار بما يغني ويؤدي من الخدمة الاعلامية هدفها. هل تتوقع ان يؤثر بث مركز تلفزيون الشرق الاوسط من لندن على انخفاض مستمعيكم في العالم العربي؟ - لا، لقد ساهم بث مركز تلفزيون الشرق الاوسط على القمر الاصطناعي "عربسات" الذي نستعمله نحن في توجه المشاهدين لمتابعة برامجنا الاخبارية الانكليزية والبرامج العربية لمركز التلفزيون الشرق الاوسط، ولذلك اعتقد ان ذلك امّن لنا نوعاً من التكافؤ ان هذا لا يلغي القول ان بدء تلفزيون البي بي سي البث فتح المجال للمنافسة القوية لاستقطاب المشاهدين. رأي أخير ولكن ما هو رأي المسؤولين في مركز تلفزيون الشرق الاوسط في لندن؟ - يؤكد عرفان نظام الدين المستشار العام لتلفزيون الشرق الاوسط ان المحطة التي يعمل فيها ليست في صراع مع المحطات الاخرى مثل البي بي سي والسي ان ان. واضاف: "لقد استطاعت "ام بي سي" ان تغطي النقص الحاصل في العالم العربي ولدى الجاليات العربية في اوروبا من خلال ايجاد محطة عربية ودولية تغطي احداث الشرق الاوسط والعالم وتقدم برامج ومنوعات على مستوى العالم العربي". واشار نظام الدين الى انه بسبب وجود غزو فضائي للتكنولوجيا والاتصالات الحديثة فان "من حق المواطن العربي ان يلتقط اي محطة عالمية يمكنه التقاطها". وما هو الدور الذي يلعبه مركز تلفزيون الشرق الاوسط في الحد من اثر الغزو التلفزيوني الاجنبي للمنطقة العربية؟ - ان تقديم خدمة اخبارية وبرامج جيدة باللغة العربية سوف يحول دون افساح المجال امام محطات اجنبية لدس السم بالعسل على الصعيد الاخباري وعلى الصعيد العام نهدف الى الحؤول دون ضرب الثقافة العربية وافساد اخلاق الاجيال المقبلة من خلال تقديم برامج تحافظ على التقاليد والاعراف الموروثة. لقد نجحنا حتى الان في تأمين برامج التسلية البريئة والمعلومات والبرامج الثقافية التي تعرف بالحضارة العربية والاسلامية كما نقدم برامج تخاطب الاطفال، ونسعى الى تقديم برامج لتعليم اللغة العربية خاصة لابناء جالياتنا في الغرب. قدرة "أم. بي. سي" وهل لديكم القدرة على منافسة الخدمة الاخبارية التي تقدمها البي بي سي او السي ان ان؟ - تجربة مركز تلفزيون الشرق الاوسط مرت في مراحل عدة وهي في تطور مستمر. نبث حالياً نشرتين رئيسيتين شاملتين اضافة الى اخبار على مدار الساعة يقدمها مراسلونا في العالم العربي والعالم. لقد كان تلفزيون الشرق الاوسط اول تلفزيون عربي يدخل كابول ويقابل مجددي كما كنا السباقين في بث اول حوار مع الملك فهد بن عبدالعزيز. ان الخطوة المقبلة هي التركيز على الناحية التنظيمية حيث ستعتمد مكاتب لنا في جميع العواصم الرئيسية سواء كانت هذه عربية او غربية. كما سنؤمن لمراسلينا الاجهزة الخاصة بالبث مباشرة وعلى الهواء من مواقع الاحداث. ففي مجال التجربة والخطأ تعلمنا وطوّرنا وصارت الاخبار عندنا اكثر تنوعاً وشمولية اذ لم يكن في التجربة العربية جهاز تلفزيوني عربي يعمل بالصورة التي نعمل بها من قبل. هل توجد احصائيات عن عدد مشاهديكم؟ - كل يوم نكسب مشاهدين جددا، يصل بثنا الى اكثر من 200 فندق في العالم اي بما يزيد عن ال 20 الف غرفة اضافة الى تغطية مشهودة في دول المغرب العربي ومنطقة الخليج ودول اوروبا. وصولاً حتى الى الدول الاسكندنافية. ان العدد ا لتقريبي لمشاهدينا يقدر ب 20 مليون مشاهد. ماذا عن التغطية المادية للمشروع؟ - تشهد الشركة اهتماماً بالغاً من قبل الشركات المعلنة والتي تهتم بتسويق بضائعها للمشاهدين العرب، وهناك دراسة حالياً تقول ان مركز تلفزيون الشرق الاوسط سوف يبدأ بتغطية نفقاته خلال 5 سنوات.