أول محطة تلفزيونية في الخليج والثانية في العالم العربي والشرق الأوسط هي محطة تلفزيون الظهران التي أنشأتها شركة الزيت العربية الأميركية "أرامكو" في منتصف الخمسينات من القرن الماضي. هذه المعلومة المباشرة والموثقة قد تشكل صدمة لدى عدد من الإعلاميين والمتابعين، فهي تأتي بخلاف السائد. وهي تأتي كتأكيد متقدم على التجربة الإعلامية التي ظهرت مبكراً في السعودية، وشكلت بلونيها الأسود والأبيض، معالم خبرات متقدمة في مجال الصناعة الإعلامية في شكل عام، ومعالم صناعة التلفزيون في المنطقة العربية والخليجية في شكل خاص. الدكتور عبدالله المدني يأخذنا في كتابه في جولة تاريخية تلفزيونية حول تاريخ أول محطة خليجية والثانية عربياً، والتي لم يفصلها عن إنشاء المحطة العراقية الأولى عربياً سوى بضعة أشهر، ليوضح الدور المهم الذي لعبه تلفزيون"أرامكو"في حياة المجتمعات الخليجية تثقيفاً وترفيهاً، منذ وقت مبكر كانت فيه هذه المجتمعات في بداياتها الأولى نحو البناء والتنمية والتحديث. وتأتي أهمية العمل التوثيقي الذي قام به مدني، لتاريخ أول محطة تلفزيونية بالمنطقة. كونه الدراسة الوحيدة - بحسب علمي - التي حاولت سد الفراغ، وإنها عملت في شكل لماح على توثيق جزء من الذاكرة الخليجية حول بدايات ظهور الإعلام المرئي وما رافقه من إرهاصات وطرائف اجتماعية وحكايات بسيطة وعميقة في الوقت ذاته، الأمر الذي قاد المدني الى الاعتماد بصورة رئيسية على تدوين ذكرياته الشخصية، عن خريطة برامج القناة وأسماء من عملوا فيها وأدوارهم. والحديث عن ظهور التلفزيون للمرة الأولى في الخليج، لا يكتمل من دون الإشارة إلى شركة"أرامكو"النفطية العملاقة، ويشير المدني الى الشركة بصفتها"الجهة التي وقفت خلف الفكرة وحولتها من حلم إلى حقيقة في وقت لم تكن دول أسبق إلى الحضارة والمدنية قد عرفت التلفزيون، وذلك ضمن خطط الشركة التنموية المتنوعة والتي لولاها لتأخرت طويلاً عملية التحديث والعصرنة في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، حيث كانت تعمل أرامكو". تاريخ البث التلفزيوني تعتبر حقبة الخمسينات بمثابة العصر الذهبي للتلفزيون، وسط منافسة حامية ما بين شركات التلفزة الأميركية الثلاث الكبرى NBC و CBS وABC. وشهدت بدايات هذه الحقبة أول استخدام للتلفزيون سياسياً، حينما غطت شركة CBS حملات الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 1952. وكان للتلفزيون لاحقاً دوره في ترجح كفة جون كينيدي على منافسه ريتشارد نيكسون. إلا أن بريطانيا هي أول من دشن خدمة البث التلفزيوني المنتظم في عام 1936، من خلال هيئة الإذاعة البريطانية BBC التي تعتبر أيضاً أولى مؤسسات التلفزة التي تقدم التصوير والبث الحي من خارج الاستوديوات المغلقة. وجاءت الطفرة الحقيقية في ال"بي بي سي"عام 1952 عندما نظر الى التلفزيون بجدية بعد استقطابه اهتمام الطبقات الاجتماعية المثقفة. وفي عام 1935 عرف الألمان للمرة الأولى خدمة الإرسال التلفزيوني، واستطاعت فرنسا أن تدشن أول إرسال تلفزيوني منتظم من برج ايفل عام 1939. ومنحت حكومة فيشي التابعة للألمان حق امتلاك وتطوير وسائل الإعلام المرئي للقطاع الفرنسي الخاص، وهو ما أبطلته الدولة الفرنسية بعد انتهاء الحرب. وانطلق البث التلفزيوني المنتظم للمرة الأولى في موسكو في عام 1939، حيث وظف السوفيات ريادتهم في مجال الفضاء في الإرسال عبر الأقمار الاصطناعية، لتصبح محطة موسكو من بين أوائل المحطات التلفزيونية في العالم التي بثت برامجها فضائياً إلى العالم. وفي اليابان، يعود تاريخ البث التلفزيوني التجريبي إلى العام 1939، وحتى بداية الستينات كان مصدر الجزء الأعظم من المواد المعروضة على الشاشة الصغيرة هو الولاياتالمتحدة، لكن سرعان ما بدأ اليابانيون إنتاج برامج ومسلسلات محلية. ليتراجع نصيب البرامج الأميركية الى 5 في المئة من المعروض على الشاشة. ولم يدخل التلفزيون إلى الصين إلا في عام 1958 وبمساعدة تقنية من الاتحاد السوفياتي. وتسببت"الثورة الثقافية"ما بين 1966 و1967 التي حصدت خيرة المبدعين الصينيين في مجالات الفنون المختلفة في تقليص عدد محطات التلفزة الصينية إلى واحدة انحصرت برامجها في الشعارات. وفي الهند سمح لمؤسسة الراديو الحكومية في أيلول سبتمبر 1959 بأن تقوم بالبث التلفزيوني من نيودلهي لمدة ساعة واحدة مرتين في الأسبوع، الا ان التلفزيون الهندي طعم في العام 1961 برامجه بالأفلام والأغاني المحلية ما زاد عدد المشاهدين، لتتوسع الهند في هذا الصدد بعد دخولها عصر الأقمار الاصطناعية. وعكس السائد تخلفت إسرائيل كثيراً في مجال الإعلام المرئي، ليس عن دول الغرب فحسب وإنما أيضاً عن دول عربية، فلم يعرف الإسرائيليون البث التلفزيوني إلا في العام 1966، حينما أنشأت الدولة قناة مرئية لبث البرامج التعليمية. وفي أعقاب حرب حزيران يونيو، وتحديداً في عام 1968، رأت تل أبيب ضرورة تطوير تلك القناة ورفدها بالبرامج الإخبارية والسياسية. عربياً بدأ العراق إرساله التلفزيوني الأول في صيف عام 1957، فكان بذلك أول بلد في المنطقة يطلق محطته التلفزيونية وبدأت القصة قبل ذلك بعام حين حضرت إحدى الشركات الألمانية للمشاركة في معرض تجاري للأجهزة الالكترونية في بغداد وصادف أن بين معروضاتها مرسلة للبث التلفزيوني باللونين الأبيض والأسود مع استوديو صغير مجهز بلوازم التصوير وعدد من أجهزة التلفاز التي شدت انتباه العراقيين وأصابتهم بالدهشة كونهم لم يروها أو يسمعوا بها من قبل. وبعد انتهاء المعرض قررت الشركة إهداء تلك المعروضات الى حكومة العراق الملكية. وفي لبنان وضع حجر الأساس لمبنى التلفزيون الرسمي في العام 1957، لكن إنجاز المشروع تأخر ليبدأ البث في أيار مايو 1959. وفي العام نفسه وقّعت مصر اتفاقية مع"صوت أميركا"لتزويدها شبكة إرسال تلفزيونية وتدريب كوادرها الإعلامية، وفي تموز يوليو 1960 امتلكت مصر قناة تلفزيونية، واللافت ان القناة هي الرابعة على مستوى العالم العربي بعد قنوات"أرامكو"وبغداد وبيروت. وكانت الكويت أول دولة خليجية تؤسس محطة تلفزيونية رسمية. وبدأ إرسال هذه المحطة في الخامس عشر من تشرين الثاني نوفمبر 1961. وكان بثها يلتقط في بقية أقطار الخليج بوضوح في الأوقات التي تشتد الرطوبة صيفاً. وقامت الكويت في عام 1969 بإنشاء محطة إرسال تلفزيوني في دبي تحت اسم"تلفزيون الكويت من دبي". وقبل سنوات طويلة من انطلاق التلفزيون الرسمي، عرفت الكويت بثاً تلفزيونياً خاصاً على نطاق محدود. "أرامكو"والتلفزيون "شركة الزيت العربية - الأميركية"المعروفة اختصاراً باسم"أرامكو"، والتي حصلت على حق التنقيب وإنتاج النفط في المنطقة الشرقية من السعودية، لعبت دوراً إيجابياً ومهماً في تنمية هذه المنطقة. وفي مرحلة متقدمة شعرت الشركة بأن تعزيز صورتها في أعين المواطنين وتمتين مصالحها وانسياب أعمالها، يتطلب إنشاء دائرة إعلامية تقوم بتسليط الضوء على مشاريعها وخدماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وأوكل الى هذه الدائرة إصدار جريدة تابلويد أسبوعية مجانية باسم Sun and Flare،"الشمس والوهج"، إضافة إلى مجلة ثقافية شهرية هي"قافلة الزيت"، وفي العام 1955، وجدت الشركة ان الوسيلتين الإعلاميتين المذكورتين لا تؤديان الدور المطلوب في مجتمع يعاني من الأمية. وجاءت الفكرة من الأميركي هارولد تالبوت الذي كان زار مرافق"أرامكو"، فأوصى بإنشاء محطة تلفزيونية. إلا أن"أرامكو"سرعان ما طورت هذه الفكرة لتصبح المحطة موجهة إلى المواطنين، مع إرضاء غير الناطقين بالعربية بإذاعة الأصوات الأصلية للمسلسلات والأفلام والبرامج الأجنبية من خلال محطة"أف أم"إذاعية خاصة بالشركة. لتصبح عيون الأجانب مصوبة على شاشة التلفزيون بينما آذانهم على المذياع! وعرف البحرينيون التلفزيون من خلال إرسال محطة شركة"أرامكو"النفطية. أما تأسيس محطة تلفزيونية رسمية في البحرين فتأخر إلى العام 1973 أي بعد عامين من الاستقلال. الموجة الرقم 2: تلفزيون الظهران حينما فكرت"أرامكو"في تأسيس محطة للتلفزة، ابتعثت عدداً من موظفيها إلى الولاياتالمتحدة في دورات إعلامية وفنية سريعة، واعتمدت على كوادر عربية تجيد العمل الصحافي وعمليات الرسم والإخراج والتصوير والمونتاج وفنون الحوار وتغطية الأحداث، واستطاعت أن تبدأ في السادس عشر من أيلول سبتمبر من عام 1957 أول بث تلفزيوني في منطقة الخليج وثاني بث تلفزيوني على مستوى العالم العربي والشرق الأوسط بعد العراق، باسم"الموجة الرقم 2 - تلفزيون الظهران"، علماً أن الفارق الزمني بين بث تلفزيون"أرامكو"وتلفزيون بغداد لم يتجاوز الأشهر المعدودة. وكان في الفريق الذي تحمل أعباء إدارة وتشغيل محطة تلفزيون"أرامكو"خليط من الجنسيات والكفاءات. وطبقاً للدكتور عبدالله المدني"كان منهم السعودي، من أمثال المرحوم صالح المزيني مدير المحطة، وعثمان الورثان الذي تخصص في إخراج البرامج المحلية، وجارالله التميمي في دبلجة الأفلام الأجنبية والتعليق على المباريات الرياضية المحلية، وفهمي البصراوي، وجميل حطاب"بابا حطاب"، وعبدالله الحسيني، ومحمد سلامة، وسعيد قريش الغامدي صاحب برنامج المنوعات"ألوان"". وكان من ضمن الفريق أيضاً خليجيون، من أمثال أحمد العبسي الذي قدم برامج متنوعة، إضافة الى عيسى الجودر من المحرق البحرين. وإضافة إلى السعوديين والخليجيين، ضم فريق تلفزيون"أرامكو"عرباً من الكوادر الفلسطينية المثقفة والمؤهلة أكاديمياً، من أمثال محمد البيطار ورفيق البيطار وزكريا البنا ويعقوب سلام، والمحامي إسماعيل الناظر. المرأة في التلفزيون وكان من بين أعضاء فريق المحطة أيضاً نساء يظهرن على الشاشة في فقرات الربط، أو يقدمن برامج الأسرة والطبخ، أو يعملن من خلف الكواليس في أعمال الترجمة والدبلجة، من غير حجاب ومن دون أن يثير الأمر أية حساسية أو استنكار مجتمعي، ومن الأسماء النسائية التي ظهرت على شاشة أرامكو، المصرية أمينة عفيفي، واللبنانية ميراي لدغة، والفلسطينية حنان بسيسو. والمثير ان النسبة العظمى من برامج المحطة كانت محلية ومن صنع أياد وطنية وعربية أو كانت عبارة عن أفلام سينمائية مصرية بمعدل أربعة أفلام كل أسبوع. وما تبقى من برامج، كان عبارة عن أفلام الاكتشافات والرحلات والحياة الفطرية، إلى جانب برامج الصور المتحركة من إنتاج والت ديزني، والمسلسلات الأميركية ذات الطابع الاجتماعي أو الفكاهي أو الدرامي، وبعض أفلام هوليوود السينمائية. والمنتج الأجنبي المعروض على الشاشة يتعرض قبل بثه إلى مقص الرقيب الذي يحذف المشاهد والعبارات غير المتفقة مع العادات السائدة والمفاهيم الدينية. يوضح المدني انه بسبب ضعف الصحف حينذاك لجأت شركة"أرامكو"إلى طبع قائمة أسبوعية بالبرامج باللغتين العربية والإنكليزية، وتوزيعها مجاناً على المواطنين في مدن المنطقة الشرقية من خلال نقاط توزيع محددة في الأسواق الرئيسية. أما في البحرين، فكانت قائمة البرامج تنشر في جريدة"النجمة الأسبوعية"الصادرة عن شركة"بابكو"النفطية. ولم يكتف مقص الرقيب بحذف وتغيير بعض المشاهد والعبارات من الأفلام والمسلسلات الأجنبية مثل ترجمة كلمة الخمر الى مشروب، وإنما حرص أيضاً في بدايات انطلاق البث التلفزيوني على نزع الأغاني ومشاهد الرقص الشرقي مما كان يعرض على الشاشة من أفلام سينمائية مصرية، وذلك من باب تفادي إثارة رجال الدين. ويتذكر المدني كيف قرأ الناس في قائمة البرامج الأسبوعية في عام 1962 خبراً عن قرب عرض المحطة فيلم"الوسادة الخالية"من بطولة عبدالحليم حافظ الحافل بالأغاني العاطفية إذ بَثت للمرة الأولى فيلماً مصرياً غنائياً بكل محتوياته، كما عرضت أكثر من فيلم عربي ومصري من دون إعمال المقص إلا في حالات نادرة، ولقي هذا النهج الجديد ترحيباً. في بداية عام 1970 قررت"أرامكو"أن توقف بثها بالعربية، وذلك إثر بدء الإرسال التلفزيوني السعودي الرسمي من الدمام في تشرين الثاني نوفمبر 1969، وحولت محطتها العتيدة إلى قناة تبث المسلسلات والأفلام الأجنبية فقط تحت اسم"القناة الثالثة"، فيما حول أرشيفها الضخم من البرامج والأفلام والمسلسلات والمواد الوثائقية العربية إلى ملكية جهاز التلفزيون الرسمي التابع لوزارة الإعلام السعودية. ويذكر المدني انه مما يؤسف له حقاً أن هذا الأرشيف قد تلف أو أصبح غير صالح للعرض بسبب إهمال حفظه. فضاع إلى الأبد كنز ثمين يوثق بالصوت والصورة بدايات النمو والتحديث في المنطقة الشرقية، وأحوال ناسها وأخبار مجتمعاتها ووتيرة تطورها. ومع نهاية العام 1998 أسدلت شركة"أرامكو"الستار نهائياً على محطتها التلفزيونية بعد أكثر من أربعين عاماً متواصلاً من الإرسال. حيث تقرر إنهاء البث باللغة الإنكليزية أيضاً بسبب تزايد المنافسة من القنوات الأخرى وانتشار البث الفضائي المتنوع العابر للقارات والمحطم لكل المحظورات. مشاهد وحكايات في منتصف عام 1957، قطعت شركة"أرامكو"الشك باليقين بإطلاقها البث التلفزيوني الأول في منطقة الخليج العربي. ويقول المدني:"أتذكر أن الذين تمكنوا من شراء جهاز التلفزيون في بلدتنا حينذاك كانوا قلة يعدون على الأصابع. وكان امتلاكهم للجهاز العجيب مصدر فخر لهم ودليل وجاهة، ومبعث حسد الآخرين. كنا نشير إلى أولادهم بالبنان صائحين"هذا ابن فلان الذي في بيته تلفزيون". وكانت هوائيات أجهزتهم التلفزيونية العالية المثبتة فوق أسطح منازلهم، تتخذ مرشداً للاستدلال على العناوين أو على الأطفال التائهين..!". وأحدثت الشاشة الصغيرة في بداية الأمر انقلاباً في حياة الناس وأولوياتهم، وفي علاقاتهم الاجتماعية البينية، وفي وتيرة برامجهم اليومية. فالذي كان يذهب إلى فراشه قبل الثامنة، أصبح لا يلجأ إلى فراشه إلا مع انتصاف الليل. إلى ذلك كثرت حالات التأخر عن الأعمال والمدارس، وأصبح الصبية يختلقون الأعذار لزيارة بيوت الجيران الموسرين، إن لم يكن من اجل السمر مع أقرانهم حول الجهاز العجيب، فعلى الأقل من اجل إطلالة عرضية قصيرة على الشاشة. وكان بعضهم يهرب من المنزل خلسة في المساء ليسترق النظر إلى أجهزة الجيران من فتحات نوافذهم المغلقة، أو ليتسلق الحيطان ليرى من فوق حوش الجيران الأفلام السينمائية في أوج ساعات بثها..! وتحولت ملاعب المدارس أثناء فترات الاستراحة، وكذا أسطح المنازل في فترة ما بعد العودة من المدارس، إلى ما يشبه المسارح المفتوحة، يقلد فيها الصغار ما رأوه البارحة من أفلام رعاة البقر بخيولها وقطعانها ومسدساتها ومطارداتها. ومن الحكايات الطريفة، أن أحدهم أعاد إغلاق جهازه بمجرد أن رأى على الشاشة مشهد حريق، ظناً منه أن تلفزيونه قد احترق، وخوفاً من أن تمتد ألسنة اللهب إلى أهل بيته. ومن الطرائف الأخرى أن بعض النساء الكبيرات في السن كن يحرصن على لبس النقاب أثناء مشاهدة برامج التلفزيون من باب عدم كشف الوجه أمام غير المحارم، حيث كن يعتقدن أن الظاهرين على الشاشة من مذيعين وممثلين يرونهن. وفي روايات بعض الزملاء أيضاً أن الكبار في السن كثيراً ما كانوا يبدون الاستغراب بل يتجادلون طويلاً، إذا ما شاهدوا فيلماً لممثل سبق أن قتل أو مات في فيلم سابق، وذلك بسبب صعوبة اقتناعهم بأن ما يشاهدونه ليس سوى تمثيلية. ويقول أحدهم أن جدته لما عرفت الحقيقة، قررت أن تمتنع عن مشاهدة برامج التلفزيون بدعوى أن من يظهرون على الشاشة أناس كذابون وغشاشون ولا صدقية لهم! * إعلامي سعودي، مدير الإعلام في قناة "العربية" [email protected]