سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مدير مكتب عبدالناصر ورئيس المخابرات المصرية السابق يردان على اعترافات الجنرال كيربيشنكو . سامي شرف : هذا ما قدمه لنا السوفيات أمين هويدي : هكذا كنا نتعامل مع المخابرات السوفياتية
هل صحيح ان سامي شرف مدير مكتب الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لسنوات طويلة كان يعمل لحساب المخابرات السوفياتية وكان على صلة "عمل وتعاون" مع الجنرال فاديم اليكسييفيتش كيربيشنكو كبير رجال المخابرات السوفياتية في الشرق الاوسط؟ قد يبدو هذا السؤال جزءاً من تاريخ بعيد، لكن ما اعاد طرحه مجدداً هو الحوار الطويل الذي اجرته "الوسط" مع الجنرال كيربيشنكو ونشرته على خمس حلقات، وروى فيه الاخير - للمرة الاولى في الصحافة العالمية - ذكرياته عن سنوات التجسس في الشرق الاوسط. وكيربيشنكو هو "أهم" جاسوس او رجل مخابرات سوفياتي تعاطى مع الشرق الاوسط، اذ عمل في مصر ودول عربية اخرى سنوات طويلة وكان خلال الفترة من 1970 الى 1974 المسؤول الاول عن المخابرات السوفياتية في مصر ثم تولى بين 1974 و1991 منصب النائب الاول لرئيس جهاز المخابرات الخارجية السوفياتية وهو يشغل حالياً منصب كبير مستشاري يفغيني بريماكوف مدير جهاز المخابرات الخارجية في روسيا. وقد قال كيربيشنكو في حواره مع "الوسط" بالحرف الواحد: "يزعم الكاتب الاميركي جون بارون في كتابه عن المخابرات السوفياتية انني كنت مسيطراً على سامي شرف، لكن ما يقوله بارون تضليل ذكي... كما جاء في هذا الكتاب انني جندت جميع وزراء عبدالناصر واستخدمتهم لأغراضي وأهدافي الخاصة. وهذا ليس صحيحاً. فلم تكن لي علاقة مع سامي شرف على رغم انني رأيته مرة في حفل استقبال، لكننا لم نتحدث معاً ابداً". وقد طلبت "الوسط" من سامي شرف - الذي شغل منصب مدير مكتب عبدالناصر في الفترة بين 1959 وحتى وفاته - ان يرد على كيربيشنكو فبعث برسالة مفصلة الينا ومما جاء فيها بالحرف الواحد: "لم أعرف ولم التق هذا الشخص - اي كيربيشنكو - الذي أشار بنفسه الى انه ايضاً لم يعرفني". والامر اللافت للانتباه هو حرص الرجلين على نفي اية علاقة او اية معرفة ببعضهما البعض. والامر غريب فعلاً، اذ ان كيربيشنكو نفسه يكشف في ذكرياته انه التقى عبدالناصر مراراً ورافقه في بعض زياراته لموسكو، بل انه يقول في الحلقة الثانية من الحوار العدد 15 من "الوسط": "كان سامي شرف يعرف بوجودي لكن لم يكن بيننا اتصال". فهل هذا صحيح فعلاً؟ العام الماضي صدر في بريطانيا، وبعدها في الولاياتالمتحدة وغيرها، كتاب ضخم ومهم عن المخابرات السوفياتية بعنوان "كي جي بي" ألفه كريستوفر اندرو - وهو مؤرخ بريطاني وصفته صحيفة "التايمس" بأنه "أبرز مؤرخ غير رسمي للمخابرات"، واوليغ غورديفسكي وهو كولونيل سابق في المخابرات السوفياتية لجأ الى الغرب عام 1985. وقد جاء في هذا الكتاب الصفحة 500 ان سامي شرف "ساعد المخابرات السوفياتية في مصر وأرسل ضباط مخابرات مصريين الى موسكو لتلقي التدريب" كما جاء فيه ان كيربيشنكو "كان يطمئن سامي شرف باستمرار على الاهمية التي يعلقها المسؤولون السوفيات، خروتشوف ثم بريجنيف، على نشاطه في مجال الاستخبارات". أين الحقيقة إذن؟ الامر الآخر اللافت للانتباه، ايضاً، ان أمين هويدي وزير الحربية ورئيس جهاز المخابرات العامة المصري في الفترة بين 1967 و1970 ينفي، ايضاً، علمه بوجود كيربيشنكو في مصر. رد سامي شرف وننشر في ما يأتي رد سامي شرف وأمين هويدي على الجنرال كيربيشنكو. رد سامي شرف جاء في شكل رسالة بعث بها المسؤول المصري السابق الذي شغل منصب مدير مكتب الرئيس المصري الى ان حاكمه الرئيس السادات مع مجموعة علي صبري في ايار - مايو - 1971 الى مدير مكتب "الوسط" في القاهرة عمرو عبدالسميع. وجاءت هذه الرسالة نتيجة اتصالات اجراها عمرو عبدالسميع مع سامي شرف طلب منه خلالها التعليق على ما قاله كيربيشنكو ل "الوسط". وقد رفض شرف في البداية الرد على رجل المخابرات السوفياتي على اساس انه "لا يعرفه" وان "الحزب الناصري الجديد في مصر يبدأ الآن مرحلة بناء نفسه، وان القاء الظلال على الفترة الناصرية هو أمر غير مرغوب بل وغير مفهوم". وعلى اساس انه يتصور ان نشر كلام له حول الموضوع "سيكون مقدمة لمحاولة توسيعه". لكن على رغم تحفظاته هذه وافق شرف على تلقي مجموعة أسئلة وجهتها اليه "الوسط" ورد عليها في صورة رسالة وننشر ابرز ما جاء فيها: "عزيزي الدكتور/ عمرو عبدالسميع" تحية طيبة وبعد. فلقد تابعت باهتمام ما تنشره مجلة "الوسط" حول العلاقات المصرية - السوفياتية خلال الستينات. وقرأت الاسئلة الموجهة منكم اليّ وأفيدكم رداً على كل ذلك، انني من موقعي لم اعرف ولم التق بهذا الشخص الذي اشار بنفسه الى انه ايضاً لم يعرفني. المقصود كيربيشنكو. ولا اعرف ما ان كان من اعضاء هيئة السفارة السوفياتية بالقاهرة ام لا... ويمكن الرجوع الى وزارة الخارجية في هذا الامر. على ان اي ديبلوماسي غربي او شرقي في البلد يتحرك كما يريد، كان ذلك متبعاً خلال فترة الستينات وقبلها كما هو متبع اليوم، فليس هناك قيود على حركة الديبلوماسيين ولقاءاتهم سواء كانت بأدباء او صحافيين او غيرهم. وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - السوفياتية، فانه موضوع طويل له ابعاده السياسية والاقتصادية والعسكرية. فقد عاوننا السوفيات في بناء السد العالي وفي سد الفرات وفي مجمعات الحديد والصلب وفي الترسانة البحرية بالاسكندرية وفي مئات المصانع ومفاعلات ذرية ومحطات الكهرباء، والكثير من المشاريع الصناعية والزراعية حيث قدموا افضل العروض من حيث التكلفة وطريقة السداد. وقاموا بتسليح القوات المسلحة المصرية، وكان دورهم كبيراً عند اعادة بناء القوات المسلحة بعد هزيمة 1967 وحتى حرب 1973 مروراً بحرب الاستنزاف. ولعلك تذكر ما قاله السادات للسفير السوفياتي في القاهرة بعد حرب 1973، وهو منشور في الصحف، من اننا عبرنا القناة بالسلاح السوفياتي، ولعل هذه العبارة تترجم مقولة ان دخول السلاح السوفياتي للمنطقة غيّر موازين الصراع العربي - الاسرائيلي. ومن المعروف للكل ان عبدالناصر لم يكن يقبل ان يتدخل احد في الشؤون الداخلية لمصر، او يرسم لها سياساتها، وكانت هذه هي مشكلة عبدالناصر بالنسبة للغرب عندما حاولوا ان يفرضوا ارادتهم على المنطقة وعلى رأيه ويهيمنوا على الأمور. وكان عبدالناصر بشخصه وبطبيعته وبزعامته يرفض الهيمنة او التبعية لأية قوة على الارض. ولقد اختلف جمال عبدالناصر مع السوفيات في كثير من الامور ووصل الخلاف الى حد الهجوم في خطبه على بعض القادة السوفيات، ولعلنا نذكر ما حدث بين عبدالناصر وخروتشوف عام 1959 على الهواء من شرفة قصر الضيافة في دمشق. ولعلنا نذكر ايضاً محاضرة عبدالناصر للشيوعيين في العراق ابان حكم عبدالكريم قاسم مما ترتب عليه اعترافهم بالقومية العربية وفرض عبدالناصر عليهم الحقيقة القومية فرضاً. وأذكر انه في حزيران يونيو 1967 جاء بودغورني الرئيس السوفياتي آنذاك الى القاهرة والتقى بجمال عبدالناصر ودار الحديث حول تقييم ما حدث، وتعرضت المناقشة لأوضاع البحرية السوفياتية في البحر الابيض. وأحس عبدالناصر ان بودغورني يطلب انشاء مركز مستقل للأسطول السوفياتي في الاسكندرية، ورفض عبدالناصر هذا المنطق وقال له بوضوح وحزم ما نصه: "أنا أقبل أن أعطيك تسهيلات في صورة تموين للسفن ومياه ووقود لكن بناء مبنى من طوبة واحدة في مصر لأي اجنبي فإن هذا أمر مرفوض تماماً وخارج المناقشة". كما ان عبدالناصر لم يوقع اية معاهدة معهم طوال العلاقات ابتداء من عام 1955 الى 1970، والذي وقع المعاهدة بعد ذلك هو انور السادات عام 1971 بعد انقلاب ايار مايو، وفي عام 1970 طلب جمال عبدالناصر من موسكو خبراء سوفيات وكان رد بريجنيف انه يخشى ان يستغل وجود عدد من الخبراء في مصر وان يقول البعض إن هذا يشكل نوعاً من التدخل في شؤون مصر. وكان رد جمال عبدالناصر: "انني انا الذي طلبت الخبراء، وإذا حسيّت في لحظة ان وجودهم يشكل ضغطاً او احتمال تدخل منكم في شؤوننا الداخلية فلن أتورع عن أن أطلب الى الفريق فوزي ان يجمعهم كلهم على باخرة واحدة في الاسكندرية ويشحنهم لك الى أوديسا". وفي مصر يا أخ عمرو كما تعلم فقد علمنا السوفيات "مصّ القصب". وإذا كان عبدالناصر قد وجد في السوفيات صديقاً ليعاونه في البناء والتنمية بلا شروط فلقد وجد فيه السوفيات ايضاً صديقاً يعادي الاستعمار ويناصر حركات التحرر، ويقيم البناء المستقل. وكان استقلال عبدالناصر في قراره وفي فكره كاملاً، وهو أمر معروف حتى انه عندما اتجه الى التطبيق الاشتراكي في مصر رفض كل المقولات التي انطلقت على اساسها التجربة السوفياتية في بناء الاشتراكية، فرفض الحزب الواحد، ورفض ديكتاتورية الطبقة، وتمسك بالدين، كما انه اعطى ايضاً فرصة واسعة للقطاع الخاص الوطني لكي يعمل وينهض وعمل على تدعيمه. وغني عن البيان ان جمال عبدالناصر كانت رؤيته مختلفة تماماً عن الاتحاد السوفياتي فكراً وعملاً في مجال التطبيق الاشتراكي... وان العسف في التجربة السوفياتية هو الذي جعل او ادى بها الى الانهيار ...". رد أمين هويدي ومن جانبه رد أمين هويدي - وزير الحربية ورئيس جهاز المخابرات العامة المصري بين 1967 و1970 - على كيربيشنكو، خصوصاً في ما يتعلق بحديث المسؤول السوفياتي عن قيام المخابرات السوفياتية بتدريب اجهزة المخابرات في مصر وسورية. قال هويدي: "لم اسمع اطلاقاً بكيربيشنكو او اعلم بوجوده في القاهرة كرجل مخابرات، وان كنت اتعامل بصفتي رئيساً لجهاز المخابرات المصري مع مندوبين رسميين من 18 بلداً، بينهم ممثل ل "كي جي بي" واسمه جورج، وبينهم ممثل آخر للمخابرات المركزية الاميركية، وقد كان المنوط بالتعامل معهم مسؤول في الجهاز المصري بدرجة نائب وزير، وكانت العلاقة معهم تقوم على تبادل المعلومات. أذكر في اثناء زيارة لي لموسكو في 10/11/1967 انني التقيت اندروبوف رئيس الجهاز السوفياتي للمخابرات، ولاحظت الاهمية التي يبديها لأن تسهم المخابرات المصرية في تقديم معلومات للاتحاد السوفياتي عن النشاط الاميركي في مصر والمنطقة، فأفهمته ان ذلك ممكن في اطار ان يحصل الجهاز المصري على معلومات عن اسرائيل من الجهاز السوفياتي الذي يمتلك امكانات تؤهله لتوافر هذه المعلومات عنده، الا انني وحتى تركي رئاسة جهاز المخابرات العامة لم احصل من المخابرات السوفياتية على معلومات ذات قيمة او اهمية عن اسرائيل". وأضاف هويدي "كان حضور هذا الاجتماع المهم الذي تم في الواحدة ظهراً بمكتب رئيس هيئة الامن القومي السوفياتي من الجانب السوفياتي هم اندروبوف وسخاروفسكي رئيس مكتب مخابرات الخدمة السياسية والمسؤول عن التعاون بين المخابرات الروسية والدول الاخرى، بالاضافة الى جورج مندوب ال "كي جي بي" الذي كان يتعامل معنا رسمياً، اما من الجانب المصري فقد حضرته انا بوصفي وزير الحربية والمشرف على المخابرات العامة ومعي اللواء محمد رفعت حسنين مدير مكتب وزير الحربية. وفي بداية الاجتماع شرح اندروبوف ان العلاقة بين المخابرات السوفياتية والمصرية بدأت من سنة كان نصفها فاتراً وان الجانب السوفياتي لم يتلق معلومات تذكر من مصر ابان ازمة حزيران يونيو 1967 او نحو موقف صلاح نصر الرئيس السابق للمخابرات المضاد للنظام ثم كانت مقترحات اندروبوف التي وجهها لي في اللقاء على النحو التالي: 1- تعيين شخص للاتصال مع الجانب السوفياتي لسهولة التعاون تبعاً لمسؤولياتكم الكثيرة وقد فضلت ان اقوم انا بنفسي بهذا الامر في مرحلته الاولى. 2- تبادل المعلومات بين الطرفين عن الاميركان ونشاطهم. 3- تنفيذ عمليات مشتركة ضد اميركا في مصر او في بلاد اخرى وأيضاً ضد اسرائيل لأن السوفيات كما قال اندروبوف يعتبرونها مثل اميركا. 4- إخطار الجانب المصري بأن اميركا تقرأ اشاراته الشفرية، وبالتالي فان اسرائيل تعلمها، وعرض الجانب السوفياتي الافادة بخبراته في هذا المجال حتى لا يمكن لأميركا قراءة اشارات المصريين". وأكد هويدي: "لقد حاولت ان احصل من اندروبوف على بعض الاجهزة الخاصة بأعمال المخابرات ووجدته حريصاً في مقابل ذلك على ان يرسل لنا خبراء للقيام بالتدريب، ورفضت ذلك مؤكداً الطبيعة التجارية البحتة للحصول على هذه الاجهزة، وقلت ان المبدأ الذي نرى وجود تحكمه في العملية هو "الدفع عند التسليم" وكانت النتيجة اننا لم نحصل من الجانب السوفياتي الا على اجهزة مثل التي كنا نستخدمها من قبل. وحين تركت جهاز المخابرات العامة في مصر عام 1970 لم يكن فيه خبير اجنبي واحد كما استلمته - بالضبط - من صلاح نصر". وقال هويدي: "إن أحد الدلائل المهمة على استقلالية ووطنية الجهاز المصري انه قبض بالفعل على بعض الجواسيس السوفيات في عزّ شهر العسل بين القاهرةوموسكو". وأورد في شهادته ل "الوسط" قصة حادثة غريبة اخرى بطلها احد "الخبراء السوفيات" في احدى وحدات القوات المسلحة: "حاول "تجنيد" أحد الضباط المصريين - او ظن انه ينجح في ذلك - عن طريق تقديم الهدايا وتوطيد العلاقات، وحينما احس ان الضابط وقع في قبضته طلب منه ان يسلمه بعض الوثائق، اذكر منها خطة تعبئة وحدته، الا ان الضابط المصري ابلغنا عن اتصالات وطلبات "الخبير السوفياتي" وتمت مراقبته - ضمن غيره من الخبراء - وفي اليوم الذي تم تحديده لتسليم الوثائق في منزل الضابط المصري تم عمل اللازم لتسجيل الواقعة بالصوت والصورة وحضر الخبير في الوقت المحدد وتسلم "وثيقة مزورة"، الا انه احس بجو غير طبيعي فانطلق يقفز على درجات السلم هارباً الا انه وجد في انتظاره على الباب الخارجي جماعة اخرى قبضت عليه وأودع سجن المخابرات العامة للتحقيق معه والتحفظ على اوراقه، واستمر عدة ساعات في التحقيق وكانت رئاسة الخبراء قد ابلغت عن غيابه وبدأ البحث عنه واستدعيت السفير السوفياتي فينوغرادوف وكبير الخبراء لمقابلتي في مكتبي بالمخابرات العامة، وتمت المقابلة فعلاً بعد منتصف الليل لأن السفير السوفياتي كان يقيم حفلة عشاء في منزله مما أخّر موعد اللقاء. وتسلم السفير وكبير الخبراء "رجلهم" وأكدت عليهما اننا نعتبر الموضوع منتهياً من جانبنا بمجرد ترحيله الى بلاده، وفعلاً استقل الرجل طائرة الفجر بعد ساعات راجعاً الى موسكو. كانت هذه واحدة من عدة حالات مع الخبراء السوفيات في القوات المسلحة والخبراء من الكتلة الشرقية في قطاعات اخرى وهي حوادث طبيعية في مثل الظروف التي تمت فيها، وكان أمر هذا الخبير السوفياتي غريباً بحق، فقد كانت معلومات القوات المسلحة بتفصيلاتها بين ايديهم فهل كان يعمل لحساب طرف ثالث؟ هذا هو الارجح. وعلى اي حال فقد أوردت هذه المعلومات موثقة في احدث كتبي: "الفرص الضائعة".