أكدت وزارة التربية والتعليم أنها ستعالج مهاجمة الابتعاث في منهج الحديث الجديد في نظام المقررات للمرحلة الثانوية العام المقبل، ونفت ما تردد عن عزمها بسحب المقرر من المدارس خلال العام الدراسي الحالي. وقال المتحدث الرسمي في وزارة التربية والتعليم محمد الدخيني ل «الحياة»: «الوزارة ترصد كل ما يرد إليها من ملاحظات في الميدان التربوي، وتقوم بشكل مستمر بمراجعة المقررات الدراسية وتقويمها، من أجل العمل على تجويدها وتلافي كل ما يمكن أن يكون في إطار الملاحظات، التي تشمل المادة العلمية، وكذلك الشكل العام ونوعيات الأوراق والألوان، وتعرض وتناقش في لجان متخصصة دورها في المراجعة العلمية والمنهجية لما يرصد، وتمت الموافقة على التعديل في حال إقراره خلال العام الدراسي، الذي تقيّد الملاحظة فيه فيما يتم اعتماده ضمن الطبعة التالية للطبعة الحالية»، مؤكداً أنه من غير الممكن سحب آلاف الكتب التي سجلت عليها الملاحظات. وكانت الحياة نشرت عن «مواضيع جريئة في منهج الحديث.. تهاجم الابتعاث وتتحدث عن خطره»، فجر عاصفة من النقد تجاه وزارة التربية والتعليم ومسؤوليها وفتح باب التساؤلات والشكوك حول نوعية الفكر والرسائل التي يريد القائمون على المناهج إيصالها إلى عقول الأطفال، ما دفع الوزارة إلى إصدار بيان صحافي اعترفت فيه بوجود مبالغة في منهج الحديث من المؤلف، وقدمت وعوداً بمعالجة تلك المبالغة، قبل أن تعقد وزارة التربية والتعليم مؤتمر صحافياً كبيراً حضره معظم مسؤوليها للحديث عن العام الدراسي الجديد، وكررت فيه الوزارة اعترافها بمبالغة منهج الحديث ووعدها بالتصحيح على لسان نائب الوزير فيصل بن معمر. وأشار التقرير الذي نشرته «الحياة» إلى تضمن منهج الحديث في نظام المقررات للصف الأول ثانوي تحت عنوان «خطر الابتعاث» من تحذير لافتتان الطالب الناشئ بقيم مجتمع متقدم ومنظم، لكنه ينحي الدين وقيوده جانباً عن نظام الحياة، مشيراً إلى أن وجود المرء مدة طويلة في مجتمع منحرف في عقائده وقيمه، وسلوكه يجعله يتأثر بأعراف ذلك المجتمع وقيمه وعاداته، مشدداً على أن نسبة الذين يسلمون من هذا التأثير قليلة، ما يؤكد خطر الابتعاث. واستدل المنهج بطوائف ذهبوا لنقل العلم والصناع، فعادوا منسلخين من الدين ومزدرين لمجتمعهم، بل ان كثيراً من المبتعثين بحسب المنهج «رجعوا مشبعين بروح الغرب يتنفسون برئته ويفكرون بعقله ويرددون في بلادهم صدى أساتذتهم المستشرقين، وينشرون أفكارهم بإيمان عميق وحماسة زائدة وبلاغة وبيان، فصاروا وبالاً على مجتمعاتهم». واشترط المنهج تحت عنوان «أحكام الابتعاث وآدابه»، وجود حاجة إلى الابتعاث لدراسة علوم نافعة «لا يوجد لها نظير في البلاد الإسلامية»، حينها يلزم المبتعث التحلي بجملة من الأخلاق والآداب أبرزها طبقاً للكتاب «أن يأمن المبتعث على دينه، وأن يكون على مستوى كبير من النضج، وأن يحاط بالجو الإسلامي النظيف الذي يذكره إن غفل».