حوى منهج نظام المقررات الجديد للمرحلة الثانوية، عناوين جديدة في مادة الحديث لم يسبق أن وردت في منهج المادة الدينية، التي تركز في الغالب على دروس السنة النبوية ومختارات من أقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام. وتضمن المنهج الجديد هذا العام، عناوين سياسية مثل «حقوق الإنسان» و«العولمة» و«التغريب السياسي»، الذي تمارسه القوى المهيمنة تحت شعارات الديموقراطية والتعددية والإصلاح، فضلاً عن إضافة درس جديد عن «الابتعاث»، ضم عناوين مثل «خطر الابتعاث»، وأحكام الابتعاث وآدابه». وفي درس عن «التغريب» استطرد الكتاب في الحديث عن أدوات التغريب، وأهمها «السياسة في صورة ضغوط سياسية تمارسها القوى المهيمنة بواسطة أدواتها كمجلس الأمن وهيئة الأممالمتحدة»، وذلك بهدف تنفيذ خطط التغريب في الدول الفقيرة، لاسيما الإسلامية تحت شعارات «الإصلاح والديموقراطية والتعددية والليبرالية وحقوق الإنسان، خصوصاً ما يتعلق بالمرأة والأقليات الدينية». وجاءت «الثقافة» كثاني أدوات «التغريب» وعرفها ب«الدعوة إلى الحرية الفكرية والمتضمنة لكثير من الجرأة على المقدسات الشرعية، وذلك من خلال الصحف والمجلات وكتب الروايات»، أما ثالث أدوات التغريب فهي وسائل الإعلام بمختلف أنواعها من صحافة وإذاعة وقنوات فضائية، معتبراً أن كثيراً منها «وظف للدعاية للقيم الغربية والترويج لها ونقد ما يخالفها أو يضادها، فأضحت بذلك معاول هدم للمجتمعات الإسلامية». وفي الدرس الجديد الآخر عن «الابتعاث»، أورد المنهج تحت عنوان «خطر الابتعاث» افتتان الطالب الناشئ بقيم مجتمع متقدم ومنظم، لكنه ينحى الدين وقيوده جانباً عن نظام الحياة، مشيراً إلى أن وجود المرء مدة طويلة في مجتمع منحرف في عقائده وقيمه وسلوكه يجعله يتأثر بأعراف ذلك المجتمع وقيمه وعاداته، مشدداً على أن «نسبة الذين يسلمون من هذا التأثير قليلة، ما يؤكد خطر الابتعاث». واستدل المنهج بطوائف ذهبوا لنقل العلم والصناع، فعادوا منسلخين من الدين ومزدرين لمجتمعهم، بل ان كثيراً من المبتعثين بحسب المنهج «رجعوا مشبعين بروح الغرب يتنفسون برئته ويفكرون بعقله ويرددون في بلادهم صدى أساتذتهم المستشرقين، وينشرون أفكارهم بإيمان عميق وحماسة زائدة وبلاغة وبيان، فصاروا وبالاً على مجتمعاتهم». واشترط المنهج في «أحكام الابتعاث وآدابه»، وجود حاجة إلى الابتعاث لدراسة علوم نافعة «لا يوجد لها نظير في البلاد الإسلامية»، حينها يلزم المبتعث التحلي بجملة من الأخلاق والآداب أبرزها طبقا للكتاب «أن يأمن المبتعث على دينه، وأن يكون على مستوى كبير من النضج، وأن يحاط بالجو الإسلامي النظيف الذي يذكره إن غفل».