مشروع السماح باستيراد السجائر الاجنبية الى سورية لتغطية احتياجات السوق المحلية، وسحب المبادرة من المهربين الذين يسيطرون حالياً على اكثر من 60 في المئة من حركة السوق لم توافق عليه الحكومة السورية التي فضلت على ما يبدو، ان تبقي على الاسواق المحلية مقفلة في وجه الاصناف الاجنبية في مقابل التفاوض مع بعض الشركات الاجنبية لانتاج سجائرها في سورية. وبحسب المدير العام للمؤسسة العامة للتبغ، التي تحتكر انتاج وتسويق السجائر في سورية، السيد وليد الصباغ، فإن رفض فتح باب الاستيراد يرتبط باعتبارات مالية ابرزها ضرورة توفير القطع الاجنبي اللازم للاستيراد، وأوضح الصباغ ان الحكومة طلبت من المؤسسة الاتصال بالشركات العالمية للتعاقد معها على انتاج اصنافها في سورية. وكانت الاجهزة السورية نفذت اخيراً حملة مداهمات ومطاردات بحق باعة السجائر المهربة الذين يتواجدون بشكل علني في معظم المدن السورية. الا ان هذه الحملة لم تثمر بدليل عودة هؤلاء الباعة الى الشوارع التي كانوا يعملون فيها، بعد ساعات من ملاحقتهم. وتنتج المصانع السورية حالياً ما نسبته 50 في المئة من احتياجات السوق المحلية البالغة 16 الف طن سنوياً، ومن غير المتوقع ان تستطيع رفع حجم انتاجها او تحسين النوعية لاعتبارات مختلفة ابرزها قدم الآلات وانخفاض طاقتها الانتاجية. وتقوم سورية بتصدير اوراق التبغ الى الخارج، خصوصاً الى مصر.