لم تعد المتاحف وقفاً على الآثار والتحف، بل صار للعطور متحفها ايضاً والذي يسجل تاريخها الغني الطويل في مدينة غراس الفرنسية، وهو بذلك الاول من نوعه في العالم. "الوسط" قامت بزيارة هذا المتحف وعادت منه بالتحقيق الآتي: يروى متحف "فراغونار" في مدينة "غراس" في جنوبفرنسا تاريخ العطور عبر آلاف السنين. وهو تاريخ طويل ومثير ثقافياً وحضارياً، ومسجل بكل حذافيره في هذا المتحف الوحيد من نوعه في العالم. تبدأ حكاية المتحف مع مؤسسة اوجين فوكس الذي وصل الى مدينة العطور، غراس في بداية القرن العشرين، فعمل في ميدان العطور حتى اصبح رئيس نقابة العطارين في العام 1920. وفي 27 شباط فبراير 1926، اسس اوجين شركته الخاصة لانتاج العطور واطلق عليها اسم "عطور فراغونار" تحية وتكريماً للرسام الشهير جان هونوريه فراغونار من مدينة غراس. وقرر ان يفتح المعمل ابوابه لاستقبال الجمهور. يقول باتريك فوكس صاحب مصنع عطور فراغونار حالياً "ان المتحف بفرعيه الباريسي والاصلي في مدينة غراس، بما فيه المعمل، يضم ثلاثة آلاف تحفة عطرية تروي تاريخ الادوات المستعملة في صناعة العطور منذ مصر القديمة حتى العصر الحديث". الزوار كثر في الطبقات الثلاث للمتحف. والزيارة مجانية تقود الناس عبر خمسة آلاف سنة من التاريخ. وقد حرصت عائلة فوكس على ان تجمع في المتحف كل ما ورثته من تحف عطرية ثمينة وكل ما استطاعت ان تحصل عليه من تحف متحف اللوفر المتعلقة بتاريخ العطور. ولا يتردد باتريك فوكس، وهو شقيق جيل فوكس الرئيس الحالي لدار ريتشي للأزياء والعطور، في تخصيص زيارة للمتحف وللمعمل العائلي بآلاته التي تعود الى عشرات السنين والتي تحافظ على تراث انتاج العطور كما كان في مدينة غراس في 1730، حين كان العطارون يصنعون القفافيز المعطّرة. يقول باتريك فوكس الحاصل على شهادة دكتوراه من جامعة اوكسفورد في حقل الكيمياء "ان مدينة غراس كانت شهيرة في القرون الوسطى بصناعة الجلود. وحين زارت كاترين دي ريتشي هذه المدينة، كانت تضع قفازات في يديها. وكانت معروفة بأناقتها وشخصيتها القوية. وراحت تغير قفازاتها كل يوم، وبدا انها كانت تملك عدداً كبيراً منها. وهرع اصحاب معامل الجلود الى تقليد صنعها نظراً لتكاثر الطلب عليها. وعُطرت القفازات بشكل يجعل حاملتها تفوح بالروائح العطرة. وشيئاً فشيئاً، نشأت صناعة عطور قائمة بذاتها في مدينة غراس، بعد ان رحل صناع القفازات اثناء الثورة الفرنسية نحو الشمال، والى مدينة غرينوبل بالذات، التي تمتاز اليوم بهذه الصناعة". شخصيات التاريخ والعطور ويتابع فوكس "لفتت مدينة غراس انظار كبار شخصيات العصر الفرنسيين والاجانب، من نابليون الاول الى شقيقته الاميرة بورغيز التي سكنت فيها الى الملكة فيكتوريا. وتطورت صناعة العطور في المعامل الكبيرة التي تأسست فيها. ولم يبق اليوم الا النادر من معامل العطور التي تحافظ على التقاليد القديمة في الانتاج. ومن بينها معمل فراغونار وغيرلان. فمهنة العطار هي مهنة تقاليد متوارثة. من الممكن ان ينجح الكيميائي في صنع عطر ما، الا انه لا يستطيع ان يكون عطاراً". يرتبط اسم متحف "فراغونار" بالرسام الفرنسي الشهير الذي ولد في مدينة غراس العام 1730. وكان الرسام الذي ذاع صيته في العالم اجمع الى جانب رامبرانت، وفي ما بعد فان غوغ اصبح فراغونار، الذي تستلقي بعض لوحاته على جدران المتحف، رسام الملك لويس الخامس عشر. وكانت لوحاته غالية الثمن جداً. وفي مدينة غراس حكاية لا تزال تتناقلها الشفاه عن فراغونار والملك تقول ان احدى اللوحات بيعت الى ميلونير اميركي بمليون فرنك ذهبي. روى باتريك فوكس الذي يحفظ تاريخ العطور عن ظهر قلب، هذه الحكاية فقال "كان الملك لويس الخامس عشر طلب من فراغونار رسم لوحة لحبيبته السيدة دو باري لتضعها في غرفة الطعام. وكانت هذه رغبت في تحقيق مجموعة من اللوحات بعنوان "المطاردة اللطيفة". وتظهر الشابات الجميلات في اثوابهن الرائعة يتدللن امام نظرات المعجبين. كان بين هذه اللوحات لوحة اطلق عليها اسم "العشيق المتوج". وفيها يبدو العشيق حاملاً تاجاً من الازهار اثناء الاحتفال بعيد ما، وبدا شبيهاً بالملك لويس الخامس عشر. حين وقعت عينا الملك على اللوحة، صعق من الدهشة. وأمر فوراً بعدم وضعها في القصر الذي كان خصصه للسيدة دو باري. حين استقر فراغونار في بيته الجديد الذي هو المتحف اليوم، علق اللوحة الشهيرة التي كان احتفظ بها لنفسه في غرفة طعامه، الى ان بيعت للمليونير الاميركي الذي امر برسم نسخة عنها قبل نقلها الى نيويورك. وهي توجد اليوم في غرفة طعام كبيرة، على طراز عصر فراغونار، في الجادة الخامسة في نيويورك". تاريخ العطر في فراغونار موسوعة لا مثيل لها واختصاره يشبه تماماً نقطة عطر تفوح وتزكم. بينما اصوله البعيدة تبقى مثل اساطير انتاج العطور الذي وقف عليه الاسكندر الكبير في غنائم داريوس الثالث في العام 330 قبل الميلاد. لكن استعمال المواد الطبيعية المعطرة تعود الى عصور اقدم من ذلك. كان زيت النخيل والكافور يستعمل في تعطير الاجسام قبل الزواج. ويقال ان عروس ملك فارسي بقيت تدهن جسمها بذلك الزيت المعطر لمدة ستة اشهر قبل زواجها. لكن تاريخ العطور يبدأ في مصر منذ قرون بعيدة. وقد وجدت معامل لها في الاسكندرية كانت تمون من شبه الجزيرة العربية ومن بلاد فارس والصين والهند بسنبل الطيب، من بين ما تتمون به. والسنبل هذا يسمى الناردين، وهو نبات كانوا يستخرجون منه عطراً مشهوراً. وهكذا كانت مصر اول مصدر للمنتوجات المعطرة المصنعة. في متحف فراغونار ادوات تزيينية تعود حتى الى عهد قرطاجة، وفي هذه الادوات من الشبه بينها وبين ما يستعمل اليوم تقارب شديد. حتى يمكن القول ان زينة المرأة هي هي، وكان الشرق العظيم مصدرها. ملقط الشعر ومزين الحواجب وقارورة الطيب، وقس على ذلك. كانت النساء في ذلك الحين يضمخن اجسادهن بطيوب معطرة ويصبغن شعورهن ويلون وجوههن. وانتشر هذا الاستعمال في اليونان في ما بعد، وشكلت الزيوت المعطرة والازهار اول تحول في صناعة العطور. ومن اليونان وصلت العطور الى روما: البخور، المر المكاوي، الصندال، المسك، العنبر، صمغ العطور، الكافور الراتنج كلها مخلوطة بالتوابل من امثال القرفة والقرنفل والبهار والمسك والهال والزنجبيل. وهذا التنوع كان يفسر العلاقة القائمة بين العطور وأطايب الطعام. بلغ استعمال العطور ذروته القصوى في روما. الحمامات والثياب وزيوت التنوير كانت معطرة بكثافة. ثم اتت العصور الوسطى وتراجع استعمالها، الى ان عاد المشاركون في الحملات الصليبية يستعملونها في ادوات زينتهم التي كانت ترافقهم في حلها وترحالهم. دور العرب ساهم العرب بشكل جذري في نشر صناعة العطور باختراعهم آلة التقطير الكركة وأنبوب الانبيق الانبوب الحلزوني. وقد قاد هذا الاختراع الى اكتشاف مادة "الالكوليد" التي تعتبر اليوم العمود الفقري لصناعة العطور الحديثة. وسمحت هذه الآلة بفتح الطريق امام عملية التقطير للعديد من النباتات المعطرة، موفرة بذلك الرحيق الكافي لاغناء صناعة العطور. وهذا ما أدى الى تحول تاريخي في تلك الصناعة قبل ان تدخل المادة الكيماوية المعطرة مجالها في القرن التاسع عشر. كانت صناعة العطور عند العرب قوية لدرجة ان العديد من الكيماويين اهتموا بها في ذلك الحين. وقد ذاع صيت ابن سينا والرازي في الغرب. وكان هارون الرشيد يموّن شارلمان بالعطور من بغداد بالذات. وقد ضمت مدينة قرطبة ألف حمام عام كانت تستهلك العطور والمياه المعطرة. حالياً، في دلتا نهر النيل وفي منطقة الاهرامات تقوم حقول الياسمين بكثافة. ومنها يحضّر العطر الصافي الذي يرسل الى العالم اجمع ويشكل مورداً اقتصادياً هاماً. ويقول باتريك فوكس: "ان المصريين يساهمون في الحفاظ على صناعة عطرية من نوع فاخر". بعد عودة الحملات الصليبية الى اوروبا، وخاصة الى فرنسا بدأت عادة استعمال العطور والاشياء الثمينة تدخل في تقاليد المناسبات الاجتماعية الكبرى. كان الاسياد يحضرون في ديارهم الزيوت المعطرة. وكان تجار البندقية يوفرون لهم المواد الاولية اللازمة. ومع تطور عادة استعمال العطور، صارت هناك حاجة ملحة لها. وقد ساعد اربعة ملوك على تطورها وهم: فيليب اوغوست وجان لوبون وهنري الثالث ولويس الرابع. كذلك شجع الملك فرانسوا الاول على مجيء الفنانين والعطارين للاقامة في فرنسا. وفي العام 1709 جاء احد بائعي العطور واستقر في مدينة "كولونيا" في المانيا. وحضر ماء عطرياً اطلق عليه اسم "ماء كولونيا". ولا يزال هذا الماء معروفاً حتى اليوم بهذا الاسم. على كل، لم تظهر كلمة عطر في الوثائق التاريخية الا في العام 1582، وانتشرت مع دخول عادة استعمال العطور الى فرنسا في القرن الرابع عشر والقرن الخامس عشر. وكان اول مصنع للعطور انشئ في باريس هو مصنع "هو بيغان" في 1755. غير ان فن صناعة زجاجة العطر كان بدأ على نمط شرقي القرن السابع قبل الميلاد، في اليونان. والورد الدمشقي انتقل الى اوروبا عبر بلغاريا مع العثمانيين، ومتحف فراغونار يشهد على ذلك كله. ولهذا السبب يتوقف السياح الآتون من انحاء العالم طويلاً امام الآلات القديمة التي كانت تستخدم في صناعة العطور، وامام نماذج المواد الاولية التي تدخل في تركيبتها. آلات التقطير النحاسبة اللامعة، الانابيب الحلزونية التي مر الزمان عليها، وايضاً حجرات حفظ العطور المبلطة من السيراميك في الطبقات السفلى، بدرجة حرارة ملائمة. ومن الفوهات السفلى، بدرجة حرارة ملائمة. ومن الفوهات الزجاجية المعلقة بسطوحها يمكن رؤية العطر يسبح تحت الانظار، حتى لا نقول الاقدام التي تدور بهدوء حولها. يمر الزوار ايضاً في مختبر عطور فراغونار بآلاف زجاجاته الكبيرة والصغيرة، وصولاً الى قاعة خاصة لبيع العطور بالأونصة. ويحكي "باتريك فوكس" تاريخ هذا التقليد العائلي في بيع العطور على هذا الشكل. يقول: "نحن اربعة عشر شخصاً في مصنع فراغونار. وقد امرني ابي بالتخصص بهذه الصناعة. بعد هارفارد والبحث عن المواد العطرية في الطبيعة، بدأ تطور المواد الكيماوية العطرية. ووجدت ان لدينا 300 صنف من العطور في الطبيعة مقابل 2000 صنف كيماوي تقريباً. كانت الازهار موجودة في مدينة غراس منذ زمن طويل جداً. وقد قلّ وجودها حالياً، فأخذ الكثير من مصانع العطور يسعى للحصول عليها من مصر والمغرب. يوجد مثلاً مصنع عطور نصفه في المغرب ونصفه في غراس، ويهتم عاهل المغرب به. ويشبه هذا المصنع قلعة ضخمة تحمل مدخنة كبيرة. حين ينتهي التقطير في المعمل، تحني المدخنة رأسها وتختفي. ويقع هذا المعمل في جنوب المغرب حيث يزرع الورد ويشرف عليه فرنسيون. ولدينا حالياً مصادر للورود والازهار في انحاء العالم. ان العطر الذي نقوم بانتاجه هنا، نبيع جزءاً منه للجمهور بسعر كلفته تقريباً، في زجاجة عادية وعلبة تحمل اسم فراغونار فقط حفاظاً على سر المهنة. مثلاً، الياسمين لا يتحمل الحرارة كثيراً على عكس الورد، هذا ما يزيد في كلفة الانتاج، مما يجعل الجمهور لا يتحمل كلفة شراء عطر ياسمين وورد في الخارج، فيقدم فراغونار له هذه المتعة. سيرج كالوغين مدير المختبر يحتاج الى سنة تقريباً للحصول على تركيبة عطر ممتازة قد يدخل فيها 200 نوع من المواد الطبيعية والشبه الكيماوية. وانفه وحده هو الذي يصدر القرار الحاسم حول صلاحية هذا العطر او عدمه". الدهون المجمدة والياسمين على احد رفوف المتحف قطعة دهنية كبيرة جامدة تقف عليها اعناق زهرات الياسمين بوريقاتها الذابلة البيضاء. هذه الزهرات تبدل كل يوم لمدة شهرين، وهي المدة الكافية التي تسمح للدهن بتشرب رحيق الياسمين والحصول على العطر الصرف يدوياً وطبيعياً دون استخدام اية مادة كيماوية مساعدة ومن دون تسخين. بعد ذلك تجري معالجة الدهن لفصل العطر الياسميني عنه. هذه الطريقة تكلف كثيراً جداً، لا يستطيع اي عطار اليوم استخدامها. هناك غيرلان الذي يطلب احياناً كيلوغراماً من هذا الدهن الياسميني. يعود عمر الآلات العطرية في متحف فراغونار الى مئة سنة. وقد بنيت غرف تعبئة العطور في العام 1850، وتتسع الواحدة منها الى 20 الف ليتر من العطر، كما يتسع البرميل الى 600 ليتر. وتحتاج عملية نقع الازهار وتقطيرها الى ثلاثة اشهر حسب تقاليد فراغونار، وعلى جدار المختبر كتبت تواريخ وضع الازهار في براميل التقطير. بعد ذلك تبدأ عملية التبخير بأمر من مدير المختبر بحرارة 5 درجات تحت الصفر. كل هذه المراحل يشاهدها الزائرون الذين يقفون صفوفاً في قاعة البيع. الاونصة من العطر ب150 فرنكاً، اي اقل بخمس مرات تقريباً من ثمنها العادي في الاسواق. وزن الاونصة 28.25 غ. تقود معلومات باتريك فوكس الى التعرف على كيفية انتاج المادة المثبتة للعطر من الحيوانات النادرة. وقد خصص لهذه المادة جناح خاص في المتحف، نظراً لأهمية تفاصيلها وعدم توفر معلوماتها الا عند الاختصاصيين الكبار من العلماء. يقول "في المتحف اربعة انواع من مثبتات العطر المستخرجة من الحيوانات النادرة. اولها "الهامبوغري" وتستخرج من الحوت. وتتكون المادة في بطنه نتيجة مرض يصاب به، وهي تشبه الحصى. فحين يبلع الحوت سمكة كبيرة ويبقى شيء منها في الداخل، تتشكل مادة تشبه الحصى حولها تمتاز بخاصية التثبيت. حين يقتل الحوت، تستخرج منه هذه المادة التي يبلغ ثمن الكيلوغرام الواحد منها عشرات الألوف من الفرنكات. النوع الثاني يستخرج من غزال المسك. وهو من فصيلة العنزات التي لا توجد الا في التيبت. وله مقدرة عالية جداً في التثبيت. والطلب على هذه المادة كبير، ويحظر اليوم استيرادها. النوع الثالث يأتي من قطة الحبشة التي تعرف بالزبّادة او سنور الزبّاد. ويوجد هذا الحيوان في الحبشة فقط. حين يغضب السنور تخرج من فمه مادة كثيفة تجمع في قرن البقر ذي السنام. وكلفة هذه المادة كبيرة جداً، ولا يمكن الحصول على الكيلوغرام منها بخمسين الف فرنك فرنسي. النوع الرابع يستخرج من حيوان الكاستور الكندي. وقوة المادة المثبتة هذه فائقة جداً. وقد دفعت ندرة المواد الحيوانية المذكورة وكلفتها العالية احد المختبرات السويسرية الى اختراع مادة كيماوية اخيراً تمتاز بالصفة التثبيتية ذاتها. وادى الاختراع الى نيل جائزة نوبل". تاريخ أدوات الزينة علب وادوات الزينة لها تاريخ طويل على حدة، وهي رائعة بالنسبة لزمنها ومن الصعب ايجاد صناعة مثيلة لها حالياً. حتى قشور البرتقال والافندي والحامض صارت علباً للعطور مزينة برسوم دقيقة. ويمنع لمس هذه العلب لهشاشتها وندرتها. هناك قطع فضية بأشكال مختلفة، كانت بودرة العطور توضع فيها وتحمل باليد لتتسرب منها رائحة جميلة تفوح حول حاملاتها اثناء حضور حفلات الاوبرا مثلاً. في منزل باتريك فوكس الذي يعود تاريخه الى قرنين، مكتبة كبيرة عن العطور والتاريخ والفنون. وتحيط به حديقة ضخمة فيها مسبح وطيور ملونة. والمشرفة على المنزل هي لبنانية الاصل. اما زوجته فمن هنغاريا. وقد جرى حديث آخر عن الشرق، عن البلاد العربية وعطورها الاصلية، عن الاطباق الطيبة الرائحة وعن المرأة والعطر الذي يليق بها. المرأة ذات الشخصية الحازمة تحب القرنفل وكبش القرنفل في عطرها. المرأة الثرية تبحث عن الروائح المعبقة ذات الصبغة الشرقية الآتية من الياسمين وازهار الليمون والمسك الرومي من النرجسيات التي يستخرج منها العطر الفاخر.