أوضح وزراء خارجية سورية فاروق الشرع ولبنان فارس بويز وفلسطين فاروق القدومي، في تصريحات خاصة الى "الوسط"، الاسباب التي تدعو الدول العربية الى مواصلة المشاركة في مفاوضات السلام مع اسرائيل، على رغم عدم احراز اي تقدم ملموس فيها بعد مرور اكثر من 8 اشهر على بدئها في مدريد. هذه التصريحات أدلى بها الوزراء الثلاثة اثر انتهاء اعمال الاجتماع التنسيقي الذي عقده وزراء خارجية دول الطوق العربي سورية ولبنان والاردن اضافة الى منظمة التحرير الفلسطينية في عمان يومي 6 و7 حزيران يونيو الجاري واتفقوا خلاله على مجموعة امور أبرزها: 1- الاستمرار في عملية السلام على رغم رفض الحكومة الاسرائيلية الالتزام بالمبادئ الاساسية التي تستند اليها عملية السلام، وخصوصاً قراري مجلس الامن 242 و338. 2- دعوة راعيي المؤتمر اميركا وروسيا والمجتمع الدولي الى حمل اسرائيل على الالتزام بالأسس التي تقوم عليها عملية السلام والكف عن اعمالها العدوانية والاستفزازية. ودان الوزراء الاعتداءات الاسرائيلية المتكررة على لبنان والحصار المفروض على قطاع غزة ومواصلة عمليات الاستيطان. 3- تبنى المجتمعون الطلب اللبناني بعقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية وتكليف وزير خارجية لبنان فارس بويز التباحث مع الامين العام لجامعة الدول العربية لتحديد موعد للاجتماع في اقرب وقت ممكن. 4- اجمع الوزراء الاربعة على اهمية استمرار التنسيق والتضامن العربي بما يكفل حماية المصالح القومية ودعم مواقف الاطراف العربية المشاركة في المفاوضات الثنائية، واتفقوا على عقد الاجتماع التنسيقي المقبل في دمشق قبيل موعد جولة المفاوضات الثنائية في روما. وفي هذا المجال اكد مصدر عربي مشارك في الاجتماع ل "الوسط" ان الوزراء الاربعة اتفقوا على مطالبة راعيي عملية السلام بعدم عقد الجولة المقبلة من المفاوضات الثنائية قبل منتصف آب اغسطس المقبل، اي الى ما بعد تأليف حكومة اسرائيلية جديدة. وتجاهل البيان الختامي اية اشارة الى المفاوضات المتعددة الاطراف التي تقاطعها سورية ولبنان كما برز خلاف بين المجتمعين حول نقطة رئيسية واحدة تتعلق بالقمة العربية. فقد صرح وزير الخارجية اللبناني فارس بويز بأن لبنان قد يطلب عقد قمة عربية بعد اجتماع مجلس الجامعة العربية لبحث الاعتداءات الاسرائيلية عليه، لكن وزير خارجية سورية، الشرع قال ان عقد مؤتمر قمة عربي "امر صعب من الناحية العملية خصوصاً ان بعض الجروح ما تزال مفتوحة وطرية". واكتفى وزير الخارجية الاردني كامل ابو جابر والمتحدث باسم الوفد الفلسطيني بالترحيب بأي جهد لعقد قمة عربية. وفي تصريحات للصحافيين ركز الوزراء العرب على الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان لأن الهدف منها قد يكون "جر سورية الى مواجهة محتملة مع اسرائيل" الامر الذي لا تريده دمشق كما قال الشرع "وان كانت مستعدة لصد اي عدوان وبقوة". وبعد انتهاء الاجتماع طرحت "الوسط" على الشرع وبويز والقدومي السؤال الآتي: لماذا يستمر العرب والفلسطينيون في المشاركة في عملية السلام وهل ثمة اشياء تدور في الكواليس؟ رداً على هذا السؤال قال الشرع ل "الوسط": "ان عملية السلام هي معركة، بكل ما تعنيه الكلمة، علينا خوضها لتطبيق قرارات الأممالمتحدة التي تعني انسحاب اسرائيل من جميع الاراضي التي احتلت بالحرب عام 1967، وخصوصاً تنفيذ قراري مجلس الامن 242 و338، فمن دون تنفيذهما بشكل كامل لن يكون هنالك سلام ولن نقبل به اصلاً". ونفى الشرع ان تكون هناك اشياء سرية في الكواليس، مشيراً الى ان العملية ستأخذ وقتاً وجهداً. اما الوزير بويز فقال ل "الوسط": "ان عملية السلام ليست معركة واحدة بل معارك عدة شائكة ومعقدة. وكسب الحرب يعني انجاح عملية السلام او تحميل اسرائيل مسؤولية فشلها كاملة. وعندما شارك العرب في عملية السلام كان ذلك وفق اسس عدة، ابرزها الشرعية الدولية وقرارات مجلس الامن ورسائل الدعوة الاميركية ولن نتوقف عن المفاوضات لنعطي شامير فرصة كي يقول لشعبه انه المعتدل والعرب هم الرافضون، ولا نعطيه المبرر لتخفيف الضغط الدولي على اسرائيل، ابتداء من ضمانات القروض الاميركية وانتهاء بالاجراءات الاوروبية، ولا نعطيه كذلك الفرص للانفكاك من التزام اسرائيل تجاه الولاياتالمتحدة وروسيا والمجتمع الدولي التي بدأت عملية السلام على اساسها". فاروق القدومي ابو اللطف رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير ووزير الخارجية قال ل "الوسط": "اننا نحتاج الى وقت اكثر وجهد اكبر لكسب مزيد من تأييد الرأي العام العالمي لنا. ونحتاج كذلك الى دعم عملية السلام من المجتمع الدولي ودعم العرب للمفاوضين". اما السيد فيصل الحسيني رئيس لجنة التوجيه الفلسطينية للمفاوضات الثنائية فقال ل "الوسط": "عندما تخوض معركة فانك تسعى الى تحقيق اهدافك وتزيد مكاسبك وان تحقق خسائر لدى الطرف الآخر. وحتى الآن لم نحقق مكاسب ولكننا حققنا خسائر لدى الطرف الآخر".