كشفت مصادر عربية وثيقة الاطلاع لپ"الوسط" ان وزراء خارجية دول الطوق العربي ناقشوا خلال اجتماعاتهم الاخيرة في عمان "أزمة الثقة" بين الفلسطينيين والسوريين و"قضية" لقاء الرئيس حافظ الأسد واسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي وتفاصيل محادثات وزير الخارجية المصري عمرو موسى في اسرائيل. وقد حضر هذه الاجتماعات التي عقدت في عمان يومي 17 و18 تشرين الأول اكتوبر الجاري واستغرقت 6 ساعات، وزراء خارجية مصر عمرو موسى وسورية فاروق الشرع والاردن كامل ابو جابر وفلسطين فاروق القدومي ووفد لبناني برئاسة السفير جعفر معاوية. وقد صدر عن هذه الاجتماعات بيان ختامي أكدت فيه الوفود التمسك بمبدأ شمولية الحل على الجبهات وفي جميع المسارات ووافقت على المشاركة في الجولة السابعة من المفاوضات الثنائية في واشنطن وعلى بذل الجهود لانجاحها في اطار المبادئ والأسس التي استندت اليها عملية السلام وأعلنت الحرص على اهمية التضامن والعمل العربي المشترك ووحدة الصف العربي واستمرارية وتكثيف التنسيق بين الاطراف العربية المشاركة في عملية السلام. كما وجه البيان دعوة الى راعيي مؤتمر السلام لضرورة العمل على زيادة وتكثيف دورهما لدفع العملية السلمية وتفعيلها. وأعلن البيان أسف وزراء الخارجية لعدم حدوث تقدم جوهري في المفاوضات بسبب عدم حدوث التغيير المطلوب في الموقف الاسرائيلي. غير ان مسؤولاً عربياً شارك في اجتماع عمان اكد لپ"الوسط" ان البيان الختامي للمؤتمر خلا من الاشارة الى اهم الموضوعات التي ناقشها وزراء الخارجية العرب ومن ابرزها: الحساسية التي كادت تصل الى درجة عدم الثقة بين الفلسطينيين والسوريين. امكان لقاء الرئيس حافظ الأسد برئيس وزراء اسرائيل رابين. مضمون محادثات وزير الخارجية المصري مع المسؤولين الاسرائيليين خلال زيارة الوزير المصري الاخيرة لاسرائيل. الموقف المطلوب في الجولة السابعة من المفاوضات الثنائية التي بدأت هذا الاسبوع والدروس المستفادة من الجولة السادسة. وقال المسؤول العربي الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان اجتماع عمان ازال جميع الحساسيات الناشئة بين السوريين والفلسطينيين وأزال الشكوك التي ظهرت منذ بداية جولة المفاوضات السادسة. وقد أسهم وجود عمرو موسى والمعلومات التي حملها من اسرائيل، اضافة الى الصراحة والمكاشفة اللتين سادتا الاجتماع، في وصول المجتمعين الى نتيجة واحدة هي ان اسرائيل وراء ترويج الاشاعات التي تسببت بالشكوك والمخاوف ومن ابرزها قصة اللقاء المنتظر بين الاسد ورابين والمعلومات عن صفقة سرية سورية - اسرائيلية تقضي بتخلي اسرائيل عن الجولان في وقت مبكر وقبل الشروع بحل القضية الفلسطينية. ويمكن الاشارة الى ما قاله صائب عريقات عضو الوفد الفلسطيني عقب الاجتماع: "تم بحث كل سوء فهم نشأ هنا او هناك وساد حوار ايجابي جداً وصريح جداً". اما الدكتور عبدالسلام المجالي رئيس الوفد الاردني الى المفاوضات الثنائية فقال لدى خروجه من الاجتماع وتوجهه مباشرة الى واشنطن: "الحديث داخل القاعة تركز على موضوع الحساسية لئلا يستثمر اعلامياً في غير مصلحتنا". وبخصوص ما نقله عمرو موسى الى المجتمعين قال المسؤول العربي لپ"الوسط" ان الوزير المصري شرح ابرز ما دار في مباحثاته مع المسؤولين الاسرائيليين ووصف زيارته لاسرائيل بأنها كانت استكشافية. ونقل المسؤول العربي عن موسى قوله انه وجه اسئلة الى الاسرائيليين تركزت حول تفسيرهم لقرار مجلس الأمن الرقم 242 ومفهوم الارض مقابل السلام ونظرتهم الى المرحلة الانتقالية في الضفة الغربية وغزة. وألمح المسؤول العربي الى ان وزير الخارجية المصري أبدى تفاؤلاً ملحوظاً بشأن جولة المفاوضات الثنائية السابعة وإمكان حدوث تطور جوهري في الموقف الاسرائيلي.