من المعروف ان الجنرال فرانكو، ديكتاتور اسبانيا السابق، وضع قانوناً يمنع بموجبه المرأة من ممارسة مصارعة الثيران، وهذا ما جعل هذه الرياضة وقفاً على الرجال. ولكن الاسبانية كريستينا سانشيز، المراهقة المتحمسة، تريد تغيير هذا القانون، لانها تود المساواة مع الرجل في هذا المجال. كانت الاسبانية كريستينا سانشيز لم تتجاوز الاربعة عشر ربيعاً، عندما وقفت لأول مرة في مواجهة ثور ضخم له قرون قاتلة من دون ان ينتابها الرعب. كان ذلك الى جانب والدها ومدربها "اطونيو سانشيز" مصارع الثيران الخبير، الذي بذل قصارى جهده لكي يصرفها عن التفكير في دخول حلبة الثيران المتوحشة، فضلاً عن مصارعتها... لكنه - كما يقول - لم يستطيع ان يصادر نبوغها المبكر وشغفها المذهل بهذه المخاطرة التي قد تكلف الانسان حياته... الوحيدة كانت كريستينا الصبية الوحيدة بين 80 شاباً قوياً في المدرسة تعليم مصارعة الثيران التي التحقت بها في بداية حياتها العملية. وبعد سلسلة من اختبارات شاقة اشرف عليها خبراء متخصصون في هذه الرياضة، تخرجت الجميلة كريستنيا كأفضل مصارعة بين كل زملائها الرجال. كان حلمها الاكبر هو ان تنجح في اعداد نفسها لتصبح "ماتادورة" اي مصارعة ثيران من الدرجة الممتازة، ونجحت في خطوتها الاولى. تريد التغيير "أريد ان اغير تفكير الرجل حول المرأة. ان مصارعة الثيران تعطيني شعوراً داخلياً رائعاً بقدرة غير محدودة، انه يشبه احلام اليقظة". هذا ما تؤكده كريستينا التي تحول حلمها بفضل اصرارها، الى واقع آخذ في التبلور، وذلك على الرغم من القانون الذي اصدره الجنرال فرانكو الديكتاتور الاسباني السابق، بمنع النساء من ممارسة هذه الرياضة الخطيرة. وترى كريستينا في "جونيتيا كروز" التي كانت اشهر مصارعة للثيران في بداية هذا القرن مثلاً اعلى لها، كما تبدي اعجابها ب "أنجيلا هيرانديز" التي صدر بسببها القانون المذكور. يقول مدربها المحترف "سوغار" انها تتمتع بشجاعة نادرة ورغبة محمومة في تحقيق الانتصار دون ادنى قدر من التردد. وعلى الرغم من ان سانشيز 20 عاماً ما زالت في درجة "نوفيرلا" التي تسمح لها بمصارعة ثور عمره عامان ووزنه ستمائة رطل الا انها تعد ان تجعل الناس، وبخاصة الرجال، يتحدثون عنها طويلاً، لانها مزمعة على العمل لتغيير قانون المنع الذي وضعه فرانكو. ترى، هل تنجح؟