قال ممثل السيد محمد عثمان الميرغني في بريطانيا، عادل سيد احمد عبدالهادي، ل "الوسط": "السودان كله مصادر ولا غرابة ان يلحق قرار المصادرة املاك واموال راعي طائفة الختمية وزعيم الحزب الاتحادي محمد عثمان الميرغني. الحكومة السودانية لن تبقى الى الابد وعندما يسقط نظام الجبهة القومية الاسلامية ستعود الاملاك والمؤسسات المصادرة الى اصحابها". وتمثلت التطورات الاخيرة في عملية مصادرة املاك محمد عثمان الميرغني في اعلان الحكومة السودانية ان قرار المصادرة لن يشمل ممتلكات واموال سيد احمد الميرغني، المقيم حالياً في الاسكندرية والذي رئس مجلس رأس الدولة في السودان طوال الفترة الممتدة من سقوط نظام الرئيس نميري عام 1985 وحتى قيام ثورة الانقاذ الوطني في 30 حزيران يونيو 1989. وعلمت "الوسط" ان اللواء الزبير، نائب الرئيس السوداني حمل رسالة تطمينية الى السيد احمد الميرغني، الذي كان عدل آخر لحظة عن التوجه الى الخرطوم، في الخريف الماضي، بعد مكالمة هاتفية عاجلة من رئيس دولة عربية، كما صرح سيد احمد الميرغني في حينه للصحافة المصرية، معللاً سبب عدوله عن قرار العودة الى السودان الذي غادره بعد اطاحة الصادق المهدي. وتفيد مصادر مطلعة ان قرار المصادرة كان سيشمل، في الاساس عقارات وممتلكات واموال الصادق المهدي، في خطوة عملية لانهاء الاقطاع السياسي، كما كشفت "الوسط" في حينه غير ان سلوك الصادق المهدي مع النظام السوداني، وطبيعة علاقته بالمعارضة السودانية الخارجية، حملت السلطات السودانية على صرف النظر عن تطبيق قرار المصادرة بحقه. وآخر عقارات السيد محمد عثمان الميرغني التي صادرتها الحكومة السودانية كانت داره الخاصة في منطقة خرطوم - 2 - التي حولت الى مستشفى. وعلمت "الوسط" من مصادر سودانية رسمية ان هناك احتمالاً بمنح احد عقارات الميرغني المصادرة للحكومة الاثيوبية كي تحولها الى سفارة لها في الخرطوم، على ان تحصل الحكومة السودانية من اثيوبيا على واحد من العقارات المؤممة في اديس ابابا فتحولها الى سفارة. في الوقت نفسه قالت اوساط الدكتور حسن عبدالله الترابي لپ"الوسط" ان "ثمة ضوابط صارمة وضعت لرد الاراضي المصادرة الى اصحابها الاصليين او الى ورثتهم. حيث حصل السيد محمد عثمان الميرغني على اراضيه الزراعية الشاسعة في الولايتين الشمالية والشرقية عن طريق الهبات، وهو الاسلوب الذي يعبر من خلاله الفلاحون البسطاء عن ولائهم لطائفة الختمية". والمعروف ان الختمية هي طريقة صوفية جاء بها الى السودان من الحجاز في القرن التاسع عشر الجد الاكبر لراعي الطائفة ويدعى الحسن حيث تزوج من سيدة سودانية ورزق بمولود ذكر دعاه عليا، والد سيد محمد عثمان الميرغني وشقيقه احمد المقيم في الاسكندرية. ومن الخيارات المتداولة حالياً في الخرطوم ان يتم تحويل مسجد السيد علي الميرغني، في منطقة خرطوم بحري، الى "كلية للقرآن الكريم"، تتبع ادارياً "لجامعة القرآن الكريم" في ام درمان. في الوقت نفسه ستحول المدافن الخاصة باسرة الميرغني الى مدافن عامة لكل المواطنين في منطقة "خرطوم بحري". وتقول مصادر الحكومة السودانية ان سيد محمد عثمان الميرغني غادر الخرطوم من صالة كبار الزوار مزوداً بجواز سفر ديبلوماسي وكمية كبرى من امواله الخاصة التي وافقت الحكومة على رفع الحظر عنها. وكانت السلطات السودانية اشترطت، لقاء هذا ان يعود سيد محمد عثمان الميرغني الى الخرطوم بعد استكمال علاجه. وحين اضطرته ظروفه الصحية الى تمديد فترة بقائه خارج البلاد، جدد جواز سفره الديبلوماسي وصرفت له مبالغ اخرى من حسابه الخاص في الخرطوم. وجاء القرار الذي اتخذته الحكومة السودانية متزامناً مع جولة خليجية قام بها سيد محمد عثمان الميرغني، انطلاقاً من منزل الاسرة الخاص في الحجاز. وابرز مآخذ الخرطوم على راعي طائفة الختمية انه "زار دولاً عربية لا تقيم علاقات ديبلوماسية مع السودان".