يقترب موعد اعادة انتشار القوات السورية في لبنان وانسحابها من بيروت الكبرى الى اماكن تجمع اخرى في ايلول سبتمبر 1992، حسب اتفاق الطائف، من دون ان تظهر "اية بارقة أمل على تطور الوضع الاقليمي نحو التحسن وتحرك عملية السلام واقرار اسرائيل بقبول قرار مجلس الامن الدولي رقم 425". ورغم ان سورية متمسكة بالفصل بين الوضع اللبناني وبين الحل الشامل للصراع العربي - الاسرائيلي فإن المرحلة تحتاج الى تنسيق مكثف مع بيروت كي لا تستغل الاوضاع اللبنانية للضغط على الموقف العربي في العملية السلمية. وجاء تصريح مساعد وزير الخارجية الاميركي ادوارد دجيرجيان اخيرا في شأن التزام سورية بموعد الانسحاب في ايلول سبتمبر وكأنه فرض لأمر واقع، فكان رد دمشق حازما، وعلى لسان الرئيس حافظ الاسد، بأن "إعادة انتشار القوات السورية في لبنان مرهون باتفاق الطائف وباحتياجات الحكومة اللبنانية الشرعية"، بينما طالب نائب الرئيس السيد عبدالحليم خدام "الذين يقرأون الطائف من بعيد ان يقرأوا وبدقة اتفاق الطائف وما جرى بعد الطائف". واهم ما جرى بعد الطائف هو توقيع "معاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق" بين لبنان وسورية، هذه المعاهدة التي تسمح للحكومة اللبنانية بطلب مساعدة القوات السورية في اي مكان في لبنان، وحتى خارج مناطق اعادة الانتشار التي نص عليها الطائف لمساعدة قوات الشرعية اللبنانية على حفظ الامن. المصدر: الوسط لكن لا احد في دمشق يقول ان سورية ستبقى في بيروت الكبرى بعد ايلول سبتمبر، بل يؤكد الجميع الالتزام السوري الكامل بالطائف "الذي لولا سورية لما امكن تطبيقه".