يوم كان في أوج مجده وفي ذروة لياقته البدنية اخفق العداء المغربي سعيد عويطه غير مرة في تحطيم الرقم العالمي لسباق 3000 متر داخل القاعة الذي سجله اميل بوتمانز وهو 7.39.2 دقيقة، مع انه قارب هذا الرقم في ايست روتفورد سنة 1989 مسجلاً 7.39.71 دقيقة… وقد جعل البطل الكيني موزيس كيبتانوي الذي نسخ رقم بوتمانز مسجلاً رقماً جديداً بپ7.37.31 دقيقة في 20 شباط فبراير الماضي مهمة سعيد عويطه اكثر تعقيداً كيلا نقول مهمة مستحيلة. مسلسل الهزائم ولكن ابطال الرياضة لا يستسلمون امام الصعاب ولا ينحنون ازاء التحدي، وقد استطاع سعيد عويطه في مشاركته الاولى لهذا الموسم بعد صيام طويل ان يقطع مسافة 3000 متر في سند لفنجن بپ7.41.53 دقيقة وهو زمن لا بأس به بعد جراحتين اجريتا له في ساقيه في حزيران يونيو 1990 وبعد مسلسل الهزائم التي مني بها العداء المغربي ولا سيما هزيمته في بطولة العالم في طوكيو الصيف الماضي حيث حلّ سابعاً في سباق 1500 متر… العودة المظفّرة وفي حين كان معظم النقاد والخبراء الرياضيين ينظرون الى سعيد عويطه على اعتبار انه "الاسد العجوز" وعلى انه من تراث الماضي، حقق البطل العالمي عودة مظفّرة وفجر مفاجأة مذهلة في لقاء اثينا الذي اقيم في الحادي عشر من اذار مارس اذ قطع مسافة 3000 متر بپ7.36.66 مسجلاً رقماً عالمياً جديداً ومضيفاً انجازاً خارقاً الى سجله الحافل بالانجازات. واذا دل هذا الانجاز على شيء فهو يدل على ان "الاسد العجوز" لم يفقد شهوة الزئير بعد، وان شهيته لتسجيل ارقام قياسية ما زالت على خير ما يرام. وما هذا الانجاز سوى ضوء اخضر يفتح امام البطل العالمي كل الاحتمالات في الدورة الاولمبية التي ستقام في برشلونة الصيف المقبل حيث ينتظر ان يكون لعدائيي المسافات الطويلة العرب ولا سيما المغاربيين منهم صولات وجولات. ومن المتوقع ان يحرز سعيد عويطه ونورالدين مرسلي وخالد سكاح وحمد بو الطيب وابراهيم بو الطيب والعداءة الجزائرية حسيبة بولمرقة مجموعة من الميداليات الذهبية. ضرورة التنسيق واذا اشترك سعيد عويطه ونورالدين مرسلي في مسافة 1500 متر فسيشهد هذا السباق صراعاً عربياً - عربياً وصراعاً عربياً - كينياً يبلغ ذروة الضراوة والاثارة ومع تلهفنا وتلهف عشاق العاب القوى في العالم الى سباق يحمل هذا القدر من التنافس والاثارة الا اننا نتمنى صادقين ان يصار الى تنسيق الجهود والطاقات العربية بمعزل عن اي تواطؤ فيشترك العداؤون المغاربيون في سباقات مختلفة في دورة برشلونة الاولمبية تضمن للعرب ان يحصدوا مزيداً من الذهب. وفي انتظار صيف برشلونة الحار يوالي سعيد عويطه تمارينه استعداداً للحدث العالمي مؤكداً مرة اخرى انه اشبه بطائر الفينيق الذي ينبعث من رماد الالام والهزائم ليحلّق مجدداً في سماء البطولة. أضواء على البطل ولد سعيد عويطه في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر سنة 1959 في القنيطرة. طوله 1.75 متر ووزنه 58 كيلوغراماً. توّج بطلاً اولمبياً سنة 1984 وبطلاً للعالم سنة 1987 في سباق 5000 متر. كما توّج بطلاً للعالم في سباق 3000 متر في قاعة مغلقة سنة 1989. احرز الميدالية البرونزية في سباق 1500 في بطولة العالم سنة 1983، كما احرز الميدالية البرونزية ايضاً في الالعاب الاولمبية سنة 1988. سجل سعيد عويطه الارقام القياسية التالية: في الهواء الطلق 1500 متر بپ3.29.46 دقيقة. 2000 متر بپ4.50.81 دقيقة. 3000 متر بپ7.29.45 دقيقة. 5000 متر بپ12.58.39 دقيقة. داخل القاعة 3000 متر بپ7.36.66 دقيقة.