سيكون على الرئيس الليبي معمر القذافي التحرك سريعاً على خطين من اجل احتواء ازمة اتهام مواطنين ليبيين في حادثي تفجير طائرتي "يوتا" و"بان اميركان": خط دولي، حيث لا تزال الولاياتالمتحدة وبريطانيا تتمسكان بتسليم المتهمين للمحاكمة، وخط داخلي يتعلق بمضاعفات التصريحات التي يدلي بها عبدالسلام جلود. بالنسبة الى النقطة الاولى، وبعد صدور قرار مجلس الامن الرقم 731 والقاضي بان تتعاون ليبيا بشكل سريع وكامل مع التحقيقات اي تسليم المتهمين، برز تحرك تقوده لندنوواشنطن من اجل استصدار قرار جديد قبل نهاية هذا الشهر وينص على فرض عقوبات اقتصادية على ليبيا. وفي هذا الصدد ابدى القذافي، في حديث الى صحيفة "واشنطن بوست"، مرونة، لاسيما لجهة اعلان نيته في "التوصل الى تسوية"، مع تأكيده ان بلاده "ضحية بريئة" لمؤامرة تستهدف النيل منها. وفيما اكد القذافي ان ليبيا "ضحية للارهاب" لأنها تعيش في خوف من هجوم عسكري اميركي عليها، اعلن الرئيس حسني مبارك انه تدخل من اجل انقاذ ليبيا من ضربة عسكرية. وقال الرئيس المصري ان بلاده "حاولت ولا تزال تحاول احتواء الازمة الليبية" وتجري اتصالات "مع جميع الاطراف من اجل تجنب تصعيد الموقف". ولفت المراقبين، ان الصحف المصرية التي نشرت أخيراً مقالات تأييد لليبيا ضد اي عمل خارجي يستهدفها، شنت حملة عنيفة على المسؤول الليبي عبدالسلام جلود الذي قام في الفترة الماضية بجولة واسعة قادته الى اوروبا وآسيا من أجل تأمين الدعم للموقف الليبي. وقالت الصحف المصرية انه "اصبح من الضروري العمل بأي وسيلة ممكنة لوقفه اي جلود عند حده"، اذ انه لا يترك مناسبة تمر من دون مهاجمة مصر ودورها في عملية السلام في الشرق الاوسط. ومعلوم ان العلاقات الرسمية المصرية - الليبية شهدت في الاشهر الماضية تطورا حارا، تمثل في تولي القاهرة الدفاع عن ليبيا في كل المحافل الدولية. وثمة من يعتقد ان عبدالسلام جلود يحاول توظيف الازمة الحالية التي تمر بها ليبيا للتخلص من ذوي النفوذ المحيطين بالقذافي والذين لم يسمحوا له القيام بأي دور اساسي لفترة طويلة.