عادت ليالي الأهلي والزمالك من جديد في مصر، وعادت كل الاندية التي تشارك معهما في مسابقة الدوري لتلعب دور "الكومبارس". في السنوات الخمس الماضية واجه الناديان تحديات كبيرة من جانب أندية الاقاليم "المظلومة اعلامياً" وبخاصة المحلة والاسماعيلي والمصري، ولكن "الرؤية" توضحت خلال هذا الموسم اذ اعلنت كل الاندية استسلامها بعد أربعة أو خمسة أسابيع فقط من بداية المسابقة، وانفرد الاهلي والزمالك بالمنافسة، وتشير التوقعات الى ما أكده الخبراء من انهما سيواصلان المشوار معاً حتى نهايته من دون منافسة من ناد ثالث. وكان خروج الاسماعيلي من حلبة المنافسة مبكراً جداً مفاجأة لكل من يتابع مسيرة الكرة في مصر، فالاسماعيلي كان أقوى المرشحين للبطولة خصوصاً بعد عودة شحتة وأبو جريشة لقيادة سفينة "الدراويش". اما المحلة فالجميع يعرفون انه اعتاد ان يلعب طوال السنوات العشر الاخيرة دور "الحصان الاسود" الذي يصيب من حوله بالخوف، ولكنه لا يتسبب في نهاية الامر في وقوع "اضرار" تذكر. والشيء نفسه ينطبق على كل من المصري والاولمبي، فكم كانت لهما في السابق صولات وجولات ولكنهما اليوم لا يمثلان اية خطورة. اذن من المنطقي ان يكون هذا هو "اسوأ" موسم كروي، لأن كل شيء فيه واضح ومعروف مسبقاً. استقرار الزمالك والزمالك يعيش خلال هذه الفترة عصراً ذهبياً اذ يضم مجموعة من افضل اللاعبين الذين انجبتهم مصر طوال تاريخها الكروي، لذلك ليس من المستبعد ان يحتفظ ببطولة الدوري التي كان يستحقها ليس في الموسم الماضي فقط، ولكن في الموسم قبل الماضي أيضاً. ونجوم الزمالك البارزون كثيرون، وكثيرون جداً، ومن الممكن ان يشكلوا فريقين، الحارسان حسين السيد ونادر السيد وهما ليسا شقيقين، المدافعون حسين عبداللطيف وأشرف قاسم وأحمد رمزي، والصاعدون تامر عبدالحميد وسامي الشيشيني وعقل جاد الله، لاعبو الوسط اسماعيل يوسف وعصام مرعي ورضا عبدالعال ومعهم النيجيري "الداهية" ايمانويل، والمهاجمون أيمن منصور ومصطفى نجم جمال عبدالحميد. هذه المجموعة هي الأفضل، لذلك نجحت في الفوز بالدوري الموسم الماضي من دون معاناة. وهي نفسها التي قدمت حتى الآن أقوى العروض، ولا ينتظر ان يقف امامها الا الاهلي. يؤكد ديفيد مكادي المدير الفني للزمالك ان فريقه هو الافضل من كل اندية مصر، وهو المرشح الاول للفوز بالدوري، ولكن يلزم لتحقيق ذلك ان يتعامل اللاعبون مع المباريات على انها جميعاً مهمة. وقال: ليس الاهلي هو افضل الفرق بعد الزمالك ولكنه الأكثر حماساً وجماهيرية وهذا يكفي لتعويض الكثير من النقص في جوانب فنية. ويصف مكاي لاعبي الزمالك بأنهم "الاكفأ" كمجموعة وهذا هو السلاح العصري لكرة القدم، لقد اختفى النجوم، وان وجدوا سببوا المشاكل، وقد ساعد هذا الاختفاء على اعادة صياغة اساليب خطط "اداء اللعبة"، ورغم ان الزمالك يضم مجموعة ممتازة جداً من اللاعبين يقول مكاي الا ان لفظ نجم لا ينطبق على واحد منهم ويضحك مكاي وهو يقول: "واحد فقط نجم، اسمه مصطفى نجم". التوقع صعب أما فاروق جعفر مدرب الزمالك فيرى ان الموسم لا يزال طويلاً، وان التوقع صعب، وان كل شيء ممكن. ويقول: "من الواضح حتى الآن ان الزمالك والاهلي هما فرسا الرهان، ولكن كرة القدم لا تعرف هذه التوقعات، او على الاقل لا يمكن لمدرب ان يحكم على الموسم مبكراً الى هذه الدرجة، بل لا استطيع القول ان الزمالك سيفوز بالدوري، لأن اللاعبين انفسهم قد يتخاذلون ويهددون الفرصة، كما فعلوا ذلك منذ عامين". ويضيف: "كل ما يمكن الاشارة اليه هو ما فات من الموسم، وما فات في حقيقة الامر لم يكن متوقعاً أبداً، بل انه سلسلة من المتناقضات على سبيل المثال، كنت اتوقع ان يكون الاسماعيلي هو "الصاروخ" الذي سيدك قواعد كل الفرق الاخرى، وإذا به "حمل وديع" لا يخيف احداً بطبيعة الحال، وترجم "الدراويش" هذه الوداعة في نتائجهم مع فرق متواضعة، وكنت أتوقع ان يخرج مارد المحلة من "القمقم" يضرب بقوة ويحقق الفوز في مبارياته لا سيما بعد أن جدد محمود الشناوي المدير الفني صفوف الفريق، وكنت اتوقع الشيء نفسه للأولمبي الذي كان في الموسم الماضي واحداً من أقوى منافسي الزمالك، ولكنه بعد خمس مباريات في الدوري أكد أنه لا يملك أي طموح، ومعه المصري، وفي ما عدا ذلك لا شيء". ويعتبر فاروق جعفر ان الاهلي هو المنافس الوحيد للزمالك سواء كان في حالة سيئة أو في حالة جيدة، وهو هذا الموسم أفضل منه في الموسم الماضي، لأنه سد النقص في صفوفه بلاعبين من الخارج. والواقع ان كلام فاروق عن الاهلي يؤكد ان الطريق لن يكون مفتوحاً امام المعسكرين الابيض ويمثله الزمالك، والاحمر ويمثله الاهلي. اما في الاهلي، فعلى الرغم من حالة القلق التي يعاني منها الفريق نتيجة للضغط العصبي الذي سببه استبعاد أربعة من النجوم الكبار وهم: طاهر أبو زيد وربيع ياسين ومحمود صالح وعلاء ميهوب، الا ان الامور تسير نحو الافضل من الناحية الفنية، والسبب هو عملية الترميم والتجديد التي تم ادخالها على الفريق، فقد اضطر الاهلي وهو النادي العريق الذي يخرج الاجيال الى الاستعانة ببعض اللاعبين من خارج النادي لسد النقص في صفوفه، تعاقد النادي مع ياسر ريان وأحمد فهمي من المنصورة، ومحمد عبدالفتاح من نادي النصر الذي يلعب في دوري الدرجة الثانية، وعاد اليه ابراهيم وحسام حسن بعد انتهاء تعاقدهما مع نادي نيوشاتيل السويسري. هذه العملية الترميمية جعلت الفريق يقف على قدميه كما يقول صلاح حسني مدير الكرة في الاهلي، وبمرور الوقت سيزداد الفريق تجانساً وترابطاً وانسجاماً، الامر الذي يسهل مهمته في اجتياز العقبات التي تقف في طريقه. ويرى صلاح حسني ان المتاعب التي تعرض لها الاهلي في الموسم الماضي اصابت اللاعبين والجهاز الفني بحالة اعياء شديدة، اما هذا الموسم فالوضع افضل من كل النواحي خصوصاً على صعيد المنافسة، وسيظل الزمالك هو افضل وأقوى المنافسين. اعتراف شحتة الطريف ان شحتة المدير الفني للاسماعيلي اعترف ان فريقه خرج من دائرة الضوء، وانه لن يحقق شيئاً وسيترك الحلبة بل انه تركها. ويقول شحتة - احد افضل مدربي مصر - ان اتحاد الكرة "ذبح" الدراويش منذ الاسبوع الاول، ولا تزال الدماء تنزف فكيف يقف الفريق على قدميه؟ ويشير شحتة بهذا الكلام الى العقوبات التي فرضها اتحاد الكرة على الاسماعيلي والتي يرى انها "مجحفة ولا انسانية" وهذه العقوبات تمثلت في حرمان الاسماعيلي من اللعب في ملعبه وفي حضور جمهوره على مدى أربع مباريات. ويتساءل شحتة: هل هذا معقول... فريق يلعب في ملعبه من دون جمهور، أين هؤلاء اللاعبون الذين يمكن ان يقدموا اداءً جيداً في غياب جمهور يشجعهم، اللاعبون في النهاية بشر وليسوا مجرد قطيع من الماعز. وبهذا الاعتراف لشحتة - في غياب المحلة والمصري والاولمبي - تكون ليالي الاهلي والزمالك عادت وهذه وثيقة غير قابلة للتزوير!