يخلط الكثيرون بين "دايملر" البريطانية و"دايملر" الالمانية لدرجة اعتبارهما واحدة مع ان بين الاثنتين ما صنع الحداد. ولذلك حكاية. والحكاية تبدأ في العام 1885 لما أسس "كارل بنز" مصنعاً للمحركات والسيارات سمّاه "رايشنيش غاز موتورين فابريك". وفي العام نفسه اقام "غوتليب دايملر" مصنعاً آخر سماه "دايملر مورتين غيزيل شافت". فطفق المهندسان الميكانيكيان يعملان على تطوير المحركات ذات الاشعال الداخلي. فراجت بضاعتهما. وتهافت الكثيرون لتملّك هذه المحركات لاعتمادها في أطرزتهم. عام 1888 التقى "غوتليب دايملر" في معرض "بريمين" للهندسة بالبريطاني "فريدريك ريتشارد سيمز". فمنحه براءة التوكيل لبيع محركات "دايملر" في بريطانيا، في وقت كانت القوانين تمنع ترويج بيع السيارات في المملكة المتحدة. فما كان من "فريدريك سيمز" الا ان سجل عام 1893 براءة الامتياز لنفسه تحت اسم "اتحاد دايملر للمحركات المحدود"… وعلى الرغم من اعتراض "غوتليب دايملر" والتوصل للاحتكام الى القضاء لمنع "سيمز" من استعمال اسم "دايملر" في بريطانيا، الا ان جميع تلك المحاولات باءت بالفشل. فأصبح هناك اسمان تجاريان ل "دايملر" الاول الماني والثاني بريطاني. عام 1960 اشترت شركة "جاغوار" دايملر البريطانية واصبحت الشركة تعرف ب "جاغوار دايملر للسيارات". مرسيدس بنت المليونير وللمرسيدس بنز… حكاية ايضاً. "اميل جاللينك" ثري نمساوي استهوته سباقات السيارات، فانصرف لها. وكان ان شغف بمحركات "دايملر" فاعتمدها في سياراته المختلفة. خاض "جاللينك" سباقاته جميعها تحت اسم مستعار هو اسم ابنته مرسيدس، فما كان من شركة "دايملر" الا ان تبنّت الاسم واطلقته بدءاً من العام 1901 على سياراتها. ودار الزمان دورته… في مطلع العشرينات توثقت العلاقة بين "بنز" و"مرسيدس"، ومجال التعاون بين الشركتين تعدى التجارة الى الدراسات التقنية.. فكان لا بد من التكامل فقامت عام 1926 شركة جديدة تعرف باسم "دايملر بنز المساهمة". في اوائل الثلاثينات قُرّ الرأي على تسمية الشركة "مرسيدس بنز" مع المحافظة على ملكية اسم "دايملر" في المانيا. تاريخ من الجودة والاتقان منذ اوائل الثلاثينات وحتى اليوم ما تزال مرسيدس على رأس لائحة صنّاع السيارات في المانيا. مجال انتاجها من السيارات يغطي جميع اوجه الاستعمال، ويفي ا يضاً بجميع متطلبات الفئات، من سيارات في منتهى الرفاهية والفخامة، الى سيارات عملية رخيصة الثمن وبمتناول الجميع. "مرسيدس" معيار للمقارنة لدى كافة صانعي السيارات، ينجحون احياناً في تقليدها ويفشلون احياناً اخرى. كثيرون هم المنافسون، ولكن حتى الآن لم يظهر ل "مرسيدس" نداً واحداً.