منذ قيام الجمهورية الاسلامية في ايران عام 1979، لم تشهد الساحة الايرانية "اهتماماً" بانتخابات الرئاسة الاميركية مثل الذي شهدته ازاء الانتخابات التي جرت يوم 3 تشرين الثاني نوفمبر الجاري وأدت الى سقوط الرئيس بوش وفوز المرشح الديموقراطي بيل كلينتون. وأحد الدلائل اللافتة للانتباه على هذا الصعيد ان صحيفة "طهران تايمز" المقربة من الرئيس الايراني علي اكبر هاشمي رفسنجاني خصصت صباح الأربعاء 4 تشرين الثاني نوفمبر الجاري رقم هاتف خاص لابلاغ من يريد نتائج الانتخابات الاميركية وللرد على استفسارات المواطنين الاجانب المقيمين في طهران حول هذا الموضوع. ولم يسبق ان حدث شيء من هذا القبيل منذ عام 1979. ومنذ انتخاب كلينتون رئيساً للولايات المتحدة اتخذت ايران، من طرف واحد، مبادرة "تحريك" موضوع العلاقات مع واشنطن، واتخذت هذه المبادرة الاشكال الآتية: 1 - يوم 4 تشرين الثاني نوفمبر الجاري اعلنت ايران انها اعتقلت رجل الأعمال الاميركي ميلتون ميير 58 عاماً المقيم في ايران منذ 1979 والمتزوج من ايرانية، بتهمة التجسس وإعطاء "معلومات اقتصادية مهمة" الى حكومات اجنبية، وعقد صفقات مع "عملاء لهم روابط بأجهزة مخابرات أجنبية". وقالت الوكالة الايرانية الرسمية ان ميير اعترف بجميع التهم المذكورة. وأوضحت الوكالة ان ميير هو زوج شقيقة الجنرال نصيري الذي كان رئيس جهاز مخابرات الشاه الراحل، وقد أعدم نصيري بعد قيام الثورة الاسلامية 1979. وطلبت الادارة الاميركية السماح للديبلوماسيين السويسريين الذين يرعون المصالح الأميركية في إيران بزيارة ميير، لكن السلطات الايرانية رفضت هذا الطلب. 2 - يوم 5 تشرين الثاني نوفمبر الجاري حثت صحيفة "طهران تايمز" كلينتون على الافراج عن اموال وودائع ايرانية مجمدة في الولاياتالمتحدة منذ عام 1979 وتقدر قيمتها - وفقاً لطهران - بنحو 12 مليار بليون دولار وقالت في مقال افتتاحي: "لاظهار حسن نواياهم فان الديموقراطيين يمكنهم ان يعيدوا أموالنا ويراجعوا سياساتهم في المنطقة وان يتوقفوا عن دعم الارهابيين والعناصر المناهضة للثورة. باختصار ان يمتنعوا عن اتخاذ موقف عدائي من الجمهورية الاسلامية الايرانية. وإذا كان ذلك هو ما سيختارونه فانه قد يمهد الطريق لمناخ أفضل" بين طهرانوواشنطن. وفي الوقت نفسه، وخلال تظاهرة كبرى جرت في طهران في ذكرى الاستيلاء على السفارة الاميركية واحتجاز الرهائن الاميركيين عام 1979 خاطب رئيس مجلس الشورى الايراني علي أكبر ناطق نوري المتظاهرين معتبراً ان "لا مجال للتسويات بين ايرانوالولاياتالمتحدة لأن استراتيجيتي البلدين متعارضتان". اما مرشد الجمهورية آية الله خامنئي فاكتفى بالقول ان "الرئيس الجديد لن يطول به الامر لاتهام الدول الاخرى بخرق حقوق الانسان"، ملمحاً الى ان طهران تتوقع حملة اميركية حول هذا الموضوع. 3 - يوم 7 تشرين الثاني نوفمبر الجاري اعلن وزير الخارجية الايراني علي أكبر ولايتي في مقابلة مع الوكالة الايرانية الرسمية ان بلاده لا تنوي استئناف العلاقات الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة على رغم فوز كلينتون. 4 - يوم 7 تشرين الثاني نوفمبر الجاري أيضاً اقامت ايران دعوى أمام محكمة العدل الدولية في لاهاي ضد الولاياتالمتحدة مطالبة اياها بدفع تعويضات الى الايرانيين لأن قوات اميركية هاجمت في تشرين الأول اكتوبر 1987 ونيسان ابريل 1988 ثلاث منشآت نفطية ايرانية في المياه الاقليمية الايرانية ودمرتها. اقتراح خطف الرهائن ماذ يجري بين طهرانوواشنطن؟ هل تريد ايران استئناف العلاقات الديبلوماسية مع الولاياتالمتحدة أم لا؟ المعلومات التي حصلت عليها "الوسط" من مصادر وثيقة الاطلاع في طهران تكشف بوضوح أن هناك تيارين في ايران إزاء هذه القضية المهمة: تيار متصلب يرفض استئناف العلاقات الديبلوماسية مع واشنطن بل يدعو الى "خطف رهائن اميركيين جدد" وتيار آخر، يقوده الرئيس رفسنجاني، ويريد إيجاد الصيغة الملائمة لاستئناف العلاقات الطبيعية مع الولاياتالمتحدة. ولندخل في التفاصيل. خلال التظاهرة الشعبية التي جرت في طهران لمناسبة ذكرى احتلال السفارة الاميركية واحتجاز رهائنها القى المهندس شمس الدين وهابي الذي كان احد المخططين لاحتلال السفارة الاميركية كلمة في المتظاهرين ندد فيها بالولاياتالمتحدة وانتقد بشدة "الأفكار والنظريات التي يعتمدها بعض المعنيين في ايران بشؤون الاقتصاد من الحكوميين والتي تفتر الروح الثورية فيهم وتجعل من الصعوبة بمكان الاستمرار في الصراع العسكري والسياسي والاقتصادي والامني مع الولاياتالمتحدة، إذا لم نعمل على تأمين وضعنا الداخلي وألا نشعر بعقدة الاحتقار تجاه الغرب وأميركا". وختم وهابي خطابه وسط صيحات الطلاب "الموت لاميركا" بالتأكيد على أن "أهداف الثورة والنظام ومتابعة نهج الخميني لا يمكنها ان تنسجم مع رغبات أولئك الذين يعملون على إعادة العلاقات بين طهرانوواشنطن". وقبل وهابي، تمت تلاوة بيان طالب الحكومة الايرانية بالتخلي عن سياسة احتكار السلطة "لأن أي تحرك يفصل المؤمنين بأهداف الثورة عن النظام إنما هو تحرك يصب في صالح أميركا" وهي إشارة لها أكثر من معنى لأن وهابي وزملاءه الطلبة السائرين على نهج الخميني من أمثال عضو هيئة الرئاسة في البرلمان السابق المهندس أصغر زاده والمرشد الروحي للتنظيم الطلابي الذي احتجز الرهائن الاميركيين آية الله موسوي خوئيني هما وجميع الذين عملوا بشكل أو بآخر على تصعيد المواقف مع الولاياتالمتحدة جرى استبعادهم في الانتخابات التشريعية التي جرت ربيع هذا العام. وفي هذا الاطار ذكرت مصادر مطلعة في طهران أن رجل الأعمال الاميركي ميير اعتقل منذ نحو عام، وليس كما تقول السفارة السويسرية في آب اغسطس الماضي. لكن لماذا اعلنت السلطات الايرانية نبأ اعتقاله مع فوز كلينتون على رغم ان التقديرات الاولية تشير الى أن موضوع العلاقات الايرانية - الاميركية يمكنه ان يجد الطريق الى الحسم الايجابي بعد سقوط الرئيس بوش الذي لا تحبه طهران؟ مصدر إيراني وثيق الاطلاع وصف عملية الاعلان عن اعتقال المواطن الاميركي بأنها تأتي كخطوة احترازية تذكر الحزب الديموقراطي بملف الرهائن الاميركيين الذي كان السبب وراء هزيمة جيمي كارتر أمام المرشح الجمهوري ريغان عام 1980 وهي في الوقت نفسه رسالة موجهة الى كلينتون مضمونها: "اذا كنت تريد استخدام ورقة حقوق الانسان للضغط على ايران، فتذكر ان لك رهينة يمكن ان تصبح رهائن". وفي هذا الاطار علمت "الوسط" من مصادر وثيقة الاطلاع ان قيادات في "حزب الله" وحركة الجهاد الاسلامي في فلسطين عرضت على المسؤولين الايرانيين فكرة العودة الى اسلوب اختطاف رهائن اميركيين، بعد ان فهمت تلك القيادات ان الاعلان عن اعتقال ميير "شفرة سرية" معناها: "تأهبوا للعودة مجدداً الى مشروع اختطاف رهائن"، اذا لزم الامر. التيارات المتشددة الايرانية والحركات الاصولية دعت الى اعلان التعبئة الشاملة في ايران وعند "الانصار" في الخارج تمهيداً لعمل ما تتوقعه من الادارة الاميركية الجديدة ضد ايران. ومرشد الثورة خامنئي، وفي خطوة أقرب ما تكون الى الضربة الوقائية منها الى الهجوم، انتقد شعار حقوق الانسان الذي يرفعه الحزب الديموقراطي وقد يستخدمه الرئيس الجديد ضد ايران. رفسنجاني وكلينتون اما الرئيس رفسنجاني فانه بدا غير مكترث للاجابة عن التساؤلات التي طرحتها الصحافة بشأن احتمال عودة العلاقات مع واشنطن بعد تصريحات الرئيس المنتخب كلينتون عن تلك العلاقة. وقد أبدى كلينتون في هذه التصريحات استعداده لاستئناف العلاقات الطبيعية مع ايران "عندما تقرر الحكومة الايرانية انها مستعدة لوقف سياستها المتطرفة وتنضم الى الولاياتالمتحدة بشكل واقعي والى جيرانها من أجل تحقيق السلام وإنشاء علاقات قائمة على حسن النيات". ورفسنجاني الذي يعرفه الجميع بأنه يرغب في تحسين علاقات بلاده مع جميع الدول، باستثناء اسرائيل التي لا يعترف بها، كان بامكانه التصريح بشيء "سلباً أم إيجاباً" عن العلاقة مع واشنطن اثناء القائه خطبة صلاة الجمعة وهو ينتقد بشدة سياسة الغرب تجاه مأساة المسلمين في البوسنة والهرسك. لكن الرئيس الايراني فضل التريث وإلقاء الكرة في ملعب الرئيس الاميركي الجديد وهو ينتظر من كلينتون اتخاذ المبادرة والافراج عن الارصدة والأموال الايرانية المجمدة وتخفيف الضغوط التي قالت الاوساط الايرانية ان واشنطن تمارسها على طهران وتمنعها من إعادة البناء والاعمار. ويرى رفسنجاني أن امام كلينتون خطوات عملية عليه القيام بها تجاه طهران اذا كان يريد حقاً اعادة العلاقات مع ايران. وفي هذا المجال علمت "الوسط" ان موضوع العلاقات الاميركية - الايرانية أثير خلال المحادثات التي اجراها فاروق الشرع وزير الخارجية السوري في طهران الشهر الماضي. وقال رفسنجاني للشرع "ان واشنطن لا تزال تضع ايران على قائمة الدول الارهابية وتنظر الى موقفها ازاء مسألة المفاوضات السلمية العربية - الاسرائيلية من زاوية سلبية وهي - واشنطن - قلقة من تنامي قدرات ايران العسكرية وتعتبر ايران من الدول التي تنتهك حقوق الانسان، كما ان أميركا لا تزال تحتجز الاموال والارصدة الايرانية". وتتخوف ايران من علاقات كلينتون الوثيقة مع اسرائيل. وقد لاحظ رفسنجاني ان كلينتون صرح بعد انتخابه انه سيتخذ اجراءات لمنع ايران من التزود "بأسلحة الدمار الشامل" النووية وغيرها. على هذا الأساس، يريد رفسنجاني ان يتخذ كلينتون "الخطوة الاولى" تجاه ايران لتحريك موضوع اعادة العلاقات الطبيعية بين البلدين. وهذا ما شرحه الرئيس الايراني للشرع الذي قد يكون نقل هذه الرسالة الايرانية الى واشنطن. موقف خامنئي وولايتي لكن رفسنجاني لا يقف مكتوف اليدين ازاء هذه القضية. فقد علمت "الوسط" ان الرئيس الايراني أوعز الى صحافيين ايرانيين يثق بهم للكتابة عما يجب على كلينتون فعله لكي تعود العلاقات الايرانية - الاميركية الى سابق عهدها. فبعد "طهران تايمز" التي ذكّرت كلينتون بشعاره الانتخابي "يريد ان يصبح رئيساً للولايات المتحدة وليس رئيساً للعالم"، نشرت صحيفة "جمهوري اسلامي" مقالاً كتبه مستشار رفسنجاني للشؤون الاجتماعية حجة الاسلام مهاجري - الذي لم يوقع مقاله كعادته - خاطب فيه كلينتون وحثه على ان يكون هو المبادر الى اعادة العلاقات مع طهران والاتعاظ بتجارب الذين سبقوه، وعلى رأسهم بوش "لكي لا تتكرر اخطاء الديموقراطيين في البيت الابيض كما حصل لكارتر". اما صحيفة "كيهان" فانها كانت حريصة جداً عندما ربطت بين اعتقال الاميركي ميير وما سمته "خاصرة الولاياتالمتحدة الاميركية التي يمكن ان تتلقى الضربات وتشكل تحدياً كبيراً للرئيس الجديد يفوق التحدي الاقتصادي". وفي لهجة تنطوي على التهديد دعت الصحيفة في مقال لا يشك احد من المراقبين بأنه يرمي الى ابلاغ رسالة، دعت كلينتون الى الانتباه الى هذه "الخاصرة" وهي احتجاز الرهائن الاميركيين، وقالت ان على الرئيس الجديد ان يبدي قدراً أكبر من المسؤولية ويفرج عن الارصدة والأموال الايرانية المجمدة ويتعامل مع ايران كحقيقة واقعة "وذلك من شأنه ان يساعد في تعزيز السلم العالمي". هل تريد طهران، الرئيس رفسنجاني العودة الى فتح ملف جديد للرهائن الاميركيين والدخول في مواجهة جديدة مع الرئيس كلينتون؟ وأين يضع المراقبون تصريح وزير الخارجية ولايتي الذي جاء فيه: "إيران لا ترغب في عودة العلاقات مع الولاياتالمتحدة"؟ العارفون بالشؤون الايرانية يفرزون خطين رئيسيين على صعيد القيادة الايرانية يتداخلان في أكثر الاحيان لكنهما يبقيان في النهاية خطين يميزان من يقف على رأسيهما: الخط الأول يقوده خامنئي الذي عليه ان يسلك طريق الخميني ويتولى "الدفاع عن الثورة ومكتسباتها" ويشن بين الحين والآخر هجوماً على "الاستبداد الدولي"، خصوصاً الولاياتالمتحدة، لكنه في الوقت نفسه مستعد تماماً للموافقة على مبدأ عودة العلاقات الايرانية - الأميركية "طوعاً أو كرهاً". طوعاً، على قاعدة المبادئ الرئيسية الثلاثة التي حددها خامنئي للرئيس رفسنجاني في السياسة الخارجية، وهي "العزة، واتباع الحكمة، والمصلحة"، أي أن يترك الطريق مفتوحاً امام وزارة الخارجية الايرانية لاتباع الأساليب والوسائل المناسبة بالحكمة لتحقيق مصالح ايران بالعزة ومن دون التذلل للآخرين. وكرهاً: أو ليس خامنئي خليفة الخميني وهو يسعى الى ان يكون دائماً على طريقه... ذلك ان الخميني الذي كان يرفض مجرد الحديث عن وقف الحرب العراقية - الايرانية ويعتبر السلام والتصالح مع صدام حسين بمثابة الكفر، وافق اخيراً على ايقاف الحرب وقال انه "يتجرع السم"؟ إذن فان خامنئي لا يرفض بالمطلق عودة العلاقات مع واشنطن، والوزير ولايتي هو دائماً الأقرب اليه على رغم انسجامه الكامل مع رفسنجاني. الخط الثاني، يقوده رفسنجاني وهو صاحب النهج الذي يقول بالعمل من اجل اعتلاء ايران. و"اعتلاء ايران" كان الشعار الذي رفعه رفسنجاني وهو يؤدي امام خامنئي اليمين الدستوري ليصبح في آب اغسطس 1989 رئيساً للجمهورية الاسلامية خلفاً لخامنئي الذي صار مرشد الثورة. ورفسنجاني يريد استئناف العلاقات الطبيعية مع الولاياتالمتحدة لكنه يتحرك بحذر. وعلمت "الوسط" ان رفسنجاني أوعز الى سفير ايران لدى الأممالمتحدة كمال خرازي باجراء اتصالات مع الدوائر الاميركية المهتمة بشؤون العلاقات مع ايران، وشارك خرازي في اجتماعات لجنة العلاقات الخارجية الاميركية التابع للكونغرس الأميركي، وقال وهو يرد على منتقديه انه شارك ايضا في لقاءات مع جهات اميركية عدة لتوضيح مواقف ايران. وأكد انه اجرى اتصالات مع وزارة الخارجية الاميركية ومكتب البعثة الاميركية في نيويورك عن طريق الدوائر المعنية بالدراسات حول العلاقات الايرانية - الاميركية. وكشف ان ادارة رفسنجاني وافقت على دفع تعويضات لأربع شركات نفطية أميركية تضررت بسبب فسخ عقودها اثر سقوط الشاه. كما ان عدداً من الشركات النفطية الاميركية سُمح لها بمزاولة نشاطات تصب في تأهيل فنيين ايرانيين في الاهواز. وتستأنف شركة "أميركان بريزيدنت لاينز" خدماتها الملاحية الى ايران بدءاً من 1993 بعد ان رفعت الادارة الاميركية الحظر المفروض على تعاونها مع ايران. أما تصريح ولايتي فهو لا يخرج عن دائرة الأصول الثلاثة التي رسمها خامنئي، وينسجم بذلك مع مرحلة الصبر والتريث التي تطبع سياسة رفسنجاني ازاء الادارة الاميركية الجديدة. وهو أي رفسنجاني، يمنع مستشار الأمن القومي الدكتور محمد جواد لاريجاني من الحديث عن العلاقة الايرانية - الاميركية "في الوقت الحاضر على الأقل"، ولكنه يترك له خيار الكتابة عن عهد كلينتون. وقد وصف لاريجاني السياسة الاميركية في منطقة الخليج في عهد كلينتون بأنها تقف امام تحول جاد. وحتى تتبين معالم الصورة المقبلة في العلاقات الايرانية - الاميركية فان الرئيس المنتخب كلينتون سيجد نفسه، عاجلاً أم آجلاً، مضطراً للتعامل مع ايران. وكان ولايتي ردّ قبل ثلاثة أشهر، على سؤال لمدير معهد دراسات الشرق الأوسط التابع لوزارة الخارجية اليابانية وهو أيضاً رئيس شركة نيسان الصناعية حول أسباب عدم عودة العلاقات الايرانية - الاميركية، فتساءل بدوره عن الدوافع الاميركية وراء ابقاء الارصدة والأموال الايرانية مجمدة. وأضاف ولايتي: "لا يمكن لأية قوة في العالم، ومنها اميركا، ان تتجاهل دور ايران". لكن ايران تنتظر من كلينتون ان يخطو الخطوة الأولى. وفي انتظار حدوث ذلك، فان الامر الاكيد هو ان قضية العلاقات الاميركية - الايرانية اصبحت مطروحة جدياً على بساط البحث.