يقال ان الحقيقة أولى ضحايا الحرب، وفي أعقاب كل حرب نسمع اصواتاً كثيرة، اصواتاً لم نكن نسمعها على الاطلاق خلال المعركة، وأصواتاً اخرى كنا نسمعها ولكن علا صوتها. فالكل يدعي البطولة، ومن يستحقها يأبى ان يشاركه احد فيها، فهو ينكر ادوار من شاركوه، وعاونوه، وساندوه، ويظهر نفسه كأنه البطل الوحيد ، والمنتصر الأوحد، والعبقرية الفذة. ان القول الشائع ان "النصر متعدد الآباء، والهزيمة يتيمة"، صحيح، فالكل يدعي الفضل في النصر، والكل يتنصل من الاخطاء. والمنتصرون يدعون الكمال في كل شيء، وما حدث من اخطاء، فإما انهم لا يعترفون بها، او يلقونها على كاهل المرؤوسين، وأحياناً على الآخرين، وكأن الخطأ ليس من شيمهم، أو هو ملغى من قواميسهم. أقول هذا، بعد ان قرأت العديد من المقالات والمذكرات والكتب، وآخرها كتاب شريك الحرب الجنرال نورمان شوارتزكوف "لا يحتاج الأمر الى بطل". وقد فوجئت بما ورد فيه من سرد لأحداث لم تقع، وأخرى تنقصها الدقة في الرواية، وعبارات تحمل في طياتها اكثر من معنى او مغزى، رغم ظني بمصداقيته، وحرصه على التأريخ الدقيق لحرب لم يمر على انتهائها اكثر من عام ونصف العام، وحرصه ايضاً ان يعطي كل ذي حق حقه. الجنرال شوارتزكوف لم يكن بحاجة لكي يثبت انه بطل، أن يلغي جميع الادوار الاخرى التي من دونها لم يكن لعمليتي درع الصحراء وعاصفة الصحراء حظ في التنفيذ والنجاح، ولم يكن بحاجة لأن يبين في كتابه انه هو الوحيد الذي فكر بأسلوب صحيح، وانه الوحيد الذي تنبأ بالخطر العراقي، لاغياً بذلك دور وزارة الخارجية الاميركية والبنتاغون ووكالة المخابرات المركزية، وانه الوحيد الذي خطط لنقل هذه القوات الضخمة في بدء عملية "درع الصحراء" لاغياً ادوار جميع المخططين في الشؤون اللوجستية، وانه الوحيد الذي حقق النصر، اما من سواه فهم اما مخطئون او بطيئو التفكير، او اغبياء، وذلك بدءاً بالمسؤول عن وكالة المخابرات المركزية، ومروراً بوزير الدفاع الاميركي، ورئيس هيئة الاركان المشتركة، الجنرال كولن باول، ونهاية بالجنرال فرانكس قائد الفيلق السابع الاميركي. لم يكن الجنرال شوارتزكوف بحاجة لكي يثبت انه بطل، أن يقلل من دور القيادة الموازية والمكافئة لقيادته - وهي قيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات - في تحقيق النصر الذي أكرمنا به الله عز وجل، لم يكن بحاجة لأن يقلل من اهمية الاسناد والدعم سواء في الشؤون اللوجستية او العلاقات العامة او الشؤون العملياتية، لم يكن بحاجة لأن ينسب كل فضل الى نفسه، حتى في بعض الاحداث التي كان هو نفسه بعيدا عنها بسبعة آلاف ميل. لم يكن بحاجة لأن يضمن كتابه مثل هذه الادعاءات ليبرهن للعالم انه كان بطلاً. قبل ان أبدأ في سرد بعض الحقائق - على سبيل المثال وليس الحصر لأن الحقائق التفصيلية ستظهر في كتابي القادم ان شاء الله - يجب ان نضع النقاط الآتية في الاعتبار: 1 - مما لا شك فيه انه كان للولايات المتحدة - كقوة عظمى وحيدة - دور مهم وحيوي في حشد الرأي العام العالمي ضد أطماع طاغية العراق، وفي الحشد العسكري الضخم الذي تم في فترة وجيزة، وفي تحقيق النصر وطرد المعتدي من دولة الكويت. 2 - لا احد ينكر انه كان - ايضاً - للمملكة العربية السعودية دور رائد وفعّال ومؤثر في الحشد والتخطيط والتنفيذ وتحقيق النصر. فبدون القرار التاريخي الشجاع لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود لما فتحت موانئ المملكة ومطاراتها ومدنها لاستقبال هذا الحشد الهائل من دول هبت لنجدة دولة الكويت ودرء الخطر عن ارض المملكة العربية السعودية، ولما تم تزويد هذه القوات بمختلف الاحتياجات العملياتية واللوجستية. 3 - لا يخلو أي عمل مهما بلغ صغره من احتمال الخطأ، فالكمال لله وحده، واحتمالات الخطأ واردة في كل موقف خاصة مع حشد وتخطيط وتنظيم وادارة الاعمال القتالية لقوات مسلحة من 37 دولة. والآن سنوضح بعض الحقائق المؤيدة بالمستندات المتوفرة في القيادة المركزية الاميركية وقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات: 1 - لقد تم تشريفنا بقيادة القوات المشتركة ومسرح العمليات بأمر من مولاي خادم الحرمين الشريفين والقائد الأعلى للقوات المسلحة - بناء على توصية سيدي صاحب السمو الملكي النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ومعالي رئيس هيئة الاركان العامة - في 10/8/1990 وليس في أواخر اكتوبر تشرين الأول عام 1990 كما ورد في الفصل 19 ص 374. 2 - لقد كان مسمى الوظيفة التي كلفت بها منذ بداية الأزمة هي: قائد القوات المشتركة ومسرح العمليات، وليس قائد القوات العربية والاسلامية كما ورد في بعض صفحات الكتاب، لأن القوات المسلحة من فرنسا وتشيكوسلوفاكيا والمجر والفليبين وبولندا التي كانت تحت سيطرتنا العملياتية، لا تعتبر قوات عربية او اسلامية. 3 - ان خطة اخلاء مدينة الخفجي من السكان المحليين لقربها من الحدود الكويتية السعودية ولوقوعها في مرمى مدفعية المعتدي تم قبل وصول الجنرال شوارتزكوف الى الرياض بأسبوعين على الأقل. وقرار اخلائها يعتبر - من الوجهة العسكرية - امراً بديهياً ولا يحتاج الى عبقرية او عمق في التفكير، فطالما كان السكان في خطر من القصف المدفعي فيجب اتخاذ قرار بإخلائهم لمنع الخسائر أولاً، ولحرمان المعتدي من التهديد المستمر للمنطقة ثانياً، وحتى لا تكون ورقة رابحة في يده ثالثاً. هذا يخالف ما ورد في الفصل 21 ص 424، حيث كتب شوارتزكوف "وقد عارض خالد في البداية ولكنه اقتنع آخر الأمر". 4 - وفي الوقت نفسه، واستكمالاً لقراري بوضع خطة اخلاء مدينة الخفجي بالتعاون مع امارة المنطقة الشرقية، فقد اصدرت أوامري بسحب القوات السعودية التي كانت في مواقع دفاعية على الحدود السعودية - الكويتية الى الجنوب بمسافة من 30 - 40 كيلومتراً طبقاً لطبيعة الأرض، واعتبرت هذه المنطقة منطقة أمن وأيضاً منطقة قتل لأرتال المعتدي اذا حاولت عبور الحدود. وأمرت بأن ترابط في منطقة القتال هذه وحدات استطلاع خفيفة الحركة مهمتها الانذار فقط عند اقتراب الارتال المعادية، وقد تم ذلك قبل وصول شوارتزكوف الى الرياض الفصل 21 ص 424. 5 - ورد في الفصل 18 ص 334 انني غضبت لارتداء بعض العسكريين من القوات الاميركية قمصان - SHIRTT مطبوعاًً عليها خريطة المملكة، بحجة ان وضع اسماء المدن على الخريطة من الامور التي تعتبر سرية ومحظورة. وهنا لا يسعني الا ان اقول انه لا يمكن ان يتخيل اي عاقل ان خريطة دولة من الدول عليها المدن الرئيسية تعتبر وثيقة سرية. ألا تباع هذه الخرائط في المتاجر وتوزع في مراكز الاستعلامات ومكاتب شركات الطيران، وفي المكاتب السياحية؟ للأسف ان الجنرال لم يذكر السبب الحقيقي لشدة غضبي عندما علمت انهم يبيعونها في المتاجر العسكرية التابعة لوحداتهم، والسبب هو ان خريطة المملكة المطبوعة على القمصان يتوسطها علم الولاياتالمتحدة وليس علم المملكة. وبالطبع افهمته ان مثل هذا الاجراء قد يفسر على ان المملكة محتلة من الولاياتالمتحدة، مما يسيء اليهم ويهدد مصالحهم، قبل ان يسيء الينا. وأضفت انه ما من دولة في العالم او رجل غيور على سمعة بلاده يقبل ان تطبع خريطة بلاده ويتوسطها علم آخر غير علم دولته. 6 - اما عن معركة الخفجي، فالحقيقة انني لم اكن موجوداً فيها عند بدء المعركة، وانما كنت اقلد ضباط القوات البحرية السعودية الاوسمة التي منحها لهم خادم الحرمين الشريفين والقائد الاعلى للقوات المسلحة لتدميرهم اكبر قطعة بحرية للمعتدي عندما حاولت الاعتداء على السيادة البحرية السعودية. وعندما وردت الينا التبليغات القتالية بتقدم أرتال المعتدي ومحاولتها اقتحام المدينة توجهت مباشرة الى أرض المعركة لكي أكون قريباً من القادة الميدانيين الأماميين، وحاضراً للتدخل بامكانات اكبر وقيادة المعركة. لم يكن هناك أي اتصال مع الجنرال شوارتزكوف في ذلك الوقت، ولم اتحدث معه طوال وجودي في مركز القيادة المتقدم، لأنه ببساطة لم يكن هناك داع لذلك فالقوات التي تقاتل تحت امرتي والمعتدي يهاجم قطاع مسؤوليتي. ولا يخفى على احد من العسكريين الذين كان لهم شرف الاشتراك في هذه المعركة - وأيضاً على القيادة المركزية الاميركية - ان أحد الأسباب التي ساعدت على تقدم أرتال المعتدي واقتحامها المدينة هو تأخر المعاونة الجوية القريبة، وعدم الاستجابة للطلب في الوقت المناسب، لقد كانت السيطرة العملياتية الجوية من مسؤولية القوات الجوية الاميركية. كما انني لا أذيع سراً اذا قلت ان احد الأسباب التي دعتني الى تأخير الهجوم المضاد لمدة 24 ساعة هو محاولات انقاذ طاقمي استطلاع من القوات الاميركية - يضمان اثني عشر فرداً - من المدينة قبل اقتحامها من جانبنا. للأسف لم تذكر هذه الحقائق في الكتاب، ولم يعترف بها كنقاط قوة للجانب السعودي. 7 - لقد اتفقت مع الجنرال شوارتزكوف ان نعقد اجتماعاً تنسيقياً يومياً في مكتبي وذلك لأغراض التحليل والتنسيق وحل نقاط الخلاف ووضع الحلول لأي مشاكل ادارية أو عملياتية، والتشاور في الخطط المستقبلية. ولم تكن هذه الاجتماعات لشرب القهوة والعصائر والكابتشينو، او رواية الاحاديث والأمثال. فلم تكن طبيعة الاحداث والمهام والمشاكل لتترك لنا فرصة مثل هذه، وهذا للأسف - ايضاً - وارد في الفصل 18 ص 334. 8 - حاول التلميح بخصوص اداء القوات المصرية، وتنفيذ المهام بالنسبة الى القوات السورية، ونظراً لأنني لست في حاجة للدفاع عن هذه القوات الا انني يجب ان أقول كلمة حق للتاريخ: لقد أدت القوات المصرية والسورية مهامهما على اكمل وجه، وكانت مشاركتهما في هذه الحرب فعّالة وضرورية، وسعدت ان مثل هذه القوات المحترفة كانت تحت قيادتي. 9 - يدعي الجنرال شوارتزكوف في الفصل 18 ص 338 انه هو الذي اقترح تشكيل لجنة لحل المشاكل الثقافية قبل ان تتفاقم. والحقيقة ان تشكيل هذه اللجنة انبثق من الاجتماع الذي عقد في المنطقة الشرقية برئاسة صاحب السمو الملكي امير المنطقة الشرقية وحضره الجنرال يوسوك، واللواء عبدالعزيز آل الشيخ، وقائد الفيلق 18. وتم الاتفاق على تشكيل لجنة امنية تتكون من قائد المنطقة الشرقية مندوباً عن وزارة الدفاع، ومدير شرطة المنطقة الشرقية مندوباً عن وزارة الداخلية، وقائد الفيلق 18 مندوباً عن القوات الاميركية، ومدير فرع الأمن العسكري في المنطقة الشرقية لحل جميع المشاكل التي تنتج عن تصرفات افراد القوات الاميركية. 10 - يقول الجنرال شوارتزكوف في كتابه، ان اشد ما كان يقلقه ان السعوديين لم يكونوا مهتمين أو مدركين لخطورة التهديد العراقي قدر اهتمامهم بالمشاكل الثقافية الناشئة عن الوجود الاميركي على اراضيهم. هذا القول يخالف الحقيقة تماماً فيكفي القرار الشجاع التاريخي الذي اتخذه مولاي القائد الاعلى للقوات المسلحة السعودية، والاجراءات التي اتخذتها الحكومة الرشيدة، والاسناد الكامل من الشعب السعودي العظيم ليبين له الى اي مدى كان السعوديون يقدرون مخاطر المعتدي والى اي مدى ساندوا ودعموا جميع القوات التي شاركت في حرب تحرير الكويت. لا يوجد دليل أقوى من ذلك. وبفرض صحة مقولة الجنرال، ما الذي يضير المملكة او يسيء الى سمعتها اذا كانت حريصة على تقاليدها وعاداتها وقيمها كزعيمة ورائدة للعالم الاسلامي؟ ألا يعتبر ان اي تهديد لهذه العادات والتقاليد والقيم الاسلامية هو تهديد داخلي للدولة الاسلامية لا يقل خطورة عن التهديد الخارجي. وهنا سأذكر الجنرال بحديثه معي عن التقاليد والعادات والقيم التي وجدها متبعة في المملكة، وكيف انه لأول مرة في تاريخ القوات المسلحة الاميركية تختفي جرائم السكر والجنس، وأنه لذلك تفرغ القادة للتدريب ورفع الكفاءة القتالية لوحداتهم. وبإذن الله ستظل المملكة بقيادة قادتها المخلصين متمسكة بمبادئ الدين الاسلامي وشريعته الغرّاء الى ان تقوم الساعة. 11 - ذكر الجنرال شوارتزكوف في كتابه انه هاج عندما اعلنت في اجتماع عام "ان أفضل طريق للحرب يكون بشن الهجوم من اتجاه تركيا"، مما نتج عنه مناقشات حامية تم على اثرها مقاطعة بيننا استمرت 24 ساعة. ان هذه القصة عارية من الصحة تماماً، فانني لم اصدر مثل هذا التصريح، ويمكن اثبات ذلك او نفيه بمراجعة تصريحاتي خلال هذه الفترة. اما الحقيقة فان موضوع الهجوم من اتجاه تركيا تم عبر وثيقة سرية للغاية تعليقاً على اول مسودة لخطة عاصفة الصحراء تقدم اليّ بعد ان انجزها فريق التخطيط المشترك الاميركي السعودي، وفي هذه المذكرة اوضحت له ضرورة التفكير في هجوم آخر من اتجاه تركيا كخطة طوارئ، وملاحظات اخرى اعتبرها الجنرال تدخلاً مني في استخدام القوات التي كانت تحت امرته بالرغم أنني وجهت اليه هذه الملاحظات كأسئلة استفهامية، لأن الاستخدام كان يخالف ما ورد في المراجع الاميركية. كما انني لم اعتذر له - كما ذكر - عندما حضر الى مكتبي لسبب بسيط وهو أنني لم اخطئ بحقه وعندما احتدم النقاش بيننا غادرت مكتبه، لأن الظروف التي كنا نمر بها لم تكن تسمح لنا بالصياح كالصغار. 12 - في الفصل 20 ص 240 يروي الجنرال انه هو الذي اقترح حلاً عظيماً عندما علم ان القوات السورية ترفض الاشتراك في الهجوم وذلك بوضعها في الاحتياط، حتى يبدو كأنها اشتركت في القتال، ولكن حقيقة الامر انها لم تشترك في القتال. هنا اجد نفسي مضطراً لتوضيح بعض المسائل العملياتية التي ما كنت احب ان اخوض فيها الآن. والحقيقة هي: من اليوم الأول لوصول القوات السورية كلفت بالمهام القتالية التي تتناسب مع امكاناتها وقدراتها القتالية، واكتمل لدينا في القطاع الشمالي قبل بدء العمليات البرية الفيلق الجيش الميداني المصري المكون أساساً من فرقتين، وعدة ألوية سعودية ومعها وحدات كويتية تعادل في حجمها فرقة اخرى علاوة على الفرقة المدرعة السورية. وبتفكير بسيط - لا يحتاج الى عبقرية عسكرية - نجد انه يجب ان يوجد في النسق الأول العملياتي التعبوي القوات السعودية والكويتية اولاً، والفيلق المصري كاملاً لعدم تجزئته، وان نحتفظ بالفرقة المدرعة السورية كاحتياط عملياتي للقطاع الشمالي، فتكون جاهزة للدفع للاشتباك عند الضرورة. ولم اكتف بذلك فقد امرت بتحريك مجموعات مدفعية الفرقة السورية للأمام ووضعت المدفعية السعودية تحت سيطرتها العملياتية في واجب التعزيز، واشتركت المدفعية السورية والمدفعية السعودية في تنفيذ مهام التمهيد والاسناد النيراني، كما شكلت مجموعات مختلطة من وحدات المهندسين العسكريين السورية والسعودية، وكانت وحدات المهندسين السوريين تحت السيطرة العملياتية للوحدات السعودية، وعملت هذه المجموعات بنجاح في فتح الثغرات والتغلب على العوائق. 13 - يدعي الجنرال شوارتزكوف في كتابه انه هو الذي نظم عملية تحرير مدينة الكويت، والحقيقة تخالف ذلك، فعندما اقتربت القوات التي كانت تحت امرتي من الحدود الخارجية للمدينة أمرت بتشكيل قوتي واجب من وحدات من جميع القوات العربية المشاركة، الاولى تهاجم المدينة من الجنوب، والاخرى من الغرب، بحيث تقتحم الوحدات مدينة الكويت في وقت واحد. لقد وجدت ان الامانة تجاه جميع القوات العربية التي كان لي شرف قيادتها تقتضي مني اشراكها جميعاً لتحقيق هذا الهدف الذي كنا نسعى اليه، وحتى لا يدعي احد - في المستقبل - انه كان لقواته فقط شرف السبق في تحرير عاصمة الكويت. 14 - رغم انه ذكر اسمي اكثر من خمسين مرة في كتابه، الا انها للأسف كانت في صغائر الامور، ولم يذكر الدور الحقيقي لقائد القوات المشتركة ومسرح العمليات سواء في تخطيط العمليات العسكرية او ادارتها، ولم يذكر الدور الحقيقي لاسناد قوات 37 دولة، والسيطرة العملياتية على قوات من 24 دولة. وأخيراً اكرر مرة ثانية ان الجنرال شوارتزكوف لم يكن بحاجة لأن يضع في كتابه مثل هذه الأخطاء - التي أرجو ألا تكون متعمدة - لكي يثبت انه كان بطلاً. البطل يا صديقي نورم يجب ان يتصرف دائماً كالأبطال".